الجزيرة:
2024-11-08@06:48:45 GMT

مجازر غزة تضع علاقات تل أبيب وأنقرة فوق صفيح ساخن

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

مجازر غزة تضع علاقات تل أبيب وأنقرة فوق صفيح ساخن

متوشحا بالكوفية الفلسطينية ومتفاعلا مع كل كلمة يقولها وواضعا خلفه صورة قبة الصخرة يحيطها جماهير تحمل الأعلام التركية، أراد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يكون خطابه عالي السقف ضد إسرائيل ويتضمن رسائل في أكثر من اتجاه، أهمها إعلانه أن "إسرائيل مجرمة حرب أمام العالم".

وفي الخطاب أمام مظاهرة مليونية لنصرة غزة في إسطنبول، لم يكتف أردوغان بهذا بل أعاد تأكيد ما قاله عام 2018 إنّ حماس ليست منظمة إرهابية، بل حركة مقاومة مشروعة.

ومن الواضح أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا على مستوى السفراء واستقبال أردوغان للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عام 2022، أصيبت بمقتل، وهو ما عبر عنه أردوغان شخصيا عندما أكد إلغاء كلّ خططه لزيارة إسرائيل بسبب هجماتها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

أردوغان: صافحت يدي هذا الذي يدعى نتنياهو مرة واحدة في حياتي (الفرنسية)

وصعّد الرئيس التركي من كلامه ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً "صافحت يدي هذا (..) الذي يدعى نتنياهو مرة واحدة في حياتي (على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي)، بالطبع كانت لدينا نوايا حسنة وأساؤوا استخدامها".

نبرة عالية كان يظن المسؤولون الإسرائيليون -على ما يبدو- أن أردوغان لن يعود إليها بسبب رحلة بدء إعادة تطبيع العلاقات، وهذا ما يدل عليه تصاعد اللهجة والتصعيد الإسرائيلي ضد تركيا وأردوغان نفسه.

وأبرز هذه الردود كانت لوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الذي وصف التصريحات بالـ "الخطيرة".

وأصدر تعليمات للممثلين الدبلوماسيين الإسرائيليين في تركيا، بالعودة بهدف "إعادة النظر في العلاقات التركية الإسرائيلية".

ولكن المفاجأة كانت ما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن مصادر دبلوماسية قولهم "إن الدبلوماسيين الإسرائيليين ليسوا في تركيا بالوقت الحالي، فقد غادروا بلادنا اعتبارا من 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (أي قبل 6 أيام من تغريدة كوهين)".

وأضافت المصادر أنه "في المذكرة التي أرسلوها إلى الخارجية التركية في 18 أكتوبر/تشرين الأول، ذكروا أنه في ضوء التطورات الأخيرة، سيغادر الدبلوماسيون في السفارة تركيا اعتبارا من 19 من نفس الشهر.. من الصعب أن نفهم لمن أوعز كوهين بالعودة (إلى إسرائيل) لأن الدبلوماسيين الذين ذكرهم في بيانه غادروا بلادنا بالفعل".


وهذه ليست المرة الأولى التي يوبخ أو يهاجم فيها أردوغان إسرائيل ومسؤوليها أو يدعم غزة وشعبها، فبعد 6 سنوات فقط من توليه منصب رئيس الوزراء، وبخ الرئيس الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز، في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس عام 2009، واتهم الحكومة الإسرائيلية بقتل الأطفال الفلسطينيين.

ومما زاد التوترات بشكل أكبر، كان أسطول سفن الحرية عام 2010 في محاولة لاختراق الحصار التي كانت تفرضه البحرية الإسرائيلية على غزة، مما أدى إلى مقتل 10 أتراك على متن سفينة "مافي مرمرة".

وحاول الأتراك والإسرائيليون التقارب ومحاولة إعادة الحرارة للعلاقات منذ 2014، ولكن الحرب على غزة عام 2018 وإعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، دفع الأتراك إلى سحب السفير من تل أبيب وكذا فعلت إسرائيل.

مستقبل العلاقات بين تل أبيب وأنقرة

تقول صحيفة "ناشيونال إنترست" الأميركية أن "أردوغان الذي يرأس دولة عضوة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لم يقف إلى جانب إسرائيل في أحلك أوقاتها كما فعل حلفاؤه الغربيون، واختار الانضمام إلى العالم الإسلامي في دعم فلسطين".

وتابعت "موقف أنقرة المعادي لإسرائيل يحظى بدعم الرأي العام التركي. وهذا ليس أمراً خاصاً بتركيا ولكنه يمثل إلى حد كبير العالم الإسلامي".

بدورها، نعت الأكاديمية الإسرائيلية جاليا ليندنشتراوس التقارب بين إسرائيل وتركيا بعد خطاب أردوغان "عالي اللهجة" وأضافت أن تطبيع العلاقات بين الطرفين الذي بدأ عام 2022 "انتهى".

وأضافت "إسرائيل لا تريد إضافة أي توتر إضافي على المشهد المأزوم أصلا، وتعمل الحكومة على عدم الدخول في صراع مباشر مع تركيا ولكنها ستراقب تصريحات وأفعال أنقرة".


في المقابل، يقول أحمد أويصال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول "هناك توتر شديد بين تركيا وإسرائيل بسبب القصف على غزة وقتل المدنيين".

ويتابع في حديث للجزيرة نت "أردوغان أعلن أن إسرائيل مجرمة حرب، وردت بسحب عدد من الدبلوماسيين، فالحكومة والشعب التركيان لن يرضيا بما تفعله إسرائيل في غزة".

ولفت إلى احتمال أن "ترد تركيا بالمثل وتسحب دبلوماسيها من تل أبيب، ولكن حتى الآن تركيا تركز على الضغط الدبلوماسي وحشد الحكومات الغربية لممارسة الضغوط على إسرائيل وخاصة على حلفائها مثل الولايات المتحدة لوقف حربها على غزة، وهذه الجهود الدبلوماسية ستتصاعد وتتكثف إذا واصلت إسرائيل حربها".


تركيا وحماس

وبعد خطاب أردوغان، كان لافتا السؤال الذي طرحته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية عن إمكانية قطع أردوغان العلاقات مع حماس؟ ورجحت أن تزيد واشنطن الضغط على أردوغان لقطع هذه العلاقات.

وتجيب المجلة بسرعة وفي أول فقرة من مقالها عن السؤال "انسوا قطع العلاقات مع حماس، فمن غير المرجح أن يدين أردوغان بشكل لا لبس فيه الفظائع الأخيرة التي ارتكبتها حماس، باعتبارها عملاً إرهابياً. والسبب في ذلك بسيط: أردوغان يتعاطف مع قضية حماس".

وتوضح "تأييد أردوغان لحماس جعل المنظمة وقضيتها تحظى بشعبية كبيرة بين قاعدته من الناخبين. والأسبوع الماضي فقط، شهدت تركيا عدة مسيرات عامة، جميعها تدين إسرائيل. وبعد مرور يومين فقط على الهجمات المميتة، نظم حزب الهدى -شريك بائتلاف أردوغان الحاكم- مسيرة احتفالية خارج القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، وهتفوا ضد إسرائيل".

وتختم المجلة الأميركية بأنه "تكهن الكثيرون بأن إقامة علاقات جوهرية بين تركيا وإسرائيل لن تكون ممكنة إلا بعد أن تتوقف تركيا عن استضافة حماس على أراضيها. وأتاحت هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول لأنقرة فرصة فريدة لتركيا للوقوف إلى جانب إسرائيل، وهي فرصة من المرجح أن يهدرها".


تداعيات اقتصادية

ولم يتوقف الرد الإسرائيلي على الموقف التركي فقط عند السياسة بل تخطاها إلى الاقتصاد، إذ ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن عددا من سلاسل المتاجر الكبرى الإسرائيلية أوقفت الواردات من تركيا.

وتشمل الشركات أكبر سلسلة سوبر ماركت في إسرائيل "شوفرسال" ومنافسيها الرئيسيين "رامي ليفي" و"يوخانانوف" وكذا فعل عدد من المستوردين الصغار.

وأصبحت تركيا مؤخرًا واحدة من أكبر المصدرين لإسرائيل، حيث احتلت المرتبة الخامسة العام الماضي بعد الصين والولايات المتحدة وسويسرا وألمانيا. وعام 2022، بلغت الواردات الإسرائيلية من تركيا 7 مليارات دولار.

وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة، لا يزال خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان يعمل، حيث يوفر جزءًا كبيرًا من احتياجات إسرائيل السنوية من النفط.

ويقول رئيس اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية وجمعية المصدرين الأتراك، أوريل لين، إن الوضع الحالي يمثل "صدمة كاملة" ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الواردات إلى إسرائيل.

وتابع "نحن واقعيون ومن الواضح أن الكثير من المستوردين سيكونون حذرين بشأن الشراء في تركيا. كما أننا لا نعرف ما إذا كانوا يريدون البيع لنا".

ويبدو مسؤول إسرائيلي آخر -طلب عدم الكشف عن هويته- أكثر تفاؤلا، وقال إنه "إذا نظرنا إلى البيانات التجارية بين إسرائيل وتركيا على مدى فترة طويلة، يمكنك أن ترى أن الحجم الإجمالي يتزايد باستمرار. وتابع "هناك أسباب منطقية لذلك، فهي قوة اقتصادية جيدة وغير مكلفة قريبة منا".

وأوضح "ارتفعت الأرقام على الرغم من التحديات والعمليات العسكرية في غزة خلال العقد الماضي. وفي معظم الفترات، كانت هناك دائما تحديات في العلاقات بين البلدين. بناءً على هذه التجربة، نتوقع أن حجم التجارة الذي نراه اليوم سيستمر عند نفس المستوى تقريبًا".


الطماطم والطاقة

وتوضح "هآرتس" أن بعض تجار التجزئة الذين أوقفوا الواردات التركية يفعلون ذلك إلى حد كبير بسبب الضغط الشعبي الشديد الأيام الأخيرة. واتُهمت "رامي ليفي" وهي سلسلة سوبر ماركت كبيرة أخرى، بتفضيل الطماطم التركية على الإسرائيلية، رغم أن الشركة تنفي ذلك.

وكجزء من الضغوط، بعث اتحاد المزارعين الإسرائيليين رسالة يحث فيها تجار التجزئة على التنفيذ الفوري للقانون الذي يتطلب وضع علامة على بلد المنشأ للمنتجات، وهو قانون من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ بعد أشهر من الآن.

وفي الرسالة، يشير الاتحاد إلى الضرر الذي ألحقته الحرب بالفعل بالمزارعين الإسرائيليين، وتعبئة الإسرائيليين للمساعدة في الحصاد ونقل المنتجات في الأماكن التي غادرها العمال الأجانب.

ويطلب المزارعون أيضا من سلاسل المتاجر الكبرى وضع علامة على المنتجات الإسرائيلية حتى يتمكن المستهلكون من إظهار التضامن مع الزراعة في بلادهم.

ويبدو أن تجار التجزئة يدركون أن المستهلكين الإسرائيليين يعتبرون الآن الطماطم التركية "محرمة" وقد أعلن الكثيرون أنهم سيتوقفون عن طلبها. ومع ذلك، تقول وزارة الزراعة إنه من المقرر أن تصل 6 سفن هذا الأسبوع محملة بالفواكه والخضراوات من تركيا.

ومن شأن التوقف التام لواردات الطماطم التركية أن يؤدي إلى نقص، لأن الإنتاج المحلي لا يلبي سوى حوالي نصف الطلب. ويجب أن يتم استيراد الطماطم من دول مثل اليونان أو هولندا، الأمر الذي قد يجعلها أكثر تكلفة قليلاً.

ويشير مراقبون إلى أن تأثير هذا الخلاف قد يتسبب في تأخير تنفيذ بعض مشروعات الطاقة وعلى مستوى التنسيق السياسي والأمني، لكن في النهاية فهناك حرص مشترك بين تركيا وإسرائيل على ألا تعود العلاقة لما كانت عليه قبل 2010.

وما يعزز هذا التحليل أن الشحنة الأخيرة التي تبلغ مليون برميل من النفط الخام الأذربيجاني من ميناء جيهان التركي إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، جاءت بعد خطاب أردوغان، مما يشير إلى أن الاعتبارات الاقتصادية لا تزال تلعب دورًا حاسمًا في العلاقة.

إضافة إلى أن خط أنابيب "باكو-تبليسي-جيهان" يعمل بشكل اعتيادي، حيث يوفر جزءا كبيرا من احتياجات إسرائيل السنوية من النفط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على غزة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

ترامب أم هاريس.. ماذا تريد تركيا؟

لا تشهد الأوساط السياسية في تركيا، سواء على ضفة الحكومة أو المعارضة أي حماسة بشأن النتائج التي ستكون عليها الانتخابات الأميركية، وتنعكس هذه الحالة أيضا على وسائل الإعلام والصحف التي تتركز تغطيتها على نقل أخبار الاستحقاق بتفاصيله العامة، دون الغوص بأي تفاصيل.

ومع ذلك، وفقا لخبراء ومراقبين فإن "اللاحماسة" قد تكون في العلن شيئا وفي الكواليس شيئا آخرا، ويرتبط هذا الاعتقاد بما شهدته العلاقة التركية-الأميركية خلال فترة تولي جو بايدن الحكم وسلفه دونالد ترامب، وما ستكون عليه في حال وصل الأخير للبيت الأبيض أو منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

ويوضح الباحث السياسي التركي، هشام جوناي أن "غياب الاهتمام من جانب الأوساط التركية سببه أن نتائج الانتخابات الأميركية ستكون معروفة على صعيد علاقة أنقرة بواشنطن"، ومن منطلق أن سياسة الولايات المتحدة لن تتغير كثيرا حيال القضايا المتعلقة بالعلاقات مع تركيا.

ويقول جوناي لموقع "الحرة": "القضايا المرفوعة ضد تركيا في الولايات المتحدة ما زالت قائمة حتى الآن، وهي بيد القضاء وليس الساسة". وتشمل قضية رجل الأعمال التركي-الإيراني رضا ضراب، وخلق بنك وقضية رئيس بلدية نيويورك، إريك آدامز التي رفعت مؤخرا.

ويضيف الباحث: "لذا.. هذه القضايا ستستمر بغض النظر من سيكون الرئيس".

علاوة على ذلك، يعتقد جوناي أن الوضع في سوريا وصل لنهج لن يتغير كثيرا في حال تغير الرئيس الأميركي، مشيرا كمثال إلى أن "دعم الولايات المتحدة للأكراد لم يبدأ في عهد بايدن أو ترامب وكان سابقا في عهد أوباما وستواصل واشنطن هذه المسار.. وسيبقى الخلاف متواصلا بين أنقرة وواشنطن، سواء وصل ترامب للبيت الأبيض أو هاريس".

"حياد"

في غضون ذلك يرى الباحث السياسي التركي، عمر أوزكيزيلجيك أن الموقف التركي الرسمي بشأن الانتخابات الأميركية والنتائج التي ستكون عليها "هو موقف الحياد".

ويوضح أوزكيزيلجيك لموقع "الحرة" أن تركيا ستواصل تعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة، في وقت تُعد العلاقات التركية-الأميركية ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأنقرة.

ومع ذلك، من المحتمل أن يكون لدى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في داخله تفضيل، يصب على الأرجح لصالح ترامب لأنه كانت بينهما علاقة جيدة.

وفي حين أن الرئيس التركي يقدّر الدبلوماسية المباشرة بين القادة لا يعتقد الباحث أن الحسابات التركية ستتغير بشكل كبير إذا لم يُنتخب ترامب.

"النهج التركي تجاه الولايات المتحدة يقوم على أساس قوي، وإذا تم انتخاب هاريس، سيواصل الرئيس التركي وتركيا العمل مع الولايات المتحدة ويستمرون في توسيع آفاق التعاون"، وفقا لأوزكيزيلجيك.

ويردف: "لقد رأينا أن العلاقات التركية-الأميركية في عهد بايدن بدأت بشكل سيئ، وأظهر بايدن برودا تجاه تركيا في البداية، ولكن لاحقا حصلت العلاقات التركية-الأميركية على زخم جديد. لذا، سواء تم انتخاب هاريس أو ترامب، أتوقع أن تتحسن العلاقات التركية-الأميركية".

"بين بايدن وترامب"

وتركيا والولايات المتحدة حلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

لكن العلاقات بينهما تشوبها منذ سنوات، بغض النظر عن تغيّر الإدارة الأميركية، سلسلة ملفات عالقة. وطالما أسفرت النقاشات المتعلقة بهذه الملفات أو الطرق المسدودة أمام حلّها عن حالة من عدم الاستقرار على صعيد العلاقة.

من بين الملفات العالقة قضية دعم الولايات المتحدة الأميركية لـ"قوات سوريا الديمقراطية"(قسد) في شمال شرق سوريا، والتي تعتبرها أنقرة على ارتباط بحزب "العمال الكردستاني"، المصنف على قوائم الإرهاب.

إضافة إلى قضية صفقة منظومة "إس 400" بين تركيا وروسيا وارتداداتها على صفقة طائرات "إف-35" وقضايا أخرى تتعلق بحقوق الإنسان وبفتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء انقلاب 2016، وكان قد توفي قبل أسابيع في ولاية بنسلفانيا.

ومنذ توليه في 2020 لم يقم بايدن بأي زيارة إلى تركيا ولم يستضيف نظيره التركي في البيت الأبيض، رغم أن الأخير كان في الولايات المتحدة لبرامج أخرى، خلال السنوات الماضية.

في المقابل كان السلوك الخاص بعلاقة بايدن-إردوغان مختلفا عن سلفه دونالد ترامب، إذ التقى الأخير الرئيس التركي تسع مرات خلال رئاسته، وكان أحد هذه اللقاءات خلال زيارة إردوغان لواشنطن.

ويعتقد الباحث في الشأن التركي، محمود علوش أنه توجد 4 حجج تدعم اعتقاد بأن إردوغان يفضل وصول ترامب للبيت الأبيض على هاريس.

تذهب الحجة الأولى باتجاه أنه خلال رئاسة ترامب شهدت العلاقات بين أنقرة وواشنطن زخما إيجابيا، رغم الأزمات التي اعترضتها آنذاك وبينها أزمة القس، أندرو برونسون.

ومن ناحية ثانية يقول علوش لموقع "الحرة" إن "ترامب كان أكثر تقديرا لقيمة الشراكة مع تركيا واستقبل نظيره إردوغان في البيت الأبيض" على خلاف السلوك الذي اتبعه بايدن.

وترتبط الحجة الثالثة بأن العلاقات بين تركيا والديمقراطيين في الولايات المتحدة الأميركية كانت دائما ما تميل للتوتر أكثر من الاستقرار.

كما يضيف علوش أن "نهج ترامب كان أقل عدوانية تجاه روسيا مقارنة من الديمقراطيين بالنسبة لتركيا والعلاقات التي تشترك فيها مع موسكو".

كيف مرت العلاقة بين فترتي رئاسة؟

وبعد اعتقال رجل الدين الأميركي، أندرو برونسون في تركيا، كان ترامب اتخذ خطوات خلال ولايته استهدفت الاقتصاد التركي بشكل مباشر، مما أدى إلى انخفاض حاد في الليرة التركية.

وفي آخر أيامه في البيت الأبيض كان ترامب أيضا قد اتخذ إجراء تمثل بفرض عقوبات على تركيا، بموجب قانون "كاتسا".

لكن في المقابل توصل الرئيسان بعد لقاءات واتصالات (إردوغان وترامب) إلى بعض تفاهمات جزئية خاصة بسوريا وحدود تركيا الجنوبية معها، فيما بقيت القضية المتعلقة بـ"إس 400" و"إف 35" عالقة دون أي حلول.

في المقابل، ورغم أن بايدن وصف إردوغان قبل انتخابه في 2020 بأنه "مستبد" ووعد بدعم أحزاب المعارضة في تركيا هدأت التوترات التي أحدثها موقفه الأول بالتدريج، دون أن تنتهي تماما.

وجاءت حالة الهدوء إلى حد ما بعد أن أعطت أنقرة الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفي أعقاب موافقة واشنطن في يناير الماضي على بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى تركيا.

ويؤكد الباحث علوش أن "التصور السائد أن إردوغان يفضل ترامب لا يعني أن وصول الأخير للبيت الأبيض ستكون نتيجته إيجابية لتركيا".

وتواجه العلاقات الأميركية التركية مشكلة رئيسة في عملية إدارة الأزمات وهذه العملية تحتاج إدارة أميركية ماهرة وتفضيل الدبلوماسية على كل شيء، بحسب الباحث.

ويشرح أنه "على المستوى الاستراتيجي فإن هاريس أفضل من ترامب لتركيا"، في مفارقة كبيرة ترتكز على فكرة أن تمر العلاقات عبر المؤسسات وليس من خلال ما يراه الرئيس مناسبا.

ويتابع علوش: "البعد الشخصي بين ترامب وإردوغان رغم أنه خدم الرئيس التركي إلا أن خطوات ترامب لا يمكن التنبؤ بها"، وهو ما سبق وأن شهدناه بأزمة القس برونسون وتداعياتها الكبيرة على الاقتصاد.

من جهته يشير الباحث التركي جوناي إلى أن "الخلاف القائم بين أنقرة وواشنطن لم ينته بعهد ترامب وبايدن ولم يحل كاملا".

ولا يظن الباحث بأن الرئيس الجديد الذي سيسكن البيت الأبيض "سيأتي بنتيجة بشأن حل القضايا العالقة، بينها دعم واشنطن لليونان وقضية الأرمن".

ولم يصدر أي تعليق من جانب الأحزاب المقربة من الحكومة التركية والمعارضة بشأن الشخص الذي يفضلون فوزه في الانتخابات الأميركية حتى الآن.

وتنعكس تلك الحالة أيضا على طبيعة تعاطي وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث بشتى توجهاتها.

ويضيف جوناي: "تركيا تتوقع أن تستمر العلاقات بشكلها الحالي".

ويتابع: "هناك ترحيب أكثر بقليل لرئاسة ترامب من هاريس.. ولكن لا أظن بأن هناك الكثير من الحماسة لرؤية نتائج الانتخابات لأنها لن تغير شيئا من سياسة الولايات المتحدة حيال تركيا".

مقالات مشابهة

  • أردوغان وترامب يبحثان تعزيز التعاون بين تركيا والولايات المتحدة
  • خبير علاقات دولية: ترامب يسعى إلى وقف حرب غزة ولبنان لـ"عيون إسرائيل"
  • ما هو صاروخ "فاتح 110" الذي قصف به حزب الله تل أبيب؟
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: اندلاع مواجهات بين محتجين والشرطة في شارع أيالون بتل أبيب
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. الولايات على صفيح ساخن في انتظار الناخبين
  • تركيا تعفي قيرغيزستان من 62.3 مليون دولار ديون!
  • وزير التعليم العالي: حريصون على دفع علاقات التعاون الأكاديمي والبحثي مع تركيا
  • وزير التعليم العالي يؤكد حرص مصر على دفع علاقات التعاون الأكاديمي والبحثي مع تركيا
  • ترامب أم هاريس.. ماذا تريد تركيا؟
  • أردوغان يدعو لمزيد من الضغط الدولي على إسرائيل