الديوان الأميري ينعى المغفور لها منيرة الميلم زوجة الشيخ مبارك حمد فهد صباح الناصر الصباح
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
جاءنا من الديوان الأميري ما يلي:
“ينعى الديوان الأميري المغفور لها منيرة سامي عبدالله الميلم زوجة الشيخ مبارك حمد فهد صباح الناصر الصباح عن عمر يناهز 26 عاما وسيوارى جثمانها الثرى في الساعة 9 من صباح يوم غد الجمعة.
إنا لله وإنا إليه راجعون”.
عزاء الرجال: في المقبرة
هاتف: 99628885 – 99200004
عزاء النساء: الرميثية – قطعة 1 شارع الشافعي منزل 40 (الجمعة والسبت بعد صلاة العصر) هاتف: 94490520.
المصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الديوان الأميري
إقرأ أيضاً:
ماذا بقي من العروبة؟
يشهد العالم العربي مآسي وأزمات خطيرة تنذر بتفكيك أوطاننا وتوزيعها أشلاء بين بعض الدول الأوروبية والإقليمية، الصورة جلية وواضحة في معظم الأقطار الغربية، ابتداء من المغرب العربي، الصراع الجزائري المغربي، والصراع التونسي الليبي على الحدود، وأزمات ليبيا التي انقسمت إلى دولتين، وانقسام الشعب الليبي إلى دويلات وقبائل، الصراع السوداني السوداني الذي أحال هذا البلد الكبير إلى حروب طاحنة حصدت أرواح عشرات الآلاف وهجّرت الملايين من أبناء هذا البلد الكريم والكبير، بعد أن رحنا نقول إنه سلة غذاء للعالم العربي كله، أما عن اليمن فإن قلوبنا تنفطر على الحالة التي آل إليها هذا البلد العظيم والقديم جدا، الذي خرجت منه العروبة لغة وجنسا، وقد أصبح حال اليمن كما نشاهده بلدا مثخنا بجراحاته، بعد أن انقسم إلى يمنين وربما ثلاثة، كل هذا والقلوب منفطرة على العراق الكبير بشعبه واقتصاده، الذي بقي طوال قرون مصدرا للثقافة وفخرا للعروبة، فها هو العراق وقد توزعت ولاءات سكانه ما بين العشائرية والمذهبية والطائفية التي لم يعرفها العراق عبر تاريخه، ثم تأتي سوريا التي سيطرت على المشهد، حينما سقط نظامها الهش، بعد أن كان قادرا على قمع الشعب في زمن لم يعد القمع كافيا لشيوع الأمن والتنمية، بل كان من الواجب أن يتحصن المجتمع بالعدل وإعمال القانون، وقد ذهبت سوريا إلى طريق لا نعرف نهايته، فقد راح يتنازع عليه كل أعدائه، وقد أحالوه إلى ساحة من الصراعات التي تُنذر بذهاب سوريا إلى غير رجعة.
نحن الجيل الذي عاش في زمن جمال عبد الناصر، وعايشنا قدرته الفائقة على مخاطبة الشعوب، وتبشيرهم بمستقبل يجمع كل الأقطار العربية من المغرب العربي إلى مشرقه، وراح يخوض نضالا متواصلا لمحاربة الاستعمار الفرنسي في المغرب العربي، والاستعمار البريطاني في اليمن والخليج والعراق، بل تجاوز ذلك إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وهو ما كان يشكل خطرا كبيرا على كل القوى الاستعمارية في العالم، ولم يكن جمال عبد الناصر يملك إلا الرهان على الشعوب المغلوبة على أمرها، لكن قوى الاستعمار وأدواته كانت أقوى بكثير، فقد راحت أمريكا ومِن ورائها الدول الأوروبية تخطط له بليل للإجهاز عليه، ابتداء من حرب السويس ١٩٥٦، ووصولا إلى حرب يونيو ١٩٦٧، بعدها انكفأ جمال عبد الناصر على جروحه ومراراته، التي تجاوزت شخصه إلى الشعوب التي كان يراهن عليها، لكي تنتهي حياته١٩٧٠، بعد أن تكالبت عليه سيوف أعدائه، القريب منها قبل البعيد، لذا انهار مشروع جمال عبد الناصر ودخلت أوطاننا في حقبة من الاستقطابات والمساومات عقب حرب أكتوبر ١٩٧٣، بعد أن أطلت علينا القوى المعادية لمشروع جمال عبد الناصر، وقد اعتبر الرئيس أنور السادات أن ٩٩٪ من اللعبة في يد أمريكا، التي أطلت علينا باعتبارها داعية للسلام ووسيطا محايدا في الصراع العربي الإسرائيلي، لكي تنتهي القضية بخروج مصر من الصراع والانفراد بمن بقوا متشبثين بمشروع جمال عبد الناصر.
على الرغم من أن اتفاقية كامب ديفيد قد أعادت إلى مصر معظم سيادتها على الأرض التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو ١٩٦٧، لكن راحت السياسة الأمريكية والأوروبية تنفرد بكل قطر عربي على حدة، بعد أن اكتفت الدول النفطية بالثروة الهائلة التي جنتها من عائدات النفط، بإشراف ودعم أمريكي، والتي أحالت هذه الدول إلى حياة رغدة ينعم الناس فيها برفاهية اجتماعية واقتصادية، لذا نسيت هذه الدول القضية الفلسطينية في شقها السياسي، بعد أن اكتفوا بمجرد إصدار البيانات وبعض الدعم الاقتصادي لكي يبقى الفلسطينيون على قيد الحياة، بعدها راحت القضية تدخل في متاهات السياسة وألاعيب التوازنات التي تصب جميعها في مصلحة إسرائيل، وزادت الفجوة بشكل لافت بين الأقطار الغنية والأقطار الفقيرة، التي انكفأت على نفسها تلعق جراحاتها تحت حكم شمولي أهدر كثيرا من إنسانية هذه الشعوب، التي استسلمت لمستقبل بائس، ولم يبق من العروبة إلا شعارات راح يرددها الإعلام وجماعات المثقفين الذين انضوى غالبيتهم تحت سطوة الأنظمة التي راحت تمارس قوتها وبطشها، وقد انزوى كل قطر عربي على مشاكله، وتبدد مشروع جمال عبد الناصر الداعي إلى الوحدة والعزة والكرامة، وقد سخر منه البعض، بل اعتبروه نوعا من المراهقة السياسية التي لا جدوى من ورائها، نتذكر جمال عبد الناصر وسط خيباتنا وهزائمنا، بعد أن انقسم العالم العربي إلى دويلات لا تملك شيئا نحو تحديد مستقبلها.
نتابع هذه الأيام ما يحدث في عالمنا العربي من المشرق إلى المغرب، وقد ظهرت الصورة جلية وواضحة، بعد أن نزلت بنا الهزائم في معظم أوطاننا، صراعات إقليمية إقليمية، قوى خفية تتحكم في مصائرنا، أوطان مُزقت وذهبت إلى غير رجعة، لعل سوريا تعد نموذجا لوطن كان كبيرا، بل كان في طليعة الدول التي تبشر بالعروبة فكرة ولغة وهوية، وها هي الآن قد أحالها أعداؤها إلى ساحة من الصراعات بعد أن كفر الناس بالعروبة، وراحت تتكالب عليها قوى إقليمية وأجنبية طامعة في أن تأخذ بسوريا بعيدا عن أهداف أمتها، ولعل المؤلم في المشهد أن أقطارنا العربية قد تركت هذا البلد الكبير وتخلت عنه لكي يتنازع عليه الأغراب، وقد خلا المشهد تماما من موقف عربي داعم لسوريا، بل شاركت بعض الدول العربية في سقوط هذا البلد العربي الكبير، وذهابه إلى طريق يُنذر بضياعه إلى غير رجعة، ولم يستوعب العرب الدروس بعد، ولم يستفيقوا من غفوتهم، ولم يشيروا بإصبع الاتهام إلى عدوهم الحقيقي الغربي والأمريكي والإسرائيلي، وتصور الجميع أنهم آمنون على أوطانهم وأموالهم، بينما الولايات المتحدة الأمريكية تخطط في وضح النهار لمستقبل إسرائيل، بهدف توسعة أراضيها على حساب الأراضي العربية، ليس في فلسطين فقط وإنما في لبنان وسوريا وربما تأتي دول عربية أخرى في الطريق.
لا أفهم أبدا أن يبقى زعماؤنا وقد اكتفوا بالمشاهدة، وهم يرون إبادة الفلسطينيين على أرضهم وداخل بيوتهم في حرب غير متكافئة، يستشهد فيها الأطفال والشيوخ والأبرياء، وما يحدث في لبنان من إبادة وتهجير الناس من منازلهم، وقصف المنازل على ساكنيها، ليس في الجنوب اللبناني فقط وإنما في كل أنحاء لبنان، وسط صمت مخز، بل والتشفي أحيانا تحت دعاوى مذهبية مقيتة، وتتضاعف خسة ونذالة العدو الإسرائيلي وهو يشاهد سوريا تتداعى تحت جحافل الثائرين، ورغم ذلك تتجاوز حدودها لاحتلال الأرض السورية دون رقيب أو حسيب، لدرجة أن الأمم المتحدة لم تتمكن من إصدار بيان، مجرد بيان يدين الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
أوطاننا تنزف تحت معاول أعدائها، بينما العرب صامتون وربما متآمرون، وكل يقول (انج بنفسك) لكن لا نجاة لأحد ما بقي الضعف والخذلان، فنحن في زمن الهزائم والعوز والضعف.
د. محمد صابر عرب أكاديمي وكاتب مصري