صدى البلد:
2025-03-10@08:02:37 GMT

عبد المعطي أحمد يكتب : أكتوبر رحل وجاء نوفمبر

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

رحل شهر أعظم انتصار، وجاء شهر ابتلعته شهوة أكتوبر وظلمته، نعم ظلمته، لأن نوفمبربكل المقاييس شهر عايش واحدة من أخطر الفترات وأهمها، فيه بدأت حرب الاستنزاف الثانية (80 يوما فى الثغرة)، وفيه اكتملت دائرة حصار الثغرة بقوات عظيمة، مشاة ومدرعات وصاعقة ومظلات، وفيه تأكدت القيادة المصرية تماما أن قوات العدو فى الثغرة باتت لنا والقضاء عليها يقينا عندنا، وفيه صدرت الأوامر من القيادة إلى الوحدات التى أحكمت حصارها للعدو فى الغرب بفتح ثغرات فى حقول الألغام التى حصن العدو نفسه بها وهذا معناه القرار التالى للقيادة أمر الهجوم وتصفية الثغرة
ولو أن الأمور سارت كما خططت القيادة، وصدر أمر القتال أقسم بالله ما خرج للعدو جندى واحد على رجليه من الثغرة التى كان للعدو فيها قوات ليست بالقليلة وخسارتهم تعنى نهاية حكايتهم التى بدأت عام 1948 بفلسطين.


وفى مثل هذا الوقت قبل خمسين عاما بدأ فتح الثغرات فى حقول ألغام العدو، كنا فى منطقة اسمها"أم كتيب"، وربما كانت أصعب مناطق الثغرة على العدو وليس علينا، لأنها منطقة كثيرة الهضاب والتلال، الأمر الذى جعل هناك تداخلا للقوات بيننا وبين العدو، وتلك ميزة لنا لأننا لا نخاف ورعب لهم لأنه لا ساتر ترابى يختفون وراءه ولا خط بارليف يحميهم، لذلك كانت حقول الألغام البديل الوقائى الدفاعى لهم، وفتحنا طرقا لنا فيها، والوحدات المقاتلة المصرية باتت فى قبضتها"روح" دولة الصهاينة ممثلة فى قواتهم المحاصرة بالثغرة، وهذه الوحدات دخلت فى منافسة من يرفع ويجلب أكبر عدد من ألغام العدو؟ هذا التحدى وتلك المنافسة ضحيتها حقول ألغامهم لدرجة وصول الأمر لدخول الحقل الواحد ثلاث مرات فى الليلة الواحدة، علما بأن اقتحام حقول ألغام العدو مقيد بتعليمات مستحيل تجاهلها.

مؤكد أن الله كان معنا فى دفاعنا عن أرضنا وعرضنا وشرفنا من أول يوم فتح للثغرات، وقبل أن ينتهى نوفمبر كانت المهمة قد انتهت، والثغرات التى أردناها تمت، والألغام التى زرعوها ما أردناه منها أصبح عندنا، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس أنور السادات تلقى تمام استعداد القوات المسلحة التى فى قبضتها الثغرة، وفى انتظار امر تصفية الثغرة.


رحل نوفمبر وهو شاهد على أن نهايتهم باتت قريبة. كل عمليات حرب الاستنزاف الثانية نجحت وألحقت خسائر فى العدو، وأكدت قوتنا وأبرزت مهاراتنا وشجاعتنا، وكشفت معاناة العدو من تداخل القوات الذى حرمه من تدخل طيرانه ومدرعاته، والأهم من كل هذا وذاك أن المعركة القادمة الفاصلة ستكون فى أغلب مناطق الثغرة، معارك رجل لرجل، وهم يعرفون النتيجة مقدما.


وجاء شهر ديسمبر، ورجال القوات المسلحة المصرية التى فى قبضتها الثغرة ينتظرون قرار تصفيتها، بينما أقمار أمريكا وطائرات تجسسها رصدت الموقف الصعب الذى فيه العدو، وكان كل هم أمريكا خروج قوات الصهاينة من الثغرة سالمين، وجرت مفاوضات ومساومات وضغوط وانتهى الأمر بالتهديد، وانتهى ديسمبر وجاء يناير، وعقد الرئيس السادات اجتماعا لقادة القوات المسلحة، بعده جاء وزير خارجية أمريكا فى ذلك الوقت هنرى كيسنجر، والتقى الرئيس السادات فى أسوان، وفى هذا اليوم قالها كيسنجر للسادات صراحة وعلى المكشوف: إن قررتم تصفية الثغرة أمريكا ستدخل الحرب.


فى هذا اليوم توصل الرئيس السادات وكيسنجر إلى اتفاق وهو الأرض كل الأرض مقابل خروج الصهاينة من الثغرة أحياء بل وكل سيناء مقابل تأمين خروج قواتهم من الثغرة.


انسحبوا عندما وجدوا أن التخلى عن الأرض الحل الوحيد لخروجهم من الثغرة أحياء، وعندما وجدوا أنفسهم فى قبضة جيش مصر القوى.


• حتى لا ننسى فى 28 أكتوبر 1974 قرر مؤتمر القمة العربى السابع بالرباط اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب العربى الفلسطينى.


• عندما تضيق بك الدنيا فاعلم أن الفرج قريب وأن الله يستجيب الدعاء، وإذا اشتد الكرب هان، ونحن فى أزمات وقلق اِعلم أن الله يدبر أمورنا كلها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: من الثغرة

إقرأ أيضاً:

بالتفاصيل.. أطباء مستشفى وهران ينجحون في استئصال ورم ضخم

نجح أطباء المؤسسة الإستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 بوهران، في إجراء عملية جراحية نادرة جدا لاستئصال ورم كبير. امتد من المخ إلى الفك السفلي والرقبة.

وبعد أشهر من المتابعة الطبية الدقيقة بمصلحة جراحة الاعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 بوهران. تحت اشراف البروفيسور قربوز رابح، غادر المريض “ب/ من عين قزام” المصلحة هذا الاسبوع وهو في صحة جيدة. بعد أن تم اخضاعه لسلسلة من العمليات الجراحية المعقدة التي تكللت بالنجاح.

وكان المريض، البالغ من العمر 58 سنة، قد عانى لسنوات من ورم حميد نادر من نوع ورم السحايا الغزوي (Méningiome Fronto-Orbito-Facial Invasif). بطول 8/12 سم امتدّ إلى مناطق حيوية من الدماغ، العين اليسرى، الجيوب الوجهية. والفك السفلي وصولًا إلى الرقبة، مما أثر على وظائفه العصبية وأدى إلى تدهور حالته الصحية.

وعلى الرغم من محاولاته المتكررة للعلاج في عدة مستشفيات داخل وخارج الوطن. فقد اعتُبرت حالته معقدة وميؤوسًا منها، قبل أن يتكفل به الطاقم الطبي. بمصلحة جراحة الاعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 بوهران. تحت اشراف البروفيسور قربوز رابح،

وفي ظرف قياسي، تم إخضاع المريض لثلاث عمليات جراحية دقيقة على مراحل، استغرقت ساعات طويلة. حيث تمت إزالة الورم بالكامل مع إعادة ترميم المنطقة المصابة.

ونظرًا لبعد مسافة سكنه في أقصى الجنوب، تقرر إبقاؤه تحت المراقبة الطبية الدقيقة طوال فترة علاجه. لضمان استقرار حالته والتأكد من تعافيه التام قبل السماح له بالمغادرة.

وبعد رحلة علاج استمرت أربعة أشهر داخل المستشفى، غادر المريض المستشفى وهو في صحة جيدة. وسط فرحة وامتنان كبيرين عبّر عنهما لأفراد الطاقم الطبي، الشبه طبي، والإداري. مثمنا تفانيهم وجهودهم التي غيّرت مجرى حياته وأنهت معاناته الجسدية والنفسية.

ويضاف هذا النجاح الطبي إلى سجل مصلحة جراحة الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران. التي تواصل إثبات ريادتها في التعامل مع الحالات المعقدة والنادرة. بفضل كفاءة طاقمها الطبي والتجهيزات الحديثة التي يوفرها المدير العام لمختلف أقسام المؤسسة. دعما لتطوير الأداء الطبي وضمان رعاية صحية متقدمة وفق أحدث المعايير.

مقالات مشابهة

  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • أحمد زاهر يتصدر التريند بمشهد ضرب ابنته ملك في مسلسل سيد الناس
  • أحمد نجم يكتب: في ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي
  • مصر أكتوبر: كلمة الرئيس السيسي بالأكاديمية العسكرية تعكس دعم مصر للاستقرار الإقليمي
  • حزب السادات: كلمة الرئيس طمأنت الشعب وأكدت على ثوابت مصر في السلام والتنمية
  • أحمد ياسر يكتب: دراما الحرب بالوكالة في أوكرانيا
  • انتصارات الشهر الكريم| تحديات وإنجازات قبل وبعد العاشر من رمضان.. دوي مدافع أكتوبر شكّل نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر
  • مصطفى حمزة يكتب: أقصى درجات الغل والحقد على الوطن
  • مصر أكتوبر: تصريحات الرئيس السيسي تجسد رؤية استراتيجية لحماية أمن مصر
  • بالتفاصيل.. أطباء مستشفى وهران ينجحون في استئصال ورم ضخم