مقدمات نشرات الاخبار المسائية اليوم
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
مقدمة نشرة اخبار الـ"ان بي ان"
الأحزمة النارية الإسرائيلية تزنر قطاع غزة لليوم السابع والعشرين.
عدد الشهداء الفلسطينيين يتجاوز الرقم 9000.
أما عدد القذائف التي القيت على القطاع فقد تباهى وزير حرب العدو بأنه فاق عشرة آلاف لم توفر لا البشر ولا الحجر.
حصة وافرة من العدوانية كانت من نصيب القطاع الصحي والاستشفائي فالقصف استهدف المستشفيات فخرج معظمها عن الخدمة إما بسبب القصف أو نفاد الوقود حتى أن مركز السرطان الرئيسي في القطاع لم يعد يعمل.
في المقابل تواجه الحرب الإسرائيلية البرية خيارات صعبة مع فتك المقاومة بالغزاة الصهاينة.
ورغم دأبه على إخفاء خسائر وخصوصا البشرية اضطر جيش الاحتلال لاعتراف جزئي بها مشيرا إلى إرتفاع حصيلة جنوده القتلى إلى تسعة عشر.
وأقر قادة العدو بالصعوبة التي تواجه العملية البرية وقال أحد المسؤولين العسكريين الصهاينة: بات جنودنا يتساءلون عن دور من سيموت في كل يوم... جنودنا بحال انهيار نفسي.. وباتوا يخشون الصعود في الآليات التي ستدمرها صواريخ الكورنيت.
المأزق الميداني دفع القيادة العسكرية الإسرائيلية الى درس تغيير خطة اقتحام غزة بشكل جذري.
وعلى إيقاع ما يجري في القطاع ما يزال الوضع على سخونته في الضفة الغربية حيث قتل جندي إسرائيلي في هجوم قرب طولكرم فيما سقط شهيدان فلسطينيان في عمليات اقتحام نفذها جيش الاحتلال.
على الجبهة اللبنانية ظل الوضع الميداني على حاله: اعتداءات إسرائيلية على أطراف بلدات حدودية وردود من المقاومة على مواقع وثكنات وتجمعات العدو في المستوطنات المقابلة.
اما الجديد فهو العثور على جثتي شابين لبنانين استشهدا امس بعد اطلاق قوات الاحتلال النار عليهما اثناء رعيهما الماشية قرب نهر الوزاني.
وفي ساعات ما بعد الظهر تطورت الأوضاع لتصال الاعتداءات الاسرائيلية مختلف القرى الحدودية منها رشاف والخيام والمجيدية وتل النحاس والناقورة وخلة النمري وخراج بلدة الجبين وميس الجبل ومركبا والمقاومة ردت بقصفها قيادة كتيبة الاحتلال في ثكنة زبدين في مزارع شبعا.
مقدمة نشرة اخبار الـ"ام تي في"
الهجوم البري الاسرائيلي على غزة مستمر، كذلك القصف الجوي. وبين الهجوم المركز والقصف العشوائي، يتساقط المزيد من الضحايا ، الذين بلغ عددهم وفق وزارة الصحة في غزة 9061 اضافة الى حوالى 32 الف جريح ومصاب. بالنسبة الى الهجوم البري، المؤكد ان اسرائيل لم تحقق تقدما حاسما حتى الان، وإن كان رئيس الحكومة الاسرائيلية اعلن منذ ساعات، ان القوات الاسرائيلية توغلت على اطراف مدينة غزة. والمؤكد اكثر ان الحرب ستكون طويلة اي انها ستمتد لاسابيع او ربما لاشهر. فهل يمكن اسرائيل ان تتحمل الاستنزاف اليومي في العديد والعتاد بالنسبة الى الجيش، وفي الاقتصاد والمال بالنسبة الى الاسرائيليين؟ والاهم: الى اي حد سيبقى الرأي العام العالمي ساكتا عما يجري، ولا سيما ان تحركات كبيرة بدأت تحصل في عواصم العالم منبهة الى خطورة ما يجري؟
وعليه، فان احتمالات الانتصار والانكسار لاسرائيل متعادلة، بعكس ما تدعيه الدعاية الاسرائيلية التي تركز على ان النصر آت حتما، وعلى ان اسرائيل لا يمكن ان تخسر الحرب، لانها حرب حياة او موت!
ومع تصاعد حدة المعارك الحربية، المعركة السياسية بشأن مستقبل غزة بدأت تحتدم. حركة حماس رفضت في بيان اصدرته تصريحات البيت الابيض بشأن العمل على توافق اقليمي دولي لادارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، معتبرة اياها تصريحات وقحة ومرفوضة.. كما جددت رفضها فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني. في الجنوب، الوضع على حاله من التوتر. فتبادل الصواريخ والقذائف مستمر، وقد عنف بعد الظهر حتى وصلت صواريخ كتائب القسام الى مستوطنة كريات شمونة. كل هذا يجري فيما لبنان واللبنانيون ينتظرون غدا كلمة الامين العام لحزب الله. وفي المعلومات ان حسن نصرالله، وبخلاف ما يعتقده البعض، لن يعلن انخراطه في الحرب، لكن خطابه سيكون تعبويا وتجييشيا بامتياز، باعتبار انه يأتي وسط معركة مصيرية وبعد سقوط عدد كبير من الضحايا والشهداء ان في غزة او في لبنان. توازيا، التمديد لقائد الجيش موضوع على نار حامية رغم كل العراقيل الدستورية والقانونية والسياسية التي تبتكر كل يوم. اذ ثمة توجه اقليمي ودولي واضح لعدم احداث تغيير في رأس هرم المؤسسة العسكرية، فيما الوضع اللبناني على كف طوفان غزة !.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
كل جهاتهم صعبة وكل خياراتهم مؤلمة، وكل جبهاتهم دامية وكل خططهم مربكة، هي حال الصهاينة الموتورين الذين يمعنون قتلا وتجزيرا بالمدنيين، فيما قواتهم غارقة على الجبهات بحسب تحليلات كبار خبرائهم وتصريحات كبار قادتهم..
فالثمن مؤلم والعدو قاس بحسب رئيس اركانهم الذي بات جيشه ملزما مع كل مساء بتقديم لائحة جديدة باسماء قتلاه، وبينهم اليوم ضابط كبير، هو قائد احدى الكتائب التي تقود الهجوم على القطاع. فعند تقاطع المحاور ينزف المحتل كثيرا، ويسجل المقاومون المزروعون في ارض غزة ملاحم بطولية ضد القوات الغازية، ويكبدونها خسائر فادحة بالعديد والعتاد..
خسائر مماثلة اصابت الصهاينة اليوم على الجبهة الشمالية، فمع الصليات الصاروخية التي طالت تسعة عشر موقعا للعدو عند الحدود اللبنانية، تطور لافت تمثل بهجوم جوي بمسيرتين انقضاضيتين مذخرتين بالمتفجرات استهدفتا قيادة كتيبة الاحتلال في ثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة محققتين اصابات مؤكدة ودقيقة.. ومع الرسالة الدقيقة بتوقيتها واسلوبها، بعثت كتائب القسام من لبنان بصليات صاروخية الى كريات شمونة اشعلت فيها النيران ردا على نيران الحقد الصهيوني في غزة والتي طالت اليوم مدارس لجأ اليها النازحون في جباليا..
ومن الصمت المدوي الى واضح البيان ينتقل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في اطلالة عصر الغد ينتظرها العدو قبل الصديق لتحديد المسارات كما قال الاعلام العبري، فيما قول سماحته واضح على الدوام عبر سواعد مجاهدي المقاومة الاسلامية الحاضرين في المعركة منذ اول النزال على طريق القدس ونصرة لغزة وكل فلسطين ..
ومن فلسطين كلام الوفاء بين رفقاء الدم والسلاح، حيث رد المقاومون في غزة على رسالة المجاهدين في لبنان مؤكدين العزم والثبات والمضي معا على طريق القدس حاملين كل التضحيات من شهداء وعوائل بريئة واطفال ، قرابين على طريق النصر المبين والزوال الحتمي لهذا الكيان..
مقدمة نشرة اخبار الـ"او تي في"
في غزة، تمضي الايام، يتواصل القصف والغزو، تتوالى الاتصالات والزيارات والمواقف، ويرتفع عدد الشهداء، ولاسيما الاطفال.
والحل، اذا كان مجرد هدنة انسانية او سياسية، او مقتصرا على تبادل بين الاسرى والشهداء، فلن يكون بمستوى التضحيات، وسيؤجل الابادة حتى موعد آخر لن يكون بعيدا.
اما لبنانيا، فالمشهد العسكري والسياسي معلق برمته على كلمة السيد حسن نصرالله، الذي يطل غدا للمرة الاولى منذ عملية 7 تشرين الاول.
وفي اطار المواقف، تحدث عبر الأوتيفي المتحدث الاقليمي باسم وزارة الخارجية الاميركية، معتبرا أنه لا يمكن التكهن بما سيقوله نصرالله، وكاشفا ان واشنطن تراقب المستجدات يوميا، وهي تعتبر ان حزب الله يمثل تهديدا للشعب اللبناني، على حد تعبيره.
وعما حكي عن ضربة استباقية كانت تحضرها اسرائيل للبنان وأحبطها حزب الله، قال: لا اريد ان ارد على ما يقوله البعض، وليس علي كناطق رسمي باسم الولايات متحدة ان اجيب عما اذا كان حزب الله او اي مجموعة اظهرت ضبطا للنفس او لا، وما ندركه هو ان هناك هجمات من الاراضي اللبنانية ومن يطلقها ليست الحكومة ولا الجيش اللبناني.
وعن الموقف الاميركي من التمديد لقائد الجيش، اجاب: الشعب اللبناني هو الذي يختار القادة، مضيفا: لدينا قلق من الفراغ السياسي الحاصل في لبنان وليس للولايات المتحدة ولا اي دولة اخرى ان تفرض ارادتها على اللبنانيين.
وحول تطورات الحرب في غزة، قال المسؤول الاميركي: ليس من الممكن ان نتحدث عن حل سياسي حتى الساعة، اذ كيف يمكن وقف اطلاق النار في ظل استمرار اطلاق الصواريخ من غزة، علما أن اولويتنا اطلاق الرهائن واتخاذ الاجراءات لمنع اي طرف من التصعيد. ورحب المسؤول الاميركي بالجهود المبذولة من بعض الدول الاقليمية، معتبرا في الوقت نفسه أنه يصعب الدخول في تفاوض لوقف اطلاق النار راهنا.
واعتبر المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الاميركية عبر الاوتيفي ان نقل بعض حاملات الطائرات والمواد العسكرية الى المنطقة هو رسالة لحزب الله وايران والحوثيين وكل من يفكر بتوسيع الصراع بان الوقت ليس لذلك، كما قال.
مقدمة نشرة اخبار الـ"ال بي سي "
في تطور عسكري في اليوم السابع والعشرين على حرب غزة، صواريخ من جنوب لبنان على كريات شمونة، وكتائب القسام تعلن مسؤوليتها.
هل يبدل هذا التطور من مستوى السقف المحدد للتصعيد في جنوب لبنان؟ أم يبقى من ضمن ما بات يعرف بقواعد الإشتباك؟
يأتي هذا التطور العسكري قبل أربع وعشرين ساعة من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي سيلقيه عند الثالثة من بعد ظهر غد الجمعة، وهو الأول له منذ اندلاع الحرب في السابع من الشهر الفائت.
الخطاب محل ترقب على كل المستويات الشعبية والقيادية والديبلوماسية، خصوصا أن حزب الله غلفه بستارة لا يمكن خرقها وترك للمخيلات أن تذهب بعيدا في تخيلاتها، ليبقى السؤال الواحد: هل من إعلان حرب من الجبهة الجنوبية في الخطاب المرتقب؟
وعلى رغم التصعيد على أكثر من جبهة، فإن معطيات تتحدث عن وضع ملف الأسرى، في جزء منه، على نار هادئة، يقضي هذا الجزء بإفراج حماس عن الأسرى الأطفال وكبار السن والأجانب في مقابل الإفراج عن جميع الأسرى من النساء والأطفال في السجون الاسرائيلية. ومن البنود أيضا إدخال مساعدات طبية ومواد غذائية إلى قطاع غزة.
ولكن كيف سيواكب خطاب نصرالله غدا؟ هل بإطلاق النار عشوائيا؟ هل سيتسبب اطلاق النار هذا بسقوط ضحايا عشوائيا؟
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
ايذانا بظهور امينه العام السيد حسن نصرلله حرك حزب الله قواعد الاشتباك وزنر الجبهة بشريط نار امتد على تسعة عشر موقعا ونقطة عسكرية اسرائيلية دفعة واحدة .
ودخلت القسام على الأسلاك النارية جنوبا فأشعلت كريات شمونة باثني عشر صاروخا حملت توقيعها فجاءت بالتكافل والتزامن مع هجوم الحزب الذي استخدم فيه للمرة الاولى مسيرات مفخخة اضافة الى الصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والاسلحة المباشرة.
وبتسع عشرة طلقة ترحيبية تحولت كريات شمونة الى جمرات مشتعلة بعد ان كانت قد أفرغت من " محتوياتها " واعلنت منطقة عسكرية. ولم تترك اسرائيل من جهتها زاوية حدودية الا واستهدفتها في اعنف قصف على الاطلاق تشهده قرى امامية في الجنوب.
ووضع تحول الخميس في حسابات يوم الجمعة وما قد يعلنه السيد حسن نصرالله من مواقف وخيارات ظل حتى الامس بعيدا عن فتح الجبهات لكنه يؤسس لقواعد اشتباك جديدة وتغيير في معادلة الردع . وستكون القيادات العسكرية والسياسية الاسرائيلية مشغولة غدا بالشاشات قبل الجبهات وبعضها بدأ بارسال اشارات تدعو نصرالله الى التفكير مليا قبل التوسع بالحرب.
ولتبريد الجبهات اطلق وزير خارجية اميركا انطوني بلينكن بضع رشقات سياسية تضعه في مهمة سلام اثناء زيارته تل ابيب وخلال مغادرته مطار واشنطن الى بن غوريون اعلن بلينكن انه يعمل حاليا على خطة الوصول الى سلام مستدام وانه سيركز في اسرائيل على حماية المدنيين وسيتحدث مع الشركاء في المنطقة عن ضرورة عدم اتساع رقعة الصراع فيما قالت نيويورك تايمز عن مسؤولين اميركيين إن وزير الخارجية سيضغط على اسرائيل من اجل وقف مؤقت لاطلاق النار.
والهبوط الاميركي التدريجي على مدارج التهدئة تقابله جبهة عسكرية اسرائيلية مهترئة في البر . فكل الانباء الواردة من جبهات غزة على الارض تظهر ان اسرائيل التي انهزمت في السابع من تشرين تدخل تشرينا ثانيا من النكسة وربما كانت رمزية التسعة عشر هجوما للمقاومة اليوم قد اتت احتفاء بمقتل تسعة عشر جنديا من نخبة الجيش الاسرائيلي بينهم قائد الكتيبة الرابعة والخمسين في لواء المدرعات. وقد نقلت هذه الكتيبة من جبهة الشمال على الحدود مع لبنان وأعطيت اسم الصاعقة في غزة وإحدى ابرز انجازاتها انها من جيل ميركافا أبيد في وادي السلوقي جنوب لبنان .. واصوات جنودها لا تزال تسمع عند مثلث بنت جبيل عيناتا عيترون عندما انهزمت في المعركة البرية.
هذه الكتيبة بلوائها اليوم طحنت في بر غزة .. وقتل الجيل الرابع من الميركافا متأثرا بجراح الجيل الثالث في عدوان الالفين وستة. غير ان النمر الجريح في البر , يتعمد تعويض خسائره بقصف المدنيين في غزة وإن احتمى بعضهم في مراكز اممية . اذ استهدف القصف محيط مدرسة "أبو عاصي" التابعة لوكالة الأونروا في مخيم الشاطئ والتي يلجأ اليها آلاف النازحين ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
ومع اتساع مساحات الموت في غزة وضرب الاطفال والنساء فإن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يكذب على جنوده قائلا : لقد حققنا نتائج مبهرة . وهي فعلا مبهرة بفظائعها ودخولها مصطلح المحرقة والابادة الجماعية لمليونين ونصف مليون غزاوي يتعرضون لجرائم ضد الانسانية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حسن نصرالله کریات شمونة اطلاق النار السید حسن لحزب الله حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
عندما عاد فؤاد أبو مراد، البالغ من العمر 19 عامًا، ووالده إلى منزلهما في الضاحية الجنوبية لبيروت، استقبلتهما رائحة كريهة للطعام الفاسد والأثاث المحترق، ذكرتهما تلك الرائحة بالمعاناة التي قلبت بها الهجمات الإسرائيلية حياتهما رأسًا على عقب.
كان الطالب في جامعة "سيدة اللويزة" (جامعة كاثوليكية خاصة لبنانية تقع في كسروان بجبل لبنان) وعائلته قد غادروا منزلهم في الضاحية خلال حملة القصف الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول.
يقول أبو مراد واصفًا المشهد "رؤية المكان الذي نشأت فيه في تلك الحالة كانت صادمة للغاية. لم أمرّ بمثل هذا الشيء في حياتي من قبل. كان كأنه مشهد خرج من فيلم رعب"، وأضاف أن منزله "كان تنبعث منه رائحة الموتى".
بحث أبو مراد في منزله المدمر في أوائل أكتوبر/تشرين الأول عن أدواته الدراسية -جهاز الكمبيوتر المحمول ولوازم أخرى- لأن جامعته الواقعة في مدينة زوق مصبح الساحلية (قرية لبنانية من قرى قضاء كسروان) في الشمال كانت تستعد لاستئناف الدراسة.
تأثير مدمر على التعليمتأثرت مسيرة الطلاب اللبنانيين ومستقبلهم نتيجة القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من نصف عدد الطلاب البالغ 1.25 مليون، وفقًا لوزارة التربية اللبنانية.
إعلانورغم تنفيذ هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، فإنها جاءت بعد شهور من القصف الذي ترك آثارًا نفسية عميقة على الشباب مثل أبو مراد.
الآن، يحاول أبو مراد وغيره من الطلاب العودة إلى حياتهم الدراسية الطبيعية والتركيز على اجتياز امتحاناتهم.
أبو مراد، الطالب في إدارة الضيافة والسياحة، ليس سوى واحد من مئات الآلاف من الشباب في لبنان الذين تغيرت حياتهم ومسيرتهم التعليمية بشكل جذري بفعل الصراع.
أبو مراد كان يشعر بالخوف لدى حضور الدروس أثناء الحرب خاصة بعد رؤية كل الدمار الذي لحق بمنزله وما حوله (بإذن من فؤاد أبو مراد) "ليال من الجحيم"لن ينسى ساجد سالم يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني أبدًا.
الشاب اللبناني البالغ من العمر 23 عامًا، والمقيم في جنوب لبنان، كان يعيش وحيدًا داخل الحرم الجامعي أثناء دراسته في جامعة القديس يوسف في بيروت، الواقعة في منطقة الأشرفية بالعاصمة.
في ذلك الأسبوع، كانت القوات الإسرائيلية تقصف بيروت بشكل متواصل وصفه سالم بأنه "ليالٍ من الجحيم".
ورغم شدة القصف، استؤنفت الحصص الدراسية حضوريا. وفي ذلك الاثنين، كان سالم جالسًا في صف إدارة فنون الطهي، عندما وقعت انفجارات قريبة. اهتز المبنى والمقاعد داخل الفصل من شدة الانفجارات.
قال سالم للجزيرة الإنجليزية "كنت مرعوبًا تمامًا، أبكي وأصرخ"، وتحدث بتأثر عن تفاصيل شعوره بالرعب والخوف.
سالم يدرس إدارة الطهي وحضر الدروس وجاهيا أثناء الحرب (بإذن من ساجد سالم) "عبء نفسي هائل"وفقًا لمورين فيليبون، مديرة المجلس النرويجي للاجئين (NRC) في لبنان، فإن المرور بتجارب صراع مماثلة يعوق التقدم الأكاديمي ويشكل عبئًا نفسيًا على الطلاب.
وقالت فيليبون للجزيرة إن "التعرض المستمر للعنف والنزوح والخسارة يجعل (الطلاب) في حالة من التوتر والقلق الشديد، تؤثر على قدرتهم على التركيز، والتعلم، والاحتفاظ بالمعلومات"، مضيفة أن "العبء النفسي هائل".
وتابعت مؤكدة أن هذه الآثار تستمر حتى بعد انتهاء النزاع؛ "في صور، رأيت أطفالًا يدخلون في حالة من الهلع عندما يسمعون صوت طائرة، يضعون أيديهم على آذانهم وينظرون حولهم بخوف"، مشيرة إلى المدينة الواقعة في جنوب لبنان التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف.
الامتحانات في زمن الحرببعد أن اهتزت جدران فصله الدراسي إثر الانفجارات، فرّ ساجد سالم في اليوم نفسه إلى الشوف، وسط لبنان، حيث كان بعض أقاربه قد لجؤوا.
إعلانقال سالم "اتصلت بابن عمي وطلبت منه أن يأتي على الفور ليأخذني من هنا".
كانت قرية سالم، الدوير، الواقعة في جنوب لبنان، من أوائل المناطق التي تعرضت للقصف عندما صعّدت إسرائيل الحرب في 23 سبتمبر/أيلول. وأضاف سالم أن والدته وإخوته علقوا في منزلهم بسبب الضربات.
وبينما كان سالم وحيدًا في بيروت، لم يتمكن من التواصل معهم عبر الهاتف حتى اليوم التالي، وهي تجربة وصفها بأنها "معاناة لا أتمناها لعدوي".
استمرار المعاناة
لكن حتى بعد مغادرته إلى الشوف، لم تنته مشاكل سالم. فقد استمرت الدراسة رغم القصف، مما أجبره على السفر إلى بيروت مرة أو مرتين أسبوعيا لتقديم الامتحانات.
قال سالم إنه خلال القصف المستمر، أصرّ أستاذه على عقد امتحان رغم طلب الطلاب تأجيله. وقد فشل هو والعديد من زملائه في الامتحان.
وأوضح "لم يكن الامتحان سهلًا. جعله (الأستاذ) صعبًا". وأضاف "لا أعرف لماذا. أخبرناه أن الوضع صعب، وطلبنا منه أن يخفف علينا".
الحق في التعليمرغم عدم رضا سالم عن تصرف أستاذه، أكد خبراء أن المعلمين يلعبون دورًا أساسيا في مساعدة الطلاب على التأقلم مع تحديات الحرب.
ومع ذلك، أشارت مورين فيليبون، مديرة المجلس النرويجي للاجئين في لبنان، إلى أن النزاعات تؤثر أيضًا على المعلمين، مما يجعل من الضروري أن تقدم الحكومات والمنظمات الإنسانية الدعم والموارد اللازمة لهم.
ووفقًا لأحمد التليلي، أستاذ التكنولوجيا التعليمية المساعد في جامعة بكين للمعلمين، الذي يركز بحثه على التعليم في مناطق النزاع، فإن القانون الدولي لا يحمي التعليم بشكل كافٍ خلال الحروب.
وقال التليلي إن القانون الإنساني الدولي يضمن حق الأطفال في التعليم أثناء النزاعات المسلحة، لكن هذه القوانين غالبًا لا تُنفذ.
وأوضح "هذا يؤكد الحاجة إلى جهود متضافرة لضمان أن القوانين الدولية التي تحمي التعليم، خصوصًا في مناطق النزاعات، لا تبقى مجرد شعارات بل يتم تفعيلها، مما يتيح وصولًا عادلًا للتعليم للجميع حتى في ظل الصراعات".
وأضاف الخبراء أن القانون الإنساني الدولي يحظر أيضًا الهجمات على المدارس والجامعات، ويصنف هذه الأفعال جرائم حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأكد التليلي أن ضمان توفير التعليم خلال الحروب هو مسؤولية تقع على عاتق من هم خارج مناطق النزاع، مشيرًا إلى أمثلة على الفرص التي أُتيحت لبعض الطلاب من غزة.
إعلانوقال "نرى في حالة غزة أن العديد من الجامعات العربية فتحت أبوابها لتسجيل الطلاب الفلسطينيين من دون أي قيود".
وأضاف "كما رأينا أن العديد من مقدمي الدورات الدولية أعفوا الفلسطينيين من رسوم الوصول إلى الدورات، مما أتاح لهم الوصول المجاني إلى الموارد التعليمية ومواد التدريس".
الآثار التي شهدتها مدينة سالم خلال حرب إسرائيل على لبنان (بإذن من ساجد سالم) "الفن، الدراسة، مستقبلنا"يرى فؤاد أبو مراد أن النضال من أجل التعلم خلال النزاع كان "ظلمًا" له ولزملائه.
وأوضح "قضينا ليالينا في خوف، نتساءل إذا كنا سنرى بعضنا بعضا أو أسرنا مرة أخرى، في وقت كان يجب أن نركز فيه على الفن والدراسة ومستقبلنا".
وأضاف أنه يأمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها في لبنان، وقال أبو مراد "لا نعلم ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك… لكن علينا أن نحاول التقدم بشكل طبيعي".
من جهة أخرى، أشار سالم إلى أن الحياة في جنوب لبنان لم تكن "طبيعية" منذ بدأت إسرائيل حربها على غزة. وحتى مع الهدنة، لم يتوقف العنف، وإسرائيل متهمة بانتهاك الاتفاق مئات المرات.
وفي ظل الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول في سوريا المجاورة، أصبح سالم أكثر قلقًا بشأن ما سيأتي.
وقال سالم "أنا سعيد لأجل إخواننا السوريين الذين حصلوا على حريتهم من نظام الأسد وكل شيء"، لكنه أضاف "علينا أن ننتبه لما سيأتي بعد ذلك… هذا (سيؤثر) علينا نحن اللبنانيين".