«تلاقي الرواد».. معرض استعادي في عمّان لعدد من الفنانين المكرّسين
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
عمّان- العُمانية: يتضمن معرض «تلاقي الرواد» المقام على جاليري الأورفلي في عمّان، أعمالًا يمكن وصفها بالاستعادية لفنانين تشكيليين عُرفوا بتجاربهم التي أرست قواعد هذا الفن وجددت فيه بالأردن.
يقدم التشكيلي ياسر الدويك (المولود في الخليل عام 1948)، لوحات تعبّر عن ارتباط الإنسان بالمكان بوصف الأخير الجذرَ الذي يشدّ الإنسان إليه دومًا.
وتتنوع أعمال الدويك بين الرسم بالألوان الزيتية والأكريليك والحفر، إذ يبني لوحته ضمن مشاهد بانورامية للمدينة تظهر حيويتها وتواشجها مع محيطها العمراني والطبيعي، في تناسق هندسي بين عناصر اللوحة التي غالبًا ما تركز على ثالوث لوني يعبّر عن رمزية الخصب والقداسة والأرض، وبخاصة في تلك الأعمال التي تتجلى فيها قبة الصخرة المحاصَرة بالغبار الداكن بينما يشع منها نورٌ مخترقًا الظلام في إشارة إلى الأمل في التحرر.
أما أعمال التشكيلي نصر عبد العزيز (المولود عام 1941) فتأتي ضمن لغة بصرية متنوعة، إذ تطغى الألوان والخطوط التي تميل إلى الأسلوب التعبيري والرمزي، وهي مستوحاة من بيئة الفنان ومن الحياة الشعبية التي تشبّع بها. وهناك مجموعة أُخرى من الأعمال عن الوطن يستعين فيها الفنان بذاكرته، حيث الخلفية البيضاء تستضيف الشكل وتبرزه في تناغم وتناسق.
ويوظف عبد العزيز العديد من الرموز الدالّة في لوحاته، ومنها على سبيل المثال رمز الحصان الذي يشير إلى القوة والتفاؤل بالنصر، ورمز الطفل الذي يؤكد على أن القضية ستدوم جيلًا بعد جيل، ورمز الطيور التي تؤكد على التحرر والسلام، وغيرها من الرموز كالذئاب ونبات الصبار والجنادب والقمر والأبواب والنوافذ.
وفي أعماله التي تميل إلى الألوان الترابية الهادئة، يستحضر عبد العزيز المرأة رمزًا للكفاح والصمود، ويقدمها في إطار تعبيري خاص، إذ يربط بين المرأة وقوة استمرارية التراث الشعبي سواء عبر الأزياء أو الزخارف أو الأدوات التي تُستخدم في الحياة اليومية. كما يقدّم أعمالًا في فن البورتريه تركز على وجوه النساء اللواتي يرتدين الأثواب الفلسطينية المطرزة ويتطلعن بأمل نحو المستقبل. وتتميز الأعمال الخزفية المعروضة للفنان الراحل محمود طه بتوظيف عناصر اللون والشكل والخط في انسجام يعبّر عما يرمي إليه الفنان من أفكار بوضوح. وتحتفي أعمال طه بعنصر الحرف العربي وجماليات الخط خاصة في تلك الأعمال التي تصور المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وأضاف إليها رموزًا تؤكد على الحق الإسلامي والعربي في المدينة المقدسة وحمايتها من التهويد.
وعُرف طه (1942-2017) باستخدامه العديد من المواد في إنجاز أعماله التشكيلية، ومنها: الصلصال، والمعدن، والورق. فضلًا عن أن جميع عناصر تكويناته مستمدة من الحضارة العربية وتوثق معاناة الفلسطينيين في ظل الاحتلال.
ويقدم التشكيلي محمود صادق (المولود في مدينة مجدل عام 1945) أعمالًا تنهل من رموز الحضارات الإنسانية التي تعاقبت على الأرض العربية، ومنها: حضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة الفرعونية، والحضارة النبطية.. معتنيًا بإبراز العلاقة بين الكتلة والفراغ، في لوحات تجريدية تركز على التفاصيل وتداخل الألوان وتشتغل بشكل مدروس على مساحات الظل والضوء.
وتجسّد أعمال صادق بحثًا بصريًّا عن مفهوم الهوية الإنسانية وتحولاتها عبر الأزمان، متماهيًا بذلك مع مفردات الطبيعة من صحراء وجبال وسهول تظهر عبر كتل لونية من البني والأخضر والأزرق.
ويتجلى البحث عن الهوية أيضًا في أعمال التشكيلي عزيز عمورة (المولود في الطيرة عام 1944)، الذي يبرع في فن البورتريه ورسم الوجوه ضمن أسلوب انطباعي، وتتسم هذه الأعمال بالألوان الدافئة والهادئة، كما يقدم الفنان لوحات تنهل من ذاكرة المكان الأول الذي عاش به، سواء من المناظر الطبيعية لمدينته التي هُجِّر منها، أو من النقوش والزخرفات التي كانت تقوده بصريًّا في الطفولة، فحاول أن ينقل تلك الذاكرة باللون على أسطح لوحاته.
أما النحات كرام النمري (المولود في مدينة الحصن الأردنية عام 1944)، فيقدم تجربة متطورة في النحت الذي يرتبط لديه بالقدرة على التعبير عن هموم الإنسان المعاصر وهواجسه، حيث الكتل النحتية التي يشكلها وفق وضعيات جسدية معبرة، مع التركيز على ملمس الخامة التي ينحت عليها وعلاقة الكتلة بالفراغ مع العناية بالتوازن والإيقاع المنضبط للتشكيل النهائي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المولود فی فی أعمال أعمال ا
إقرأ أيضاً:
ملتقى أعمال سعودي قطري و 82% زيادة في التبادل التجاري
لتعزيز التواصل والتعرف على الفرص التجارية والاستثمارية، ومناقشة المواضيع التي تواجه نمو العلاقات الاقتصادية، عقدت في العاصمة السعودية الرياض، فعاليات ملتقى الأعمال القطري السعودي بتنظيم مشترك بين اتحاد الغرف السعودية وغرفة قطر.
وجرى خلال الملتقى مناقشة التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، واستعراض فرص الاستثمار المتاحة في كل من قطر والسعودية، كما تضمن الملتقى جلسات عمل بحثت مختلف القضايا الاقتصادية وسبل تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.
وشهد التبادل التجاري بين قطر والسعودية نموا كبيرا خلال العام الماضي، حيث ارتفع من 802.5 مليون دولار عام 2023 إلى 1.45 مليار دولار عام 2024، بمعدل نمو يتجاوز 82%.
وفي كلمته أمام الملتقى، أكد وزير التجارة السعودي ماجد بن عبد الله القصبي أن العلاقات المتميزة بين البلدين عززت النمو الاقتصادي بشكل كبير بين البلدين، مضيفا أن العلاقات السعودية القطرية "ليست كأي علاقة، فنحن أسرة واحدة تربطنا علاقات أكبر من أي علاقات اقتصادية فقط، فلدينا روابط اجتماعية وأسرية، ولهذا يجب علينا جميعا العمل لتعزيز التكامل الاقتصادي بين القطاع الخاص في بلدينا".
وأشار القصبي إلى أهمية مثل هذه الملتقيات لتعزيز التواصل والتعرف على الفرص التجارية والاستثمارية بشكل أفضل، ومناقشة المواضيع التي تواجه نمو العلاقات الاقتصادية، لافتا إلى أن المجلس التنسيقي السعودي القطري يسعى لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يحقق تطلعاتهما.
إعلانوأوضح الوزير السعودي أن المجلس يعد منصة لتأطير الأعمال في جميع المجالات وتوطيد العلاقات بما يحقق رؤيتي كل من السعودية وقطر 2030، وبما ينعكس إيجابا على مصالح البلدين وشعبيهما، وتحدث عن دعم وتمكين القطاع الخاص لتطوير العلاقات الاقتصادية، وتذليل جميع التحديات التي تواجه القطاع.
وخلال الجلسة الوزارية للملتقى التي عقدت تحت عنوان "توجهات الاستثمار في القطاعات الاقتصادية"، أكد وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية بوزارة التجارة والصناعة القطرية أحمد بن محمد السيد أن العلاقات القطرية السعودية شهدت تطورا ملحوظا انعكس على مستوى التنسيق والتعاون، لا سيما في مجالات الصناعة والتجارة والاستثمار المتبادل.
وأشار إلى أن الملتقى يمثل منصة مهمة لبحث الموضوعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز الاستثمارات المتبادلة، وتطوير آليات العمل المشترك، داعيا المستثمرين والشركات القطرية والسعودية إلى استكشاف الفرص المتاحة في سوقي البلدين، مع التركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة التي تدعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
وشهد الملتقى تنظيم عدة جلسات حوارية، حيث ناقشت الجلسة الأولى موضوع "نحو تكامل اقتصادي مثمر"، بينما تناولت الجلسة الثانية "الفرص الاستثمارية الواعدة"، كما تم خلال الملتقى استعراض المشاريع المشتركة المحتملة، وبحث سبل تعزيز التعاون القائم على أساس المنفعة المتبادلة بين الجانبين.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني أن انعقاد الملتقى يجسد عمق العلاقات بين الشعبين، واستجابة لرغبة أصحاب الأعمال من الجانبين في دعم وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري، بما يحقق أهداف وخطط التنمية المستدامة والازدهار.
إعلانوأضاف أن العلاقات بين البلدين شكلت نموذجا متميزا للتعاون بين الأشقاء، مشيرا إلى أن آفاقا جديدة للتعاون والاستثمار بين أصحاب الأعمال القطريين والسعوديين ستمهد لمرحلة جديدة من التطور والنمو.
رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، سعادة الشيخ خليفة آل ثاني:
هذا الملتقى يمهد لآفاق جديدة للتعاون والاستثمار بين أصحاب الأعمال في البلدين الشقيقين.#اتحاد_الغرف_السعودية pic.twitter.com/V9NJv71DV3
— اتحاد الغرف السعودية (@CSC_SA) February 24, 2025
وأوضح رئيس مجلس إدارة غرفة قطر أن التبادل التجاري بين البلدين شهد نموا كبيرا خلال السنوات الماضية، معربا عن تطلعه إلى زيادة نسب النمو من عام إلى آخر.
وأكد أن تمكين القطاع الخاص وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية يمثل ركيزة أساسية في تحقيق التكامل بين البلدين، فدولة قطر والمملكة العربية السعودية تمتلكان مقومات اقتصادية واستثمارية هائلة تجعلهما شريكين طبيعيين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بدروه، قال رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي إن كل مشروع واستثمار مشترك بين الجانبين هو ثمرة من ثمار الدعم والتوجيه من قبل قيادتي البلدين"، داعيا إلى إقامة شراكات وتحالفات بين رجال الأعمال القطريين والسعوديين وإقامة مشاريع كبرى في البلدين أو خارجهما.