الدمام «العُمانية»: قدمت فرقتا «فتح الخير» و«النسائم للفنون» الشعبيتان عروضهما الفنية العُمانية البحرية أمام لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية لمهرجان «النهّام» بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، ضمن مشاركة سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب.

وضمن المسابقة الرئيسية لمهرجان «النهّام» الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية، قدَّم ثلاثة مصوتين عمُانيين، وهم صالح بن خميس الرشيدي، وجمعة بن فايل العريمي وعمر بن صالح المخيني، فن الصوت البحري «النهمة» الذي اشتهرت به المناطق الساحلية في سلطنة عُمان بمرافقة الفرق الفنية الشعبية العُمانية، ويتمثل فن الصوت في الغناء بأروع الأبيات والمواويل التي تجسد مشاعر الحزن والفرح، بطابع عُماني ضارب في القدم وألحان فلكلورية جذابة.

وقال الكاتب والباحث في الشأن البحري العُماني حمود بن حمد الغيلاني عضو لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية في المهرجان: إنَّ التاريخ في منطقة الخليج العربي جمع أبناء دول مجلس التعاون من خلال العادات والتقاليد المشتركة التي تتقاطع مع الهوية واللغة والدين والجوانب الاجتماعية والثقافية، من بينها الفنون البحرية التي تشكلت من خلال السفر والترحال والتجارة، كما أنَّ النشاط الثقافي الفني الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ممثلًا في مهرجان «النهّام»، هو امتداد لمهرجانات بحرية سابقة تمَّ تنظيمها من قبل دول الخليج العربية، خاصة في مجال المسابقات التي ترصد أهم المفردات البحرية، وتعمل على توثيقها بصريًّا وسمعيًّا وكتابيًّا، وتمَّ التركيز في هذا المهرجان على مبدأ التكاتف والمحبة بين أبناء الخليج العربي كي يحظى الجميع بالتكريم والحضور المشرّف.

وأضاف الغيلاني أنَّ المساحة العددية لدى المشاركين في مهرجان «النهام» كبيرة، وذلك بهدف إثراء مجالات التواصل والتعرف بين أبناء دول المجلس، وأنَّ سلطنة عُمان غنية بالتراث والتاريخ البحري وقد تختلف المسميات بينها وبين بعض دول الخليج العربية، ولكنَّ المضمون واحد، لهذا جاء مثل هذا المهرجان للتعريف بالمفردات البحرية.

وأشار إلى أنَّ العُمانيين لهم دور واضح في هذه تجارة اللؤلؤ، إلا أنَّ السفر والترحال من أجل التبادل التجاري مع شرق آسيا وأوروبا وشرق إفريقيا هو الأمر الراجح في علاقة العُمانيين بالبحر، وأنَّ سفنهم وصلت في قرون ماضية إلى نيويورك وليفربول ومرسيليا، كل ذلك من أجل التبادل التجاري آنذاك.

ووضَّح بأنَّ الفنون البحرية العُمانية كانت تمارس كفنون عملية، فهي تصل إلى ما يقارب 22 فنًّا بحريًا عُمانيًّا على سطح السفينة، فالمصوّت على ظهر السفينة هو شاعر ارتجالي، سريع البديهة وله امتيازاته الخاصة، لما لهذا الصوت من تأثير نفسي على طاقم العمل في السفينة وهم يجوبون البحار والمحيطات الشاسعة.

وفيما يتعلق بفن الصوت وماهيته، يقول الباحث في شأن الفنون البحرية العُمانية، جمعة بن خميس العلوي: فن الصوت، أو ما يطلق عليه في دول الخليج العربي، بـ«النهمة»، يتجسد في إضفاء روح المرح والتآلف على ظهر السفينة، وقد مارسه العُمانيون منذ القدم في رحلاتهم البحرية التي وصلت إلى الصين والهند وإفريقيا وأمريكا، وبعض الدول الغربية، وعن وجه الاختلاف بين فن الصوت في سلطنة عُمان والنهمة في دول الخليج هو طريقة الأداء والألحان والأشعار.

وأشار إلى أنَّ من بين الأصوات التي يمارسها البحارة على ظهر السفينة في سلطنة عُمان قديمًا صوت البداعي وعادة ما يستخدم فيها كلمات يمنية أو أفريقية، ويجب على المصوّت أن يكون شاعرًا فذًّا وقادرًا على استيعاب المواقف النفسيّة لطاقم السفينة، بهدف بث روح المرح والتسلية لأجلهم. كما أنَّ بين أنواع فن الصوت هو ما يدخل في الإطار الفردي أو المناظرة بين شخصين، ويتشارك البحارة في الممارسة من خلال الفريق الفني الواحد على ظهر السفينة، ويمارس هذا الفن أثناء رفع الشراع وفي الأعمال الصعبة وعادة ما يحمل هذا الفن معاني الاشتياق والحنين إلى الوطن.

ووضح أنَّ من بين أسماء فن الصوت ما يسمى بـ«المسوبل»، ويؤدى في عدد من ولايات سلطنة عُمان من بينها صور وصحار، كما تعمل الفرق الفنية الشعبية على إحيائه في عدد من المناسبات منها الوطنية والخاصة، وتقوم المؤسسات الرسمية في سلطنة عُمان بالاهتمام به والعمل على توثيقه.

ويشهد المهرجان حضورًا نوعيًّا من سلطنة عُمان ومنطقة الخليج لعيش تجربة ثرية من خلال الفنون الأدائية والفعاليات الترفيهية والمعارض الثقافية، حيث استمتعوا بأداء النهامة، والأجواء الشعبية التي صممت لتسرد تاريخ البحر الخليجي بشكل إبداعي، والسفر من خلال القبة السينمائية وسط أحداث فيلم «الغوص العود» الذي يعرض من خلال شاشة عملاقة وبتقنية 360 درجة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دول الخلیج الع مانیة فن الصوت من خلال من بین

إقرأ أيضاً:

الإمارات تواصل إغاثة أهالي قطاع غزة

غزة (الاتحاد، وام)

أخبار ذات صلة كير ستارمر: الدولة الفلسطينية حق لا يمكن إنكاره موافقة فلسطينية على مفاوضات دون وقف إطلاق نار دائم

في إطار دعم دولة الإمارات العربية المتحدة المستمر للأسر الفلسطينية النازحة، وَزعت بذراعها الإنسانية «الفارس الشهم 3» مواد غذائية على آلاف الأسر النازحة، التي تُعاني ويلات الحرب وعدم دخول المساعدات وشُح الأسواق من الطعام والمواد الأساسية وأسعارها المرتفعة، في خطوة إنسانية هدفها التخفيف من معاناتهم، في ظل الحرب وما ترتب عليها من نتائج إنسانية كارثية. وقدمت عملية «الفارس الشهم 3»، مجموعة من المواد الغذائية، تحتوي على الدجاج والخضراوات الطازجة والخُبز والتمور والطرود الغذائية للمحتاجين من العوائل النازحة في مدينة خان يونس. ووصل عدد المُستفيدين من الحملة الإغاثية 9 آلاف مُستفيد، حيث وصلت إليهم حملة توزيع المواد الغذائية التي تسعى من خلالها إلى إغاثة النازحين وتخفيف معاناتهم، في وقت تجد فيه العائلات صعوبة كبيرة في الحصول على الطعام؛ نظراً للظروف المأساوية التي تسيطر على القطاع المنكوب.
وتسعى دولة الإمارات إلى الوصول لأكبر عددٍ من النازحين، لتقديم المساعدات الإنسانية لهم، لإسعاف الوضع الكارثي في قطاع غزة، بعد توقف دخول المساعدات إليهم، ما تسبب في ارتفاع احتمالات مجاعة حقيقية تصيب سكان القطاع كافة، وفق تقديرات لمنظمات إغاثية دولية.
وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب الفلسطيني الشقيق، 33000 طن من الإمدادات العاجلة نقلت عبر 395 رحلة جوية و1243 شاحنة، وثلاث سفن رست في ميناء العريش قبل نقل حمولتها إلى قطاع غزة. 
وحملت السفينة الأولى 4016 طناً من المساعدات الإغاثية والطبية، فيما حملت السفينة الإغاثية الثانية 4544 طناً من المساعدات، بينما تضمنت السفينة الثالثة 4630 طناً من المواد الإغاثية.

مقالات مشابهة

  • رهان الترفيه وتحدياته.. ماذا تريد دول الخليج؟
  • الأمم المتحدة تحذر من كارثة في البحر الأحمر بسبب غرق ” روبيمار “
  • الأمم المتحدة: غرق "روبيمار" يؤدي لكارثة بيئية في البحر الأحمر
  • استعراض موقف ملفات التصالح ومخالفات البناء بالغردقة
  • بنك مسقط يفوز بجائزة أفضل بنك استثماري في سلطنة عُمان من مؤسسة Euromoney
  • الإمارات تواصل إغاثة أهالي قطاع غزة
  • مفاوضات اليمن وضريبة الدخل على الأفراد
  • الأمم المتحدة: غرق «روبيمار» يؤدي لكارثة بيئية في البحر الأحمر
  • هجمات الحوثي البحرية وحملة الاختطافات على رأس مباحثات أميركية- عُمانية
  • فتح باب التجنيد في البحرية السلطانية العُمانية