شفق نيوز/ يرى مراقبون أن تواصل الهجمات ضد القوات الأميركية في العراق، سيضطرها إلى اتخاذ خطوات للدفاع عن نفسها والرد على تلك الاستهدافات، مؤكدين أن حماية المنشآت والعناصر الأجنبية المتواجدة داخل البلاد هي من مسؤولية بغداد، وفقاً للعهود والمواثيق الموقعة مع واشنطن.

وتعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، للهجوم 27 مرة على الأقل، في الفترة من 17 إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وقالت "فوكس نيوز" إنه بين هذه الهجمات، وقعت 16 في العراق و11 في سوريا، بعضها كان هجوماً بطائرات مسيرة وأخرى بصواريخ هجومية.

وذكرت، أن القوات الأميركية نجحت في إحباط معظم هذه الهجمات، وفشل معظمها في الوصول إلى أهدافها.

وحسب المعلومات فقد تم، اليوم الأربعاء، إحباط هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة أميركية في سوريا.

وقال مصدر حكومي عراقي لوكالة "رويترز" إن طائرتين مسيرتين استهدفتا منطقة التنف السورية تم تعطيلهما أو تدميرهما بواسطة نظام الدفاع الأساسي.

بدايةً، كيف ينظم التواجد العسكري الأجنبي في العراق؟

يقول مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن، نزار حيدر، إن "القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، محمد شياع السُّوداني، قال، إن (كل القواعد العسكرية الموجودة في البلاد هي عراقية، تستضيف مستشارين ومدربين أجانب فقط، وهؤلاء يتواجدون في العراق، بطلب من الحكومة العراقية)".

ويؤكد حيدر لوكالة شفق نيوز، أن "هذا ما حصل فعلاً، فقد خرج آخر جندي أجنبي من العراق بتاريخ (31/12/2011)، في إطار الاتفاقية الأمنية التي وقعّتها بغداد مع واشنطن والتي شرّعها البرلمان العراقي بقانون".

ويوضح، أن "ما ينظم التواجد العسكري الأجنبي في العراق حالياً ثلاثة نصوص دستورية وقانونية:

أ/ اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة عام 2008، والتي شرعها البرلمان كذلك بقانون.

ب/ البروتوكول الذي وقعته حكومة المالكي الثانية مع واشنطن بتاريخ (22/6/2014)، والذي طلب فيه القائد العام من واشنطن العودة إلى العراق لمساعدته في الحرب على الإرهاب، والذي منح بموجبه المالكي القوات الأجنبية العائدة الحصانة والحماية الكاملة من خلال منحها تأشيرات دخول دبلوماسيَّة.

ج/ مخرجات الحوار الاستراتيجي بين الطرفين والذي استمر على مدى ثلاثة اجتماعات مشتركة، كان آخرها خلال زيارة القائد العام السابق مصطفى الكاظمي إلى واشنطن في (7/4/2021)".

ويؤكد، أن "كل هذه العهود والمواثيق تنصّ بأن العراق مسؤول عن حماية المنشآت والعناصر الأجنبية المتواجدة على أراضيه، لذلك يلاحظ أن كل الحكومات التي تعاقبت على السلطة في بغداد بعد عام 2014، تصفُ القوات الأجنبية التي عادت إلى العراق بالقوات الصديقة وليست المحتلة".

ويضيف، أنه "وبناءً على ذلك، فإن أي تعرّض لهذه القوات ومنشآتها بمثابة تجاوز على استقرار وأمن وسيادة البلاد، وهذا ما أشار إليه السوداني في بيانه الأخير، عندما أصدر أوامره بملاحقة وتعقب مطلقي الصواريخ".

"حق الدفاع عن النفس"

وتعليقاً على تصريح وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الذي قال "إذا لم تتوقف الهجمات على العسكريين الأميركيين في الشرق الأوسط فسنرد"، ذكر حيدر أن "هذا التصريح يأتي في هذا الإطار، على اعتبار أن فشل بغداد في التزاماتها مع واشنطن في حمايتها للقوات والمنشآت الأجنبية يمنح الأخيرة حق الدفاع عن النفس، كما ورد ذلك في القانون الدولي".

ويوضح، أن "هذا أمر خطير وسيضرّ بالعراق ويضعه مرة أخرى على كفّ عفريت، لذلك أن حكومة السُّوداني وقوى ائتلاف قوى الدولة التي شكّلت حكومته وتحديداً قوى الإطار التنسيقي، سيبذلون قصارى جهدهم من أجل احترام التزاماتهم".

ويضيف، "فلا أحد يريد التفريط بالاستقرار السياسي والأمني الذي شهده العراق على مدى العام المنصرم من عمر الحكومة الحالية، والتي بدأت التخطيط والتنفيذ لمشاريع كبرى سوف لن تجد النور إذا عاد التصعيد الأمني والعسكري مرة أخرى، وبالطريقة التي كنا نراها طوال الأعوام المنصرمة".

قرار نيابي جاهز بانتظار التنفيذ

ويشير إلى أن "حكومة السوداني إذا كانت عاجزة عن تنفيذ التزاماتها، فإن بإمكانها أن تُبادر إلى تنفيذ القرار النيابي الصادر عن مجلس النواب بتاريخ (5/1/2020)، وتطلب من كل القوات الأجنبية مغادرة العراق".

ويرى، أن "هذا الإجراء سهل التنفيذ، فالقرار النيابي موجود، لا يحتاج إلى توافق سياسي جديد، ولا الى جلسة جديدة للبرلمان، بل بقي التنفيذ فقط، وعلى الدولة العراقية تحمّل أعباء وعواقب هذا القرار بايجابياته وسلبياته".

واشنطن لا ترغب بحرب إقليمية.. ولكن

من جهته، يشير المحلل السياسي والخبير في العلاقات العربية ـ الأميركية، د.عاطف عبدالجواد، إلى أن "القوات الأميركية تعرّضت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى هجمات عديدة من ميليشيات تدعمها إيران في العراق وسوريا".

ويضيف عبدالجواد لوكالة شفق نيوز، "لكن الولايات المتحدة ردّت على مواقع ميليشيات في سوريا بثلاث هجمات فقط، والسبب في ذلك هو أن واشنطن ووزير دفاعها لا يرغبان في توسيع نطاق الحرب إلى حرب إقليمية".

"رد تناسبي"

ويتابع، "وهذا يعني أن وزير الدفاع يرغب في تصريحاته الأخيرة إلى ردع إيران والميليشيات عن مواصلة هجماتها، لكن إذا استمرت الهجمات، فإن الولايات المتحدة سوف ترّد ردّاً تناسبياً".

وعن تفاصيل هذا الرّد يوضح، أن "الرّد التناسبي سوف يبدأ أولاً باعتراض صواريخ ومسيّرات الميليشيات وإسقاطها أثناء إنطلاقها وقبل وصولها إلى أهدافها، كما حدث عندما أسقطت البحرية الأميركية صواريخ ومسيّرات في البحر الأحمر أطلقها الحوثيون من اليمن".

ويُكمل، "لكن إذا لم ينجح هذا الرد، فإن الولايات المتحدة - بحسب تصريح وزير دفاعها - جاهزة للرد المباشر، وحيث أن إيران نفسها ليست هي المصدر المباشر للهجمات، فإن الولايات المتحدة ستركز على قصف الميليشيات المهاجمة".

ويضيف، "وبما أن بعض هذه الميليشيات متواجدة في العراق، فإن بغداد هي المسؤولة عن منع هذه الميليشيات من استخدام الأراضي العراقية لشن الهجمات". 

"واشنطن في معضلة"!

ويلفت إلى أن "واشنطن تقف في وضع ينطوي على معضلة، وهي من شقين: 

الأول: إنها لا ترغب في الإضرار بحلفائها في حكومة بغداد، ولكنها سترغب في الرد تناسبياً على الميليشيات. 

الثاني: واشنطن ترغب في منع توسيع الحرب رغم رغبتها في الرد".

ويختم حديثه بالقول، إن "واشنطن ربما طلبت من بغداد العمل كوسيط لاقناع الميليشيات أو إيران بعدم مهاجمة القوات الأميركية، حرصاً على عدم توسيع الحرب، لكن الولايات المتحدة لن تُحمّل العراق مسؤولية وقوع هذه الهجمات".

"رد تلقائي مناسب"

بدوره، يرى المحلل السياسي والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، د.حسن منيمنة، أن "التفضيل في واشنطن يبقى لعدم توسيع دائرة الحرب، وإبقاء المعركة في غزة وحدها".

ويوضح منيمنة لوكالة شفق نيوز، "غير أن الإجراءات العملية الثابتة لدى الولايات المتحدة هي أنه في حال تعرّضت قواتها لأي اعتداء، فإن الرد سوف يكون تلقائياً مناسباً"، مبيناً أن "تصريح وزير الدفاع الأميركي يأتي في هذا السياق".

خاص: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي واشنطن بغداد القواعد الامريكية في العراق الفصائل المسلحة القوات الأمیرکیة الولایات المتحدة مع واشنطن شفق نیوز

إقرأ أيضاً:

الصين تحدد هدف نمو اقتصادي طموح عند 5% وسط تصاعد التوتر التجاري مع واشنطن

حددت بكين هدفها للنمو الاقتصادي عند 5% لعام 2025، متجاهلة التهديدات المتزايدة من الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وذلك وفق ما أعلنه رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الشعبي الوطني.

ويأتي هذا الهدف الطموح في ظل سياسة تجارية أميركية أكثر تشددًا يقودها الرئيس دونالد ترامب الذي فرض مؤخرًا رسومًا جمركية إضافية على الواردات الصينية، مما يزيد من التحديات التي يواجهها ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

زيادة العجز والإنفاق الحكومي

وبحسب رويترز، قررت الحكومة الصينية رفع العجز في ميزانيتها إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ3% عام 2024، وهو أعلى مستوى في أكثر من 30 عامًا. وتخطط بكين لإصدار 1.3 تريليون يوان (179 مليار دولار) من سندات الخزانة الخاصة هذا العام، مقارنة بتريليون يوان (138 مليار دولار) عام 2024، إضافة إلى السماح للحكومات المحلية بإصدار 4.4 تريليونات يوان (606 مليارات دولار) من الديون الخاصة، مقارنة بـ3.9 تريليونات يوان (537 مليار دولار) العام الماضي.

الصين تعتزم زيادة إنفاقها العسكري 7.2% بنفس معدل 2024 لترتفع ميزانية الدفاع إلى 1.78 تريليون يوان (الأناضول)

وتشمل التدابير الحكومية تخصيص 300 مليار يوان (41 مليار دولار) لدعم المستهلكين في شراء السيارات الكهربائية والأجهزة المنزلية، و500 مليار يوان (69 مليار دولار) لإعادة تمويل البنوك الحكومية، و200 مليار يوان (28 مليار دولار) لتحديث معدات التصنيع.

إعلان استمرار التوسع العسكري

ووفقًا لوكالة الأنباء الألمانية، تعتزم الصين زيادة إنفاقها العسكري بنسبة 7.2% هذا العام، وهو نفس المعدل الذي سجلته عام 2024، لترتفع ميزانية الدفاع إلى 1.78 تريليون يوان (245 مليار دولار). وتأتي هذه الزيادة وسط التوترات المستمرة في بحر جنوب الصين، بالإضافة إلى تصاعد التوتر مع تايوان التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها رغم إدارتها المستقلة منذ عام 1949.

مواجهة التصعيد الأميركي

وتلقي التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة بظلالها على الاقتصاد الصيني، إذ فرضت إدارة دونالد ترامب رسومًا جمركية إضافية بنسبة 10% يوم الثلاثاء، مما يرفع إجمالي الرسوم المفروضة على السلع الصينية إلى 20%. وردًا على ذلك، أعلنت بكين عن زيادة بين 10% و15% على مجموعة من الواردات الأميركية، بما في ذلك القمح والذرة والصويا والدجاج، كما فرضت قيودًا على 25 شركة أميركية، وفق رويترز.

وأفادت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن المسؤولين الصينيين يدركون أن هذه الرسوم قد تؤثر على 400 مليار دولار من الصادرات السنوية إلى الولايات المتحدة، وهو ما دفعهم لتوجيه المنتجات الصينية نحو أسواق بديلة، رغم المخاوف من اندلاع حروب أسعار مع دول أخرى قد تفرض حواجز تجارية لحماية صناعاتها المحلية.

تعزيز الطلب المحلي كأولوية اقتصادية

وبحسب التقرير الحكومي الصادر عن المؤتمر الشعبي الوطني، الذي نقلته بلومبيرغ، فإن الأولوية الاقتصادية الكبرى لهذا العام ستكون تعزيز الاستهلاك المحلي ليصبح "المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي" في ظل تراجع طلب الأسر الصينية والتحديات التي تواجه قطاع العقارات. وقال لي تشيانغ "سنعالج بأسرع وقت ممكن ضعف الطلب المحلي، وبخاصة استهلاك الأسر، لضمان أن يصبح هذا الطلب حجر الزاوية في الاقتصاد الصيني".

الأولوية الاقتصادية الكبرى للصين هذا العام لتعزيز الاستهلاك المحلي "المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي" (الفرنسية)

وفي خطوة أخرى لدعم الطلب، تخطط الحكومة لمواصلة سياسات التيسير النقدي، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة ومتطلبات الاحتياطي النقدي للبنوك "في الوقت المناسب" وفق تصريحات لي تشيانغ التي نقلتها بلومبيرغ.

إعلان إجراءات تحفيزية غير كافية؟

ورغم هذه التدابير، أظهر مسح أجرته بلومبيرغ أن 77 خبيرًا اقتصاديًا يتوقعون أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 4.5% فقط عام 2025، أي أقل من الهدف المعلن.

ويعزو المحللون هذا التباطؤ إلى استمرار الضغوط التجارية، وضعف الطلب المحلي، وتباطؤ قطاع العقارات الذي لم يصل بعد إلى قاع أزمته.

وصرّح رايموند يونغ، كبير الاقتصاديين في بنك "إيه إن زي" الأسترالي بأن "هذا الرقم يعكس تصميم السلطات على دعم النمو في مواجهة التوترات الخارجية وعدم اليقين الاقتصادي".

كما أشار محللون في "غولدمان ساكس" إلى أن السياسات التحفيزية التي أعلنتها الحكومة قد لا تكون كافية لتعويض التأثير السلبي للرسوم الجمركية الأميركية، خاصة إذا قرر ترامب رفع الرسوم إلى 60% كما لمح خلال حملته الانتخابية.

وفي الوقت الذي تكافح فيه الصين للحفاظ على زخمها الاقتصادي، تتجه الأنظار إلى مدى قدرة الحكومة على تنفيذ خططها التحفيزية، لا سيما في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

مقالات مشابهة

  • وفق قرار 160 ( نزاهة).. الرد السريع يقبض على 18 مطلوبا في محافظتين
  • الصين تحدد هدف نمو اقتصادي طموح عند 5% وسط تصاعد التوتر التجاري مع واشنطن
  • كتلة نيابية ترجح استثناء واشنطن لبغداد من استيراد الغاز الإيراني
  • يستهدف الباحثين عن العمل.. الأمن السيبراني يكشف نوعاً جديداً من الهجمات المنظمة
  • وزير الدفاع البريطاني يلتقي في واشنطن نظيره الأميركي
  • هههههه..مصدر حشدوي: الحشد لن يتفكك والمقاومة مستمرة بأمر من الإمام “الغايب”
  • ترامب يوقف الهجمات السيبرانية ضد روسيا وسط تصاعد التوترات في أوكرانيا
  • لجنة التنسيق الّلبنانيّة - الأميركيّة اختتمت لقاءَاتها مع الإدارة الأميركية والأمم المتحدة
  • أخبار العالم | قرار ترامب الأخير تصعيد خطير.. كندا تتوعد واشنطن بـ الانتقام.. وبكين تحذر من الرد
  • تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين بعد رفع الرسوم الجمركية