بمناسبة يوم البيئة الوطني… فعاليات منوعة في بلدة قطينة بحمص
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
حمص-سانا
نظمت مديرية الثقافة بحمص بالتعاون مع مؤسسة التطوير للبيئة ومجلس بلدية قطينة فعالية ثقافية توعوية وفنية، بمناسبة يوم البيئة الوطني تحت شعار “معاً لنستعيد بيئتنا”، تضمنت حملة تشجير ومسيراً بيئياً وجلسة حوارية وورشة رسم وإعادة تدوير.
وأشارت مديرة المركز الثقافي بقطينة كلوديا الفحل في تصريح لمراسلة سانا إلى أهمية الحفاظ على البيئة والاستفادة من التوالف البيئية بأشياء مفيدة بهدف نشر الثقافة البيئية.
بدوره أوضح مدير مؤسسة التطوير للبيئة بولص قسيس أنه تم خلال الفعالية زراعة 50 غرسة من أشجار الأثل في مدخل بلدة قطينة، مبينا أنه تم اختيار هذه الشجرة لكونها شجرة صحراوية وتتحمل جميع الظروف المناخية.
ووفق قسيس فإن الجلسة الحوارية التي أقيمت في متنزه قطينة تناولت المشاكل البيئية في البلدة وأهمها التلوث الهوائي ومنعكساته السلبية.
ولفت رئيس مجلس بلدية قطينة ثائر جروس إلى أهمية التعاون بين جميع الفعاليات للحفاظ على البيئة وتنظيم نشاطات دورية تساهم في تحقيق هذا الهدف.
وحول ورشة الرسم وإعادة التدوير التي أقيمت في مدرسة الشهيد رضوان طيارة بقطينة بين مدير المدرسة موريس الطرشة أن طلاب المدرسة رسموا لوحات عبروا فيها عن أهمية الحفاظ على البيئة، إضافة إلى لوحات أخرى أكدوا فيها تضامنهم مع أطفال قطاع غزة، واستنكارهم لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
لارا أحمد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أعمال عبد العزيز الغراز.. استعادة الأماكن عبر تساؤلات فلسفية
محمد نجيم (الرباط)
أخبار ذات صلةتستدعي عملية تلقي الأعمال الفنية التي يبدعها التشكيلي المغربي عبد العزيز الغراز الكثير من التأمل، نظراً لما تكتنزه أعماله من عوالم فسيحة وأشكال متداخلة تكشف عن موهبة فنان خبر دهاليز اللوحة وأسرار الألوان والخطوط والعلامات والرموز.
أعمال الغراز التي قدمها مؤخراً في معرضه «استذكار» بالرباط، تأتي امتداداً لمعارضه السابقة وتحمل بصمته الفنية وأسلوبه المتميّز، والتي تنفرد بها أعماله بتجريديتها الغنائية وأبعادها الهندسية المحملة بالشاعرية، وخلال افتتاح المعرض، قال الفنان الغراز، «إن لوحاته تستعيد الأماكن التي تركت بصمتها عليه، مع الحرص على صنع نوع من التناغم بين الصور المدمجة في لوحاته والفن التجريدي».
حين نتأمل أعمال الغراز نجد نظرنا يبحث ما وراء الصورة، لأن عمله حجاب يخفي تساؤلات فلسفية حول مظاهر الطبيعة العجائبية، واهتمام الفنان الغراز، حسب ما كتب الناقد الفني شفيق الزكاري في كتيب المعرض، مرتبط ومتصل بالمشاعر والإحساسات الدفينة التي يصعب الغور في أعماقها وإدراك مقاصدها، فهي بمثابة قصائد شعرية لا يملك أدواتها التعبيرية والمخيالية إلا الشاعر في حد ذاته، لأنها تخلق حجاباً شفافاً بينه وبين المتلقي، ما يضفي على قراءة أعمال الفنان الغراز من حرية في تأويلها، هي تلك المساحات الفارغة، كحوار جدلي بين المملوء والفارغ سواء على مستوى اللون أو البياض الذي يكتسح جل أعماله بتسلسلها، لتصبح صفحات هي الأخرى التي تولد الدهشة والرهبة في مباشرتها سواء عند الفنان التشكيلي أو الكاتب بصفة عامة.
أما فيما يخص البنية اللونية في تجربة الفنان عبد العزيز الغراز، فقد اعتمدت على عملية مباشرة لا تحتاج لمزج خضاب الألوان فوق سند غير السند الأصلي أي القماش، بل إنه بقي محافظاً على أصل الألوان واستعمالها انطلاقاً من بؤرتها الجنينية، مع الحفاظ على عذريتها الطبيعية مع احتضان نمط لوني ترابي بني ينتمي إلى محيط العمارة التي ينتمي إليها.
وبهذا يكون الفنان عبد العزيز الغراز قد ارتقى بتجربته من المادة إلى الحس بمرجعية المبدع العارف بقوانين التشكيل في بعده الإنساني والحضاري في علاقتيهما بالموروث الثقافي والجمالي المغربي الأصيل.
أما الناقد الجمالي إبراهيم الحيْسن فيقول في شهادته عن أعمال الفنان عبد العزيز الغراز:«كيف يستعيد الفنان التشكيلي عبد العزيز الغراز جزءاً من ماضيه وذكرياته؟ ولماذا فكر في جعل ماضيه حاضراً في تجربته الصباغية الراهنة التي حَشَدَ فيها العديد من أفكاره وتصوراته التي حولها من سياق ذهني محسوس إلى سياق جمالي بصري ملموس؟ لا شك أنه أراد بهذا الاشتغال التشكيلي الجديد تقديم لوحات صباغية أخرى موسومة بالمزاوجة بين التجريد والتشبيه، حيث نلمس عودته التدريجية للتشخيص الذي يظهر في لوحاته مندمجاً وسط تكوينات تجريدية متنوعة يتقلص فيها التكثيف اللوني والمادّوي الذي رافق تجربة الفنان لفترة معينة متجاوزاً بذلك ما أنتجه من لوحات تعج بالحركية اللونية الناتجة عن البصمة والأثر وأمسى ينفذ راهناً لوحات أخرى مغايرة يطل من داخلها الجسد بملامح هلامية تجريدية تختفي فيها سمات هويته الفيزيقية بفعل الإمحاء وتمازج الطلاء والمواد التلوينية الخفيفة المستعملة. لقد أضحت لوحاته الصباغية المقترحة لهذا المعرض، تحمل بصمات الماضي وتستند إلى مرجعية شخصية مفعمة بصور خاصة من رحم تجارب ذاتية خاضها الفنان في معترك الحياة وهي لوحات تحيا بداخلها مفردات تجريدية وتشخيصية تتمازج في ما بينها لتظهر في شكل متواليات بصرية يسعى الفنان من خلالها إلى استعادة الماضي كشكل من أشكال الارتجاع الفني «الفلاش باك».