زنقة 20. الرباط

جرى، اليوم الخميس بالرباط، التوقيع على اتفاقية شراكة لإحداث “مركز مصالحة”، الذي يهدف إلى إعادة تأهيل وإدماج السجناء المحكوم عليهم في قضايا التطرف والإرهاب.

وقع هذه الاتفاقية كل من أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، ومحمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وفوزي لقجع الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، وأمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وعبد الواحد جمال الإدريسي المنسق العام لمصالح مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.

وتروم هذه الاتفاقية إضفاء المزيد من الفعالية على الشراكة المؤسساتية القائمة بين الأطراف الموقعة وباقي الشركاء والفاعلين المؤسساتيين، وتكثيف الجهود والمساهمة في الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب.

وستوكل للمركز، بموجب هذه الاتفاقية، مهام مكافحة التطرف العنيف وإعادة تأهيل وإدماج المحكوم عليهم في قضايا الإرهاب والتطرف وفقا للشروط المحددة في الاتفاقية.

كما سيشرف المركز على البرنامج التأهيلي “مصالحة” في صيغته الحالية وضمان استمراريته ودعم ومواكبة المستفيدين منه بعد الإفراج عنهم.

وقال السيد أحمد عبادي، في كلمة بالمناسبة، إن إحداث هذا المركز يأتي تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدف رسملة التجارب والممارسات الفضلى المحصل عليها ضمن برنامج مصالحة لإعادة تأهيل وإدماج السجناء المحكوم عليهم في قضايا التطرف والإرهاب، والذي أبان عن دور كبير وفعال في مكافحة التطرف في صفوف نزلاء المؤسسات السجنية، وكذا ضمانا لاستمرارية هذا البرنامج ومأسسته وتطوير أدائه.

وأبرز أن المركز سيضطلع بمهام جديدة بصياغة برامج للوقاية من مخاطر السقوط في التطرف، وإحداث نظام يقظة، واتخاذ التدابير الممكنة لحماية المحيط الأسري المباشر للمستفيدين من برنامج مصالحة من خطر تبني الأفكار المتطرفة، والقيام بالدراسات والأبحاث واللقاءات والمؤتمرات والدورات التكوينية ذات الصلة.

وذكر السيد عبادي أن مهمة الإشراف على التوجهات العامة للمركز وكذا مهام تداولية وتقريرية مرتبطة بوضع استراتيجية عمله وتقييمها دوريا ، ستوكل لمجلس للتوجيه يرأسه الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، ويتشكل من الشركاء الدائمين لبرنامج “مصالحة”، والفاعلين المؤسساتيين المشاركين في البرنامج.

وأضاف أنه ستشكل لجنة علمية تتكون من خبراء يعينون من طرف مجلس التوجيه، تضطلع بالجوانب العلمية والبيداغوجية للمركز، والسهر على الدراسات والأبحاث وبلورة أفكار علمية حول محاربة التطرف في انسجام مع دور المركز.

وذكر بأن إحداث هذا المركز جاء تتويجا للبرنامج التأهيلي “مصالحة” بعد إشعاعه الدولي الكبير (انطلق منذ سنة 2017) والذي تأسس انطلاقا من الوعي بأهمية تأمين شروط إعادة إدماج فئة النزلاء المعتقلين بموجب قانون مكافحة الإرهاب بالمؤسسات السجنية، بمقاربة مندمجة تسعى لتأهيل هذه الفئة من أجل المصالحة مع النظم والمعايير المنظمة للمجتمع في علاقته بالفرد وبالمؤسسات الشرعية الضامنة لتدبير الحياة العامة.

و أبرز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن البرنامج التأهيلي “مصالحة”، الذي استمر لمدة سبع سنوات، استمد فلسفته من التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعية إلى تعزيز قيم المواطنة ونشر قيم التسامح والاعتدال وصون الكرامة الإنسانية للمواطنين السجناء التي لا تجردهم منها الأحكام القضائية السالبة للحرية.

من جهته، قال السيد عبد الواحد جمال الإدريسي، رئيس غرفة بمحكمة النقض، المنسق العام لمصالح مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، أن توقيع اتفاقية الشراكة لإحداث مركز للمصالحة “جاء ليتمم تجربة برنامج مصالحة”.

وأوضح السيد الإدريسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن من شأن هذا البرنامج، الذي يستهدف فئة المدانين بموجب قوانين قضايا الإرهاب الراغبين في مراجعة أفكارهم، المساهمة في تحقيق نقلة نوعية على مستوى فكر هذه الشريحة من السجناء.

وأشار إلى أن هذه الفئة كانت تعيش داخل المجتمع بأفكار شاذة ومنحرفة، ويجري تصحيح هذه الأفكار داخل السجن، وكذا بناء قدراتهم وصقل مهاراتهم ونسج جسور الثقة في المؤسسات والقوانين.

يذكر أن الإشراف المالي على المركز سيوكل للجنة مالية يترأسها منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، على أن يشرف طاقم إداري على تدبيره وتسييره .

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: محمد السادس

إقرأ أيضاً:

منعا للتهجير.. تفاصيل مبادرة لإعادة تأهيل المباني في غزة

كشف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد رفعت عن مقترح  يهدف إلى دعم الفلسطينيين وإعادة الحياة إلى قطاع غزة عقب الدمار الذي خلفته الحرب، موضحًا أن مصر، بحكم معرفتها العميقة بالقطاع، يمكنها لعب دور محوري في تأهيل البنية التحتية وتوفير مساكن آمنة للسكان.

عاهد بسيسو: المساعدات العربية لإعمار غزة يجب أن تكون غير مرتبطة بأجندات سياسيةأحمد رفعت: مصر قادرة على إعادة إعمار غزة دون إخراج الفلسطينيين

وأشار احمد رفعت في مداخلة هاتفية مع الإعلامية فاتن عبد المعبود عبر قناة "صدى البلد"، إلى أن مصر سبق لها تنفيذ مشاريع عمرانية داخل غزة، حيث أنشأت مدنًا جديدة بعد حرب 2021، وتواصل حاليًا بناء ثلاث مدن أخرى، إضافة إلى تطوير كورنيش غزة.

وأكد أحمد رفعت أن المشاهد المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول عودة السكان إلى القطاع تبعث على الأمل، رغم افتقار المنطقة إلى مقومات الحياة الأساسية في الوقت الراهن.

وتحدث رفعت عن مقال نشره مؤخرًا، يتناول مقترح إرسال فرق هندسية مصرية مدربة لتأهيل المباني المتضررة، ما يسمح بإعادة إسكان المواطنين ورفع كفاءة المساكن المتاحة، كما أن هناك نحو 300 ألف وحدة سكنية قابلة للتأهيل وإعادة الاستخدام.

وأضاف، أن حجم الركام الناتج عن الدمار يعادل ثلاثة أضعاف حجم الهرم الأكبر في مصر، مشيرًا إلى أن إعادة تأهيل المباني غير المدمرة بالكامل قد تستغرق ما بين ثلاثة أشهر إلى عام، ما يجعل العمل على تأهيلها ضرورة للقضاء على فكرة التهجير وضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم.

مقالات مشابهة

  • “الأرصاد” يطلق برامج تدريبية لمنسوبي “شؤون الحرمين”
  • منعا للتهجير.. تفاصيل مبادرة لإعادة تأهيل المباني في غزة
  • نادى مغاغة الرياضي يحصد المركز السادس في بطولة الجمهورية لرفع الأثقال
  • هدف ماغواير “القاتل” يهدي مانشستر يونايتد بطاقة التأهل إلى ثمن نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي
  • ‬المركز الوطني للوثائق والمحفوظات يطلق الموقع الإلكتروني لمؤتمر “الأرشيف في العصر الرقمي”
  • جامعة نجران تحقق المركز الثاني في مؤتمر “إيدك دبي الدولي لطب الأسنان 2025”
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود يُدشن مركز “عزم” للتمكين النفسي والمجتمعي
  • المركز الوطني للفعاليات يوقع مذكرة تفاهم مع “نوبكو” لتعزيز التعاون
  • المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي يوقّع اتفاقيات تعاون ويدشّن مسرعة “وتير” لتعزيز الابتكار الاجتماعي
  • والتز: ترامب لم يستبعد حل الدولتين لكن “من دون غزة”