بوابة الوفد:
2025-01-03@05:31:52 GMT

«جرائم حرب» على الهواء

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

أستطيع التأكيد أننى طوال ستة عقود تابعت فيها عدة حروب فى بعض البقاع الساخنة والدرامية بالعالم، ومنها حروب مصر فى الاستنزاف ونصرنا المجيد فى أكتوبر، وإيران - العراق وغزو الأخيرة للكويت ثم أمريكا لبغداد، وروسيا وأوكرانيا، ووسط كل هذا الدمار وتلك الدماء، لم أشاهد طوال عمرى جرائم حرب صوتًا وصورة وعلى الهواء مباشرة، كما الآن فى حرب إسرائيل -البربرية- على قطاع غزة المحتلة وشعبها الأعزل.

جرائم حرب أفزعت الكبار قبل الأطفال، لدرجة أن حفيدى روع من بعض المشاهد التى وصلت عقله الصغير وسألنى وهو مرعوب «هى إسرائيل دى بعيدة يا جدو؟ وليه بتضرب غزة؟ مش كده حرام عليهم؟».. وطبعا حاولت تهدئته وعدم إثارة فزعه -بالكذب- وقلت له الحرب بعيدة عننا لا تخف يا حبيبى!

هذه حرب بخيال تفوق على كل أفلام الحروب العالمية بكل ما حصلت عليه بعضها من جوائز كالأوسكار وغيرها.

مشاهد الأب المكلوم وهو يحمل أطفاله الشهداء ويواسى زوجته التى تقطر دما من كل أطرافها وهى تنظر لجثث فلذات أكبادها، والطفلة البريئة التى تودع شقيقها لمثواه الأخير بقولها بالسلامة يانور العين.

شهداء الحرب من الصحفيين الذين تجاوز عددهم الثلاثين ومنهم من شيع بنفسه أطفاله ثم واصل رسالته الإعلامية بشجاعة وهو يتمتم «معلش».. عائلات كاملة أبيدت وانقطعت سلالتهم.. ورجال الجيش الأبيض من أطباء وممرضات ومسعفين وهم يعالجون الجرحى وسط الدمار والأنقاض وبظلام الشموع وشباب يحفر بالأنامل لاستخراج طفل حى أسفل الركام. لم نر كل هذا الظلم وتلك الخسة والتواطؤ، لم نر فى أفلام الحروب العالمية بطولات كتلك التى نراها الآن ونحن نعرف أن الذى مات هو ميت بالفعل وليس مشهدًا بفيلم. 

جرائم حرب قدمت للعالم قضية فلسطين ماثلة وكاملة مع صمت العالم طوال سبعين عامًا، وتواطئه مع إسرائيل، هذه الجرائم أنطقت ألسنة العقلاء فيهم وهزت مشاعرهم لدرجة أنهم تبنوا القضية بلسان فصيح وتعاطفوا معنا كما لم يحدث من قبل وقالوا ما عجزنا نحن عن قوله فى المحافل الدولية، وكان آخرهم أمين عام الأمم المتحدة، والذى سيكون مصيره - ما بلغه يوسف بطرس غالى.

مظاهرات فى كل البقاع تندد ببربرية إسرائيل ورئيس وزرائها المتعطش للدم ويريد الثأر لنفسه على لطمة طوفان الأقصى.. ويبقى أن نؤكد على عدالة القضية الفلسطينية وعلى جرائم الحرب التى نراها على الهواء كما لم نر من قبل ومشاهد حية للوطنية الفلسطينية والقسم على الفداء بالروح والدم  والإصرار على التمسك بالأرض ورفض التهجير لتحيا القضية أبد الدهر بوجودهم على تراب فلسطين.

حماس ليست هى البطلة ولكن الشعب الفلسطينى هو البطل، وهو الذى يدفع ثمن الطوفان.

فيا ضمير العالم ألم يهزك طوفان الخراب وبرك الدم ودموع الثكالى وفزع الصغار والكبار؟! وهل تتصور أن طفلا فلسطينيا شيع والده وأخاه وكل عائلته فى جنازة واحدة، أتراه سينسى دمهم ولن يسعى للثأر من القتلة الذين أفقدوه ما بقى من آدميته وكرامته التى تبددت وأقسم أن يستعيدها؟.. ويا مسهل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الهواء مباشرة قطاع غزة جرائم حرب

إقرأ أيضاً:

تعنت إسرائيلي.. الجمود يسيطر على مفاوضات إطلاق النار في غزة.. وجيش الاحتلال يواصل إخلاء شمال القطاع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت صحيفة هآرتس العبرية، إنه لا يوجد اتفاق وقف إطلاق نار بغزة فى الأفق، وأن جيش الاحتلال مستمر فى إخلاء شمال غزة بسبب حالة الجمود.

ووفقا للصحيفة فإنه ورغم الاتصالات المكثفة التى جرت فى الأسابيع الأخيرة، إلا أن المحادثات بشأن صفقة المختطفين تعثرت من جديد وفرص التوصل إلى تسوية تبدو ضئيلة. ومن المحتمل أن تدخل رئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترامب وحده هو الذى سيتمكن بطريقة أو بأخرى من إخراج هذه العربة من الوحل الذى أحاط بتنصيبه فى ٢٠ يناير المقبل.

وبحسب الصحيفة فإنه دون اتفاق سوف يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلى بتوسيع هجماته إلى مناطق أخرى فى شمال قطاع غزة، بينما يقوم بشكل منهجى بتنفيذ "الجنرالات" بإزالة السكان الفلسطينيين من هناك، وشككت الصحيفة للغاية فى ما إذا كان هذا سيهزم حماس.

وذكرت الصحيفة، أن الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس لا تزال قائمة، حيث تطالب حماس بالحصول على التزام واضح بالانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة، والذي سيتم دعمه بخرائط وجدول زمني صارم.

كما تسعى الحركة إلى صياغة اتفاقيات حول مفاتيح إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية فى الجولات القادمة من الصفقة.

فيما تطالب إسرائيل حماس بتزويدها بقائمة كاملة ومفصلة بأسماء جميع الأسرى وحالتهم أحياء كانوا أم أموات.

وبحسب الصحيفة، فإن نقطة الخلاف الأخرى هى رغبة الحكومة الإسرائيلية فى التوصل إلى صفقة جزئية فقط، يتم بموجبها إطلاق سراح الأسرى المدرجين فى القائمة "الإنسانية" فقط - النساء والمسنين والجرحى والمرضى - فى هذا الوقت".

كما أن هناك خلافًا حول تعريف المرضى والجرحى الذين قد يدخلون فى المرحلة الإنسانية. لأنه بعد عام وأربعة أشهر تقريبًا من الأسر، أصبحت حالة جميع الأسرى الإسرائيليين صعبة، ويبدو أنه من الممكن إدراجهم جميعًا فى القائمة"، وفقا للصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أنه لإسرائيل مصلحة فى زيادة العدد قدر الإمكان، لأن إتمام المرحلة الثانية من الصفقة أصبح موضع شك".

ومن ناحية أخرى، فإن قيادة حماس فى قطاع غزة، بقيادة محمد السنوار وعز الدين حداد (التى تحدد فعليا مواقف حماس فى المفاوضات)، تسعى إلى إعادة عدد محدود فقط من المختطفين من أجل الحفاظ على الباقي. باعتبارها "شهادة تأمين" لنفسها، على افتراض استئناف القتال قريبًا".

وهذا الوضع، الذى تصفه الصحيفة بدقة، لم يتغير كثيرًا خلال العام الماضي. حماس، حتى بعد مقتل معظم كبار مسئوليها فى الاغتيالات الإسرائيلية، متمسكة بمطالبها الرئيسية: إنهاء الحرب، انسحاب إسرائيلى كامل، إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين. المسجون فى إسرائيل (بما فى ذلك العديد من كبار المسئولين الذين ترغب الحركة إطلاق سراحهم مثل مروان البرغوثي).

ومنذ انفجار صفقة الرهائن الأولى فى ديسمبر من العام الماضي، كانت هناك محاولات لتجاوز بؤر الجدل، ولكن فى كل مرة يتم إحراز تقدم حقيقي، يكون هناك تراجع فى النهاية.
وقالت الصحيفة إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ليس مستعدًا لاتخاذ الخطوة الإضافية للتوصل إلى اتفاق، وذلك لمجموعة من الأسباب السياسية والشخصية والاستراتيجية.

ويسلط الجمود فى المفاوضات الضوء على الشكوك بشأن استمرار الحرب فى قطاع غزة. وفى نهاية يوليو الماضي، بعد إطلاق الصواريخ الذى أدى إلى مقتل ١٢ إسرائيليا فى بلدة مجدل شمس الدرزية فى هضبة الجولان المحتل، غيرت إسرائيل مسارها ونقلت مركز ثقل الحرب فى الشمال، إلى لبنان.

وفى بداية شهر أكتوبر بدأت مؤخرًا العملية الهجومية الرئيسية لجيش الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، وهى عملية الفرقة ١٦٢ فى مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.

ولا تزال هذه العملية، وهى الرابعة فى المخيم منذ بداية الحرب، مستمرة. وكانت النتائج هذه المرة أكثر تدميرًا وفتكا: فقد دمر جيش الإسرائيلى الاحتلال معظم منازل المخيم، وقُتل أكثر من ألفين فلسطينى فى المعارك.

وبينت الصحيفة: يستمر رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فى الادعاء بأن الضغط العسكري، الذى تصاعد إلى حد ما فى الأسبوع الأخير مع توسيع العملية إلى بلدة بيت حانون القريبة، يدفع المفاوضات نحو التوصل إلى اتفاق عمليًا ويبدو بالفعل أن هذا التحرك ناجم عن الجمود، فالمفاوضات عالقة، ولا يلوح فى الأفق وقف لإطلاق النار، وفى غياب التقدم فى الاتصالات، يستمر السحق فى جباليا".

وتابعت: من دون التوصل إلى اتفاق، فمن المرجح أن تتوسع العملية إلى مناطق أخرى فى شمال قطاع غزة، مع إزالة السكان المدنيين الفلسطينيين بشكل منهجى من المنطقة بأكملها. وتواصل هيئة الأركان نفى أنها تنفذ "خطة الأبطال" المتقاعدة، التى تحدثت عن إخلاء النصف الشمالى من القطاع بالكامل بالقوة. ومن الناحية العملية، يواصل الجيش التقدم هناك خطوة بخطوة".

وأكدت الصحيفة أن حماس تواصل السيطرة المدنية على معظم أنحاء قطاع غزة، لافته إلى أنه تسيطر على الإمدادات الإنسانية، وتجنى الأموال منها.

وأوضحت أن التعافى العسكرى للحركة محدود، وهى فى هذه المرحلة لا تستطيع أن تشكل خطرا حقيقيا على المستوطنات المحيطة بغزة، على الرغم من زيادة معينة فى إطلاق الصواريخ من شمال القطاع، مشيرة إلى أن معظم جهودها موجهة نحو تحصيل الثمن من قوات الاحتلال التى تناور فى جباليا، وأحيانا من قوات الاحتلال التى تحتل ممرى نتسريم وفيلادلفيا.

وختمت الصحيفة: فى ظل هذه الظروف، من الصعب أن نرى كيف ستنتهى الحرب فى أى وقت قريب. وقد تظل إسرائيل متجذرة فى وحل غزة لسنوات قادمة، دون أن يكون لها قرار حقيقي. يحتاج نتنياهو إلى استمرار الحرب - من أجل تبرير أفعاله حتى الآن، ومن أجل منع تشكيل لجنة تحقيق رسمية فى الإغفالات التى جعلت هجوم ٧ أكتوبر ممكن".
 

مقالات مشابهة

  • حصاد عام ٢٠٢٤
  • هآرتس: جرائم إسرائيل بغزة تبدأ بتعيين ضباط متطرفين ترعرعوا بالمستوطنات
  • تعنت إسرائيلي.. الجمود يسيطر على مفاوضات إطلاق النار في غزة.. وجيش الاحتلال يواصل إخلاء شمال القطاع
  • فى وداع عامٍ مضي، واستقبال عامٍ جديد
  • خبير علاقات دولية: إسرائيل ترتكب جرائم الإبادة الجماعية في غزة وسط تخاذل دولي
  • رغم الأدلة القاطعة.. لماذا تتجاهل أوروبا جرائم الحرب في غزة؟
  • مجدلاني: الفاشيون الجدد يقودون إسرائيل لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة
  • الأمم المتحدة: تدمير النظام الصحي في غزة يرقى إلى جرائم الحرب
  • الأمم المتحدة: تدمير النظام الصحي في غزة يمثل عقابًا جماعيًا يرقى إلى جرائم الحرب
  • عبدالسلام: العدوان الأمريكي على اليمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة جرائم الإبادة في غزة