سلطت منظمة العفو الدولية الضوء على وضع الصحفيين اليمنيين في معتقلات جماعة الحوثي باليمن الذي يشهد حربا منذ تسع سنوات.

 

وقال المنظمة إن أكرم الوليدي صحفي ومدافع عن حقوق الإنسان قضى ثماني سنوات قيد الاعتقال وتعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة على يد السلطات الأمر الواقع الحوثية.

 

وذكرت أن الجماعة حكمت عليه بالإعدام في أبريل/نيسان 2020 مع ثلاثة صحفيين آخرين.

بعد أن أمضوا ثلاث سنوات بانتظار تنفيذ حكم الإعدام فيهم، مشيرة إلى أنه أُطلق سراحهم جميعًا في أبريل/نيسان 2023 في إطار صفقة لتبادل السجناء بين سلطات الأمر الواقع الحوثية والحكومة المعترف بها دوليًا.

 

وتلقت المنظمة رسالة من الصحفي الوليدي تطريق فيها إلى الأوضاع السيئة والمعاناة التي تعرض لها وزملاؤه في معتقلات الحوثي.

 

ومما جاء في الرسالة:

 

عند حوالي الساعة الثالثة من فجر 9 يونيو/حزيران 2015، في الوقت الذي كانت فيه القنابل تنهمر على مدينة صنعاء، كنت أنا وزملائي نعمل على توثيق استيلاء الحوثيين على السلطة وموجة عمليات انتقامهم وانتهاكاتهم بحق النشطاء السياسيين، والصحفيين، وأعضاء المجتمع المدني. وكنا تسعة، كرّسنا أنفسنا جميعًا لقضية واحدة: أن ننقذ أمة. كصحفيين، كان فضحُ جرائم الحوثيين ضمن واجباتنا.

 

وكان عليّ حضور حفل زفاف حينها – زفافي أنا – الذي كان سيُقام بعد شهر.

 

وكنا نعمل في غرفة بفندق لأن الحوثيين صادروا محتويات مكتبينا السابقيْن. ولم نرد أن تتعرض أجهزتنا للضرر في مداهمة أخرى. وبعد بضعة أيام من الانتقال إلى الفندق، سمعت طرقًا على الباب ثم مناداة لاسمي، وفي غضون ثوانٍ اقتحمت الميليشيا المسلحة غرفتنا. وفي غياب مكتب ليحطموه، كان الحوثيون هذه المرة يستهدفوننا.

 

وتعرّضنا جميعًا للركل والضرب الوحشي حتى قبل أن نصعد إلى سيارة “الفان” العائدة للميليشيا. ولم نكن ندري أن هذه كانت مجرد بداية شرّ آتٍ لا يمكن تصوّره. وقد تعرضتُ للضرب، حين كنت واعيًا وحتى عندما كنت فاقدًا للوعي، أثناء استجوابي وحين كانوا ينزلون بي ما يسمونه بـ ’عقوبات‘، لكنني لم أرتكب جرمًا كي أعترف به. كنت صحفيًا.

 

ومنذ سيطرة سلطات الأمر الواقع الحوثية على السلطة، شنّت حربًا شعواء على الإعلاميين.

 

وقد وصف عبد الملك الحوثي – زعيم الحركة الحوثية – في إحدى خطبه الصحفيين بأنهم “أكثر خطرًا على هذا البلد من الخونة والمرتزقة الجهلة والمقاتلين”.

 

ألم الفراق

 

وُضعت قيود شديدة على الزيارات العائلية، ولذا تعرضت عائلاتنا للمعاناة أيضًا. وقد أمضت عائلتي سنوات تتأرجح بين الشكّ واليقين حيال ما إذا كنتُ حيًا أو ميتًا. وعندما سُمح لي في النهاية بزيارات عائلية، كانت الزيارات شديدة القيود. وفي الواقع، أمضيت أربع سنوات بدون رؤية عائلتي. وقد منحتني الزيارات العائلية متنفسًا، لكن من بينها، ثمة زيارة أذكرها بوضوح شديد في يوليو/تموز 2019، بينما كنت محتجزًا في جهاز الأمن السياسي؛ إذ وصلت والدتي لرؤيتي، لكن بالكاد مرّت دقيقتان حتى جاء الحارس وشدّني هو وثلاثة حراس آخرين وراحوا يضربونني ببنادقهم. ولا يزال صوت والدتي وهي تصرخ اسمي في أذناي. فطلبتُ عندها من عائلتي بأن تتوقف عن زيارتي.

 

وفي 11 أبريل/نيسان 2020، حُكم عليّ بالإعدام مع ثلاثة صحفيين آخرين، ونُقلنا في شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى معسكر الأمن المركزي في صنعاء – وهو معسكر تابع للميليشيا ووضعنا فيه كدروع بشرية، أنه كان هدفًا متوقعًا للضربات الجوية السعودية – واعتقدنا أننا سنموت هناك. وعندما أصابت الغارات الجوية المعسكر عام 2020، شعرنا بأننا نجونا من براثن الموت. ولكن عندما لم تقتلنا الغارات الجوية، بدأ حرّاس السجن بالتهديد بقتلنا. فكانوا يقتحمون زنازيننا وهم يصيحون: “استعدوا! بات إعدامكم قريبًا!”

 

أجرى الحرّاس أيضًا مكالمات هاتفية متكررة مع والديَّ وأخبروهما بأنه من المقرر أن يُنفّذ بي حكم الإعدام. وفي كل مرة كان قلب والدتي ينفطر ألمًا. وعقب الإفراج عني، أخبرتني شقيقتي بأن والدتي لم تستطع أن تكف عن البكاء. ليتني أستطيع وصف ما تعرّضت له بكلمة غير ’تعذيب‘، لكنها الأدقّ للتعبير عن العذاب النفسي المتواصل الذي أُجبرت عائلتي على تحمّله.

 

لقد تزوجت مؤخرًا، وأنا مستعد للمضي قدمًا في حياتي. ومع ذلك، لا أستطيع العودة إلى دياري لأن حكم الإعدام قائم وقد صودرت جميع ممتلكاتي. فكيف لي أن أعيش في صنعاء وأواجه التهديد الدائم باعتقالي مجددًا؟ فالمحاكم الحوثية لم تبرئني رسميًا، لذا ثمة خطر دائم في أن تستأجر ميليشيا الحوثي أحد حلفائها لقتلي. لقد أُرغمت أنا وأسرتي على الرحيل تاركين وراءنا كل ذكرياتنا وممتلكاتنا.

 

وسلبتني سلطات الأمر الواقع الحوثية قرابة ثماني سنوات من حياتي أمضيتها رهن الاعتقال.

 

وعندما حُكم عليّ بالإعدام، أمر القاضي في المحكمة الجزائية المتخصصة أيضًا بمصادرة كافة متعلقاتي، ومن ضمنها أجهزة الحاسوب والطابعات، وما زالوا يرفضون إعادتها إليّ. وكان هدفهم وراء مصادرة أجهزتي إرسال رسالة واضحة بأنهم سيُسكتون الأصوات المعارضة والعمل الإعلامي مهما كان الثمن.

 

لكننا لا نستطيع أن ندعهم يفوزون؛ إذ يواصل الحوثيون اعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان، والمعارضين السياسيين، وإصدار أحكام الإعدام بحقهم ظلمًا بناءً على تهم زائفة بـ “الخيانة” و”مساعدة العدو”. بما أنّني رجل حرّ الآن، أكرّس كل وقتي وطاقتي للقيام بحملات للإفراج عنهم. ولن يهدأ لي بال حتى ينعم كل واحد منهم بالحرية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن العفو الدولية حرية الصحافة جماعة الحوثي

إقرأ أيضاً:

أحمد عاطف يطلق برنامجه في انتخابات نقابة الصحفيين.. 5 محاور

أعلن الكاتب الصحفي أحمد عاطف، مساعد رئيس تحرير جريدة «الوطن»، والمرشح على عضوية مجلس نقابة الصحفيين تحت السن، في انتخابات التجديد النصفي للنقابة، تفاصيل برنامجه الانتخابي للمنافسة على عضوية المجلس،  تحت شعار «صحافة حُرة ونقابة تَحمينا».

وأوضح عاطف في تصريحات لـ«الوطن» أن البرنامج حصيلة مناقشات مع الصحفيين داخل مؤسساتهم وفي النقابة وعلى منصات التواصل، وأنه استند في البرنامج إلى توصيات المؤتمر العام السادس واستبيان شارك فيه مئات الصحفيين وحددوا فيه أولوياتهم.

تفاصيل البرنامج الانتخابي لـ أحمد عاطف

أضاف أن البرنامج الانتخابي يتضمن 5 محاور تشمل الأوضاع الاقتصادية للصحفيين وعلاقات العمل، حرية الصحافة، منظومة القيد في نقابة الصحفيين، التدريب وتطوير المهنة ودعم المحتوى، وتطوير جوائز التفوق الصحفي.

وتابع بأن البرنامج يناقش أبرز التحديات السعى لتطبيق الحد الأدنى للأجور ودعم جهود زيادة بدل التدريب سنوياً، وتدشين خط ساخن للتواصل مع صحفيي المحافظات، ودعم خريطة الخدمات الصحية المقدمة لهم، واقتراح أداء النقابة دور الوسيط والمنسق بين المواقع المصرية المُرخصة والمنصات الكبرى (FACEBOOK - GOOGLE) لتدريب الصحفيين ودعم المحتوى.

الأوضاع الاقتصادية وعلاقات العمل

وفيما يلي تفاصيل البرنامج الانتخابي للكاتب الصحفي أحمد عاطف في محور الأوضاع الاقتصادية وعلاقات العمل:

- السعي لإلزام المؤسسات الصحفية بتطبيق الحد الأدنى للأجور الذي تُقره الدولة.

- العمل على إصدار لائحة أجور للصحفيين.. وتطبيق عقد عمل موحد تكون النقابة فيه طرفا ثالثا ضامنا.

- دعم جهود النقابة في المطالبة بزيادة بدل التدريب والمعاش سنوياً بنسب تلائم التضخم.

- مراقبة التزام الصحف بإنشاء صندوق للعجز والبطالة وفق القانون 180 لسنة 2018.

- خط ساخن للتواصل مع صحفيي المحافظات.. ودعم خريطة خدمات العلاج المقدمة لهم.

حرية الصحافة 

وفيما يخص حرية الصحافة يتضمن البرنامج:

- السعي لإنجاز قانون حرية تداول المعلومات وإلغاء عقوبة الحبس في جرائم النشر.

- العمل على تخفيف شروط وتكاليف إصدار الصحف والمواقع بقانون الصحافة.

- تقديم تدريبات على مهارات كتابة الرأي لضمان ممارسة الحق دون مخالفات قانونية أو حقوقية.

وفيما يتعلق بالقيد يشمل البرنامج عددا من الخطوات المهمة منها:

- إجراء استطلاع رأي لمقترحات تعديل لائحة القيد ودراستها بواسطة لجنة من النقابيين والقانونيين.

- عقد جمعية عمومية غير عادية لإقرار تعديلات لائحة القيد لتحصينها بقوة القانون.

- سرعة استكمال إجراءات تعيين الصحفيين غير المعينين منذ سنوات في الصحف القومية.

التدريب ودعم المحتوى 

وفيما يخص التدريب ودعم المحتوى فيعمل البرنامج على عدد من النقاط منها:

- أداء النقابة دور الوسيط والمنسق بين المواقع المصرية المُرخصة والمنصات الكبرى (FACEBOOK - GOOGLE) لتدريب الصحفيين ودعم المحتوى.

- إقامة (work space) أو منطقة عمل «مجهزة تقنياً» داخل النقابة لخدمة الصحفيين «الفري لانسر» بنظام الاشتراك.

- توفير قاعدة بيانات للحقائب التدريبية التي يحتاجها ويقترحها الصحفيون.

- تكثيف تدريب صحفيي المحافظات وضمان حقهم في دورات وورش منتظمة.

- الاستفادة من إمكانات مركز التدريب في تدشين مشروع «ذاكرة الصحافة والنقابة» الوثائقي.

- عودة إصدار مجلة الصحفيون بصيغة (PDF) وإدماجها في مشروعات التدريب.

جوائز الصحافة

وحول جوائز الصحافة .. ودعم المبدعين فإن البرنامج يشمل:

- دراسة رفع قيمة الجوائز بواسطة لجنة من الصحفيين أصحاب الخبرة ومختصين في التسويق

- إطلاق موقع إلكتروني لنشر الموضوعات الفائزة والسابق ترشحها للفوز ضمن القوائم القصيرة

- استحداث فروع جديدة تشمل الفنون الصحفية الحديثة، مثل البودكاست والأفلام الوثائقية

-  تأسيس دار نشر «نقابة الصحفيين» لخدمة الزملاء المبدعين ودعم موارد النقابة

- تكريم الصحفيين على إصداراتهم الخاصة وتوفير منفذ لها داخل النقابة

- تكريم أسماء الصحفيين الراحلين بمشروع «هُنا عاش» بالتنسيق مع وزارة الثقافة

مقالات مشابهة

  • "الجارديان" تسلط الضوء على الحالة الصحية المتدهورة لبابا الفاتيكان
  • الشروط العامة لجوائز الصحافة المصرية بعد إعلان فتح باب التقديم
  • فتح باب التقديم فى مسابقة جوائز الصحافة المصرية
  • جدارية فنية في درعا تسلط الضوء على قضية المغيبين قسراً والمفقودين
  • "برزة اقرأ" في سمد الشأن تسلط الضوء على الحياة الفطرية في عُمان
  • توقعات بارتفاع أسعار الغذاء في اليمن وسط انهيار العملة وتشديد القيود الحوثية
  • تايمز البريطانية تسلط الضوء على قمة الأهلي والزمالك: 100 مليون لمشاهدة معركة الملوك المصريين
  • انتخابات التجديد النصفي.. سلامة يلتقي بصحفيي مجلتي السياسة الدولية والديمقراطية
  • أحمد عاطف يطلق برنامجه في انتخابات نقابة الصحفيين.. 5 محاور
  • العفو الدولية تدعو إلى تحقيق عاجل وشفاف بوفاة موظف أممي في سجون الحوثيين باليمن