بوابة الوفد:
2025-03-10@08:42:36 GMT

داعش الصهيونية

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

لم أستغرب حجم الجرائم البربرية والفظائع الوحشية التى لا تخطر على قلب بشر المرتكبة ضد الأطفال والنساء العزل فى قطاع غزة بل على العكس أرى أن لولا كبح الحلفاء الغربيين لجام الوحوش الكاسرة حفاظًا على ما تبقى من صورة الحضارة الزائفة لكان الوضع مأساويًا يفوق ما يحدث بكثير ولربما وصل إلى حد الإبادة الشاملة وهذا ليس من قبيل الافتئات أو المبالغة أو معاداة السامية وإنما قراءة نقدية لنفسية الشخصية الصهيونية الغاضبة مما حدث فى طوفان 7 أكتوبر الذى يعد بمثابة «النكبة اليهودية» نظرًا للخسائر الفادحة التى لم تعتدها إسرائيل منذ عصر السبى البابلى.

مرارة هذه الفاجعة أصابت المجتمع الرخو بهيستيريا عارمة لم يفلت من لوثتها القادة السياسيين والعسكريين وسيطر عليهم الهياج العصبى الى حد الجنون واستبدت بهم غواية الانتقام المدمرة وأعمت أنظارهم عن أولوية سلامة الرهائن العالقين فى متاهات أنفاق غزة وتعالت أصوات زاعقة بتطبيق برتوكول هانيبال السرى الذى يسمح بقصف مواقع الجنود الأسرى، وللمفارقة فإن الجيش الاسرائيلى هو الوحيد فى العالم الذى يستخدم هذا الإجراء الغادر  فقد تم تطبيقه فى 7 مناسبات كان فيهم 11 إسرائيليا لم ينجُ منهم سوى جندى واحد فهذا البرتوكول تطبيق توراتى صرف فقد جمعت قوانين الحرب فى سفر التثنية أو سفر تثنية الاشتراع أحد الأسفار المقدسة فى التناخ الكتاب المقدس وهى تشرح أسلوب قتال الأغيار وطريقة الاستيلاء على المدن فإذا كانت حرب إغارة أباحت لهم شرائعهم قتل الذكور البالغين فقط من العدو وسلب أموالهم، وفى الحرب الدفاعية أباحت لهم إبادة العدو كله أى قتل جميع الأطفال والنساء وحتى البهائم، والاستيلاء على جميع الممتلكات وهو ما حدث من تدمير شامل لمدينة أريحا فى زمن يوشع بن نون لقد استلهم الصهيانة من التوراة والتلمود عقيدة البطش وسفك الدماء، فكل جريمة يقترفونها تصبح مقدسة شرعية من أجل تحقيق وعد الرب، فهم يفعلون ما يفعلونه بوازع دينى ويبررون ذلك بنصوص سفر يوشع.

«فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً» وفى موقع آخر دعوة صريحة للدمار وإشعال الحرائق «واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها، إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد اجعلوها فى خزانة بيت الرب».

فحياة الأغيار معدومة القيمة بالنسبة لهم لأنهم فى عقيدتهم مجرد همج وثنيين لا يرتقون الى مرتبة شعب الله المختار لذلك من يقتل وثنياً ينعم بدخول الفردوس والخلود فى السراى الرابعة، أما من يقتل يهوديًا فكأنه قتل العالم أجمع، وهذا مذكور نصًا فى التلمود «اقتل الصالح من غير الإسرائيليين، وحرم على اليهودى أن ينجى أحداً من باقى الأمم من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين».

فقد قالها صراحة بن جوريون أول رئيس اسرائيلى «إن سردية الحرب فى التناخ تشكل قاعدة موحدة للهوية الوطنية لان الله قاتل نيابة عن اسرائيل» فهذا الإيمان السقيم بأساطير التراث الدينى الموغلة فى القسوة والتجبر هو مفتاح إدراك الأسباب الحقيقية لما يجرى الآن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: داعش الصهيونية الفظائع الوحشية

إقرأ أيضاً:

إفطارهم فى الجنة.. محمد جبر شهيد الواجب الذى لم يرحل

في قلب كرداسة، هناك شوارع لا تزال تحمل صدى ذكريات الشهيد محمد جبر، مأمور القسم الذي دفع حياته ثمناً لأداء واجبه، لم يكن مجرد ضابط شرطة، بل كان رجلاً من لحم ودم، حمل على كاهله أمانة الوطن وراحته، هكذا يصفه كل من عايشه، هكذا تتذكره أسرته، وكأن روحه لا تزال تُرفرف في كل زاوية من هذا المكان الذي شهد آخر لحظاته.

محمد جبر، ذلك الرجل الذي رسم صورة للمثابرة، كان دائمًا ما يردد بين زملائه: "كلنا في خدمة الوطن، وإذا كان هناك من يتوقع أنني سأخاف، فهو لا يعرفني". كان شامخًا، رغم كل التحديات، يتحمل مسؤولياته بكل شجاعة وهدوء، لم يكن يهاب الصعاب، بل كان يقف دائمًا في الصف الأول ليحمي وطنه وأهله، تمامًا كما تعلم في كلية الشرطة، أن أسمى رسالة هي حماية المجتمع بكل ما يملك.

كان يومًا عاديًا، لم تتوقع أسرة الشهيد محمد جبر أنه سيكون آخر يوم في حياة ابنهم، لكن عندما جاء الصباح، جاء معه خبر الفاجعة، استشهد محمد جبر أثناء دفاعه عن مركز شرطة كرداسة، تلك المنطقة التي شهدت تطورات أمنية خطيرة. وعندما انتقل إلى جوار ربه، كانت الدموع في عيون الجميع، ولكن بقيت هناك ابتسامة حزينة على وجهه، ابتسامة تطمئنهم أنه كان قد أتم مهمته على أكمل وجه. "لم يكن يُخشى عليه، فقد كان البطل الذي يعرف كيف يحمي وطنه بروح عالية".

قالت أسرته في تصريحات سابقة لليوم السابع، بصوت يكاد يخبئه الحزن: "كان محمد هو الحلم الذي لم يكتمل، كان أبًا يُحيي الأمل في قلوب أولاده، وكان زوجًا يعكس أسمى معاني الوفاء. والآن، كلما نظرت إلى أبنائنا، أرى فيهما ملامحه وابتسامته التي لا تموت". لا تستطيع أن تمسك دموعها، لكن في قلبها تنبض مشاعر الفخر بما قدمه زوجها من تضحيات.

لا تكاد الذاكرة البصرية تخلو من صورة محمد جبر، التي تملأ غرفته في منزله ،صورة تعكس شجاعة وقوة رجل لا يعرف الخوف، فقد كانت الخدمة في شرطة كرداسة، في تلك الأيام العصيبة، رحلة محفوفة بالمخاطر. "هو في قلوبنا لا يموت"، هكذا يقول محبيه وهم يعانقون صوره، كانت الكلمات تتردد في حديثهم "محمد لم يكن مجرد اسم، بل كان عنوانًا للشجاعة والصدق، ومع كل فجر جديد، نقول له: أنت في القلب دائمًا".

وبينما يمر الوقت وتظل حكايات الأبطال تتوارث من جيل إلى جيل، يبقى الشهيد محمد جبر رمزًا للصمود والشجاعة. لم يكن مجرد ضابط شرطة، بل كان رمزًا للمسؤولية وحب الوطن. يبقى اسمه في قلب كل من يعرفه، وسيظل ضوءًا يضيء سماء كرداسة وكل مصر، يذكرنا بأن العطاء لا يُقاس بمدة، بل بنبل الهدف والشرف الذي خلفه.

في كل زقاق، وفي كل شارع، تحيا ذكرى محمد جبر، وتبقى قصته شاهدة على أن الشهداء لا يموتون، بل يتجددون في قلوبنا، ويتسابقون مع الزمن ليجعلونا نرفع رؤوسنا بكل فخر.

في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.

هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.

في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.

مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.

إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • غربال الثورة الناعم
  • خيط الجريمة.. قصة شخص فى مطروح ردد اسم قاتله كاملا قبل وفاته
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • لماذا لا يُقرّ حزب الله بالهزيمة؟
  • الثورة الفلسطينية الكبرى.. يوم قام القسام ضد الإنجليز والمنظمات الصهيونية
  • سعد لمجرد يعلن عن إطلاق عملة رقمية
  • إفطارهم فى الجنة.. محمد جبر شهيد الواجب الذى لم يرحل
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • لو السودان سقط في الحرب، لا قدّر الله، ح تسقط وراه كلّ الدول العربيّة، الأفريقيّة، والمسلمة
  • رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي