خبير عسكري: مؤشرات الحرب المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل تتزايد
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن قصف مستوطنة كريات شمونة عشية كلمة مرتقبة للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ربما يشير إلى احتمال دخوله في معركة مفتوحة مع جيش الاحتلال.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أعلنت في وقت سابق اليوم أنها قصفت المستوطنة الإسرائيلية بـ12 صاروخا من خلال مقاتليها الموجودين في لبنان.
وإذا كانت هذه الهجمات مقدمة لخطاب نصر الله فإنها تعني أن الحزب سيبدأ توسيع نطاق الاشتباكات بين الحزب والجانب الإسرائيلي، وربما تبدأ حرب مفتوحة مرة واحدة، وفق ما قاله الدويري في تحليل للجزيرة.
وتبعد كريات شمونة حوالي كيلومترين عن حدود لبنان، وقد تعرضت لإصابات مباشرة اليوم مع تعميق الضربات إلى نحو 5 كيلومترات وصولا إلى مزارع شبعا المحتلة، وكثافة نارية أكبر مما كانت عليه خلال الأسابيع الماضية.
وشهدت الجبهة الشمالية لإسرائيل على حدود لبنان الجنوبية تصعيدا في الاشتباكات اليوم الخميس مع هجوم شنه حزب الله بطائرتين مسيّرتين، ورد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدفعي وجوي على مناطق لبنانية بينها بلدتا الخيام وعيتا الشعب.
وتمتلك كتائب القسام في لبنان أسلحة تغلب عليها الصواريخ التي تعتمد على الهندسة العكسية والتي يتم تصنيعها بمساعدة حزب الله، وفق الدويري.
وتتراوح هذه الصواريخ -وفق الخبير العسكري- بين صاروخ كاتيوشا التقليدي والصواريخ الأخرى التي يستخدمها حزب الله في عملياته.
وعما يمكن أن تصل إليه الاشتباكات المتزايدة حاليا على الشريط الحدودي بين إسرائيل ولبنان، يقول الدويري إن الأمر يتوقف على المدى الزمني لتصعيد حزب الله من جهة والتزام الرد الإسرائيلي بالانضباط وعدم تجاوز التوافقات غير المكتوبة المعمول بها في قواعد الاشتباك بين الجانبين من جهة أخرى.
ويعتقد الخبير العسكري أن حزب الله سيتبنى سياسة الفعل ورد الفعل وبالتالي إذا زادت إسرائيل من عمق عملياتها وقوتها فإنه سيرد بنفس الطريقة.
وعن توجيه حزب الله طائرتين مسيّرتين إلى مناطق عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة لأول مرة منذ بدء الاشتباكات، قال الدويري إن هذه المنطقة هي بيضة القبان في الصراع اللبناني الإسرائيلي؛ لأن حزب الله يتعامل معها كمظلة قانونية ودستورية لصراعه مع دولة الاحتلال.
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، إن التصعيد الذي حصل اليوم على الجبهتين الشمالية والجنوبية لإسرائيل، متوقع لأنه نتيجة تراكمية لما يحدث منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال مصطفى إن إسرائيل حاولت احتواء الاشتباكات مع حزب الله حتى لا تصل إلى مواجهة شاملة، لكنه أمر صعب السيطرة عليه بسبب تراكم الأحداث، من وجهة نظره.
ويرى مصطفى أن إسرائيل تعيش معضلة حالية بدليل أن رئيس أركانها حذر حزب الله اليوم الخميس من فتح جبهة في الشمال لأن جيش الاحتلال مستعد للقتال على جبهتين، وهو أمر يتناقض مع ما نراه على الأرض منذ عملية طوفان الأقصى، كما يقول.
تدمير الميركافاوعلى الجبهة الجنوبية لإسرائيل، في قطاع غزة، نشرت كتائب القسام صورة لدبابة ميركافا إسرائيلية قالت إنها تمكنت من تدميرها بقذيفة الياسين 105.
ويمثل تدمير الميركافا ضربة لفرضية الاحتلال التي تقول إنها دبابة محصنة تماما ضد الأسلحة التي تمتلكها حركة حماس، كونها الدبابة الأحدث والأفضل تصفيحا على مستوى العالم، وفق الدويري.
وقال الدويري إن قذيفة الياسين 105 مكونة من حشوتين متفجرتين أولاهما تخترق تحصين الدبابة والثانية لتدمير الجسم نفسه.
ولم تعلن إسرائيل رسميا تدمير الدبابة على يد المقاومة، لكن الدويري أكد أن مدرعة النمر التي اعترفت تل أبيب بتدمير إحداها بقذيفة الياسين تمتلك نفس تصفيح الميركافا التي تعاني نقطة ضعف ليست موجود في "النمر"، وهي منطقة البرج، ما يعزز رواية القسام، برأيه.
وتصل سرعة قذيفة الياسين إلى 300 متر في الثانية ويتطلب دقة كبيرة في التصويب لأنه محمول على الكتف ويعتمد على التسديد البصري، ما يعني أن الرامي لديه ثانيتان اثنتان فقط للتصويب إذا كانت الدبابة متحركة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: إسرائيل تريد بعودة الحرب أن توقع حماس على اتفاق استسلام
قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية في غزة بهدف ممارسة أقصى درجات الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لإجبارها على قبول ما وصفه بـ"اتفاق استسلام".
وأكد مصطفى خلال مداخلة على شاشة الجزيرة أن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة تقوم على استهداف المدنيين والقيادات السياسية للحركة بهدف إضعاف موقفها التفاوضي.
وأوضح أن إسرائيل وضعت مقترحا لحماس يفرض عليها إطلاق سراح نصف الأسرى والرهائن الإسرائيليين فورا، في حين يتم التفاوض على النصف الآخر في مرحلة لاحقة.
وبيّن أن استمرار الحرب مرتبط بموقف حماس من هذا الطرح، إذ تهدد تل أبيب بتصعيد العمليات العسكرية في حال رفضه.
واستأنفت إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء عدوانها على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة أسفرت عن استشهاد 412 فلسطينيا وإصابة أكثر من 500 آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة.
وشاركت 100 طائرة إسرائيلية في تنفيذ الهجمات التي استهدفت مناطق عدة، من بينها مخيم المغازي (وسط القطاع) ومدينة رفح (جنوب) وبيت حانون (شمال).
وأشار مصطفى إلى أن التغييرات في قيادة الجيش الإسرائيلي تعكس توجها نحو تصعيد القتال، لافتا إلى أن تعيين إيال زامير رئيسا لأركان الجيش جاء بتوجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضمان تنفيذ هذه المرحلة من الحرب.
إعلان صلاحيات واسعةوأوضح أن زامير مُنح صلاحيات واسعة لاستهداف غزة بلا قيود، لافتا إلى أنه ليس معنيا بهدف الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة كما كان عليه رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي.
وأضاف الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن تل أبيب حصلت على دعم غير مسبوق من واشنطن، وهو ما وفر لها غطاء سياسيا لاستمرار المجازر بحق المدنيين.
ووفقا لمصطفى، فإن إسرائيل كانت تتدرج في الضغط على حماس عبر وسائل متعددة بدأت بمنع إدخال المساعدات الإنسانية، ثم رفض الانسحاب من محور فيلادلفيا، وصولا إلى القصف المكثف.
وبيّن أن استقالة هاليفي جاءت نتيجة رفضه نهج نتنياهو الذي يسعى إلى إفشال أي اتفاق غير قائم على استسلام حماس بالكامل.
وأكد مصطفى أن إسرائيل ترى أن إنهاء العمليات العسكرية دون تحقيق مكاسب سياسية سيؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو، لذا فإنها ماضية في التصعيد العسكري لإجبار حماس على التفاوض تحت النار.
وأشار إلى أن تل أبيب كانت تستعد لهذه المرحلة منذ البداية، إذ لم تكن لديها نية للالتزام بأي وقف طويل الأمد لإطلاق النار، بل كانت تسعى إلى استئناف الحرب عندما تحين اللحظة المناسبة.