رئيس «الهلال الأحمر» بشمال سيناء: تحسّن حالة الفلسطينيين الخاضعين للعلاج بالمستشفيات المصرية
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
قال الدكتور خالد زايد، رئيس جمعية الهلال الأحمر المصرى فى محافظة شمال سيناء، إن عدد المصابين الفلسطينيين الذين تم إدخالهم مصر لتلقى العلاج جراء الاعتداء الغاشم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى على أهالى غزة يتراوح ما بين ٣٦ و٤٦ مصاباً، موضحاً أن إرسالهم يجرى بالتنسيق بين وزارة الصحة والسكان المصرية ونظيرتها الفلسطينية.
وأكد «زايد»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الجانب الفلسطينى هو الذى يحدد الحالات التى تتلقى العلاج فى مصر ودائماً ما تكون حرجة، منوهاً بأنه عند وقوع الكوارث والنكبات يتحرك الهلال الأحمر لمساعدة الشعوب المنكوبة، كما هى الحال فى قطاع غزة.
كيف يتم التنسيق لاستقبال الجرحى المصابين من أهالى فلسطين؟
- يكون التنسيق من خلال الهلال الأحمر المصرى والفلسطينى، فالجانب الفلسطينى هو المنوط بتحديد الفئات التى تستحق الدخول لمصر لتلقى العلاج، إثر الاعتداء الغاشم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى على أهالى غزة، والاجتياح البرى الذى أسفر عن مقتل الآلاف وإصابة الكثير من الفلسطينيين.
صف لنا حال الجرحى الموجودين فى مصر لتلقى العلاج؟
- الحالات التى أُرسلت من قبل الهلال الأحمر ووزارة الصحة الفلسطينية، أغلبها شباب مصابون بحروق شديدة، وكسور عظمية قوية، لكن حالتهم حتى الآن فى تحسن مستمر وملحوظ بعد تلقى العناية من قبل الجانب المصرى.
ما عدد المصابين الذين دخلوا مصر لتلقى العلاج بسيناء؟
- يتراوح بين ٣٦ و٤٦ شخصاً أغلبهم مصابون بكسور وحروق، ومعهم مرافقون عددهم يصل إلى ٣٦، والعلاج يبدأ من وزارة الصحة المصرية ومن بعدها يأتى دور جمعية الهلال الأحمر المصرى، فى تقديم الدعم النفسى والعلاجى لأشقائنا فى غزة بفلسطين.
ونحن نبذل قصارى جهدنا من أجل تقديم كافة سُبل الدعم لهم، فدائماً وأبداً عند وقوع النكبات والكوارث، يمد الهلال الأحمر المصرى يد العون لدول العالم باعتباره عضواً فى الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، إذ يحرص فى حدود إمكاناته، على مساعدة الشعوب المنكوبة، إما بالتعاون مباشرة مع الجمعية الوطنية فى البلد الذى يعانى من الكارثة أو بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية.
جاهزون لتوفير أى مساعدات يطلبها الجانب الفلسطينىكيف يتم انتقاء المصابين من الفلسطينيين لإدخالهم مصر لتلقى العلاج؟
- انتقاء المصابين من أهالينا فى قطاع غزة بفلسطين، يكون من خلال التنسيق بين وزارة الصحة والسكان المصرية، ووزارة الصحة الفلسطينية، والمقرر لهم تلقى العلاج فى مصر على يد الأطباء المصريين هم الحالات الأكثر حرجاً، فالمستشفيات هنا على أعلى قمة الاستعداد لاستقبالهم.
كما جرى توفير عدد كبير ومخزون استراتيجى من أكياس الدم ومشتقاته، وأدوية الحروق والعظام، وتدريب الفرق الطبية على أعلى مستوى للتعامل مع الحالات المختلفة، فضلاً عن وجود فرق طبية متطوعة لاستقبال الجرحى.
وماذا عن آلية إرسال المساعدات من الهلال الأحمر المصرى إلى نظيره الفلسطينى بغزة؟
- المساعدات تدخل لأهالينا فى غزة عن طريق معبر رفح البرى، بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصرى ونظيره الفلسطينى، لتوفير المستلزمات والمساعدات الإغاثية والطبية والغذائية التى يقرها ويحددها الجانب الفلسطينى، أما الجانب المصرى فهو جاهز على الفور لتوفير أى مساعدات يطلبها الهلال الأحمر الفلسطينى.
كم عدد الشحنات الإغاثية التى دخلت لغزة حتى اليوم؟
- اليوم مرت ١٠٠ شاحنة محملة بالمساعدات والإعانات الإغاثية والغذائية لأهالى غزة، مكونة من أدوية مسكنات ومضادات حيوية وكحوليات طبية ومطهرات للجروح ومكروكروم وأغذية معلبات، مثل التونة والصلصة والأرز والمكرونة والزيت وحفاضات الأطفال وخزانات المياه، وزجاجات المياه المعدنية والسكر والملح والشاى، وهذه المعونات يحددها الجانب الفلسطينى.
هل هناك دول سترسل مساعدات لغزة عن طريق الهلال الأحمر المصرى اليوم؟
- كل يوم نستقبل طائرات محملة بالإعانات والإغاثات من قبل العديد من الدول العربية والأجنبية، واليوم ننتظر دخول طائرة محملة بالمساعدات من قبل روسيا، وطائرة أخرى من قبل المملكة المتحدة.
ماذا عن الشاحنات الإغاثية المجهزة لدخول غزة؟ وما حال المخازن؟
- عدد الشاحنات الجاهزة على المعابر البرية للدخول إلى القطاع فى أى وقت يصل إلى 200، كما أنه جار تعبئة المزيد من الشاحنات كمخزون احتياطى جاهز للدخول على الفور، أما حال المخازن من ناحية الإغاثات والإعانات، فهو مطمئن جداً، ونحن نسعى إلى تقديم المزيد، لأن وضع أهالينا فى غزة حرج جداً ويُبكى الحجر والبشر، والانتهاكات والجرائم لا يصدقها العقل، والقطاع يحتاج إلى تسهيلات كبرى لدخول المساعدات.
الشركاءالجمعية شهدت اجتماعات تنسيقية عدة مع شركاء الحركة الدولية مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر، للتعبير عن رفض الانتهاكات التى يشهدها المدنيون فى غزة، فضلاً عن قطع الاتصالات التى تعوق الهلال الأحمر الفلسطينى فى التوصل مع المؤسسات الدولية، وغيرها من الشركاء، لعدم قدرتهم على إغاثة المنكوبين والجرحى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين مصر الهلال الأحمر المصرى فى غزة من قبل
إقرأ أيضاً:
زكريا فلاح الدقهلية البسيط يحلم بوا قع أفضل
تميزت الحضارة المصرية القديمة بطابعها الزراعي، وقامت تلك الحضارة حينما استقر الإنسان المصرى القديم وزرع الأرض، وكانت الزراعة أساس رخاء البلاد وثروتها، فقد أحسن المصرى القديم استغلال الأرض وموارد مصر الطبيعية لسد حاجاته،واعتبر نهر النيل من أهم العوامل الطبيعية التي ساعدت على قيام الحضارة المصرية، وقد راقب المصريون القدماء نهر النيل وعرفوا كيف يستفيدون من مياهه عن طريق إقامة السدود وحفر الترع والقنوات.
والفلاح المصرى البسيط هو ملح الأرض، و درة التاج فى صلب الحضارة التى قامت على الزراعة منذ فجر التاريخ . فهو طعم الحياة ورمز السيادة والكفاح وهو رمز العطاء والشقاء المستمر .
مع فجر كل يوم، يستيقظ عم عادل زكريا ذو الوجه الشاحب والجسد النحيل واليدين المتشققتين مرتدياً جلبابه البسيط، حاملاً على كتفه أدوات عمله من فأس ومنجل لكي يتمكن من الحصول على قوت يومه الذي يستطيع من خلاله الإنفاق على أسرته.
لم تكن تلك الأكف التى كستها أخاديد عميقة حفرتها الفأس فأضحت كالوشم الغائر ، لتشعر بالوهن يوما ، ولم تكن تلك التجاعيد التى علت جباهه إعلانا عن قلة الحيلة ، بل كانت صرخةَ عزم فى مواجهة قسوة الحياة وشظف العيش .ويعد عادل زكريا واحداً من بين ملايين المطحونين الذين يعيشون وضعاً صعباً في ظل موجة مستمرة ومتزايدة من ارتفاع الأسعار تشهدها البلاد، مع استمرار تدهور قيمة سعر صرف الجنيه أمام الدولار، لتأتي تلك الفئة التي تعمل تحت خانة مهن غير ثابتة ضمن الأكثر تضرراً من تلك الأزمة.
يقول زكريا غالبية أوقات عملي في زراعة الأرض تكون خلال فترة الظهيرة في ظل درجات الحرارة المرتفعة، وقد أتعرض لضربات شمس في بعض الأوقات ولا أستطيع الحصول على راحة قائلا "ليس أمامي بديل آخر من أجل كسب الرزق.
وتابع زكريا حياة الفلاح بطبيعتها قاسية ولكن كانت الحياة أيام زمان لذيذة بسيطة فلا توجد مغالاة فى المعيشة وكانت تتميز بالهدوء فقد إرتبطت بالطبيعة ، والأرض الزراعية وكان روتين يومنا أن نعمل طوال النهار في حرث وبذر وري الأرض، وفي المساء نجتمع برغم أننا متعبون ومرهقون من أعمالنا الصباحية في جلساتٍ للسمر، نتبادل فيها الأخبار والحكايات وإلقاء النكات الفكاهية.
وكانت الزوجات تمارس هوايتها فى الإستيقاظ يوميا مع بزوغ الفجرتحلب الماشية وتقوم بإعداد الخبز وأشهى أنواع الطعام الأخرى من صوانى الأرز المعمر والفطير المشلتت وغيرها. ويعتبر يوم إعداد العيش الفلاحى أيضًا يومًا للتعاون فى أبهى صوره بين أفراد الأسرة والعائلة الواحدة، فضلا عن صناعة القشطه والجبنه القريش والقديمه بمشهاوالسمن البلدي .
وقال لكن الحال تبدل الآن، ولم يكن بإمكان أكبر المتشائمين أن يتوقع الحالة المتردية التى وصل إليها قطاع الزراعة فى مصر، حتى باتت أقدم مهنة عرفتها مصر، على شفا الانهيار، نتيجة التخبط فى السياسات الحكومية، وغيرها من العوامل التى دفعت الآلاف من العاملين بالزراعة إلى هجرة أراضيهم، والبحث عن مصادر دخل بديلة لهم ولأسرهم، بعدما أصبح ما تجود به الأرض لا يكفى لسد احتياجاتهم، فقد تردت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفلاح المصرى وتزايدت همومه ومشاكله، وتنوعت صور استغلاله وإهدارإنتاجه ، وضرب الحصار حوله بفعل السياسات العقيمة فجعلته يعيش فى خطر محدق ويفقد الأمل فى المستقبل الذى ضاع بعد أن اغتالته السياسات الإحتكارية المتوحشة، و كانت سببا جوهريا فى أن يصاحب ذلك حالات من تمرد جيل الشباب من الفلاحين على أرضهم وزرعهم ، ومعه أصيب بأمراض جديدة مستعصية، جاءت أمراض الفشل الكلوى والفيروس الكبدى الوبائى التى انتشرت على أثر تراجع الرعاية الصحية، وتلوث الماء والغذاء.
وإستطرد زكريا نحن نزرع ونحصد، وفى النهاية نسبة الربح لا تزيد على 10% فقط، رغم أننا نربى أطفالاً ومعنا أسرة، وقال «بنشترى الأسمدة من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، حتى المبيدات بنشتريها مغشوشة، والدولة بتتفرج علينا ونحن نعانى، حتى مياه الرى لا تصلنا إلا على فترات»، وتابع زهقنا من كثرة الشكاوى، وما نعانى منه هذا العام يزيد العام المقبل، مشاكلنا مع التقاوى أبدية، ولا يصل إلى الجمعية الزراعية إلا 10% فقط من احتياجاتنا.
وطالب بتدخل الدولة بشكل مباشر لتقديم دعم حقيقى للفلاح من خلال توفير الأسمدة والبذور والمبيدات بجودة عالية وبأسعار مخفضة.وتوفيرها بالكميات اللازمة،وتوفير المياه اللازمة لزراعة أماكن الاستصلاح الحديثة.
كما طالب زكريا ، بعودة الدورة الزراعية،وتفعيل الزراعة التعاقدية على كافة المحاصيل، وإنشاء صندوق التكافل الزراعي، وتسريع الانتهاء من مشروع “حياة كريمة”، واستكمال مشروع تبطين الترع، فضلا عن تخفيض أسعار الكهرباء للمشاريع الزراعية، والتوسع في الصناعات الزراعية.