غضب الطبيعة.. «البوابة نيوز» ترصد أبرز الظواهر المناخية والبيئية فى المنطقة العربية خلال 2023.. زلزال المغرب وإعصار دانيال وحرائق الغابات في الجزائر والفيضانات في الخليج أحداث طبيعية خارج السيطرة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في إيصال المعلومات بسرعة والتعرف على تفاصيل الكوارث وكيفية مواجهتها
اتفق عملاء الجيوفيزياء على أن مناخ الأرض يتغير بسرعة وفي بعض المناطق، يؤدي تصاعد درجات الحرارة إلى زيادة تواتر واحتمال نشوب حرائق الغابات والجفاف، وفي حالات أخرى، تؤدي إلى زيادة شدة هطول الأمطار والعواصف أو تسريع وتيرة ذوبان الأنهار الجليدية.
وتشير الأبحاث إلى أن مناخنا المتغير قد لا يؤثر فقط على المخاطر الموجودة على سطح الأرض، بل من الممكن أن يؤدي تغير المناخ - وخاصة ارتفاع معدلات هطول الأمطار وذوبان الأنهار الجليدية - إلى تفاقم المخاطر تحت سطح الأرض، مثل الزلازل والانفجارات البركانية.
نرصد الظواهر الطبيعية التي حدثت في المنطقة العربية خلال عام 2023 والذى كان كفيلا أن يعطي لنا مثالا على غضب الطبيعة، لتفزعنا بزلازل مروعة وإعصار وحرائق غابات ودرجات حرارة عالية.
المغربتعد شمال المغرب منطقة جغرافية ذات خصوصية خطيرة جغرافيا فهي واقعة بالقرب من الحد الفاصل بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوراسية (صدع جبل طارق) على خط الزلازل، ويطل على البحر الابيض المتوسط الذي توجد به العديد من البؤر النشطة، خاصة في المنطقة البحرية المعروفة باسم بحر البوران الذي يقع قبالة سواحل الناظور والحسيمة، والمنطقة الأطلسية التي تقع غرب طنجة وجنوب غرب إسبانيا والبرتغال، مما يجعل شمال البلاد بالقرب من الحدود معرضًا بشكل أكبر لخطر زلزالي مقارنة بالمناطق الأخرى.
وكان أحدث زلزال تعرضت له "المغرب" بإقليم الحوز القريبِ من مدينة مراكش ضِمن جهة مراكش آسفي على الساعة الحادية عشر وأحد عشرة دقيقة ليلًا من اليوم الثامن من سبتمبر ٢٠٢٣. وبلغت قوّة الزلزال ٧ درجات على مقياس ريختر وعلى عمق ١٨.٥ كم (١١.٥ ميل) بالقربِ من جماعة إغيل في جبال الأطلس وقد وصل مداه إلى مدن كالدار البيضاء والمحمدية وأكادير فيما شعر به سكان العاصمة الرباط وأيضا مدن بعيدة كمكناس وإفران، وقد تسبَّب في مقتل ٢٩٤٦ شخصًا وجرحِ أكثر من ٥٦٧٤ شخصا آخرين، كما اعتُبر من طرفِ المعهد الوطني للجيوفيزياء الزلزال الأعنف الذي يضربُ المملكة المغربية منذ قرنٍ تقريبًا.
هزات غير محسوسة بمصرتتركز مناطق الزلازل في مصر في شمال وشرق البحر الأحمر ومنطقة دهشور جنوب القاهرة وأبو زعبل والخانكة شمال شرق القاهرة، ومنطقة كلابشة في أسوان، بحسب خبراء المعهد القومي للبحوث الفلكية. وعقب زلزال المغرب صرح عميد المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر الدكتور جاد القاضى أن مصر تشهد يوميا زلازل، ويتم رصدها وتسجيلها، لكنها غير محسوسة، ولا يشعر بها المواطنون.
وقال القاضي إن طبيعة الزلازل التي تحدث في الأراضي المصرية لها قوة أقل من المتوسط، ولا ترقى لقوة زلزال المغرب، موضحا أن مناطق بشمال وشرق البلاد تتعرض لهزات لكن لا يشعر بها المواطنون. وأشار إلى أن قوتها أقل من ٢ درجة بمقياس ريختر، مشيرا إلى أنه من حين لآخر تشهد البلاد هزات محسوسة ويكون مصدرها الأصلي خارج الأراضي المصرية من القوس الهيليني أو شرق المتوسط.
توابعوكان المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، قد رصد ٨ توابع للزلزال الرئيسي الذي حدث بالمغرب وخلف آلاف القتلى والجرحى. وقال المعهد في بيان له إن أكبر هذه التوابع كان بقوة ٤.٨ درجة بمقياس ريختر، وحدث بعد الزلزال الرئيسي بثمانية دقائق، مضيفا أن آخر هذه التوابع كان بقوة ٣.٣ درجة ووقع في تمام الساعة السادسة وخمسين دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة. وأوضح أن زلزال المغرب يعد الأكثر تدميرا، والأعلى بمقياس ريختر، مضيفا أنه ليس له علاقة أو تأثير بصورة مباشرة أو غير مباشرة على مصر أو مدنها الساحلية.
سوريافي ٦ فبراير الماضي، شهدت سوريا زلزالا بقوة ٧.٨ درجة بمقياس ريختر (مركزه تركيا المجاورة)، أسقط نحو أكثر من ٥٠ ألف قتيل وآلاف المصابين. ويعد هذا الزلزال من أسوأ الزلازل التي وقعت خلال قرنين من الزمن، ويقدر عدد المتضررين منه بأكثر من ٢٥ مليون شخص حيث كان أثره على جنوب تركيا وغرب وشمال سوريا. كما خلف دمارا مروعا في عشرات المدن والقرى التركية والسورية مثل غازي عينتاب وإدلب وأنطاكية واللاذقية.
ليبيابالانتقال إلى ظاهرة طبيعية تخلف وراءها أيضا عدد من القتلى والمصابين، ففي ليبيا في الرابع من سبتمبر، ضربت عاصفة "دانيال" الممطرة عدة مدن، خاصة في الشرق، وسط اختفاء أحياء بكاملها تحت الماء في مدينتي درنة والبيضاء، نتيجة انهيار سدين لم يتحملا الإعصار.
دفن الإعصار ما يقرب من ٤٠٠٠ مواطن، كما دُفنت العديد من المقابر والحجارة الجنائزية وغيرها من الهياكل الأثرية التي ترجع إلى العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية تحت الطين، أو حملتها السيول إلى الوديان السفلية لمنطقة المنصورة، بحسب "ميدل إيست آي".
وخلف الإعصار حالة من الغضب والحزن طالبت بمحاسبة المسؤولين خاصة ثبت تورط رئيس بلدية مدينة درنة بشرق البلاد، على خلفية الفيضانات التي أودت بحياة الآلاف من سكان المدينة. وألقى السكان الغاضبون باللوم على السلطات في انهيار السدود، التي تم بناؤها لمنع تدفق المياه إلى مجرى نهر موسمي يمر عبر المدينة. كان إعصار "دانيال" ثاني أقوى إعصار في موسم الأعاصير في المحيط الهادئ لعام ٢٠٠٦، ونشأ "دانيال" في ١٦ يوليو من موجة استوائية قبالة سواحل المكسيك وتحرك حينها باتجاه الغرب وازداد بثبات ليصل إلى ذروة رياح بلغت سرعتها ١٥٠ ميلا في الساعة (٢٢ كم / ساعة) في ٢٢ يوليو ٢٠٠٦.
الجزائرارتفعت درجات الحرارة في العالم بنحو ١.١ درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات حول العالم باتخاذ خطوات حقيقية لتطبيق خفض حاد في انبعاث الغازات الدفيئة.
سجلت مناطق عديدة في شمال القارة الأفريقية، درجات حرارة قياسية تزيد بنحو سبع درجات مئوية على معدلاتها في أوقات الصيف من هذا العام. وفي يوليو الماضي شهدت منطقة القبائل الجبلية، إلى الشرق من العاصمة الجزائر، استعارًا في نيران الحرائق التي امتدت بمساعدة الرياح العاتية إلى مناطق سكنية في مدينتي بجاية وجيجل الساحليتين، وكانت وقتها تسجل دجات الحرارة ٤٨ درجة. ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن حصيلة حرائق الغابات بلغت ٣٤ قتيلا، بينهم ١٠ من عناصر الجيش.
اندلعت من جديد حرائق الغابات في الجزائر في سبتمبر الماضي بولايتي بجاية وتيزي وزو المتجاورتين بشرق الجزائر، ولكن لم تسفر عن وقوع ضحايا تلك المرة.
وتقول المنظمة العالمية للأرصاد إن هذه الدرجات غير المعهودة للحرارة تؤكد على الحاجة لاتخاذ خطوة أكبر على صعيد التغير المناخي. ويذكر أن تغيرات المناخ تزيد من خطر الطقس الحار والجاف الذي يعزز احتمال اندلاع الحرائق.
موجات الحر والفيضانات الشديدة بالخليجيقول ماثيو مدين، باحث مساعد سابق في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، في ورقة بحثية له نشرت على موقع المؤسسة إن المملكة العربية السعودية، مثلها مثل الدول الأخرى في المنطقة، معرضة بشكل خاص لتغير المناخ، لأنه يهدد بشدة البيئة المادية للبلاد والمجتمع والمؤسسات الحكومية.
وتابع "مدين"، أن من بين أكبر المخاوف ارتفاع درجات الحرارة، خاصة انها أعلى بكثير بالفعل من المتوسط العالمي، مع وصول موجات الحر الشديدة إلى أكثر من ٥٠ درجة مئوية في عام ٢٠٢١ في إيران والكويت وعمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وحذر من أنه في حالة استمر هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن تصبح أجزاء كبيرة من المنطقة غير صالحة للسكن بحلول نهاية هذا القرن.
وقد حذر علماء المناخ من أن المنطقة في طريقها على المدى القريب إلى أن تصبح أكثر دفئا بمقدار ٤ درجات بحلول عام ٢٠٥٠، وهو ما يتجاوز بكثير حد ١.٥ درجة اللازم لمنع الانهيار البيئي العالمي. وتشكل الفيضانات المفاجئة مصدر قلق كبير آخر، على الرغم من كونها دولة قاحلة للغاية، فإن المملكة العربية السعودية غالبًا ما تتعرض لهطول أمطار غزيرة وغزيرة بشكل دوري، وعندما تقترن هذه الأمطار بوجود مستوطنات غير مخططة ونقص البنية التحتية المناسبة لتحويل مياه الأمطار في العديد من المدن الكبرى، فإنها يمكن أن تؤدي إلى فيضانات مفاجئة.
تعد الفيضانات حدثًا ملحوظًا وشائعًا في المنطقة الجبلية الجنوبية الغربية للمملكة العربية السعودية، وقد أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح وأضرار كبيرة في الممتلكات على مدى السنوات العديدة الماضية.
وعلى حد قول "مدين" في ورقته البحثية فإنه من المفارقات أن حالات الجفاف تشكل أيضًا مصدرًا للقلق، موضحا على الرغم من الزيادة في هطول الأمطار الغزيرة والعرضية، فمن المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في انخفاض عام في أنماط هطول الأمطار الوطنية وزيادة في معدلات التبخر.
نقص المياه بحلول ٢٠٥٠تشير توقعات تغير المناخ إلى أن البلاد ستعاني من فترات جفاف أكثر اتساعا، مما يؤدي إلى الاستنزاف السريع لخزانات المياه الجوفية وتفاقم ندرة المياه لدى السكان الضعفاء والمهمشين. وتُصنف المملكة العربية السعودية كواحدة من أكثر الدول التي تعاني من ندرة المياه على هذا الكوكب، حيث يبلغ نصيب الفرد من الطلب على المياه ضعف المتوسط العالمي البالغ ٢٦٥ لترًا يوميًا. وأدى الاستهلاك المتزايد للمياه الجوفية في البلاد إلى انخفاض حاد في مستويات المياه الجوفية الوطنية، مما تسبب في هبوط حاد في الأراضي في بعض أجزاء البلاد.
وبحلول عام ٢٠٥٠، قد تواجه منطقة الخليج بأكملها انخفاضًا بنسبة ٥٠٪ في نصيب الفرد من المياه المتاحة، مما يشكل مخاطر كبيرة على الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي، فضلًا عن احتمال إثارة ارتفاع في انبعاثات الكربون في المملكة العربية السعودية مع لجوء البلاد إلى استخدام المياه بشكل أكبر.
أخطاء بشريةالاحتباس الحراي والتغيرات المناخية ثبت أنها نتيجة الثوة الصناعية والانبعاثات الضارة من المصانع، ولكن هل الإنسان له علاقة ايضا بحدوث الزلازل، هذا ما يخبرنا به عدد العلماء الذين رصدوا نشاطات تحفز الزلازل في القشرة الأرضية، من ضمنها المياه الجوفية وتهديد القشرة الأرضية حيث تبين أن ضخ البشر للمياه من طبقات المياه الجوفية، والذي يتفاقم خلال أوقات الجفاف، يؤدي إلى إجهاد و"تقليل وزن" القشرة الأرضية. وأشار بول لوندغرين عالم الجيوفيزياء بوكالة "ناسا" إلى دراسة أجريت عام ٢٠١٤ في مجلة "طبيعة" التي نظرت في آثار استخراج المياه الجوفية على النشاط الزلزالي في صدع سان أندرياس بالوادي المركزي بكاليفورنيا إحدى العواصم الأمريكية.
ووجد الباحثون أن عمليات الاستخراج هذه يمكن أن تعزز التغيرات الجانبية في الضغط على جانبي صدع سان أندرياس، والتي تتحرك أفقيًا ضد بعضها البعض على طول حدود الصفائح التكتونية الرئيسية، وقد يؤدي ذلك إلى تفككها وانزلاقها، مما يؤدي إلى حدوث زلزال.
كما ان هناك ظاهرة أخرى مرتبطة بالمناخ يُعتقد أن لها صلات بالعمليات التكتونية وهي التجلد. ويمكن أن يؤدي تراجع الأنهار الجليدية إلى تقليل أحمال الضغط على قشرة الأرض تحتها، مما يؤثر على حركة الصهارة تحت السطح. وجدت دراسة حديثة في مجلة الجيولوجيا حول النشاط البركاني في أيسلندا منذ ما بين ٤٥٠٠ إلى ٥٥٠٠ عام، عندما كانت الأرض أكثر برودة بكثير مما هي عليه اليوم، اكتشفوا وجود صلة بين ذوبان الجليد وزيادة النشاط البركاني، وعلى العكس من ذلك، عندما زاد الغطاء الجليدي، انخفضت الانفجارات.
كما تبين أن الحركة السريعة للأنهار الجليدية تسبب ما يعرف بالزلازل الجليدية. بالإضافة إلى تأثيرات المياه المرتبطة بالمناخ على الزلازل، يمكن أن تؤثر الإدارة البشرية واستخدامات المياه أيضًا على الزلازل من خلال ظاهرة تعرف باسم الزلازل المستحثة.
السدود الكبيرةتم ربط المياه المخزنة في السدود الكبيرة بنشاط الزلازل في مواقع مختلفة حول العالم، على الرغم من أن التأثير يكون موضعيًا بطبيعته. ففي عام ١٩٧٥، بعد حوالي ثماني سنوات من إنشاء بحيرة أوروفيل في شمال كاليفورنيا، ثاني أكبر خزان بناه الإنسان في الولاية، خلف سد أوروفيل، وقعت سلسلة من الزلازل في مكان قريب، وسجلت أكبر قوة ٥.٧ درجة. وبعد وقت قصير من سحب المياه من الخزان إلى أدنى مستوى له منذ ملئه في الأصل من أجل إصلاح مآخذ المياه في محطة توليد الكهرباء بالسد ومن ثم إعادة ملئها، حدثت الزلازل.
يقول لوندغرين إنه عندما بدأ دراسة الزلازل لأول مرة، كان كل شيء يركز على فهمها في سياق تكتونية الصفائح والعمليات التي تحدث داخل القشرة الأرضية، لكن هذا يتغير الآن. ما تؤكده هذه الدراسات هو التعقيد المذهل لنظام الأرض لدينا، وسوف يساعدنا البحث المستمر على كشف كيفية ترابط مكوناته المختلفة بشكل أفضل، بطرق مدهشة في بعض الأحيان.
مؤشر المخاطر العالميضمن نتائج تقرير مؤشر المخاطر العالمي ٢٠٢٢ الصادر عن تحالف "تطوير المساعدة" الذي يدمج عدة منظمات إغاثية ألمانية مقرها آخن، احتلت الفلبين ثم الهند وإندونيسيا المراكز الثلاث الأولى للدول الأعلى بمخاطر الكوارث الطبيعية والتغير المناخي على الصعيد العالمي.
الطبيعية والعواقب السلبية تغير المناخ، ثم جاءت عقبها اليمن، ثم مصر وعربيًا، جاءت الصومال في المرتبة الأولى ضمن الدول الأعلى بخطر التعرض للأحداث
حدة وتأثير الكوارث الطبيعيةفي حين أن الزلازل ليست سوى ثالث أكثر الكوارث شيوعا، إلا أنها تقتل أكبر عدد من الناس، لا يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة، ومع ذلك لا يزال بإمكان العلماء وصناع القرار السعي إلى فهم نشاط الصدع النسبي، واحتمال حدوث الزلازل، والمخاطر للمساعدة في الاستجابة والإغاثة.
تعتبر الانفجارات البركانية أقل تواترًا ونادرًا ما تقتل الناس، حيث أن هناك تحذيرات طبيعية تؤدي إلى الانفجارات مما يسمح بإجلاء الناس في المناطق المهددة؛ ومع ذلك، لا يزال من الممكن أن يكون للبراكين تأثيرات هائلة على المستوى المحلي والإقليمي وحتى العالمي.
العلاقة بين الطقس والزلازلمع ظهور علم الزلازل نعلم الآن أن معظم الزلازل ناتجة عن العمليات التكتونية - وهي قوى داخل الأرض الصلبة تؤدي إلى تغييرات في بنية القشرة الأرضية، وفي المقام الأول تمزق الكتل الصخرية تحت الأرض على طول الصدوع.
ونعلم أيضًا أن معظم الزلازل تحدث تحت سطح الأرض بعيدًا عن تأثير درجات حرارة السطح وظروفه. ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن العلاقة الوحيدة التي لوحظت بين الزلازل والطقس هي أن التغيرات الكبيرة في الضغط الجوي الناجمة عن العواصف الكبرى مثل الأعاصير قد تؤدي أحيانًا إلى ما يعرف باسم "الزلازل البطيئة"، والتي تطلق الطاقة على مدى فترات طويلة نسبيا من الزمن ولا تؤدي إلى اهتزاز الأرض كما تفعل الزلازل التقليدية.
وتشير إلى أنه في حين أن مثل هذه التغيرات الكبيرة في الضغط المنخفض يمكن أن تساهم في إحداث زلزال مدمر، فإن الأرقام صغيرة وليست ذات دلالة إحصائية
نسبة الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعيةيختلف عدد الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية بشكل كبير من سنة إلى أخرى؛ تمر بعض السنوات مع عدد قليل جدًا من الوفيات قبل أن تودي كارثة كبيرة بحياة العديد من الأشخاص.
إذا نظرنا إلى المتوسط على مدى العقد الماضي، نجد أن ما يقرب من ٤٥٠٠٠ شخص على مستوى العالم ماتوا بسبب الكوارث الطبيعية كل عام، ويمثل هذا حوالي ٠.١٪ من الوفيات العالمية.
وما نراه هو أنه في سنوات عديدة، يمكن أن يكون عدد الوفيات منخفضًا للغاية - غالبًا أقل من ١٠٠٠٠، ويمثل ٠.٠١٪ من إجمالي الوفيات، لكننا نرى أيضًا التأثير المدمر للأحداث الصادمة: المجاعة والجفاف في إثيوبيا في الفترة ١٩٨٣-١٩٨٥؛ وزلزال المحيط الهندي وتسونامي عام ٢٠٠٤؛ وإعصار نرجس الذي ضرب ميانمار في عام ٢٠٠٨؛ وزلزال بورت أو برنس ٢٠١٠ في هايتي. كل هذه الأحداث دفعت الوفيات الناجمة عن الكوارث العالمية إلى أكثر من ٢٠٠ ألف شخص - أي أكثر من ٠.٤٪ من الوفيات في هذه السنوات.
وتخبرنا البيانات التاريخية أن العالم شهد انخفاضا كبيرا في الوفيات الناجمة عن الكوارث من خلال التنبؤ المبكر، والبنية التحتية الأكثر مرونة، والتأهب لحالات الطوارئ، وأنظمة الاستجابة. وغالبًا ما يكون الأشخاص ذوو الدخل المنخفض هم الأكثر عرضة لأحداث الكوارث لذلك فالتحدي القاشم خاصة في الدول النامية فيعد تحسين مستويات المعيشة والبنية التحتية وأنظمة الاستجابة في هذه المناطق أمرًا أساسيًا لمنع الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية في العقود القادمة.
التواصل الاجتماعي وانتشار أخبار الكوارثعندما ضرب إعصار كاترينا ساحل الخليج في عام ٢٠٠٥، كان الفيسبوك قيد الاستخدام لمدة عام فقط، وكانت أشكال الاتصال القياسية هي: التليفزيون والصحف والراديو والهواتف الأرضية والهواتف المحمولة.
ولم تكن "وسائل التواصل الاجتماعي" بارزة بشكل مفرط، ومن المؤكد أنها لم يكن لها تأثير كبير على الاستعداد للكوارث والتعافي والإغاثة كما هي الحال اليوم. خلال العقد الماضي، حدث تحول في الطريقة التي يتلقى بها الناس أخبارهم، بدلًا من انتظار الأخبار المسائية أو الصحف الصباحية، يحصل الكثيرون على الأخبار وتحديثات الطقس في الوقت الفعلي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام وغيرها من المنصات الأخرى، لدينا الآن القدرة على التعرف على الأحداث أثناء وقوعها وقد بدأنا للتو في معرفة مدى أهمية سرعة المعلومات حقًا. فكيف نجعل وسائل التواصل عونا لنا؟
توفر وسائل التواصل الاجتماعي أثناء وقوع الكارثة معلومات إخبارية محدثة - تحديثات إغلاق الطرق، وطرق الإخلاء، ومناطق المساعدة المخصصة، ومواقع الإيواء، ولهذا السبب يعد التواصل مع المجموعات والأشخاص المناسبين مسبقًا ميزة كبيرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غضب الطبيعة الظواهر المناخية منطقة العربية زلزال المغرب اعصار دانيال حرائق الغابات الفيضانات
إقرأ أيضاً:
قصي عبيدو لـ«البوابة نيوز»: الوحدة بين سوريا ومصر كانت من أنجح العلاقات والتحالفات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المحلل السياسي السوري قصي عبيدو، إن الوحدة بين سوريا ومصر كانت من أنجح العلاقات والتحالفات، ولو استمرت لكان الشرق أفضل وأقوى ولتغيرت معادلات كثيرة في هذا العالم، والفضل يعود للرؤية الثاقبة التي كان يتمتع بها الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله، ولكن لم تكتمل وبدأت تتدحرج بشكل سلبي، حتى تم فصل تلك الوحدة.
وأشار في تصيحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، إلى أن العالم العربي بدأ يعاني منذ تم فصلها، وأن مصر دولة عظيمة وتاريخها حافل ولديها حضارة عريقة لم تكتشف حتى الآن، وشعبها شعب حاد الذكاء ومحب يعشق الحياة، ونتمنى أن تتطور العلاقات لنستذكر أيام الوحدة، ولعل الأمر يتكرر في قادم الأيام.