فرنسا تأسف لقرار روسيا إلغاء تصديقها على معاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
أعلنت المتحدثة الرسمية بإسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية السفيرة آن كلير لونجدر، بأن بلادها تعرب عن أسفها لقرار روسيا إلغاء تصديقها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، في سياق عدوانها غير القانوني على أوكرانيا وتوجهاتها النووية غير المسؤولة.
وأشارت فرنسا إلى أن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية قد ظلت منذ أكثر من 25 عاما تشكل صكا أساسيا في الهيكل الدولي لعدم الانتشار ونزع السلاح، وقد صدقت عليها اليوم 178 دولة ووقعتها 186 دولة.
وأوضحت المتحدثة الرسمية بأنه منذ فتح باب التوقيع على هذه المعاهدة، أصبح الحظر على التجارب النووية قاعدة مشتركة، لم تنتهكها إلا كوريا الشمالية في القرن الحادي والعشرين.
وأكدت بأن قرار روسيا يعرض للخطر الجهود الرامية إلى إضفاء الطابع العالمي على المعاهدة. وقالت "نؤكد من جديد على أهمية معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وتنفيذها الكامل".
وتدعو فرنسا روسيا إلى احترام الوقف الاختياري للتجارب والتراجع عن هذا القرار.
يذكر بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وقع اليوم الخميس، قانونًا يلغي مصادقة روسيا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، على خلفية غزو أوكرانيا والأزمة مع الغرب.
ووفقًا للوثيقة المنشورة على البوابة القانونية الرسمية للكرملين، فإن القانون المعتمد يهدف إلى "استعادة التكافؤ في التزامات الحد من الأسلحة النووية"، إذ ستخلق الوثيقة أساسًا قانونيًا لروسيا لسحب صك التصديق عليها، ولكنها لا تعني انسحاب البلاد من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وفق ما أوردته مصادر روسية.
وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، في وقت سابق، إن سحب التصديق على المعاهدة "يساوي الوضع في مجال التجارب النووية بالنسبة لموسكو وواشنطن اللتين لم تصدقا على الوثيقة قط"، وأشار إلى أن سحب التصديق لا يعني أن روسيا تخطط لإجراء تجارب نووية.
وكان مجلس النواب الروسي (الدوما) تبنى القانون، منتصف أكتوبر الماضي، قبل أن يوافق عليه مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي نهاية الشهر بالإجماع، إذ قال رئيس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، إن التصويت "كان بمثابة رد على الموقف البغيض للولايات المتحدة تجاه التزاماتها بشأن الحفاظ على الأمن العالمي".
وتهدف المعاهدة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 إلى منع كل التجارب النووية، لكنها لم تُطبّق نظرًا إلى عدم انضمام عدد من الدول النووية الرئيسية إليها، وأبرزها الولايات المتحدة والصين.
فيما قال بيان للكرملين، أمس الأربعاء، إن روسيا اختبرت بنجاح قدرتها على توجيه ضربة نووية انتقامية هائلة برًا وبحرًا وجوًا. وهذا ما تخساه فرنسا ودول الإتحاد الأوروبي، ولاسيما بعدما أعلن بوتين في وقت سابق، الشهر الماضي أنه "ليس مستعدًا للقول ما إذا كانت روسيا ستجري تجارب نووية حية"، مضيفًا: "لست مستعدًا للقول ما إذا كان ينبغي استئناف التجارب أم لا"، مشيدًا بتطوير صواريخ جديدة عالية القوة يمكنها حمل رؤوس حربية نووية.
ومنذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من العام الماضي، تبنى الرئيس الروسي، عددًا من المواقف المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية، ونشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، أقرب حليف له، صيف 2023. وتنص العقيدة النووية الروسية على استخدام "دفاعي بحت" للأسلحة الذرية، حال وقوع هجوم على روسيا بأسلحة الدمار الشامل، أو في حال تعرضها لعدوان بأسلحة تقليدية "يهدد وجود الدولة ذاته".
وفي منتصف أكتوبر الماضي، أجرت روسيا تجارب إطلاق صواريخ باليستية بهدف إعداد قواتها "لضربة نووية هائلة"، ردًا على ضربة عدائية مماثلة. كذلك، علقت روسيا في فبراير مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة في 2010، وهي آخر اتفاق ثنائي يربط بين موسكو وواشنطن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أسلحة الدمار الشامل التجارب النووية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية معاهدة الحظر الشامل للتجارب النوویة
إقرأ أيضاً:
بقائي: لا نؤكد التكهنات والتحليلات الإعلامية بشأن تفاصيل المفاوضات
يمانيون../ أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن إيران لا تؤكد أيا من التفاصيل والقضايا التي أثيرت حول الأمور التي نوقشت في المفاوضات الإيرانية- الأمريكية، واصفا إياها بمجرد تكهنات وتحليلات إعلامية.
وأشار بقائي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الاثنين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، الى أن هناك العديد من التطورات في مجال الدبلوماسية خلال الأسبوع الماضي، موضحا، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد قام بزيارة إلى روسيا، كما عقد لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش المحادثات الايرانية-الامريكية غير المباشرة، لافتا الى أن عراقجي أيضا سيتوجه غدا الى الصين.
وردا على سؤال لوكالة إرنا، حول التكهنات الإعلامية المتداولة بشأن تفاصيل الجولة الثانية من المفاوضات الايرانية-الامريكية غير المباشرة والتي زعمت فيها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن إيران قدمت مقترحات لدول أخرى للمشاركة في برامجها النووية، قال بقائي: لا نؤكد أيا من التفاصيل والقضايا التي أثيرت حول الأمور التي نوقشت في المفاوضات الإيرانية- الأمريكية، واصفا إياها بمجرد تكهنات وتحليلات إعلامية.
وأضاف بانه لا يجوز مناقشة تفاصيل هذه المفاوضات في وسائل الإعلام، مشيرا الى ان المفاوضات مازالت في أول الطريق و في بداية رحلة طويلة، ولذلك لا تؤيد ايران أيًا من القضايا التي أثيرت.
وفيما يتعلق بالضمانات المتعلقة بطلب إيران رفع الحظر وعدم عودته، رأى بقائي بأن الحظر المفروض على إيران غير مبرر وغير قانوني وظالم، مؤكدا على ان ايران ومن هذا المنطلق لا تفرق بين الحظر المفروض عليها تحت ذرائع ومسميات مختلفة.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية بأن مطلب ايران الأساسي في أي مفاوضات هو رفع هذا الحظر غير القانوني والظالم بطريقة لها آثار ملموسة وفعالة تماما، بحيث تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية قادرة على ممارسة أنشطتها الاقتصادية والتجارية والمصرفية بشكل طبيعي، وعلاوة على ذلك ضمان عدم تكرار التجارب السلبية الماضية أيضا.
وقال:” ان مناقشة الضمانات تتعلق بهذه المسألة، مما يعني أنه يتعين على ايران أن تضمن أنه إذا توصلت هذه المحادثات إلى نتيجة محددة، فسوف تكون مستدامة، وأن الأطراف الأخرى سوف تتصرف بجدية في الوفاء بالتزاماتها”.
وردا على سؤال عما إذا كان الجانب الآخر قد أثار قضايا أخرى غير القضية النووية والحظر في الجولة الثانية من المحادثات الإيرانية- الأمريكية، وأكد بقائي على أن هذه المحادثات تتركز حصرا على الملف النووي ورفع العقوبات، مشيرا الى ان هذا هو إطار التفاوض، ولا يتم تناول أي قضايا أخرى خارجه، قائلا : كما ذكرنا منذ البداية وكما كررنا عدة مرات إن رفع الحظر بالنسبة لنا يُعد مطلبا جوهريا وأساسيا.
وفي هذا السياق ، اضاف بقائي:” نحن نؤمن، وهي حقيقة ايضا، أن الحظر الجائر المفروض على إيران لا يستند إلى أي أساس قانوني، فقد بُني على مزاعم تتعلق بالقلق من برنامجنا النووي السلمي، رغم أنه لا يوجد ما يدعو للقلق.”
واشار الى ان كل الجهود المبذولة ستنصب على إيجاد الأساس لرفع الحظر في أسرع وقت ممكن، معربا عن استعداد ايران لبناء الثقة، لافتا الى انه وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية ، قامت ايران بشكل ثابت بمعالجة أي مخاوف أو شكوك بشأن البرنامج النووي الإيراني من خلال اتخاذ تدابير طوعية وشفافة.
كما اوضح بقائي ، ان الاجتماع المقبل للخبراء سيبقى في إطار مناقشة التفاصيل المتعلقة بالهيكل العام للتفاوض، وإذا لزم الأمر، فسيتم التطرق إلى قضايا أكثر تفصيلا ودقة لمواقف الطرفين ضمن الأطر التي تمت مناقشتها.
وفيما يتعلق بتزامن زيارة وزير الدفاع السعودي إلى إيران والجولة الثانية من المحادثات الإيرانية- الأمريكية ، أوضح بقائي بأن هذه الزيارة كانت مخططة ومبرمجة مسبقا، وتزامنت تقريبا مع المحادثات غير المباشرة الجارية في روما.
واضاف بانها تعكس اهمية وجدوى سياسة حسن الجوار التي تنتهجها إيران منذ عدة سنوات، وتُظهر مدى إيمان ايران بضرورة أن تتحرك دول المنطقة بالاستناد إلى قدراتها لتعزيز الاستقرار وصون الأمن الإقليمي في الخليج الفارسي وغرب آسيا.
واردف انه من الطبيعي أن يتم التطرق إلى المفاوضات في مثل هذه الزيارات، وقد قامت ايران بنفسها بمبادرة نشطة إلى التشاور مع دول المنطقة في هذا السياق.