سودانايل:
2024-09-20@09:50:37 GMT

شرف فلسطين و شرف السودان هل من فرق؟

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

طبيب زميل وصديق لبناني بعث لي بالأمس رسالة. بدون تحية ولا سلام أو كلام، وكانت عبارة عن فيدو كليب عبر الإيميل بعنوان "شرف فلسطين"
رديت علين كلاتي:
شكرا د إبراهيم على فيديو شرف فلسطين.، مشكورا بعثته لي ولم أستغرب أن يكون المتحدث عن إعتبار ذلك الشرف سوداني جزاؤه ينتظره على صفحات خضراء ترفرف تشتاق إلى يوم لقائه بربه
وابعث لك بالمقابل فيديو قديم تجاوز العشر سنوات من خطبة جمعة لشيخ.

سوداني آخر كان يرى بعيون زرقاء اليمامة بل رؤية رجل صالح وكأنه يقرأ ما يجري وسيجري على أرض فلسطين وإن طال الدهر، ونحسبه هو من الصالحين وقد صدقت اليوم توقعاته ، إماما وداعية كان محبوبا ومحترما مات شهيد حادث سيارة ولم يكمل السابعة والثلاثين من عمرة. عليه رحمة الله.
هنا أيضا أقول لك إن ما يجري اليوم فى فلسطين وهم إخواننا فقط فى الله والإسلام لشيء عظيم وجلل محزن ومرفوض ونحن السودانيين لا غرابة أن يهمنا واقع فلسطين المؤلم أو غير فلسطين وإن كنا اليوم جرحى في أنفسنا، لأننا نوعية من البشر الذين خصهم الله بالاهتمام بقضايا الآخرين وخدمتهم لدرجة اننا فى حالات الفزع ننسى " ليس عبطا" قضايا أنفسنا واحتياجاتنا. لكننا كبشر لنا عقل يفكر و يفهم بذكاء ويدبر بحكمة، نحزن ونكتم الحزن في أعماقنا عندما تقع علينا مصائب الدنيا ونجد الآخرين من حولنا ينسوننا كما نسي صاحب الحوت حوته ولم يأسف عليه.
ما يجري اليوم في فلسطين والله يشهد أقل بكثير عن ما جرى ولا يزال يجري في السودان (قصف وتدمير وقتل ونهب واغتصاب وتهجير بالملايين) ، فقط كاميرات الإعلام هي التي تروج لقضية ما أو ما يجري في بلد ما، حسب أهمية المنطقة وهي التي تلعب دورها المؤثر إذا توفرت لها فرص إلتقاط الصيد الثمين.

السودان بلد الخير والعطاء بلد ابواب بيوت سكانه دائما مفتوحة لعابري السبيل وان ضعف دخلهم أو تواضع مسكنهم . تجدنهم في أحلك الظروف يقرون الضيف ويوفون بالعهد، يسارعون يتبارون لنصرة الملهوف . السودان البلد الوحيد فى العالم الذي يقف مواطنوه وهم صيام عند ساعات إفطار رمضان على الطرقات الجانبية والرئيسية يوقفون العابرين ليحللوا صيامهم ، يطعمونهم ويسقونهم وبالترحيب كما استوفقوهم يودعونهم ، لا يرجون جزاءاً ولا شكورا من أحد.

إننا والله لنحزن لما يجري فى غزة ولكن بالمقابل أنفسنا العليلة المنسية تحزن منفردة لحالها فى سودان جدا منسي ، لأننا كنا والله نتوقع و نرجوا أن تقف معنا شعوب العالم خاصة المسلمين منهم أو من كنا نفتكرهم أصدقاء من دول الجوار أو الشرق الأوسط في محنتنا أن ينصروننا بصدق وقوة بدلا من أن يقولون الحرب في السودان أمر داخلي بحت. لقد هربوا كلهم من السودان يوم وقعت الواقعة ، تركونا من وراء ظهورهم ولوا الأدبار ولم يلتفتوا ولو لحظة وداع يستودعوننا فيها الله.. فلسطين تحارب عدوا مغتصبا متجبرا محتلا ويدعي انه يدافع عن نفسه التي يصفها " المتعدى عليها بغير وجه حق" ونسي أو تناسي أنه هو المعتدي الأول والآخر الذي اغتصب كل فلسطين بغير وجه حق. إنه لعين التعدي والظلم الجائر بدون أي إستحياء.

أما حرب السودان فللأسف حالها يغني عن سؤالها. وفي السؤال بعض الأحيان ظلم وتوبيخ للسائل يرد عليه من نظام سلطوي ظالم، بل جرم كبير عقابه قد يكون ثمن حياة بأكملها.
عزيزي نعم لشرف فلسطين ولكن لا ننسى أو نتغاضى عن شرف السودان .
إن غداً لناظره لقريب وسيعود السودان قوياً من جديد حرا مستقلا وسنعود نحن سودانيون أقوياء بعزة أنفسنا وبإرادتنا وعزمنا وبإيماننا بالله وبحب الوطن. سنبحر غير ملتفتين إلي الوراء حتى يتم لنا الوصول بسلام لبر النجاة طالما إيماننا بالله قوي لا يتزعزع ، إنه معنا الحمد والشكر له، عليه نتوكل ووحده هو فقط نرفع أيدينا عند بابه "تأدبا" نسأل، إنه نعم المولى ونعم النصير. يارب لا تحجنا إلي غيرك
تحياتي
عبدالمنعم

aa76@me.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ما یجری

إقرأ أيضاً:

في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع

ذات مرة جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا كان عليه، فاشتد عليه، حتى قال له: أُحرِجُ عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه، وقالوا: ويحك تدري من تكلم؟! قال: إنّي أطلب حقي، فقال النّبي صلى الله عليه وسلم: "هلّا مع صاحب الحق كنتُم؟!".

ثم أرسل إلى خولة بنت قيس رضي الله عنها فقال لها: "إن كان عندك تمرٌ فأقرضِينا حتى يأتينا تمرُنا فنقضيك"، فقالت: "نعم، بأبي أنت يا رسول الله"، فأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال الأعرابي: "أوفيت، أوفى الله لك"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولئك خيار الناس، إنه لا قُدست أمةٌ لا يأخذُ الضعيف فيها حقه غير مُتَعْتَع".

وقد عنون له ابن ماجه الذي أخرج الحديث بسند صحيح في السّنن حين رواه في كتاب الصّدقات بقوله: "باب لصاحب الحقّ سلطان".

لقد ربّى رسول الله صلى عليه وسلم جيلا كاملا على أن يكونوا أحرارا في مواقفهم، أحرارا في قناعاتهم، أحرارا لا يخضعون إلا لله تعالى، يعلنون مطالبتهم بحقّهم دون مواربة أو تردّد أو خوف أو وجل، وينصرون الحقّ دون اعتبارٍ للشخص ضعيفا كان أم قويا، غنيا أم فقيرا، صاحب جاه ومنصب أم من الطبقات المسحوقة؛ فحريتهم تقتضي خضوعهم للحق وحده يدورون معه حيث دار، فالعبرة بالحق حيث يكون ولا عبرة لمن يدعيه.

ما أعظم المجتمع حين يكون مجتمعا يقف إلى جانب الحقّ لا إلى جانب القوّة والسلطان، فالضّعيف فيه إن كان صاحب حقّ يأخذ حقّه في ذلك المجتمع ولو كان من رئيس الدولة غير متَعتَع، ومعناها كما يقول السّندي في حاشيته على سنن ابن ماجه: "غَيْرَ مُتَعْتَعٍ؛ بِفَتْحِ التَّاءِ الثَّانِيَةِ، أَيْ: مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصِيبَهُ أَذى يُقْلِقُهُ وَيُزْعِجُهُ".

من أراد أن يعيش ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عليه أن يتحسس الحرية في نفسه، حريته هو من قيود الطغاة والمجرمين، وعمله من أجل تحرير الإنسان من الخضوع لأغلال الرقّ كلّها، وعندما يكون الفرد حرا فإنّه يكون قادرا على صناعة أمة لها قداسة ومكانة، فلا قداسة لأمة يعلو فيها الظلم وتكمم الأفواه وتخرس الأصوات ويحسب صاحب الحق ألف حساب قبل أن يطالب بحقّه.

كلّ أمّةٍ أو مجتمع أو جماعة ولو وصفت نفسها أنّها إسلاميّة لا يستطيع الضعيف أن ينال فيها حقه غير متَعتَع ولا يكون لصاحب الحقّ فيها مقالا؛ هي أمة لا قداسة فيها أو لها، وهي جماعة تنكبت درب نبيها ونهج أسوتها وقدوتها
في المجتمع الذي يتربى على الحرية يغدو صوت صاحب الحقّ مرتفعا، وارتفاع صوت صاحب الحقّ ليس منّة من حاكم أو مكرمة ملكية أو رئاسيّة، بل هو فطرة إنسانيّة رسّخها التشريع الإسلاميّ وحرس حماها التّبيلغ النّبويّ.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه كما أخرج البخاريّ في صحيحه: "أنَّ رَجُلا تَقَاضَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأغْلَظَ له فَهَمَّ به أصْحَابُهُ، فَقالَ: دَعُوهُ، فإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالا، واشْتَرُوا له بَعِيرا فأعْطُوهُ إيَّاهُ وقالوا: لا نَجِدُ إلَّا أفْضَلَ مِن سِنِّهِ، قالَ: اشْتَرُوهُ، فأعْطُوهُ إيَّاهُ، فإنَّ خَيْرَكُمْ أحْسَنُكُمْ قَضَاء".

ويقول ابن حجر العسقلاني في تعليقه على الحديث في "فتح الباري": "فإنّ لصاحب الحق مقالا؛ أي صولة الطّلب وقوّة الحجّة".

ولا يمكن أن يكون لصاحب الحقّ صولة في الطلب وقوة في القول وإقداما في العرض إلّا في المجتمع الذي أحاط حماه بسياج من حريّة حقيقيّة؛ لا مجرد شعارات زائفة يرددها التلاميذ في الطابور الصباحيّ.

هكذا صاغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم المجتمع من جديد بعد أن كان معجونا بالاستبداد وملفوفا بالقمع ومتسربلا بالظلم؛ فنسجه من جديد جاعلا العدل سُداه والحريّة لحُمتَه.

إنّ كلّ أمّةٍ أو مجتمع أو جماعة ولو وصفت نفسها أنّها إسلاميّة لا يستطيع الضعيف أن ينال فيها حقه غير متَعتَع ولا يكون لصاحب الحقّ فيها مقالا؛ هي أمة لا قداسة فيها أو لها، وهي جماعة تنكبت درب نبيها ونهج أسوتها وقدوتها، وإنّ ذكرى ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلّم ينبغي أن تكون مناسبة تتحسس فيها الأمة قدرة الضعفاء فيها على نيل حقوقهم، وتراجع فيها الجماعات الإسلاميّة مساحات الحريّة الممنوحة داخلها لرفع الأصوات من أصحاب الحقوق، فهذا أحد أهم المعايير لمدى تحقق الولادة الحقيقيّة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم في قلوبنا ونفوسنا وأرواحنا وواقعنا المتشابك وأعمالنا اليوميّة.

x.com/muhammadkhm

مقالات مشابهة

  • «وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا».. نص خطبة الجمعة اليوم 20 سبتمبر 2024
  • النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا
  • وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم ييعث حيًا.. خطبة الجمعة القادمة
  • عاجل| السيسي يجري اتصالا برئيس جزر القمر للاطمئنان عليه بعد محاولة اغتياله
  • في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع
  • فضل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم
  • سعر الذهب في فلسطين اليوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024
  • غالانت يجري تقييما أمنيا بعد تفجيرات بيجر في لبنان
  • المفتي سوسان: ما أقدم عليه العدو هو قمة الإجرام وهو اعتداء على كل لبنان
  • سعر الذهب في فلسطين اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024