بوابة الوفد:
2024-10-05@14:38:00 GMT

بريطانيا وأمريكا وجهان لعملة واحدة

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

مازالت الجهود المصرية مستمرة وبقوة وتمارس ضغوطًا كبيرة على المجتمع الدولى لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، فى ظل هذه المذابح الشنيعة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى الأعزل. فمصر لم تتوانَ أو تتوقف أبدًا عن ضرورة وقف الحرب الطاحنة، وتبذل قصارى الجهد من أجل إحلال السلام العادل والشامل بالمنطقة، فى ظل القناعة المصرية أن هذه الحرب وتوسيع رقعة الصراع ستتضرر منها المنطقة والإقليم بل والعالم أجمع الذى له مصالح كثيرة بالشرق الأوسط.

ومؤخرًا ناقش الرئيس عبدالفتاح السيسى مع ريشى سوناك رئيس وزراء بريطانيا، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولى موقفًا حاسمًا للدفع بجدية فى اتجاه وقف إطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية فورية فى ضوء الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى قطاع غزة.. ومازالت القيادة السياسية تصر على موقف مصر الثابت وهو استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى والعمل على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ومازالت مصر تبذل الجهود المضنية من أجل وقف التصعيد العسكرى ومنع توسيع رقعة الصراع فى المنطقة، لما يحمله من آثار بشعة على المنطقة والإقليم وكل دول العالم التى لها مصالح بالمنطقة، ويخطئ من يظن أن العالم ينجو من آثار هذا الصراع البشع، فالكل سيقع عليه الضرر البالغ، وهذا مثار الدهشة للمجتمع الدولى المتخاذل والذى لا يفعل شيئًا سوى تأييد إسرائيل فيما تقوم به من حرب إبادة بشعة لا يتصورها عقل.. ألا يعلم المجتمع الدولى بتصرفاته هذه أن الضرر البالغ سيلحق به، لو اضطربت المنطقة وزادت رقعة الصراع بها؟!.. الإجابة الصريحة والواضحة أنه يعلم حجم الأضرار البالغة التى ستلاحقه ورغم ذلك يقف مع إسرائيل بشكل مريب!! إن مصر تحمل على أكتافها عبء القضية الفلسطينية، منذ وعد بلفور الإنجليزى وحتى كتابة هذه السطور، وستظل تبذل مصر الجهود الكبيرة سواء على المسار السياسى لتهدئة الموقف ووقف الحرب الإسرائيلية، وحقن الدماء على المستوى الإنسانى من خلال التصدى لقيادة عملية تنسيق وإدخال المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالى غزة.

ويبقى السؤال المهم: ماذا كان يريد رئيس الوزراء البريطانى من اتصاله، هل فعلت بريطانيا شيئًا والتى كانت سببًا فى جلب اليهود إلى فلسطين، والتى أنشأت لهم وطنًا على حساب الفلسطينيين، ووقفت إلى جوار إعلان الدولة العبرية؟!.. ويخطئ من يظن أن بريطانيا بعيدة عن الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط، فإذا كانت أمريكا ظاهرة فى المشهد، فإن بريطانيا تتحرك من وراء ستار، ولها أدوار فعالة ومهمة فى تحريك السياسة الأمريكية التى تبغى سحق الفلسطينيين، أو إنشاء وطن لهم آخر بديل عن أرضهم.. الدور البريطانى أكثر خطورة من الدور الأمريكى ويلعب أدوارًا عدائية بشعة تأييدًا لإسرائيل، ولو أن المملكة المتحدة تخلت عن دورها الداعم لإسرائيل لتغيرت المعادلة تماما فى المنطقة. أما الذين يظنون أن البريطانيين تابعون لأمريكا فهم مخطئون تمامًا، والعكس صحيح وهو أن هناك اتفاقيات مبرمة بين أمريكا وبريطانيا تعتمد فى المقام الأول على مناهضة العرب والتأييد لليهود على حساب أى شيء. وأعلم أن المصالح الأمريكية والبريطانية مع إسرائيل أهم من مصالحها مع العرب.

ورغم المظاهرات الحاشدة فى بريطانيا ضد الحرب الإسرائيلية والمطالبة بوقف ابادة الشعب الفلسطينى، إلا أن الساسة البريطانيين لا يعيرون لها أدنى اهتمام، وهو ما تحدثت عن بالأمس، عندما قلت إن ساسة وقادة المجتمع الدولى يخونون فى المقام الأول شعوبهم وإلا ما تفسير كل هذه المظاهرات العارمة التى تجتاح العالم، تأييدًا للشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه المشروعة، ورغم ذلك تجد المجتمع الدولى «قيادات وساسة» لا يعيرون لهذا الغضب الشعبى الغربى أى اعتبار.

وهذا ما يدفعنى للقول إن فرصة الحرب الإسرائيلية الآن يجب ألا نفوتها وتمر مرور الكرام أمام الأمة العربية ولابد أن يتم لم الشمل العربى ويكون يدًا واحدة فى ظل انهيار حاد داخل إسرائيل، وفى ظل صحوة الشعوب الغربية المؤيدة للفلسطينيين، هل فكر قادة العرب فى هذا الأمر واستغلاله أولا لصالح أنفسهم وثانيًا لصالح القضية الفلسطينية؟!.. للأسف لا حتى الآن.

الآن بات من الضرورى الوقوف إلى جوار مصر من كافة الدول العربية بلا استثناء حتى تقوم للعرب قائمة من جديد، فى ظل ظروف متوالية تمامًا لهذا الأمر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجهود المصرية المجتمع الدولي العالم الحرب الإسرائیلیة المجتمع الدولى

إقرأ أيضاً:

معارك ذات الكبارى وآخر اليد

الرأى اليوم 

 معارك ذات الكبارى وآخر اليد

✍️صلاح جلال

(١)

???? لقد بلغ المجهود الحربى خلال العام ونصف ذروته فى إزهاق الأرواح التى تجاوزت ال ١٠٠ ألف قتيل وتدمير المعمار الذى يُقدر ب ١٦٠ مليار دولار وشهدت الحرب العبثية عملية إنعاش بتاريخ ٢٦ سبتمبر الماضى بهجوم مباغت شنته القوات المسلحة والحركات المتحالفة معها والمستنفرين وكتائب الكيزان منطلقة من أمدرمان نحو الخرطوم وبحرى وهجوم متزامن على محور الفاو وآخر على محور الجيلى وهجوم واسع على عدد من المواقع فى أقصى شمال دارفور بحوالي ٥٠٠ عربة مسلحة والهجوم بالأمس الخميس ٣ إكتوبر على سلسلة جبال موية من محورين ربك وسنار

كانت نتيجة هذا الهجمات سفك مزيد من دماء أبناء السودان المستعدين للتضحية الذين تمت تعبئتهم تحت شعارات الوطنية والدفاع عن الأعراض والممتلكات من الطرفين مازالت جثثهم على الأرض بجانب الكبارى وفى الصحراء وحول الجبال لم يتم دفنها وشاهدنا تدمير المركبات والمعدات العسكرية وأرتال من الجنود يكبرون الله ويبشرون بالنصر المبين

*هذا النصر الذى ما زال فى الثريا والمتطلعين له فى الأرض يمنون النفس الأمانى*

 

(٢)

???? نصر يتعطش لمزيد من الدماء والموارد ، والجالسون فى غرف التخطيط المكيفة من كبار الجنرالات مازالت شهوتهم مفتوحة لمزيد من الحرب وهم يتحلقون حول أطيب الطعام إستهلكوا كل مفردات اللغة ذات الحواف الحادة وتحولوا للتمثيل الإيحائي بإشارات الجسد، ومازال الساسة الحالمون لقطف ثمار السلطة بالعنف والقوة يتشبثون بأحلامهم التى كشفت فقرها حرب العام ونصف وفضحت ضحالة حِسهم الوطنى والإنسانى وهم يشاهدون المواطن بين نازح ولا جئ وواقف على صف التكايا فى إنتظار وجبة البليلة ، ومريض تتعلق حياته بجرعة دواء لضمان الحياة وجيل كامل خارج التعليم يبشر بضياع المستقبل وهم يعاقرون أوهامهم بأن الحرب هى الحل والخيار هو إستمرارها الذى أصبح هو طلب العنقاء والخل الوفى ، ما يجرى فى البلاد حالة من الجنون وفقدان الرُشد تلبست الكبار فى أروقة السلطة وتعلقت أحلام قياداتها بالسراب الذى تراه ولا تصل إليه وحتى لا نسأل كيف ومتى تنتهى هذه الحرب!! قال لنا كبير الجنرالات سنحارب حتى تفنوا جميعكم المنطق الذى ينطلق من نفس شحيحة ومنطق أعوج .

 

(٣)

???? المشهد منذ معركة ذات الكبارى صوره لنا الإعلام الطبال بأنه ال D-Day الذى أسكت مدافع تافيرونا وأنهى الحرب العالمية الثانية وزفته إحتفالات تملق معاناة وأحلام العالقين بالعودة فى النزوح والمنافى والهجوم على الجيلى لإستعادة المصفاة المدمرة بالكامل بسلاح الطيران!! كما تمت بلا طائل إستعادة مبانى الإذاعة والتلفزيون التى ما زالت صامته بعد إحتفالات صاخبة كشاهد على مسرح العبث والملاهاة ، ومعارك فى محور الفاو وجبل موية ومعارك فى شمال دارفور *كلف الإعداد لهذا المشهد الدرامى تحضير على مدى ستة أشهر مضت* من القوات المسلحة والمستنفرين و من الحركات والكيزان فقد تم رصد أقصى درجة مادية تملكها القوات المسلحة للتحضير لهذه المعارك النتيجة البادية للعيان تكاد تكون كل المعارك أخفقت فى تحقيق أهدافها المرسومة لها ، عدا بعض المظاهر الفقيرة أن يعبر القائد العام كوبرى الحلفايا إلى بضعة كيلومترات فى مدينة بحرى مما عرضنا للمسخرة من محطات التلفزة فى الدول الشقيقة وخلفه الجوغة المصنوعة وبعض أجهزة التلفزة وهرطقة واسعة على الميديا من الأكاذيب أقرب لحلقة الزار بيانات وعواجل وإنتصارات وهمية وتحرير فى الخيال !!!! .

 

(٤)

???? *السؤال ماذا مابعد كل ذلك ؟؟؟؟* هل هذا كل ما يرجوه الشعب السودانى ليعود لحياته الطبيعية التى دخلت ساحة المزايدة والدغدغة بالإحتفالات الكذوبة ، هل يجب علينا أن ننتظر ستة أشهر أخرى حتى يتم إعداد موجة أخرى من المتحركات مطابقة للفاشلة الآن لنعلق عليها آمال النصر أو *إفتراع طريق جاد جديد مختلف للإنتصار بالسلام ووقف القتال بالتفاوض* ، لقد شاهدنا مبادرة القوات المسلحة وحلفائها وطلعت بيضة ديك لا تنتج كتاكيت ولا نصر ولايحزنون ، لم نشهد إستسلام قوات الدعم السريع التى ستبدأ هجومها الصيفى هى الأخرى بنهاية شهر إكتوبر مع الوعد بمزيد من القنابل والرصاص على رؤوس الشعب المغلوب.

(٥)

???? على قيادة القوات المسلحة وعلى رأسها الفريق عبدالفتاح البرهان الذى يتحمل مسئولية كل هذا العبث والدمار ، قراءة حقائق الواقع العسكرى بمهنية بعيداً عن السياسيين الحالمين وقيادات الحركات المغامرة والكتائب الداعشية المتطرفة والإعلام المضلل الرداح ، لكى ندفع فى إتجاه أن تَقبِل القوات المسلحة وتسرع لوقف إطلاق النار لإستباق السيناريوهات الدولية التى تضغط من أجلها مأساة المدنيين لقد نفد صبر الإقليم والعالم على إستمرار حرب السودان العبثية على قيادة القوات المسلحة أن تدفع لوقف الحرب فوراً من أى منبر ممكن جدة- جنيف – الإتحاد الأفريقى وإلا ستدفع الثمن وتزيد الخسائر و الضغوط والتدهور المحتمل لوضع الجيش الميداني خلال الأسابيع القليلة القادمة لإستنزاف خططه ومورادة فى الهجوم الراهن .

 

(٦)

???? رسالة للمعوقين للحلول السلمية المتعلقين بأوهام تحقيق النصر العسكرى وتجار وسماسرة الحروب لهم هذه القصة لعل وعسى نحن صغار كنا نلعب البِلى عندما تتم هزيمتك (تنخرت) تطلب من خصمك واحد من الإثنين يدينك على الضراب أو يمنحك ما يعرف بيننا [آخر يدك] يعنى بليه واحدة عطية تبدأ بها حظك لمرة أخرى ، *آخر يدكم البداية الصحيحة للخروج من عنق الزجاجة ومواجهة مأزق الحرب الراهنة هو ترجيح الحلول التفاوضية فوراً دون لكن أو لو* والإقبال نحوها بحسن نية وواقعية هذه الحرب يجب أن تقف فوراً.

 

(٧)

????????ختامة

هذه حرب خاسره

(نقارة دنقست) لايجب تشجيع إستمرارها بدعوى تحقيق إنتصارات لتغيير إحداثيات التفاوض فهى متدحرجة لأسفل من يوم لآخر وبكلفه باهظة

*نقول لقيادة القوات المسلحة* كما تحتاج الحرب لشجاعة الفرسان يحتاج السلام لشجاعة الحكماء عليكم بالإقبال على التفاوض فوراً *وسندعم موقفكم بأن تنتهى الحرب لسلام شامل يحقق عودة كاملة للحكم المدنى* *وإعادة تأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية ودمج كل المليشيات فيها وفق ترتيبات أمنية وبرنامج دمج وتسريح DDR واضح وملزم* *بآجال زمنية مشهودة وبضمانات محلية ودولية* اللهم قد بلغت فأشهد .

 

# لاللحرب

#لازم_تقيف

٤ إكتوبر ٢٠٢٤م

الوسومالكباري المجهود الحربي صلاح جلال معارك

مقالات مشابهة

  • معارك ذات الكبارى وآخر اليد
  • بسبب الحرب.. بريطانيا تُجلي 250 من مواطنيها في لبنان
  • صوتهن قوة وأدوارهن فخر
  • «الشفافية».. سلاح فعال في مواجهة مثيري الفتن ومُروِّجي الأكاذيب
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • عبدالله آل حامد: الإمارات ومصر يد واحدة لصالح شعوب المنطقة
  • لا لدخول حماس للسودان
  • العراق وأمريكا يؤكدان على عدم إتساع دائرة الحرب في الشرق الأوسط
  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «نصر أكتوبر» معجزة التاريخ