هل ستلجأ مصر لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد البحرين والأردن؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
تزامنا مع استمرار الاعتداءات الغاشمة والوحشية من قِبل كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد أعلنت دول أمريكا اللاتينية والمملكة الأردنية والبحرين، طرد سفراء الاحتلال الإسرائيلي من بلادهم وسحب سفرائهم من تل أبيب، وقطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.
قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل
وحول الموقف المصري تجاه اللجوء إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل والقيام بطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري، كشف عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، عواقب هذا القرار على قطاع غزة، خاصةً أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لها تواصل مع الاشقاء الفلسطينيين، وكذلك تأثيره على الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالتطبيع.
من جانبه، قال الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة الدراسات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الخبير السياسي، إن هناك وجهتي نظر حول قطع العلاقات الدبلوماسية لمصر مع إسرائيل، موضحًا أن وجهة النظر الأولى ترى أن قطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء رسالة قوية تعبر عن رفض استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، بينما ترى وجهة النظر الثانية أن وجود السفراء واستمرار العلاقات هو الذي سوف يضغط من أجل تغيير الممارسات الإسرائيلية، وهذه السياسات العدوانية.
قطع العلاقات لن يكون مفيدًا
وأوضح "قنديل" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن مصر تميل إلى اتباع وجهة النظر الثانية، حيث أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لها تواصل أرضي وجغرافي مباشر مع الأشقاء الفلسطينيين، وبالتالي فإن قطع العلاقات لن يكون مفيدًا لهم، بل بالعكس ربما يكون ذلك مؤثرًا على الجهود الدبلوماسية لإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف العمليات العسكرية فورًا، ومنع التوغل البري الإسرائيلي في قطاع غزة.
وعن فرض حدوث وجهة النظر الأولى وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والعواقب المترتبة على ذلك السيناريو، أوضح "قنديل"، قائلًا: على المدى القصير لا يكون له تأثير، وذلك لأن رد الفعل الإسرائيلي جاء ردًا على ماتم نتيجة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، والذي يمكن وصفة بـ "الثور الهائج" في الوقت الحالي نتيجة الضربة القوية التي قامت بتوجيهها كتائب القسام، وما نتائج عنه من وقوع ضحايا كثيرة من الشعب الإسرائيلي على نحو غير مسبوق، وكذلك وجود أسرى إسرائيليين لدى حماس يُمثل أحد عوامل رد الفعل الإسرائيلي وانتقامه لهذا الحدث الضخم.
ستظل المنطقة على شفا بُركان يمكنه الانفجار
وبشأن تأثير قطع العلاقات الدبلوماسية على اسرائيل على المدى المتوسط والطويل، أوضح الخبير في الشأن السياسي، قائلًا: بالطبع سيكون له تأثير وسوف يعرقل من إمكانية المُضي في قطار التطبيع والمصالحة واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وباقي الدول العربية التي يتم التوصل إلى اتفاقيات سلام معها، ومنها السعودية على سبيل المثال، وبالتالي سوف تظل المنطقة على شفا بركان يمكنه الانفجار في أي وقت نتيجة نمو الكراهيه والعداء بين العرب وإسرائيل.
فيما أوضح الدكتور عماد الأزرق، المتخصص في الشأن الآسيوي، قائلًا: كل دولة يكون له حساباتها السياسية في ضوء الأحداث والمعطيات المتاحة أمامها، مشيرًا إلى أن مصر تلعب دورا مهما في الوساطة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي للتخفيف من حِدة الأزمة في قطاع غزة من خلال لعب دور محوري في الوساطة والاستعانة بالضغوط الأمريكية والأوروبية، وبالتالي وجود نقطة اتصال بين مصر وإسرائيل مهم للغاية في ضوء الوضع الحالي.
وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أنه ربما مع تطور الأحداث قد تلجأ مصر إلى سحب سفيرها في إسرائيل مع الإبقاء على قنوات الاتصال الأمنية التي تقوم بعملية التواصل مع الجانب الإسرائيلي، موضحًا أن تطور الأحداث في المنطقة هو الذي سوف يُحدد موقف سواء بالإبقاء على سفيرها في تل أبيب أو سحبه.
القمة العربية ١١ نوفمبروأردف قائلًا: أتصور ربما سيكون هناك قرار جماعي في خلال القمة العربية المُزمعة في ١١ نوفمبر، فقد يكون هناك اتجاه عربي لاتخاذ إجراءات مضادة لإسرائيل أقلها سحب السفراء العرب، خاصةً فيما يتعلق بدول الخليج ودول المغرب العربي.
الوضع الأمني هو الحاكموأشار الخبير في الشأن الآسيوي، إلى أنه إذا حدث ذلك وقامت مصر بسحب سفيرها من تل أبيب، فتكون هذه ليست المرة الأولى التي ستقوم فيها مصر بسحب سفيرها، فقد تم ذلك أكثر من مرة، مؤكدًا أن الوضع الأمني هو الذي يحكم العلاقات بين مصر وإسرائيل، من خلال التزام إسرائيل بعدم تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وكذلك التزامها بعدم ضرب ممر "صلاح الدين" المرافق للحدود المصرية وقطاعات غزة، والالتزام بتحذير مصر من ضرب هذا الممر، وكذلك الحفاظ على أمن مصر وعدم الاعتداء مرة أخرى على النقاط الأمنية سواء على الحدود أو داخل سيناء، لافتًا إلى أنه هناك محددات كثيرة للعلاقات بين البلدين والوضع الأمني هو الذي سيحدد ذلك التوجه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر وإسرائيل قطع العلاقات الدبلوماسية طرد السفير الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيل الشعب الفلسطيني قطع العلاقات الدبلوماسیة مع إسرائیل وجهة النظر قطاع غزة هو الذی أن مصر قائل ا
إقرأ أيضاً:
أبوبكر الديب يكتب: الدبلوماسية الاقتصادية تنعش العلاقات بين مصر وعمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت العلاقات بين مصر وسلطنة عمان خلال السنوات الماضية قفزة كبيرة ونقلة نوعية في التعاون بكل المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية في ظل مساعي الجانبين لتعظيم الدبلوماسية الاقتصادية بينهما.
ويلعب مجلس الأعمال المصري العماني دورا مهما وبارزا في تنشيط هذه العلاقات وتقويتها وتسليط الضوء علي الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين كما تلعب سفارتي البلدين في القاهرة ومسقط ايضا الدور نفسه في التقريب بين البلدين الشقيقين فى ظل القيادة الرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى وأخيه السلطان هيثم بن طارق.
ويكفي ان نعرف ان حجم الاستثمارات المشتركة بين مصر وعمان يصل إلى نحو مليار دولار سنويا، كما ذكر السفير عبد الله بن ناصر الرحبى سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية.
وبالأمس شاركت في فعالية تطوير العلاقات المشتركة بين القاهرة ومسقط علي كل المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاستثمارية وغيرها.. والحقيقة ان العلاقات المصرية العمانية شهدت تطورا كبيرا منذ زيارة السلطان قابوس الأولى إلى مصر في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وما تبعتها من زيارات متبادلة بين الجانبين على أعلى المستويات..وفي هذا المقام نقول ان الشعب المصري يكن تقديرا وحبا كبيرين لسلطنة عمان والبلدان تسعيان إلى توظيف الاستفادة من الجغرافيا السياسية وتعزيز الاقتصاد الأخضر ولديهما فرصا كبيرة لتعزيز التعاون المشترك بينهما وقد سجل التبادل التجاري بين مصر وعمان 1.1 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 650.8 مليون دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 64.6% ومن أهم السلع التي تصدرها مصر لسلطنة عمان الفواكه والأثاث والأجهزة الكهربائية والألبان ولدائن المصنوعات، في مقابل استيراد الأسماك وخامات المعادن والألومنيوم والمنتجات الكيميائية العضوية.
ومصر وعمان ضاربتان في التاريخ وراسختان في الجغرافيا فكما أن مصر تمتد لآلاف السنين كذلك يقدر الباحثون عمر سلطنة عمان بـ 106 آلاف سنة، لذا فهي من أقدم الأماكن التي عمر فيها الإنسان الأرض، وهذا البلد الطيب تشعر فيه بالأمن والأمان لحسن أخلاق شعبه وسياسة حكومته وسلطانها هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد.
وقد نجح السلطان هيثم بن طارق منذ توليه مقاليد الحكم، في تحقيق العديد من المنجزات بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين في مختلف المجالات، ضمن "رؤية عمان 2040" التي شارك في رسم ملامحها جميع فئات المجتمع بما يلبي تطلعات الشعب العماني، في النهضة والتنمية وعلى مستوى السياسة الخارجية، تسير السلطنة على ثوابت سياسة تتمثل في التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في شئون الغير، واحترام سيادة الدول، وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات، إلى جانب تعزيز علاقات التعاون والأخوة مع دول الخليج العربي والدول العربية بشكل عام.
ومنذ آلاف السنين ترسخت العلاقات المصرية العمانية منذ بداية عصر النهضة في سلطنة عمان وتطورات في العصر الحديث وازدادت رسوخا في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأخيه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان وقد زار السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان القاهرة في 21 مايو 2023 في زيارة هي الأولى من نوعها بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مسقط في يونيو 2022.
ودعمت سلطنة عمان مصر عقب المقاطعة العربية لمصر إثر توقيع معاهدة كامب ديفيد التي نتج عنها استعادة مصر لكامل أراضي سيناء وهو الموقف الذي كان له دور كبير في تعميق وتقوية وازدهار العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وهناك توافق كبير بين رؤيتي البلدين للتنمية المستدامة بالمستقبل "عمان 2040" و"مصر 2030".