خروج قوات المليشيا من الأحياء والمرافق السكنية تعني استسلامهم للجيش
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
من السهل توجيه الإنتقاد للجيش بالعودة للتفاوض قبل خروج الجنجويد من الأحياء السكنية ومن ثم بناء استنتاجات كبيرة حول رضوخ الجيش خيانة البرهان ووو ثم المطالبة بتغييره.
ولكن في تقديري أن ذلك ليس هو التفسير الوحيد الممكن لعودة الجيش للمفاوضات. أولاً لأن انسحاب الجنجويد من الأحياء والمنازل عملياً لا يمكن أن يتم بمجرد الإعلان ليذهب الجنجويد ويتجمعوا في معسكرات بهذه السهولة.
حقيقة خروج قوات المليشيا من الأحياء والمرافق السكنية تعني استسلامهم للجيش. هل تتوقع أن يتم هذا الاستسلام هكذا بهذه البساطة بدون مزيد من التفاوض؟
حينما تم الإعلان عن الخروج من المرافق المدنية والأحياء كان ذلك في صيغة إلتزام أخلاقي وفي وقت كانت تنكر فيه المليشيا تواجدها في هذه الأماكن أساساً. بمعنى، الذي تم لم يكن هناك اتفاق ينص صراحة أن على الدعم السريع إخلاء المواقع المعينة والتجمع في مواقع معينة، هذا كان مطلب الجيش ولكن لم يتم الاتفاق عليه بهذه الصيغة. كان الاتفاق مجرد إعلان مبادئ عامة، ولكي يتحول إلى اتفاق قابل للتفيذ فلابد من استكمال التفاوض والتوصل إلى اتفاق أشمل وآليات تنفيذ.
من هنا فإن العودة إلى التفاوض أمر طبيعي إذا كان الهدف هو إخراج المليشيا من الأحياء السكنية والمرافق المدنية بشكل سلمي. إخراجهم بالقوة لا يحتاج إلى مفاوضات بالطبع.
أنا ما زلت أرى أن التفوق الإستراتيجي للجيش على المليشيا سينعكس على المفاوضات ونتائجها. المليشيا فشلت وخسرت الحرب على مستوى الأهداف. وتحولت من قوة عسكرية نظامية ذات ثقل سياسي إلى مجرد مليشيات ذات تكوين قبلي تلاحقها الاتهامات بالجرائم من الإبادة وحتى السرقة والنهب. وانتصاراتها الأخيرة في دارفور لن تغير من هذه الوضعية، بالعكس فهي ستُفهم في دارفور بالذات ضمن الإطار القبلي بالكامل؛ كل ما ابتعدت المليشيا من المركز كلما عادت إلى جوهرها الأصلي، إلى مجموعات قبلية مسلحة بلا أي مشروع وطني وبلا أي قضية سوى عصبية القبيلة.
وفي النهاية، لن تنتصر عقلية الفزع والإغارة على العقلية الإستراتيجية العسكرية.
وقيادة الجيش لا تملك أصلاً رفاهية تقديم تنازلات للمليشيا ولحلفها السياسي حتى أرادت ذلك. وكما قلت سابقاً، كلما حاولت المليشيا الضغط عسكرياً على الجيش، ستكون النتيجة عكسية لأنها ستزيد الضغط الشعبي وأيضاً العسكري من داخل المؤسسة على قيادة الجيش في اتجاه الحسم العسكري. يمكن أن يتنازل الجيش في حالة واحدة، إذا كان في موقف قوة لأنه لن يتعرض إلى ضغط داخلي في هذه الحالة.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الملیشیا من من الأحیاء
إقرأ أيضاً:
الجيش الأمريكي يرسل قوات ومنظومات هيمارس إلى ألاسكا ردا على مناورات روسية
أرسل الجيش الأمريكي، قوات ومنظومات هيمارس إلى ألاسكا ردا على مناورات روسية.
عملية عسكرية جديدة
بدأت روسيا، عملية عسكرية جديدة في إقليم دونباس على الحدود الروسية الأوكرانية، واستهدفت البنية التحتية العسكرية والدفاع الجوي والقوات الجوية لأوكرانيا بـ "أسلحة عالية الدقة".
وقال حرس الحدود الأوكراني، إن الحدود الأوكرانية تعرضت لهجوم روسي من روسيا وروسيا البيضاء وشبه جزيرة القرم.
هجمات باستخدام مدفعية وعتاد ثقيل
وأضاف حرس الحدود الأوكراني، أن وحدات ودوريات الحدود ونقاط التفتيش تعرضت لهجمات باستخدام مدفعية وعتاد ثقيل وأسلحة صغيرة.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين، بعد اجتماع مجلس الأمن القومي اعتراف بلاده الفوري باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانيسك عن أوكرانيا، ودعا البرلمان الروسي إلى التصديق على القرار.