تفتقر أجزاء كبيرة من قبيلة نافاغو، وهي من شعوب أميركا الأصلية والتي تعيش في الجنوب الغربي للولايات المتحدة، إلى إمكانية الوصول للمياه النظيفة الصالحة للشرب، وهو الأمر الذي تزايد في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.

لذلك غيّر فريق بحثي بقيادة مهندسين من جامعة تكساس في أوستن ذلك الوضع، حيث طوّروا حلّا جديدا لتنقية المياه لأعضاء القبيلة.

العمل مع المجتمع

قام الفريق بتبطين الأواني الفخارية بمادة صمغية من شجرة الصنوبر جُمعت من محمية قبيلة نافاغو التي تمتد على مساحة 71 ألف كيلومتر مربع في ولايات أريزونا ونيو مكسيكو ويوتاه، ثم قاموا بدمجها مع جزيئات فضية نانوية في الأواني من أجل استخدامها أداة لتنقية المياه لجعلها صالحة للشرب.

وقال نافيد صالح، الأستاذ في قسم الهندسة المدنية والمعمارية والبيئية وأحد قادة المشروع في البيان الصحفي الصادر عن جامعة تكساس في أوستن "إن جعل تكنولوجيا تنقية المياه رخيصة الثمن لا يحل جميع المشاكل، كما أن جعلها فعالة لا يحل كل شيء أيضا، إذ إن عليك أن تفكر في الأشخاص الذين تصنع هذا من أجلهم".

لا يكفي أن تكون الحلول رخيصة وفعالة، بل لا بد من العمل مع المجتمعات المعنية لتطويرها (شترستوك)

وهذا ما فعله الباحثون، حيث عملوا بشكل وثيق مع ديانا تسو وهي خزّافة من الجيل الثالث من ولاية أريزونا، وهي أيضا مؤلفة مشاركة في الورقة البحثية التي نشرت في دورية "إنفيرومنتال ساينس آند تكنولوجي" لإنشاء جهاز بسيط للمستخدمين، كل ما عليهم فعله هو سكب الماء في الأواني الفخارية، ويزيل الفخار المطلي البكتيريا من الماء ويولّد مياها نظيفة صالحة للشرب.

ويقول الباحثون إن قبيلة نافاعو لديها تاريخ من عدم الثقة في الغرباء، وهذا يجعل من غير المرجح أن يتبنى الناس هناك تكنولوجيا جديدة تم صنعها بالكامل من قبل آخرين، لذلك كان استخدام الفخار والعمل مع المجتمع والاعتماد على المواد المحلية أمرا مهما لفعالية هذا المشروع.

يقول لويس ستيتسون رولز -وهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة تكساس- إن فخار نافاغو يقع في قلب هذا الابتكار، لأننا كنا نأمل أن يسد فجوة الثقة، فالفخار مقدس لدى قبيلة نافاغو، واستخدام مواده وتقنياته يمكن أن يساعدهم على الشعور براحة أكبر في تبني حلول جديدة.

السر في التفاصيل

يقول الباحثون في البيان الصحفي إن استخدام جزيئات الفضة لتنقية المياه ليس هو الابتكار الرئيسي، فقد استخدم آخرون هذه التكنولوجيا في الماضي. لكن المفتاح كان هو التحكم في إطلاق جسيمات الفضة النانوية المستخدمة، حيث تختلط جزيئات الفضة إذا كانت بكميات كبيرة مع بعض المواد الكيميائية -مثل الكلوريد والكبريتيد- في المياه غير المعالجة، مما يؤدي إلى تكون "طبقة سامة" يمكن أن تقلل من فعالية تطهير جزيئات الفضة على بطانة الطين.

التقنية تستخدم آنية فخارية مبطنة بمادة صمغية مدمجة مع جزيئات نانو فضية (إنفيرومنتال ساينس آند تكنولوجي)

لذلك استخدم الباحثون مواد متوفرة بكثرة في بيئة المجتمع، بما في ذلك راتنج شجرة الصنوبر، للتخفيف من الإطلاق غير المنضبط لجزيئات الفضة أثناء عملية تنقية المياه. وكانت النتيجة الخروج بابتكار رخيص وفعال ومقبول مجتمعيا، حيث تكلفت المواد المستخدمة وعملية صنع الأواني أقل من 10 دولارات فقط للإناء الواحد.

ويقول صالح إن "هذه مجرد بداية لمحاولة حل مشكلة محلية لمجموعة معينة من الناس.. لكن التقدم التقني الذي حققناه يمكن استخدامه في جميع أنحاء العالم لمساعدة المجتمعات الأخرى".

ويضيف أن الخطوة التالية للباحثين هي تطوير التكنولوجيا والعثور على مواد وتقنيات أخرى لمساعدة المجتمعات على استخدام المواد المتوفرة في مناطقهم للمساعدة في إنتاج مياه عذبة صالحة للشرب. ولا يسعى الباحثون إلى تسويق البحث تجاريا، لكنهم حريصون على مشاركته مع الشركاء المحليين المحتملين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مياه القناة: استعدادات مكثفة لاستقبال شهر رمضان

أعلن اللواء عبد الحميد عصمت رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظات القناة، اليوم الأربعاء، عن الاستعدادات المكثفة في جميع قطاعات ومناطق بإقليم محافظات القناة" السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، وذلك لاستقبال شهر رمضان المبارك، والمتمثلة في أعمال الغسيل والتطهير للمروقات والخزانات الأرضية بجميع المحطات، وأعمال الملس والتطهير لشبكات الصرف الصحي، بالإضافة الي متابعة انتظام سير العمكل بالمحطات.

أكد اللواء عبد الحميد عصمت، إنه تم الأخذ في الاعتبار أوقات الذروة وارتفاع معدلات استهلاك المياه خلال شهر رمضان، وتم وضع خطة ومراجعة المناطق الساخنة التي قد تشهد استهلاك للمياه بكميات كبيرة، مع عمل التطهير اللازم لشبكات وخطوط الصرف الصحي، وخاصة المناطق الساخنة، حتى تستوعب أي زيادة متوقعة، مع المتابعة المستمرة علي مدار الساعة لفرق الطوارئ للتعامل الفوري والسريع مع أي أحداث طارئة.

وقال رئيس المياه والصرف الصحي بمحافظات القناة، انه تم تنفيذ خطة متكاملة تشمل أعمال الصيانة الدورية، وتطهير مراحل تنقية مياه الشرب في جميع محطات الإنتاج " بالسويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، بالاضافة الي فحص أجهزة التحكم والتشغيل، بجانب صيانة الطلمبات والمولدات الكهربائية ومحابس المياه وشبكات التوزيع ، مشددًا على تطبيق نظم التشغيل القياسية لضمان عدم انقطاع مياه الشرب علي مدار الساعة.

وأضاف اللواء عبد الحميد عصمت، أنه تم مراجعة جاهزية جميع المولدات الكهربائية بالمحطات سوء مياه الشرب أو الصرف وتزويدها بالوقود الكافي لضمان استمرار تشغيل تلك المحطات فترات طويلة عند حدوث انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي  خلال شهر رمضان المبارك، مشيرا انه تم الانتهاء من أعمال الصيانة الكاملة لرفع كفاءة المولدات الكهربائية العملية.

وأشار اللواء عبد الحميد عصمت، أنه تم تكليف جميع رؤساء القطاعات والمناطق في " السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، بالمرور والمتابعة الميدانية المستمرة علي جميع محطات مياه الشرب ورفع ومعالجة الصرف الصحي والشبكات، وذلك لمتابعة سير وانتظام العمل على أرض الواقع، والعمل فوراً على حل أي مشكلات أو معوقات قد تحدث، مع استمرار أعمال الملس والتطهير لخطوط شبكات الصرف الصحي، وغسيل الشبكات، من أجل الاستمرار في تقديم خدمات أفضل ومتميزة لمواطني إقليم القناة.

وأوضح اللواء عبد الحميد عصمت، أنه يتم التنسيق المستمر بين كافة الإدارات والقطاعات بالشركة في استمرارية العمل على مدار الـ٢٤ساعه في كافة مواقع العمل لضمان استمرارية تقديم خدمه مميزه لعملائها، وكذلك خطة الشركة بالمتابعة الدورية والمستمرة لجميع مواقع العمل ومحطاتها لأداء مهامها المتنوعة، وتشكيل غرفة طوارئ على مستوى محافظات القناة " السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لمتابعة كافة الأحداث.

مقالات مشابهة

  • مياه المنوفية: تنفيذ أنشطة التوعية المائية بترشيد استهلاك المياه بالمدارس
  • انقطاع المياه عن عدد من المناطق خلال ساعات.. اعرف الأوقات
  • مياه القناة: استعدادات مكثفة لاستقبال شهر رمضان
  • «مياه الأقصر»: إصلاح كسر بخط طرد صرف صحي في الحبيل وعودة الخدمة قريبا
  • حفل اختتام مشروع تعزيز استدامة خدمات المياه والصرف الصحي في صعيد مصر
  • قطع المياه عن عدة مناطق في الفيوم غدا.. الأماكن والمواعيد
  • بدء تجارب تشغيل منفذ توزيع مياه رأس الحكمة في مطروح
  • مياه الدقهلية: قطع مياه الشرب غدا عن بعض مناطق المنزلة والمطرية لمدة 10 ساعات
  • بكتيريا صديقة للإنسان يمكنها أن تأكل النفط
  • إدارة ترميم سقارة: تمثال «حواس» لم يُكسر أثناء عملية استخراجه