فلسطيني يفقد 9 من أسرته قبل زفافه: راحت العيلة وضل جهاز فرحي (فيديو)
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
المصحف في يده اليمنى، وبعض أغراض عرسه في اليسرى، أمامه أكفان 9 أفراد من أسرته، وخلفه صراخ السيدات اللاتي اتشحن بالسواد، وإلى جانبه شباب من بلدته رفح الفلسطينية يحاولون مواساته في مصابه الجلل، هكذا ظهر الشاب الفلسطيني محمد الكردي، بجانب ركام منزله الذي قصفته قوات الاحتلال الإسرائيلي دون رحمة أو شفقة أو ذنب، ليؤدي إلى استشهاد 9 من أفراد أسرته بينهم والديه وخالته، ليتحول فرحه الذي كان مقررا له بعد يومين من هذه الفاجعة إلى مآتم.
«ماما كانت معايا، اشترت لي أغراض عرسي قبل أيام، علشان خلاص كنا حددنا الفرح، صلينا العشاء وضحكنا وهزرنا، مكنتش أعرف أنه اللقاء الأخير، فجأة كل واحد فينا راح ينام في مكان، وأنا وبابا ضلينا في صالة مجاورة لبيتنا، وبعد 10 دقايق طال القصف الإسرائيلي بيتنا، راحت ماما وأبوي وخالتي وعمي وعمتي وأطفال صغار»، عبارات مبكية عبر بها الشاب الفلسطيني عن حزنه لـ«الوطن»، مؤكدا أنه غير قادر على استيعاب ما جرى.
مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، حاول «الكردي»، التعجيل بالزواج نزولا على رغبة والدته التي تمنت أن تراه عريسا في الكوشة، لكن القدر كان له كلمة أخرى، إذ استشهد أفراد أسرته قبل فرحه بيومين: «ماما كانت دايما تقولي عاوزة أفرح بيك أنت وعروستك، وجهزنا كل حاجة وقلنا نقدم ميعاد الفرح ونخليه يوم الأربعاء الماضي، لكن فجأة يوم الاتنين اتصابنا بعد قصف بيتنا وقدام عيني راحت أمي وأبوي وأهلي، وما قدرت أنقذهم».
راحت العائلة وصمدت أجزاءً من شقة عش الزوجية، إذ ظهرت الشنط التي تحتوي على جهاز العروس صامدة ومن حولها قُصفت حيطان المنزل، وفق «الكردي»: «راحت العيلة وضل عفش البيت، يعني خدوا مني أهلي وسابولي الأغراض اللي اشتريتها أمي لعروستي، ما عارف أضحك ولا أبكي، أضحك لأن في ذكرى من أهلي ولا أعيط لأنها هتفكرني باللي صار، الوضع صعب ما سهل على أي إنسان هيك الحالة».
لم يستطع الشاب الفلسطيني الثلاثيني، الصمود أمام مشاهد أكفان أسرته إثر القصف الإسرائلي، بل انهار وأبكى كل من حوله، ليتحول المشهد من فرح كان يدق باب المنزل قبل ساعات إلى مآتم على ركام وحطام المنزل: «ما ضل شيء، فرحتنا وضحكتنا وعزوتنا راحت، ما ضل غير ملابسهم وجهاز عروستي، ما ضل بيت رحت أعيش عند أقاربي، لكن ما قادر أنسى اللي صار، عيلتي صارت أرقاما زي كل شهداء البيوت الفلسطينية، الاحتلال الغاشم ما راح يفرق بين حد، راح يقصف كل البيوت ويقتل النساء والأطفال».
الدعاء بالصبر والسلوان وانتهاء الحرب الغاشمة غير العادلة، هو ما يتمناه الشاب الفلسطيني الذي فقد 9 من أقاربه دفعة واحدة، ودفن جثثهم في مقبرة واحدة: «ما بطلب شيء غير الدعاء لينا، والصلوات من أجلنا، وبتمنى أعيش لحد ما هي الحرب تنتهي والعدو الغاشم والقصف الإسرائيلي يسيب لينا أرضنا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القصف الإسرائيلي الحرب على غزة الحرب الإسرائيلية رفح الفلسطينية الشاب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
مؤتمر الحوار الكردي يطالب بدولة لامركزية في سوريا.. عبدي ينفي نية الانفصال
تبنّت الأحزاب الكردية وبينها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) السبت رؤية سياسية مشتركة لبناء دولة "ديموقراطية لامركزية" في سوريا، يضمن دستورها حقوق الأكراد ومشاركة المرأة سياسيا وعسكريا، داعية الى اعتمادها كأساس للحوار مع السلطة الجديدة في دمشق.
ومنذ إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الاسد في الثامن من كانون الاول/ديسمبر، أبدى الأكراد انفتاحا تجاه الإدارة الانتقالية التي أكدت بدورها رفض أي محاولات تقسيم أو انفصال، في إشارة الى طموحات الأكراد بتكريس الحكم الذاتي الذي أقاموه بعد اندلاع النزاع عام 2011.
وفي ختام مؤتمر عُقد في مدينة القامشلي (شمال شرق) بعنوان "وحدة الموقف والصف الكردي"، تبنّى المجتمعون "صياغة رؤية سياسية كردية مشتركة، تُعبّر عن إرادة جماعية ومشروع واقعي لحل عادل للقضية الكردية في سوريا، كدولة ديموقراطية لامركزية".
وشارك في المؤتمر أكثر من 400 شخصية كردية من سوريا وممثلون لأكراد تركيا وإقليم كردستان العراق.
وقال القيادي في المجلس الوطني الكردي محمّد اسماعيل خلال تلاوته البيان الختامي، إن الرؤية تشكّل "وثيقة تأسيسية" في إطار "سوريا موحدة، بهويتها المتعددة القوميات والأديان والثقافات، يضمن دستورها الحقوق القومية للشعب الكردي.. ويصون حرية المرأة وحقوقها ويمكّنها من المشاركة الفاعلة بكافة المؤسسات السياسية والاجتماعية والعسكرية".
ودعا البيان إلى اعتماد الرؤية "أساسا للحوار الوطني" بين القوى الكردية ومع الإدارة الجديدة في دمشق، على أن يتم تشكيل وفد للتواصل مع الأطراف المعنية لترجمة مضامين الرؤية.
ورغم الاتفاق مع الشرع، والذي يُفترض استكمال تطبيق بنوده بحلول نهاية العام، الا أن الإدارة الذاتية وجهت انتقادات حادة للإعلان الدستوري، كما اعترضت على الحكومة التي شكلها، وقالت إنها لن تكون معنية بتنفيذ قراراتها، باعتبار انها "لا تعبر عن التنوع" في سوريا.
وفي كلمة ألقاها خلال الافتتاح السبت، أكد قائد "قسد" مظلوم عبدي أن "المؤتمر لا يهدف، كما يقول البعض، إلى التقسيم والانفصال، لا بل على العكس تماما، (يُعقد) من أجل وحدة سوريا".
وشدد في الوقت نفسه على حاجة البلاد إلى "دستور جديد لامركزي" مضيفا "نحن مع أن تأخذ كل المكونات السورية حقها في الدستور لنستطيع بناء سوريا ديموقراطية لامركزية".
وفي منشور على منصة أكس، قال القيادي الكردي البارز بدران جيا كورد إن مخرجات المؤتمر ستتيح للمكونات الكردية "تحقيق وتثبيت الحقوق المشروعة للشعب الكردي"، إضافة الى "لعب دور ريادي في التحولات الديموقراطية الجذرية في سوريا".
وأضاف "يجب أن تُشكّل هذه الخطوة المباركة مصدر أمل وتفاؤل وارتياح لجميع السوريين من أجل وحدتهم وقوتهم، لا سببا للتحفظ أو الخوف".