انطلقت أمس الأربعاء في بريطانيا أول قمة عالمية عن الذكاء الاصطناعي في بليتشلي بارك، وهو موقع يعد مهد الحوسبة في أوروبا بسبب الدور الذي لعبه في عمليات التشفير والاستخبارات إبان الحرب العالمية الثانية.

ويبدو أن اختيار مكان انعقاد المؤتمر لم يكن عبثا، إذ يتميز الموقع برمزية خاصة لبريطانيا وعالم التقنية.

وفيما يلي 5 حقائق عن هذا الموقع الذي يقع في ميلتون كينز جنوب شرق إنجلترا، على بعد نحو 50 ميلا (80 كيلومترا) شمال غرب لندن:

بليتشلي بارك كان في يوم من الأيام المقر السري لخبراء فك الشيفرات البريطانيين في الحرب العالمية الثانية، حيث كان يؤوي الرجال والنساء الذين نجحوا في فك الرموز والشيفرات التي كانت تبدو غير قابلة للاختراق، بما في ذلك شيفرة "إنجما" الخاصة بألمانيا في الحقبة النازية. وآلة إنجما هي جهاز تشفير طُور واستُخدم في أوائل القرن الـ20 وحتى منتصفه لحماية الاتصالات التجارية والدبلوماسية والعسكرية، واستعمل على نطاق واسع من قبل ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، في جميع فروع الجيش الألماني.
"إنجما" هو جهاز تشفير طُور واستُخدم على نطاق واسع من قبل ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية (أسوشيتد برس) بليتشلي بارك هو الموقع الذي طُور فيه أول حاسوب رقمي قابل للبرمجة في العالم والمسمى "كولوساس" (Colossus) بواسطة محللي الشيفرات البريطانيين. وقد استُخدمت 10 حواسيب عملاقة من نوع كولوساس من قبل فريق بليتشلي بارك في تحليل تشفير "لورينز" الألماني لتمكين البريطانيين من قراءة رسائل الجيش الألماني رفيعة المستوى إبان الحرب العالمية الثانية. من بين محللي الشيفرات البارزين في بليتشلي بارك عالم الرياضيات الشهير آلان تورينغ الذي لعب دورا رئيسيا في فك شيفرة إنجما ولقبُه في الأوساط التقنية "أبو علوم الحاسوب". فقد عمل تورينغ وإيرفينغ جون (جاك) جود ودونالد ميتشي -وهم الذين كانت لهم كتابات كثيرة عن "الآلات الذكية" والحوسبة الحديثة- في بليتشلي.
عالم الرياضيات الشهير آلان تورينغ الذي لعب دورا في فك شيفرة إنجما انطلاقا من بليتشلي بارك (أسوشيتد برس) تنبع أصول فك الشيفرات في بليتشلي بارك من تشكيل وحدة تحليل الشيفرات في عام 1919، والتي تم إنشاؤها لتطوير ذكاء الإشارات بعد الاعتراض الناجح لحركة الراديو الألمانية في الحرب العالمية الأولى. وانتقلت الوحدة، التي تسمى مدرسة الكود الحكومي والشيفرات والتي تعرف اختصارا بـ"جي سي آند سي إس" (GC&CS) إلى بليتشلي بارك في عام 1938. بعد يوم نصر أوروبا على ألمانيا، بدأ موظفو بليتشلي بارك بالتفرق مع استمرار البعض في العمل مع مدرسة الكود الحكومي والشيفرات، بينما عاد آخرون إلى الحياة المدنية. وتغيرت تسمية مدرسة الكود الحكومي والشيفرات في عام 1946 ليصبح مقر الاتصالات الحكومية -والذي يمثل الآن واحدة من 3 وكالات استخباراتية وأمنية بريطانية- إلى جانب المكتب الخامس المعروف اختصارا بـ"إم آي 5″ وجهاز المخابرات السرية المعروف اختصارا بـ"إم 6″.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بيل غيتس يستثني 3 مهن من هيمنة الذكاء الاصطناعي

أبريل 4, 2025آخر تحديث: أبريل 4, 2025

المستقلة/-بينما تحدث تحولات سريعة في كافة القطاعات بسبب اقتحامها من قبل الذكاء الاصطناعي، تثور مخاوف بشأن فقدان الوظائف.

وبينما من المتوقع أن يقوم الذكاء الاصطناعي بالكثير من الأدوار ويحل محل الكثيرين ممن يقومون بها أو يؤدونها، يعتقد مؤسس عملاق التكنولوجيا “مايكروسوفت، بيل غيتس، صاحب الرؤية التقنية، أن بعض المهن ستظل أساسية – على الأقل في الوقت الحالي.

ووفقا لبيل غيتس، هناك 3 مهن ستنجو من إعصار الذكاء الاصطناعي، ولا يمكن لهذه التقنية أن تحل محل العاملين فيها أو تقليدها.

أولا: مطورو البرمجيات.. مهندسو الذكاء الاصطناعي

يشهد الذكاء الاصطناعي تقدما، لكنه لا يزال يعتمد على المبرمجين البشريين لتحسين قدراته.

ويشير بيل غيتس إلى أنه على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على توليد الأكواد البرمجية، إلا أنه يواجه صعوبات في الابتكار وتصحيح الأخطاء وحل المشكلات المعقدة.

ونتيجة لذلك، سيواصل المبرمجون الماهرون لعب دور حاسم في تطوير وإدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي.

ثانيا: متخصصو الطاقة.. التعامل مع بيئة معقدة

يُعد قطاع الطاقة قطاعا معقدا للغاية بحيث لا يستطيع الذكاء الاصطناعي إدارته بمفرده.

وسواء أكان التعامل مع النفط أو مصادر الطاقة المتجددة أو الطاقة النووية، يجب على المتخصصين في هذا القطاع فهم اللوائح، وتصميم حلول مستدامة، والاستجابة للطلب العالمي على الطاقة.

ويعتقد غيتس أن الذكاء الاصطناعي سيساعد في الكفاءة والتحليل، لكن الخبرة البشرية ستبقى حيوية لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.

ثالثا: باحثو علوم الحياة.. إطلاق العنان للاختراقات العلمية

في البحوث الطبية والبيولوجية، لا يزال الحدس وحل المشكلات الإبداعي ضروريين.

ويستطيع الذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات وتحسين التشخيص، غير أن بيل غيتس يشير إلى أن الاكتشافات الرائدة لا تزال تتطلب بصيرة بشرية.

ويعتقد غيتس أن العلماء سيواصلون قيادة التطورات الطبية، حيث سيكون الذكاء الاصطناعي أداة لا بديلا عنها.

عموما، يُقر مؤسس مايكروسوفت بأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل سيتطور بمرور الوقت.

وكما هو الحال في الثورات الصناعية السابقة، يجب على العمال التكيف مع التقنيات الجديدة وتطوير مهارات تُكمّل الذكاء الاصطناعي.

ويعتقد غيتس أنه رغم أن إعصار الذكاء الاصطناعي يجتاح كل شيء فإنه من المتوقع أيضا أن تستمر المهن المتجذرة في الإبداع والأخلاق والتواصل الإنساني – مثل التعليم والرعاية الصحية والفنون.

وفي حين يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الصناعات، يحث غيتس المهنيين على تبني الابتكار بدلا من الخوف منه، ولن يكون مستقبل العمل مُتعلقا بمنافسة الذكاء الاصطناعي، بل بالاستفادة منه لتعزيز الخبرة البشرية.

مقالات مشابهة

  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • ألمانيا.. العثور على ذخيرة من الحرب العالمية الثانية بحديقة منزل
  • الأونروا: استئناف الحرب على غزة حولها إلى أرض لا مكان فيها للأطفال
  • بيل غيتس يكشف عن 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • اختبار جديد للذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في تشخيص أمراض القلب
  • تقرير أممي يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف
  • كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟
  • بيل غيتس يستثني 3 مهن من هيمنة الذكاء الاصطناعي
  • بيل غيتس عن الذكاء الاصطناعي: 3 مهن ستنجو من إعصار
  • مخاطر تجدّد الحرب والتداعيات الاقتصادية