هل تشعل المجازر الإسرائيلية في غزة حربا إقليمية؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
سؤال بات يتكرر بكثرة هذه الأيام في أروقة السياسة والاستخبارات الإقليمية والغربية، خاصة مع تصاعد وتيرة المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وبات الجميع يترقب أي تصريح أو إيماءة من مسؤول أميركي أو ليتم تفسيرها وتحليلها وقراءة مضامينها، خاصة بعد الدعم الأميركي المفتوح عسكريا وسياسيا لتل أبيب.
وردا على هذه التساؤلات والمخاوف، يقول السفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فورد إن "أميركا لا تريد حربا إقليمية".
وتابع فورد -في حديث للجزيرة- أن بلاده مشغولة بـ"مساعدة أوكرانيا ومهتمة بالصين وبالوضع في شرق آسيا، وتحديدا في بحر جنوب الصين".
وأكد أنها "ليست حربا إقليمية حتى الآن، وهي محصورة بين غزة وإسرائيل".
وأشار في الوقت نفسه إلى أن إيران -حتى الآن- لا تريد حربا إقليمية و"كلا البلدين الولايات المتحدة وإيران يحاول ردع الآخر عن بدء حرب إقليمية".
وعلى الرغم من الجهود الأميركية والإيرانية فإن احتمالية التصعيد -التي تشمل الولايات المتحدة وإيران- ممكنة جدا، بحسب فورد.
وتابع السفير السابق أنه "من المستبعد أن تبدأ إسرائيل حربا إستراتيجية مع إيران الآن، لأن القوات الإسرائيلية مشغولة بحرب غزة، وإضافة إلى ذلك على إسرائيل الحفاظ على مواردها العسكرية المتاحة لمواجهة حزب الله في لبنان، إضافة إلى بعض المليشيات المدعومة من إيران في الجولان".
وتطرق أيضا إلى الوضع الداخلي في إسرائيل، واعتبر أن الحكومة في إسرائيل تحت قيادة بنيامين نتنياهو منقسمة جدا، وهناك صراعات بين الأخير والقيادة الأمنية الإسرائيلية، وهناك انقسامات سياسية داخل الكنيست الإسرائيلي.
وختم بأن "إدارة بايدن في واشنطن لا تريد أن تبدأ حربا مع إيران، الرسالة الأميركية تجاه ذلك كانت واضحة جدا، سيردون بالمثل على الهجمات الإيرانية أو الهجمات من قبل المليشيات الإيرانية".
"قاعدة 512"
وما عزز الحديث عن احتمال تدخل أميركي عسكريا في المنطقة كان ما كشفه موقع "إنترسبت" الأميركي عن وجود قاعدة عسكرية أميركية سرية فوق جبل يسمى "هار كيرين" في صحراء النقب جنوب إسرائيل، قائلا إن واشنطن تقوم حاليا بتوسيعها بهدوء.
وأوضح الموقع أن الوثائق الحكومية الأميركية التي تشير إلى بناء هذه القاعدة تقدم تلميحات نادرة عن وجود عسكري أميركي بالقرب من قطاع غزة (يبعد جبل هار كيرين نحو 32 كيلومترا عن حدود غزة).
وتعليقا على هذا التقرير، يوضح الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية غلين كارل أن هناك أنواعا عدة من القواعد العسكرية، بينها المعروفة للجميع وأخرى يطلق عليها القواعد "الرمادية" (مصطلح يعني أنه لم يتم تداوله كثيرا ولكن لا يعتبر سريا) وهناك "الأسود" (مصطلح يفترض أنه منشأة سرية غير معروفة وغير مكتشفة).
وتابع كارل أن "قاعدة 512" -التي كشف عنها موقع "إنترسبت"- تقع في خانة القاعدة "الرمادية"، موضحا أنه لا يستطيع الجزم أن هذه القاعدة تتدخل في الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأشار إلى أنه "إذا دخلت إيران في الصراع بشكل مباشر أكثر فسيكون كارثيا بالنسبة للعالم، ليس فقط لإسرائيل أو إيران أو غزة أو حماس، وقد تصبح الحرب عالمية".
وأوضح كارل أن "الولايات المتحدة كانت واضحة جدا من خلال إرسال قواتها أنها لا تريد في الواقع أن يمتد الصراع إلى ما هو أبعد من الفظائع التي تحدث في غزة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حربا إقلیمیة لا ترید
إقرأ أيضاً:
السفير ماجد عبدالفتاح: إسرائيل تستهدف حلفاء إيران لتحقيق مكاسب داخلية
قال السفير ماجد عبدالفتاح، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، إن التصعيد الراهن على الحدود الإسرائيلية اللبنانية يأتي في إطار الحملة الموسعة للتصعيد ضد حلفاء إيران من جانب إسرائيل، لتحقيق أهداف في الداخل الإسرائيلي.
وأضاف عبدالفتاح، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»: «هناك تصعيد أولي في الضفة الغربية وقطاع غزة والهجمات العسكرية الإسرائيلية ومنع دخول المساعدات من المعابر، وقطع الكهرباء، والقيام بعملية التجويع في قطاع غزة».
وأشار إلى أن الهجمات تتزامن مع الهجمات الأمريكية على الحوثيين في اليمن، بالتزامن مع الهجمات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مؤكدًا أن كل هذا يعود إلى اعتبارات في الداخل الإسرائيلي، مشيرًا إلى إقالة رئيس الشاباك الإسرائيلي في الأيام الماضية وترتب عليها مظاهرات داخلية في إسرائيل، ويحاول نتنياهو خلق جو مناسب له لتمرير قانون الميزانية.
لعبة توازناتوتابع: «الأمر أشبه بلعبة توازنات داخلية مع مصالح خاصة تقوم بها إسرائيل، ولكن تستخدم في ذلك هجمات على الأطراف المختلفة في العالم العربي».