هل يجوز للمرأة حلق جميع شعرها في التحلل من الحج أو العمرة؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
قالت دار الإفتاء إن حلق الرأس أو التقصير من مناسك الحج والعمرة؛ وذلك لقوله تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِين﴾ [الفتح: 27]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم خَرَجَ معتَمِرًا، فحالَ كفَّارُ قريشٍ بينه وبين البيتِ، فنحَرَ هَدْيَه وحَلَقَ رَأسَه بالحُدَيبِيَةِ.
لكن الحلق خاص بالرجال، لا يشاركهن في ذلك النساء، فالمشروع في حقهنَّ التقصير خاصة، بأن تأخذ شيئًا صغيرًا من شعرها، ويحصل به فعل النُّسُك؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ حَلْقٌ، إِنَّمَا عَلَى النِّسَاءِ التَّقْصِيرُ» رواه أبو داود، والبيهقي في "السنن" عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأضاف : على هذا وَقَع اتفاق الفقهاء في تقصير الشَّعر على المرأة البالغة في التحلل من الحج أو العمرة، ونقل الإمام النووي الإجماع على ذلك.
وقال العلامة الخَرَشِي المالكي في "شرحه على مختصر خليل" (2/ 335، ط. دار الفكر): [(ص) وهو سنة المرأة (ش) أي: التقصير يتعين في حقهن، ولو كانت بنت عشر سنين، أو تسع، وأما الصغيرة فيجوز لها أن تحلق بخلاف الكبيرة فإنه يحرم عليها أن تحلق رأسها؛ لأنه مُثْلة بهنَّ. نعم إن كان برأسها أذًى فإنها تحلق؛ لأنه صلاح لها، قال في "المدونة": وليس على النساء إلا التقصير انتهى] اهـ.
ويقوي ذلك الاستثناء كون الحلق عند الشافعية مكروهًا وليس بمحرَّمٍ.
قال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (8/ 204): [(السابعة) أجمع العلماء على أنه لا تؤمر المرأة بالحلق بل وظيفتها التقصير من شعر رأسها. قال الشيخ أبو حامد والدارمي والماوردي وغيرهم: يكره لها الحلق، وقال القاضي أبو الطيب والقاضي حسين في "تعليقهما": لا يجوز لها الحلق، ولعلهما أرادَا أنه مكروه] اهـ.
بناءً على ما سبق: فإنَّ الواجب على المرأة البالغة في التحلل من الحج أو العمرة هو التقصير خاصة، ولا يجوز لها حَلْق جميع شعرها إلا إذا كان بها أذًى أو كانت صغيرة دون البلوغ؛ فلا حرج حينئذٍ عليها أن تفعل ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحج والعمرة دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
وزارة الحج السعودية: 24 ألف زائر لـ منتدى العمرة في نسخته الثانية
أكد المشرف العام على المعارض والمؤتمرات في وزارة الحج والعمرة، الدكتور غسان النويمي، بأن الوزارة تعمل وفق أهداف واضحة، تتمثل في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة بكل يسر وسهولة، إلى جانب الارتقاء بتجربتهم الدينية والثقافية والإنسانية على أرض المملكة.
وأوضح النويمي، أن المنتدى يعمل على استعراض الإنجازات وتكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص، في ظل تزايد أعداد المعتمرين إلى أكثر من 16 مليون معتمر، مؤكدًا العمل على تطوير كافة الخدمات وتحسين تجربة ضيوف الرحمن، ولهذا كان من الضروري اقامة مؤتمرات ومنتديات تعكس خصوصية كل منظومة، فكان مؤتمر خدمات الحج الذي يعكس بيئة أعمال الحج، بينما منتدى العمرة والزيارة الذي يهتم بتطوير الخدمات المقدمة للمعتمرين والزوار".
ولفت إلى أن منتدى العمرة والزيارة، الذي تنظمه الوزارة بالشراكة مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن، يمثل منصة استراتيجية تجمع مختلف القطاعات الحكومية، والقطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، ضمن بيئة محفزة تهدف إلى دعم الابتكار وتمكين رواد الأعمال والمبدعين، من تقديم حلول وأفكار تطويرية تخدم المعتمرين والزوار.
وتابع النويمي: "المنتدى يشكل حلقة وصل حقيقية بين مقدمي الخدمات من خارج المملكة مثل شركات السياحة والعمرة، وبين الوكالات المحلية المعنية، إلى جانب مزودي الخدمات المساندة كالسكن، والنقل، والضيافة، ما يسهل عملية التعاقد ويخلق شفافية عالية تساهك فيىتطوير الخدمات".
وأشار إلى أن منظومة أعمال العمرة يستلزم وجود منصة تشرف على جودة الخدمات وضمان حقوق ضيوف الرحمن. ومن هنا، أُطلق المنتدى ليكون الحاضن الرئيسي لتكامل هذه المنظومة.
وأوضح النويمي، أن المنتدى استقطب صناع القرار ورواد الأعمال والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى تنظيم عدد من الفعاليات النوعية على أبرزها "تحدي الحلول المستدامة" الذي يهدف لتكريم المبدعين وأصحاب المبادرات التي تعالج التحديات التي تواجهها الوزارة، بالإضافة إلى "هاكاثون المناطق التاريخية" الذي ركّز على إعادة إحياء المواقع التاريخية في مكة والمدينة، من خلال إنتاج محتوى رقمي وفني وتصاميم مبتكرة تعزز تجربة الزائر.
وحول مستهدفات النسخة القادمة من منتدى العمرة والزيارة، أوضح النويمي أن النسخة الثالثة ستشهد توسعًا كبيرًا في حجم المشاركة والنطاقات المستهدفة، قائلًا: "نبحث في كل نسخة عن القيمة المضافة. العام الماضي حيث تم هذا العام توقيع أكثر من 4 آلاف اتفاقية. كما ارتفع عدد العارضين من 70 إلى أكثر من 100 عارض، وتضاعف عدد الحضور إلى أكثر من ٢٤٠٠٠ زائر.
أما عدد المتحدثين فزاد من 50 إلى أكثر من 100 متحدث".
وختم النويمي بقوله: "بدأنا بالفعل الاستعداد للنسخة القادمة من المنتدى، وهناك بعض الشراكات التي تم توقيعها في هذا المعرض، وهو ما يعطينا حافزًا كبيرًا لنضع مستهدفات أكثر طموحًا، توازي حجم المسؤولية التي نحملها لخدمة ضيوف الرحمن".