العراق يؤجل مؤتمر بغداد الذي يشارك في رعايته ماكرون بسبب دعمه للاحتلال
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن دعم إيمانويل ماكرون الواضح للاحتلال الإسرائيلي، ما دفع السلطات العراقية إلى تأجيل النسخة الثالثة من الصيغة التي أطلقتها فرنسا، والتي تركز على التعاون الاقتصادي بين البلدان للنهوض بالعراق من جديد.
تأجيل قمة بغداد
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه كان من المقرر عقد الاجتماع السنوي لإيمانويل ماكرون مع قادة الدول العربية والإسلامية المجاورة للعراق في 30 تشرين الثاني/نوفمبر، بناءً على طلب بغداد.
وحسب مصدر دبلوماسي في العاصمة العراقية فإنه "بسبب الحرب في غزة وتداعياتها على المنطقة، بعثت وزارة الخارجية العراقية رسالة إلى فرنسا لتأجيل قمة بغداد. رسمياً، المؤتمر لم يلغى، بل تم تأجيله إلى أجل غير مسمى، دون تحديد أي موعد جديد في سنة 2024".
كان من المقرر أن يكون هذا المنتدى النسخة الثالثة من الصيغة التي أطلقتها فرنسا، التي رغم شح نتائجها، سمحت لإيران وتركيا ودول الخليج والأردن ومصر بالتركيز على التعاون الاقتصادي لإعادة النهوض بالعراق من جديد بعد التداعيات الكارثية للغزو الأمريكي سنة 2003.
وتعتبر المشاركة في رعاية المنتدى بالتعاون مع العراق بالنسبة لباريس النجاح الدبلوماسي الوحيد الذي حققه ايمانويل ماكرون في الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن الموقف الذي اتخذته فرنسا من العدوان على غزة، والذي اتسم بالدعم الواضح للمحتل بعد الهجمات التي نفذتها حماس، جعل عقد هذا المؤتمر أمراً غير وارد.
عوائد مثيرة للقلق
نقلت الصحيفة عن خبير سياسي، أنه "يُنظر إلى فرنسا اليوم على أنها دولة متحالفة وحتى متواطئة مع إسرائيل. لذلك يعد تنظيم قمة اقتصادية في وقت يعاني فيه الفلسطينيون أمرا مخزيا". في بغداد، كما هو الحال في أي مكان آخر في الشرق الأوسط، كانت فكرة توسيع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي يتخذ من العراق وسوريا جيوبا له، مغرية في البداية قبل أن يتبين عدم جدواها العملي.
حيال هذا الشأن، قال مواطن عراقي: "بالنسبة لنا، نحن العراقيون، حماس ليست تنظيم الدولة، نحن نسخر من الاقتراح الفرنسي. حماس هي المقاومة لإسرائيل".
ذكر دبلوماسي فرنسي في باريس رفض الكشف عن هويته "الناس في العالم العربي لا يفهمون أننا لا نرسل رسائل تعاطف". وعلى مدى عشرة أيام، حاول الإليزيه والسفارة الفرنسية في بغداد تصحيح النظرة الفرنسية. لهذه الغاية، اتصل إيمانويل ماكرون برئيس الوزراء محمد السوداني لشرح سياسته.
زاد السفير الفرنسي إيريك شوفالييه عدد اللقائات مع السلطات العراقية ليؤكد لهم حدوث سوء فهم وعدم اتباع فرنسا سياسة معايير مزدوجة، وأنه إذا كان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، فيحق للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم أيضا. وأضاف الدبلوماسي الفرنسي في باريس: "إن ردود الفعل من سفاراتنا في المنطقة غالبا ما تكون مثيرة للقلق".
نوع من الاحترام لماكرون
في الأسابيع الأخيرة، تجمع آلاف المتظاهرين أمام السفارات الفرنسية في لبنان وإيران وتونس، ومزقت صور إيمانويل ماكرون في رام الله بالضفة الغربية. وبعيداً عن علامات الاستياء هذه تعرب وسائل الإعلام القريبة من السلطات عن خيبة أملها إزاء مواقف فرنسا. فعلى سبيل المثال، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الجمعة الماضي أن إيمانويل ماكرون تخلى عن "إرث فرانسوا ميتران وجاك شيراك، اللذين مارسا دوراً نشطاً" في الشرق الأوسط.
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أنه تم تعزيز الأمن حول السفارة الفرنسية والممثليات الدبلوماسية الأخرى من قبل وزارة الداخلية بعد خطاب للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي ندد بدعم فرنسا واليابان والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا للاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة العراقية الحرب في غزة فرنسا العراق فرنسا الاحتلال مؤتمر بغداد الحرب في غزة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إیمانویل ماکرون الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
التفاصيل الكاملة حول سحب القوات الفرنسية بتشاد
خلال الساعات القليلة الماضية تناولت العديد من الصحف الدولية، طلب الحكومة التشادية من القوات الفرنسية المتمركزة على أراضيها مغادرة البلاد بحلول 31 يناير 2025، في خطوة مثيرة للجدل تأتي وسط تصاعد الخلافات بين البلدين.
الأمر الذي جعل المواطنين يبحثون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة تفاصيل كاملة عن وجود القوات العسكرية الفرنسية.
كانت تشاد قد قررت يوم 28 نوفمبر 2024 إنهاء اتفاقية التعاون العسكري مع فرنسا، معتبرة أن هذا القرار يأتي في إطار تعزيز سيادتها الوطنية.
جاء ذلك في أعقاب انسحاب فرنسا من عدد من دول الساحل الأفريقي مثل مالي، بوركينا فاسو، والنيجر، حيث تزايد النفوذ الروسي.
تشاد، التي لطالما اعتُبرت حليفًا استراتيجيًا لفرنسا في مواجهة الإرهاب بمنطقة الساحل، أعربت عن رغبتها في الحفاظ على علاقات جيدة مع باريس رغم إنهاء التعاون العسكري.
لكن التوترات بدأت تظهر مع تحديد تشاد لمهلة زمنية قصيرة، وصفتها فرنسا بأنها "غير واقعية"، لسحب ألف جندي ومعداتهم الثقيلة.
أسباب الغضب التشاديعلى الرغم من أن تشاد أكدت أن قرارها يأتي لتحقيق سيادتها، فإن مصادر محلية تحدثت عن توتر في العلاقة بين البلدين، خاصة بعد اتهام الجيش الفرنسي بعدم تقديم الدعم الاستخباراتي المطلوب خلال هجوم شنه مقاتلو "بوكو حرام" في أكتوبر الماضي، وأودى بحياة 40 جنديًا تشاديًا.
وتشير التقارير إلى أن الحكومة التشادية قد تستخدم هذا الضغط لإجبار فرنسا على تقديم تنازلات، بما في ذلك تسليم بعض المعدات العسكرية التي تحتاجها القوات التشادية في حربها ضد الإرهاب، خاصة في حوض بحيرة تشاد.
تفاصيل التواجد الفرنسي في تشاد1. عدد الجنود: يتجاوز عدد القوات الفرنسية في تشاد ألف جندي، موزعين على ثلاث قواعد عسكرية رئيسية.
2. المواقع العسكرية:
قاعدة في العاصمة إنجامينا: تعتبر مركز القيادة الرئيسي وتضم أكبر المعدات والعتاد.
قواعد في مناطق نائية مثل "فايا لارجو" و"أبيشي"، تدعم العمليات في المناطق الحدودية.
3. المهام: تشمل عمليات مراقبة الحدود، الدعم الاستخباراتي، وتنفيذ تدريبات مشتركة مع الجيش التشادي.
الأهمية الاستراتيجية
القوات الفرنسية في تشاد تعمل ضمن إطار عملية "برخان" سابقًا، والتي كانت تهدف إلى مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، حيثخ التعاون مع الجيش التشادي تمثل هذه القوات شريكًا هامًا في تدريب وتطوير القدرات العسكرية التشادية.
تشاد تقع في قلب منطقة الساحل، ما يجعلها نقطة انطلاق للعمليات ضد الجماعات المسلحة التي تنشط في النيجر ونيجيريا والكاميرون.
صعوبات لوجستية تواجه الانسحابتعتبر القوات الفرنسية المنتشرة في تشاد، والموزعة على ثلاث قواعد عسكرية رئيسية، واحدة من أهم الوحدات العسكرية الفرنسية في إفريقيا.
وبحسب مصادر عسكرية فرنسية، فإن تنفيذ انسحاب شامل ومنظم خلال 7 أسابيع فقط يعد "شبه مستحيل".
وسبق أن طلبت فرنسا تمديد المهلة حتى مارس 2025، لكن السلطات التشادية رفضت ذلك وأصرت على خروج القوات الفرنسية قبل شهر رمضان.
آخر نفوذ فرنسي في الساحل
مع انسحاب القوات الفرنسية من تشاد، تفقد باريس آخر موطئ قدم لها في منطقة الساحل الأفريقي بعد خروجها من مالي، النيجر، وبوركينا فاسو.
ويُتوقع أن يزيد هذا الانسحاب من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة، حيث تتصاعد التحديات الإرهابية، ويتزايد النفوذ الروسي عبر مجموعة "فاغنر".
ورغم حدة الخلافات، يحرص الطرفان على استمرار الحوار لتأمين انسحاب "آمن ومنظم"، ما يشير إلى رغبة مشتركة في تجنب تصعيد الموقف بما قد يؤثر على العلاقات المستقبلية بينهما.