"شالله يا مرسي.. أيووه طب وحياة المرسي أبو العباس بنحبوه"، كلمات وحلف للتأكيد تجري دائما على ألسنتهم ولا يعرفها غير الإسكندرانية فقط، نظرا لارتباطهم بمسجد المرسي أبو العباس الذي يقع في منطقة بحري.

لمع اسم المرسي في العديد من الأغاني منها "اقروا الفاتحة لأبو العباس يا إسكندرية يا أجدع ناس.. الفاتحة التانية لسيدى ياقوت.

. واللى يعادينا يطق يموت يطق يموت"، وأيضاً "إسكندرية أحسن ناس.. عالبحر ماشية تتمختر.. من سيدي بشر لأبو العباس.. أيوه يا عالم عالمنظر".

وأصبح مسجد "أبو العباس المرسي" علامة من علامات أقدم وأشهر المساجد بمحافظة الإسكندرية وخاصة منطقة بحري، حيث يتميز المسجد ببنائه على الطراز الأندلسي بقبابه الأربع ومنارته المرتفعة، والتي ينفرد بها عن باقي مساجد الإسكندرية.

وأعتاد المواطنون زيارته طوال أيام السنة وخاصة خلال شهر رمضان لما فيه من روحانيات، حيث شرعت مديرية الأوقاف والطرق الصوفية إلى تحويل مسجد أبي العباس المرسي الي لوحة رمضانية من خلال تزين وجهة المسجد لإدخال البهجة والسرور على المواطنين.

حكاية المرسي

الاسم هو "شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجي الأنصاري المرسي"، أطلق عليه الإسكندرانية اسم "المرسي أبو العباس".

ولد في مدينة الأندلس عام 616 هـ الموافق 1219 م، ويرجع نسبه إلى الصحابي سعد بن عبادة كان جده الأعلى قيس بن سعد بن عبادة أميراً على مصر من قبل سيدنا الإمام على بن أبي طالب.

ظل الشيخ أبو العباس المرسي في الإسكندرية 43 سنة ينشر العلم ويربي المريدين وصاحبه الكثير من علماء عصره كالإمام البوصيري وابن عطاء الله السكندري وياقوت العرش وابن اللبان والعز بن عبد السلام وابن أبي شامة وغيرهم.

ودفن الشيخ أبي العباس المرسي في محافظة الإسكندرية في مقبرة باب البحر، وفى سنة 706 هـ بنى الشيخ زين الدين بن القطان، كبير تجار المحافظة مسجدا عليه، وخضع المسجد إلى توسعات وترميم حتى وصل إلى المهندس الإيطالي ماريو روسي وهو معماري شهير.

وفي لوحة مجاورة إلى ضريح أبي العباس المرسي وضعتها إدارة المسجد لمعرفة رواده بتاريخه وقصته، والتي تتضمن أنه في عام 640 هـ الموافق 1242 قرر والده الحج إلى بيت الله الحرام فصحبه معه وأخيه وأمهما، قاموا باستقلال مركب بالبحر عن طريق الجزائر حتى إذا كانوا على مقربة من شاطئ تونس هبت ريح عاصفة أغرقت المركب بمن فيها غير أن عناية الله تعالى أدركت أبا العباس المرسي وأخاه فقط نجيا من الغرق فقصدا تونس واتخذاها دارا لهما، وهناك التقى الشيخ أبو الحسن الشاذلى فى عام 640هـ وانتقل معه إلى مصر عام 1244م.

ونشأ في بيئة دينية وحفظ القرآن وهو صغير وظهرت عليه إمارات الفطنة ورجاحة العقل، وكان أبوه تاجراً صالحاً وكان يعمل معه.

بعد غرق المركب، اتجه إلى تونس وحلم بأنه يصعد إلى رأس جبل فرأى هناك رجلا عليه برنس أخضر وهو جالس وعن يمينه رجل وعن يساره رجل فنظر إليه فقال له عثرت على خليفة الزمان، عندما استيقظ من النوم، فجاء له رجل دعاه لزيارة الشيخ أبي الحسن الشاذلي، فعندما دخل رآه بنفس ما رآه في الحلم فوق الجبل فقال له اليوم عثرت على خليفة الزمان.

وتزوج أبي العباس من ابنة شيخه سيدي أبي الحسن الشاذلي، وأنجب منها ولدين وبنت تزوجها تلميذه ياقوت العرشي ولما تقدم السن بسيدي أبي الحسن الشاذلي، وفقد بصره استخلف تلميذه وصفيه سيدي أبي العباس لإدارة شئون الطريق.

وفي سنة 656 هـ توفى سيدي أبي الحسن الشاذلي أثناء رحلته إلى الحج، وقد بلغ أبي العباس في ذلك الوقت أربعين سنة قضاها بين العلم والعمل واشتهر أمره ويقصده الخاصة والعامة ويهذب النفوس وينشر علم التصوف.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أبو العباس المرسي الإسكندرية الطرق الصوفية المرسى أبو العباس شهر رمضان مسجد أبو العباس المرسي مسجد أبو العباس محافظة الاسكندرية المرسی أبو العباس العباس المرسی

إقرأ أيضاً:

رسالة من قلب الخرطوم… حكاية الصامدين في زمن الحرب

قبل أيام، أرسلت رسالة لصديق قديم أعرف أنه ما زال في الخرطوم، لم يغادرها منذ اندلاع الحرب. كنت قلقًا عليه كأخ، وسألته عن حال الأمن، عن الماء والكهرباء، وعن “كيف الحياة ماشية؟”. جاءني رده مختصرًا، لكنه كان كفيلًا بأن يحرّكني من الداخل:

“الأمن ولله الحمد تمام شديد. الموية بنشتريها يوم بعد يوم. الكهرباء عندنا طاقة شمسية. ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.”

توقفت طويلًا عند هذه الكلمات. لم تكن مجرد رد سريع على سؤال عابر، بل كانت شهادة حيّة من قلب الخرطوم. شهادة إنسان يعيش التفاصيل، ويختبر الصبر كل يوم، لكنه ما زال واقفًا.
“الأمن تمام شديد” — هكذا ببساطة. لكن خلف هذه الكلمات عالم كامل من المعاناة والانتصار. الخرطوم، التي يحسبها البعض قد أصبحت أطلالًا، ما زالت فيها أحياء تنام وتصحو، تُقيم الصلوات، وتوزع الابتسامات. في وقتٍ سادت فيه الشائعات واشتدت فيه الحملات النفسية، تأتي هذه العبارة كضوء في نفق مظلم، تؤكد أن هناك مناطق آمنة، وأن الحياة، على قسوتها، ما زالت آمنة وممكنة.

“المويه بنشتريها يوم بعد يوم” — يقوله دون تذمر. لا شكاية ولا تململ. فقط وصف واقعي. لكنها أيضًا تعني أن الناس هناك ما زالوا قادرين على تنظيم يومهم، والتعامل مع النقص بإصرار. أما “الكهرباء عندنا طاقة شمسية”، فهي دليل على أن العقل السوداني لا يستسلم، بل يبحث عن البدائل، ويصنع من الشدة فرصة. الطاقة الشمسية هنا ليست رفاهية، بل أداة للبقاء، ووسيلة لحفظ كرامة العيش.

ثم تأتي الجملة التي اختزلت كل شيء، كل الحرب، كل المعاناة، كل السياسة: “ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.” كأن صديقي يقول لي: قد نفقد كل شيء… الماء، الكهرباء، الراحة… لكن طالما لا نسمع وقع أقدام الجنجويد في حينا، فنحن بخير. هذه ليست مجرد جملة، إنها ميزان يقيس الناس به حياتهم اليوم. لا يبحثون عن الكمال، بل عن الحد الأدنى من الأمان. وهذه، بحد ذاتها، درس في بسالة الإنسان السوداني.

تظل مثل هذه الرسائل البسيطة، الصادقة، هي البوصلة. هي التي تخبرنا أن الناس بخير… ليس لأن حياتهم مريحة، بل لأنهم لم يفقدوا شجاعتهم ولا إحساسهم بما هو “أهم”. وهل هناك أصدق من إنسان يقول: “ما دام مافي جنجويد… فدي أكبر نعمة”؟ نعم، ما زالت الخرطوم بخير، لأن فيها من يشبه صديقي هذا. وهل هناك أصدق من شهادة من لم يترك أرضه؟

عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٩ أبريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 3 طعنات بالصدر والبطن .. نهاية مأساوية لزوجة على يد زوجها بالمرج
  • عبدالمحسن سلامة يعلن زيادة غير مسبوقة فى البدل ورفع القرض الحسن إلى 20 ألف جنيه| صور
  • لبنان.. جدل واسع بعد تداول أونصات ذهبية تحمل صورة «حسن نصر الله»
  • إطلاق طلب عروض بناء ملعب الحسن الثاني المرشح لاستضافة نهائي مونديال 2030
  • عبدالمحسن سلامة: رفع قيمة القرض الحسن للصحفيين إلى ٢٠ ألف جنيه
  • رسالة من قلب الخرطوم… حكاية الصامدين في زمن الحرب
  • بيان توضيحيّ من القرض الحسن... إليكم ما أعلنته
  • اكتشاف أقدم أداة موسيقيّة (الصنج) من النحاس في سلطنة عُمان
  • اكتشاف أقدم أداة موسيقية من النحاس في سلطنة عُمان
  • حكاية أطفال الأنابيب (٢)