أعلنت المتحدثة الرسمية بإسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية السفيرة آن كلير لونجدر، بأن بلادها تعرب عن أسفها لقرار روسيا إلغاء تصديقها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، في سياق عدوانها غير القانوني على أوكرانيا وتوجهاتها النووية غير المسؤولة.

وأشارت فرنسا إلى أن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية قد ظلت منذ أكثر من 25 عاما تشكل صكا أساسيا في الهيكل الدولي لعدم الانتشار ونزع السلاح، وقد صدقت عليها اليوم 178 دولة ووقعتها 186 دولة.

 

وأوضحت المتحدثة الرسمية بأنه منذ فتح باب التوقيع على هذه المعاهدة، أصبح الحظر على التجارب النووية قاعدة مشتركة، لم تنتهكها إلا كوريا الشمالية في القرن الحادي والعشرين. 

وأكدت بأن قرار روسيا يعرض للخطر الجهود الرامية إلى إضفاء الطابع العالمي على المعاهدة.  وقالت "نؤكد من جديد على أهمية معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وتنفيذها الكامل". 

وتدعو فرنسا روسيا إلى احترام الوقف الاختياري للتجارب والتراجع عن هذا القرار.

يذكر بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وقع اليوم الخميس، قانونًا يلغي مصادقة روسيا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، على خلفية غزو أوكرانيا والأزمة مع الغرب. 

ووفقًا للوثيقة المنشورة على البوابة القانونية الرسمية للكرملين، فإن القانون المعتمد يهدف إلى "استعادة التكافؤ في التزامات الحد من الأسلحة النووية"، إذ ستخلق الوثيقة أساسًا قانونيًا لروسيا لسحب صك التصديق عليها، ولكنها لا تعني انسحاب البلاد من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وفق ما أوردته مصادر روسية. 

وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، في وقت سابق، إن سحب التصديق على المعاهدة "يساوي الوضع في مجال التجارب النووية بالنسبة لموسكو وواشنطن اللتين لم تصدقا على الوثيقة قط"، وأشار إلى أن سحب التصديق لا يعني أن روسيا تخطط لإجراء تجارب نووية.

وكان مجلس النواب الروسي (الدوما) تبنى القانون، منتصف أكتوبر الماضي، قبل أن يوافق عليه مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي نهاية الشهر بالإجماع، إذ قال رئيس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، إن التصويت "كان بمثابة رد على الموقف البغيض للولايات المتحدة تجاه التزاماتها بشأن الحفاظ على الأمن العالمي".

وتهدف المعاهدة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 إلى منع كل التجارب النووية، لكنها لم تُطبّق نظرًا إلى عدم انضمام عدد من الدول النووية الرئيسية إليها، وأبرزها الولايات المتحدة والصين.

فيما قال بيان للكرملين، أمس الأربعاء، إن روسيا اختبرت بنجاح قدرتها على توجيه ضربة نووية انتقامية هائلة برًا وبحرًا وجوًا. وهذا ما تخساه فرنسا ودول الإتحاد الأوروبي، ولاسيما  بعدما أعلن بوتين في وقت سابق، الشهر الماضي أنه "ليس مستعدًا للقول ما إذا كانت روسيا ستجري تجارب نووية حية"، مضيفًا: "لست مستعدًا للقول ما إذا كان ينبغي استئناف التجارب أم لا"، مشيدًا بتطوير صواريخ جديدة عالية القوة يمكنها حمل رؤوس حربية نووية.

ومنذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من العام الماضي، تبنى الرئيس الروسي، عددًا من المواقف المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية، ونشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، أقرب حليف له، صيف 2023. وتنص العقيدة النووية الروسية على استخدام "دفاعي بحت" للأسلحة الذرية، حال وقوع هجوم على روسيا بأسلحة الدمار الشامل، أو في حال تعرضها لعدوان بأسلحة تقليدية "يهدد وجود الدولة ذاته".

وفي منتصف أكتوبر الماضي، أجرت روسيا تجارب إطلاق صواريخ باليستية بهدف إعداد قواتها "لضربة نووية هائلة"، ردًا على ضربة عدائية مماثلة. كذلك، علقت روسيا في فبراير مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة في 2010، وهي آخر اتفاق ثنائي يربط بين موسكو وواشنطن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أسلحة الدمار الشامل التجارب النووية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية معاهدة الحظر الشامل للتجارب النوویة

إقرأ أيضاً:

وسط الدمار والركام.. هكذا يحيي أهالي غزة أجواء رمضان

حلّ شهر رمضان على أهل غزة للسنة الثانية على التوالي وسط ظروف قاسية، بحيث يعيش أغلبية أهالي القطاع بلا مأوى، أو بين ركام بيوتهم وفي الخيام المهترئة جراء العدوان الإسرائيلي.

وشهد اليوم الأول من الشهر المبارك لهذه السنة، اجتماع الفلسطينيين حول موائد الإفطار، ولكن هذه المرة كانت فوق أنقاض منازلهم المدمرة أو داخل خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

ففي مدينة رفح جنوب القطاع وحي الشجاعية بمدينة غزة، أُقيمت موائد إفطار جماعية جمعت مئات الفلسطينيين بين ركام منازلهم التي دمرتها الحرب بحيث تداول العديد الصور والأجواء عبر منصات التواصل الاجتماعي.

هذا ليس إفطاراً جماعياً بقدر ما هو تأكيد على البقاء رغم المأساة.

الكويت نظمت هذا الإفطار في رفح المدينة المدمرة بالكامل . pic.twitter.com/NeL7ienbTV

— Tamer | تامر (@tamerqdh) March 1, 2025

بين الركام والدمار..

إفطار جماعي كبير في رفح، خلال أول أيام رمضان. pic.twitter.com/aEHFH0JAk5

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 1, 2025

وفي شمال القطاع، حيث دُمرت الأحياء السكنية بالكامل، وبمحيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، قام الأهالي بتحضير مائدة إفطار جماعية، عاشوا فيها أجواء الشهر الفضيل.

وسط الدمار والركام.. التجهيز لإفطار رمضاني جماعي، بمحيط مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/vl9a5EzJGI

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 1, 2025

إعلان

وفي مشهد آخر، اختارت عائلات فلسطينية من خان يونس الجلوس على أنقاض منازلها المدمرة لتناول الإفطار، في رسالة صمود تؤكد تمسكهم بأرضهم ورفضهم لمخططات التهجير.

عائلة فلسطينية تفطر في منزلها المدمر بخانيونس جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/09wjVnoqe0

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 1, 2025

ورغم كل الألم، عاد المسحراتي في قطاع غزة إلى عمله من أولى ليالي الشهر الفضيل في شوارع خان يونس رغم كل الدمار الذي شهده القطاع نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير، مستمرًا في أداء دوره في إحياء الأجواء الرمضانية بين الفلسطينيين الذين ذاقوا ويلات الحرب.

#شاهد | بأهازيج وطنية .. مسحراتي رمضان يصدح بصوته خلال تجوله في شوارع غزة لإيقاظ الأهالي على السحور. pic.twitter.com/cWdAnIYHAi

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 1, 2025

ورغم الدمار، يحاول الفلسطينيون التمسك بالحياة، إذ علقوا فوانيس على ما تبقى من جدران بيوتهم المهدمة، ورسموا جداريات ملونة في محاولة لإضفاء بصيص من الأمل وسط الخراب.

وتُظهر هذه المشاهد قوة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات، وإصرارهم على الحياة والاحتفال بشهر رمضان المبارك رغم كل الصعاب ورغم كل ما عاشوه من حرب. وبعد الإفطار، علت أصوات الأناشيد الدينية في المكان وسط فرحة الأطفال، في محاولة لاستعادة بعض من روحانية شهر رمضان الفضيل.

رمضان في غزة غير ❤️ pic.twitter.com/QeF79DuGAo

— الـمُــســتـشــار ???????????? (@mhmd_mno3) March 1, 2025

وتتهم السلطات في غزة إسرائيل بعرقلة إدخال مساعدات إنسانية ضرورية للقطاع خاصة 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل لتوفير الإيواء العاجل للفلسطينيين المتضررين، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

إعلان

وارتكبت إسرائيل -بين يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويوم 19 يناير/كانون الثاني 2025- إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وبدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية فرنسا: روسيا قرّبت منا خط جبهة القتال
  • فرنسا: روسيا قربت خط المواجهة منا كثيراّ
  • اليونيسف: الدمار في غزة يفوق مستوى الكارثة
  • عون الى المملكة..تصويب للعلاقة ورفع الحظر عن مجيء السعوديين إلى لبنان
  • إدانة عربية وإسلامية واسعة لقرار وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
  • هاكر في الظل.. قصة فيروس دمر منشآت نووية دون إطلاق رصاصة
  • إدانة عربية ودولية واسعة لقرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات إلى غزة
  • وسط الدمار والركام.. هكذا يحيي أهالي غزة أجواء رمضان
  • ماكرون يثير احتمالات امتلاك أوروبا أسلحة نووية جديدة
  • أسرار نووية قرب لبنان .. مفاجآت عن قنبلة ووثائق خطيرة!