أبو الهول.. الحارس الصامت صاحب نبوءة تحتمس الرابع
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
قبل يومين، زعم علماء في جامعة نيويورك أنهم اكتشفوا ما وصفوه بـ «قصة الأصل» الحقيقية وراء التمثال الأسطوري القديم المصنوع من الحجر الجيري، والقابع أمام أهرامات الجيزة، والمعروف بـ «أبو الهول».
ونشرت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية تقريرا ذكرت فيه: أن علماء في الجامعة استندوا إلى نظرية عمرها 40 عاما، تقول بإن «الرياح تحركت حول الصخرة الضخمة وشكلت أحد أكثر التماثيل شهرة في العالم».
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الباحث الرئيسي للدراسة، البروفيسور ليف ريستروف، قوله إن النتائج التي توصلوا إليها «تقدم القصة الأصلية المحتملة لكيفية ظهور التكوينات الشبيهة بأبو الهول».
وأضافت أن التجارب المخبرية التي أجروها «أظهرت أن الأشكال التي تشبه أبو الهول بشكل مدهش، يمكن أن تأتي -أو تتشكل في الواقع- من المواد التي تتآكل بسبب التدفقات السريعة».
استخدم الفريق الأمريكي نظرية اقترحها الجيولوجي المصري فاروق الباز عام 1981، والتي تقترح أن تكوين تمثال أبو الهول كان في البداية شكلً مسطحا، وتآكلا تدريجيا بفعل الرياح، وهو ما وصفه الباز عام 2011 بأنه «اليوم، توجد أهرامات الجيزة في وئام تام مع بيئتها العاصفة».
وعملت الدراسة الجديدة على تكرار تشكيلات صخرية غير عادية موجودة في الصحاري، ناتجة عن الغبار والرمال التي تحملها الرياح.
لتحقيق ذلك، استخدم الباحثون أكواما من الطين الناعم، مع مواد أكثر صلابة وأقل قابلية للتآكل ممزوجة ببعضها البعض.
وقال ريستروف: «توفر نتائجنا نظرية أصل بسيطة لكيفية ظهور التكوينات الشبيهة بأبي الهول من التآكل. قد يكون العمل مفيدا أيضاً للجيولوجيين، لأنه يكشف عن العوامل التي تؤثر على التكوينات الصخرية، أي أنها ليست متجانسة أو موحدة في التكوين».
كذلك أشار إلى أن «الأشكال غير المتوقعة تأتي من كيفية تحويل التدفقات حول الأجزاء الأكثر صلابة أو الأقل قابلية للتآكل».
وقالت الصحيفة البريطانية، «صورت التكوينات ما كانت عليه المناظر الطبيعية في شرق مصر»، ثم قاموا بغسل هذه التكوينات بتيار سريع من الماء، لتقليد الرياح التي نحتتها وأعادت تشكيلها، ووصلت في النهاية إلى مظهر يشبه أبو الهول.
وأصبحت المادة الأكثر صلابة أو مقاومة هي «رأس الأسد»، وظهرت العديد من السمات الأخرى، مثل «الرقبة المقطوعة»، و«الكفوف الموضوعة في الأمام على الأرض»، و«الظهر المقوس».
رسم تخيلي بالذكاء الاصطناعي أثناء بناء أبو الهول - البوابة نيوزأبو الهوليُعّد أضخم وأبرز تمثال أثري في العالم. يصل طوله حتى 73.5 متر، أما عرضه فيبلغ 19.3 متر، في حين يبلغ طول الأرجل الأمامية ما يقرب من 15 متراً. ويصل ارتفاع أبو الهول من سطح الأرض حتى قمة رأسه ما يقارب 20 متراً.
وترجح الدراسات الأثرية أن التمثال الشهير -الذي يعود بحسب الدلائل التاريخية إلى عهد الملك خفرع من ملوك الأسرة الرابعة في الدولة القديمة- كان مُغطى بطبقة من الجص الملون، واستدلوا لذلك بالألوان الأصلية التي لا تزال ظاهرة إلى جانب إحدى أذنيه.
ووفق كتاب «أبو الهول.. تاريخه في ضوء الكشوف الحديثة»، للأثري الكبير سليم حسن، كان حلم أثناء النوم بين قدمي تمثال أبو الهول «سبباً في تولي الملك تحتمس الرابع مقاليد الحكم، على الرغم من أنه لم يكن يملك الحق الشرعي في السلطة».
وتحتمس الرابع هو الملك الثامن في الأسرة الثامنة عشرة حكم من الفترة 1401 إلى 1391 قبل الميلاد، أي بعد نحو ألف عام من التاريخ المرجح لبناء تمثال أبو الهول.
لوحة مرسومة بالذكاء الاصطناعي على طراز رسومات فان جوخ لأبو الهول - البوابة نيوزحلم تحتمس الرابعيشير الكتاب الى أن زيارة الملك تحتمس الرابع منطقة الأهرامات، لولعه الشديد بركوب الخيل، كانت كلمة السر وراء الكشف عن بقية تمثال أبو الهول «وأثناء الرحلة، توجه تحتمس الرابع إلى رأس تمثال أبو الهول لينال قسطاً من الراحة، وحينها كان رأس التمثال هو الجزء الوحيد الظاهر منه».
بعدها، أعلن أن أبو الهول جاءه في المنام يطلب منه إزالة الرمال عن بقية جسده، ووعده بأن يصبح ملكاً على مصر حال تنفيذ هذا الأمر، ليتولى بعدها مقاليد الحكم.
هذه القصة دوّنها تحتمس الرابع على لوحة كان نصها «خرجت للصيد في هضبة الأهرامات، وكان يوماً شديد الحرارة. وتوجهت إلى أبو الهول لأحتمي بظله من الشمس، وخاطبني أبو الهول شاكياً من الرمال التي تخنقه وطلب الاعتناء به».
وتم العثور على هذه اللوحة المثبتة بين قدمي التمثال عام 1817 في حالة سيئة، لتعرضها لتآكل بفعل الأمطار في منطقة الأهرامات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أبو الهول تحتمس الرابع نبوءة نيويورك
إقرأ أيضاً:
العثور على تمثال قزم مصنوع من مادة MDMA المخدرة في هولندا أثناء عملية مداهمة
في واقعة غريبة من نوعها، اكتشفت الشرطة الهولندية تمثالًا صغيرًا لقزم حديقة مصنوع بالكامل من مادة الـ MDMA (المعروفة أيضًا بالإكستاسي) خلال عملية مداهمة لمكافحة المخدرات في جنوب هولندا.
تم العثور على التمثال الذي يزن نحو 2 كيلوغرام، وهو يشبه القزم التقليدي الذي يزين الحدائق، ولكن ما أثار الدهشة هو كونه مصنوعًا من المخدرات. وقالت الشرطة المحلية في مدينة "دونغموند" عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "المخدرات تأتي في أشكال وأحجام متنوعة، لكننا في بعض الأحيان نواجه أشياء استثنائية". وأضافت الشرطة أنه تم العثور على التمثال وسط كمية كبيرة من المخدرات خلال عملية التفتيش.
التمثال الذي كان في وضعية غريبة مع يديه مغطية لفمه كما لو كان في حالة من الذهول، اعتبرت الشرطة ذلك بمثابة تعبير مجازي عن "الدهشة" التي أبدتها الأجهزة الأمنية حيال هذا الاكتشاف الغريب.
من المعروف أن الـ MDMA هو مخدر صناعي يستخدم في الحفلات والمناسبات الاجتماعية، ويعتبر غير قانوني في هولندا. وتعد البلاد واحدة من أكبر المنتجين لهذه المادة على مستوى العالم.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إخفاء المخدرات بطريقة غير تقليدية. ففي العام الماضي، تم اكتشاف محاولة لتهريب كميات ضخمة من الـ MDMA داخل طعام للحيوانات، بينما تم ضبط شحنات كبيرة مخبأة داخل طعام مجمد في حالات سابقة.
في الوقت الذي تواصل فيه الشرطة التحقيق في هذه الواقعة الغريبة، تتساءل وسائل الإعلام الهولندية عن الأساليب المبتكرة التي قد يستخدمها مهربو المخدرات في المستقبل.