دبي في 2 نوفمبر /وام/ تناولت فعاليات اليوم الثاني من منتدى دبي للأعمال، الذي تنظمه غرف دبي، تأثير التكنولوجيا المتطورة على الشركات، وحاجة القوى العاملة إلى الاستعداد لمستقبل يعتمد إلى حد بعيد على التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
بدأ اليوم الثاني للمنتدى بجلسة صباحية بعنوان "الرحلة الذكية في اعتماد الذكاء الاصطناعي" قدمها تيد سودر، المسؤول التنفيذي السابق لدى شركة "جوجل"، وتطرق فيها إلى المخاطر والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث أكد أن الفرص أكبر بكثير من المخاطر، وأن استخدام الذكاء الاصطناعي سيسهم في تقليل تكلفة الأعمال وتحسين العوائد.


وأوضح سودر أن الذكاء الاصطناعي سيطلق جيلاً جديداً من رواد الأعمال، والكثير من هذه الشركات الناشئة ستتخذ دبي مركزاً لها بفضل سياسات النمو التي تقوم بها الحكومة، وبفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها غرف دبي في التعريف بالإمارة، ودعم أعضائها في إيجاد أسواق جديدة لأعمالهم وتقديم قراءات ودراسات تحليلية للكلفة والعوائد الاستثمارية.
وفي ثاني الجلسات الصباحية وتحت عنوان "الاستثمار في مستقبل الرخاء" تحدثت نور سويد المدير العام في "جلوبال فنشرز"، عن دور الاستثمارات المرتبطة بالتكنولوجيا في تعزيز الاقتصاد الرقمي من خلال التركيز على القطاعات المؤثرة بما فيها الزراعة والصحة، مشيرةً إلى أن الهدف الرئيسي هو تأسيس بنى تحتية قادرة على إيجاد حلول للتحديات، ومواكبة التطورات التي نتوقعها خلال الأعوام الخمسة القادمة بما فيها التوسع في استخدام الطائرات بدون طيار في مجالات مختلفة بالإضافة إلى الزراعة العمودية وغيرها.
وتطرقت سويد إلى أهمية موضوع التمويل التكنولوجي باعتباره مهماً في سد ثغرة قائمة في المنطقة العربية التي تعاني معظم الدول فيها من غياب البنى التحتية.
وبدوره أشار رونالدو مشحور، نائب رئيس "أمازون" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الانطلاقة والريادة التي حققتها دبي بفضل مدينة دبي للإنترنت واستثمارها في مجال الاتصالات والإنترنت، الأمر الذي عزز من مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار، مشيراً إلى أن ذلك ترافق مع رؤية حكومية قادرة على قراءة المستقبل والتكيف معه.
من جهتها قالت كاثي جونج، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة " وونيس لابز" إن دبي تمثل وجهة أساسية وخيار مفضل لإنشاء الشركات ودعمها، فهي تسمح لنا بالوصول إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، فدبي هي الصين الجديدة وهي وجهة اقتصادية رائدة تصنع التاريخ ونحن نرغب أن نكون جزءاً من هذا التاريخ.
و تلت جلسة النقاش هذه جلسة حوارية للخبراء شارك فيها سعادة عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، وبريت أرميتاج، المدير التجاري لـ"كيرزنر إنترناشونال".
وتحدث كاظم وأرميتاج عن النموذج العالمي الذي أرسته دبي بقدرتها على تحفيز القطاع السياحي ليكون مورداً مهماً للإيرادات.
وتناولت الجلسة كيف يمكن لدبي أن تكون نموذجاً للاقتصادات في جميع أنحاء العالم من خلال نجاحها في إنشاء قطاع سياحي مستدام أضحى كذلك أحد دعائم قوتها الاقتصادية.
وقال عصام كاظم إن توجيهات القيادة الحكيمة لإمارة دبي واستراتيجياتها الواضحة ساهمت في إنجاح التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان ريادة دبي في القطاع السياحي، حيث أصبح القطاع اليوم ركيزة أساسية لتعزيز اقتصاد الإمارة، كما نجحت في خلق بيئة محفزة ترغب الجنسيات المتعددة الثقافات في زيارتها.
وأضاف قائلاً: نحن نتطلع في دبي إلى تعزيز القطاع السياحي من خلال الاهتمام بالتراث والثقافة التي تشكل محاور جاذبة للسياح إلى جانب السياحة البحرية وسياحة الأعمال، وفي نفس الوقت نعمل على تطوير مشاريع فندقية مميزة، لذا فإن دبي تتمتع بتوازن مثالي بين التراث والهندسة المعمارية الحديثة، كما أن استراتيجيتنا في هذا الإطار مستمرة في التطور حتى نصل إلى هدفنا وهو أن تصبح دبي أحد أهم الوجهات الثلاث الأكثر زيارة على مستوى العالم.

بدوره قال أرميتاج إن الشركة التي عملت على إنشاء فندق "اتلانتس النخلة" عملت بجهد كبير ليصل المشروع إلى ما هو عليه اليوم، مؤكداً أن خطط الشركة لا تُركز فقط على فئة الخمس نجوم، بل تسعى إلى التنوع.
وأشار إلى أن دبي تستفيد من التنافسية التي تشهدها المنطقة مع ظهور وجهات جديدة، حيث يُعزز هذا الأمر ثقة السياح في هذه المنطقة ويسلط الضوء على المزايا السياحية الإيجابية التي تقدمها للزوار.

عماد العلي/ جورج إبراهيم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

إقرأ أيضاً:

“عراب الذكاء الاصطناعي” يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية

الولايات المتحدة – تنبأ العالم والفيزيائي جيفري هينتون، الحائز جائزة نوبل في الفيزياء، بأن احتمال سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشرية قد يصل إلى واحد من كل خمسة.

وفي مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز” في الأول من أبريل، قال هينتون الملقب بـ”عراب الذكاء الاصطناعي”: “للأسف، أتفق مع إيلون ماسك في الرأي، ويتراوح احتمال سيطرة هذه الأنظمة بين 10% و20%، لكن هذا مجرد تخمين”.

وقال ماسك، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة xAI والتي طوّرت روبوت الدردشة الذكي Grok، إن الذكاء الاصطناعي سيتفوق على البشر بحلول عام 2029. كما أشار إلى أن هذا التطور قد يجبر الناس على ترك وظائفهم، وهو ما يعزز المخاوف بشأن مستقبل البشر في عصر الذكاء الاصطناعي.

ويعد تصريح هينتون مثيرا للقلق، إذ يُقال إن له الدور الأكبر في نشأة الذكاء الاصطناعي.

وأوضح هينتون: “أفضل طريقة لفهم ذلك عاطفيا هي أننا كمن يمتلك شبل نمر لطيف. ما لم تكن متأكدا تماما من أنه لن يرغب في قتلك عندما يكبر، فعليك أن تقلق”.

وبينما تظل العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي اليوم أدوات مجردة تستخدم في الإجابة على الأسئلة اليومية، فإن بعض العلماء يخطون خطوة إضافية بإعطاء الذكاء الاصطناعي القدرة على التفاعل في العالم المادي. على سبيل المثال، عرضت شركة “شيري” الصينية روبوتا بشريا بمظهر امرأة شابة في معرض شنغهاي للسيارات 2025. وقد ظهر الروبوت وهو يسكب عصير البرتقال في كوب، وصُمم للتفاعل مع المشترين وتقديم عروض ترفيهية.

ويرى هينتون أن الذكاء الاصطناعي سيصل قريبا إلى مرحلة يمكنه فيها القيام بأكثر من مجرد تقديم المشروبات. ويعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في مجالات التعليم والطب، قائلا: “في مجالات مثل الرعاية الصحية، سيكون الذكاء الاصطناعي أفضل بكثير في قراءة الصور الطبية. لقد توقعت منذ سنوات أنه سيصل إلى مستوى الخبراء”.

وأضاف: “يمكن لأحد هذه الأجهزة فحص ملايين صور الأشعة السينية والتعلم منها، بينما لا يستطيع الطبيب القيام بذلك”.

وأشار هينتون إلى أن الذكاء الاصطناعي سيصبح في نهاية المطاف “أفضل بكثير من أطباء العائلة”، حيث سيكون قادرا على التعلم من التاريخ الطبي للعائلة وتشخيص المرضى بدقة أكبر.

وفيما يتعلق بالتعليم، توقع هينتون أن الذكاء الاصطناعي سيتحول إلى معلم خصوصي متفوق، قادر على مساعدة الطلاب في تعلم المواد بسرعة أكبر.

وإلى جانب هذه التطبيقات في التعليم والصحة، يعتقد هينتون أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور مهم في معالجة تغير المناخ، من خلال تصميم بطاريات أفضل والمساهمة في تقنيات احتجاز الكربون.

ومع ذلك، لتحقيق هذه الفوائد، يجب أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة يسمى فيها الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، الذي يكون أذكى بكثير من البشر وقادرا على أداء كافة المهام التي يقوم بها الإنسان.

ومن ناحية أخرى، انتقد هينتون بعض الشركات الكبرى مثل غوغل وxAI وOpenAI بسبب تركيزها على الأرباح على حساب السلامة. وأضاف: “إذا نظرت إلى ما تفعله الشركات الكبرى حاليا، ستجد أنها تضغط لتخفيف القيود التنظيمية المفروضة على الذكاء الاصطناعي. لكنها تسعى لتقليص هذه القيود بشكل أكبر”.

وأعرب هينتون عن خيبة أمله من غوغل، حيث كان يعمل سابقا، لتراجعها عن وعدها بعدم دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي العسكرية.

وفي هذا السياق، وقع هينتون وعدد من أبرز العلماء والمطورين على بيان “مخاطر الذكاء الاصطناعي” الذي يدعو إلى جعل الحد من خطر الانقراض الناجم عن الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية، إلى جانب المخاطر الأخرى مثل الأوبئة والحروب النووية.

حصل هينتون، البالغ من العمر 77 عاما، على جائزة نوبل في الفيزياء العام الماضي تقديرا لعمله الاستثنائي في مجال الشبكات العصبية، وهي نماذج تعلم آلي تحاكي وظائف الدماغ البشري. وقدم هينتون هذه الفكرة لأول مرة في عام 1986، ودمجت الآن في أشهر تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا هو السبب في شعور الكثيرين عند التفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وكأنهم يتحدثون مع إنسان آخر.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة والآثار المصري لـالاتحاد: دور محوري للاستثمارات الإماراتية في القطاع السياحي والفندقي
  • اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق
  • “عراب الذكاء الاصطناعي” يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية
  • الإمارات والبحرين تناقشان تعزيز فرص التعاون في القطاع السياحي
  • وكيل وزارة «الصحة» لـ «الاتحاد»: إنجازات نوعية ومستقبل مستدام للمرأة الإماراتية بالقطاع الصحي
  • المطيري: تقدم ملحوظ في القطاع السياحي
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟
  • شروط حددها القانون للاشتراك فى تأمين البطالة
  • تحديات العمل القضائي في ظل الذكاء الاصطناعي..مؤتمر بـ قضايا الدولة
  • تفاصيل معركة الشجاعية التي قتل فيها ضابط وجندي إسرائيلي