بغداد اليوم- متابعة

عرضت مجموعة من العلماء، اليوم الخميس (2 تشرين الثاني 2023)، نظرية جديدة قد تحلّ لغزين يتعلّق أحدهما بجرم يدور كل يوم حول كوكب الأرض والآخر قد يكون موجوداً في باطنها.

ويتمثّل اللغز الأول نشوء القمر الذي تشير النظرية الأكثر شيوعاً له إلى أنّه تشكّل بعدما اصطدم بالأرض كوكب في طور التشكّل قبل 4.

5 مليار سنة.

وأدى الاصطدام مع (ثيا)، وهو كوكب قديم بحجم المريخ، إلى انتشار ما يكفي من المواد في الفضاء ليشكّل تكتّلها القمر.

وتبقى مسألة العثور على بقايا ثيا، من خلال النظر ليس في الهواء بل تحت الأرض، على ما ذكرت الدراسة التي نشرها فريق من العلماء من مؤسسات أمريكية في مجلة "نيشتر" Nature.

فعلى عمق 2900 كيلومتر تحت سطح الأرض، تثير "نقطتان" كبيرتان اهتمام العلماء منذ اكتشافهما باستخدام موجات زلزالية في ثمانينات القرن الفائت. وتقع هاتان الكتلتان اللتان تتمتع كل منهما بحجم مماثل لمساحة قارة والموجودتان في قاع عباءة الأرض، وهي الطبقة التي تفصل نواة الأرض عن قشرتها، تحت إفريقيا والمحيط الهادي.

والكتلتان أكثر سخونة وكثافة من المكان المحيط بهما. وتشير عمليات المحاكاة الحاسوبية التي أجراها الباحثون إلى أن هاتين الكتلتين هما "آثار مدفونة" للكوكب ثيا اخترقت الأرض وقت الاصطدام.

وقال تشيان يوان، وهو باحث في الديناميكية الجيولوجية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (CalTech) والمعد الرئيسي للدراسة، في حديث لوكالة "فرانس برس"، إنّ هذا الاصطدام كان "أعنف حدث تعرضت له الأرض" في تاريخها.

واعتبر أنّ من "الغريب جداً" عدم وجود أي أثر مرئي لذلك. وما دفعه للتفكير في الموضوع هو تساؤله عن مكان الجسم المرتطم. وقال "جوابي: تحت الأرض".

بين الفضاء والجيولوجيا

وقادت الأبحاث إلى تعاون خبراء من تخصّصين مختلفين جداً هما الفضاء والجيولوجيا.

واصطدم الكوكب ثيا بالأرض أثناء تشكّله بسرعة تزيد عن 36 ألف كيلومتر في الساعة، وهي سرعة كفيلة بجعل جزء من الجسم يخترق "الأرض على عمق كبير ليصل إلى الوشاح السفلي لها".

وهذه القطع الصخرية المنصهرة والتي يبلغ حجمها عشرات عدة من الكيلومترات، بردت وتجمّدت ونزلت إلى حدود وشاح الأرض ونواتها، وساعدها في ذلك وجود نسبة من أكسيد الحديد أكبر من تلك الموجودة في البيئة الأرضية، مما جعلها أثقل.

وتراكمت هذه القطع الصخرية ضمن كتلتين مختلفتين يتخطى حجم كل منهما حجم القمر، بحسب يوان الذي يشدد على أنّ هذه الاستنتاجات تبقى ثمرة نماذج وعمليات محاكاة غير متكملة ربما.

وقال الخبير في علوم الأرض واستكشاف الكواكب في "جامعة ستيرلينغ" في اسكتلندا كريستيان شرودر لوكالة "فرانس برس" إن النظرية التي طرحها يوان "تنسجم مع مؤشرات كثيرة". ورأى شرودر الذي لم يشارك في الدراسة أنّ "ما جرى التوصّل إليه نتيجة مهمة".

وحتى لو أنّ هذه النتيجة لا توفّر إجابة واضحة عن مسألة مَنشأ القمر، لكنّها تقدّم "تفسيراً موثوقاً به للحالات الغريبة التي رُصدت عند الحدود بين وشاح الأرض ونواتها"، على قول شرودر.

أما بالنسبة إلى بقايا ثيا، فقد تكون "مسؤولة عن العمليات المهمّة الجارية على الأرض"، بحسب الخبير.

ويُعرف عن الكتلتين أنهما تحملان أعمدة من الوشاح ومواد منصهرة إلى سطح القشرة الأرضية، في ظاهرة مرتبطة بالانفجارات البركانية وأيضاً بتطور القارات العظمى.

ورأى يوان أنّ تأثير ثيا "أدى دوراً في تطوّر الأرض على مدى 4.5 مليارات سنة" وهذا ما يجعله "فريداً (...) ومختلفاً عن الكواكب الصخرية الأخرى".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

العلماء يكتشفون طريقة جديدة للعثور على حياة خارج الأرض

المناطق_متابعات

اقترح العلماء طريقة جديدة للبحث عن الحياة الفضائية من خلال التركيز على كواكب تختلف بشكل كبير عن الأرض وعلى غازات تم إهمالها إلى حد كبير سابقا.

وبدلا من البحث عن علامات حيوية مألوفة مثل الأكسجين، يبحث العلماء الآن عن “هاليدات الميثيل” (Methyl Halides)، وهي غازات تنتجها البكتيريا أو الفطريات أو كائنات مماثلة على الأرض.

ويمكن اكتشافها بسهولة أكبر في الأغلفة الجوية الغنية بالهيدروجين على كواكب تعرف باسم كواكب Hycean، وهي نوع افتراضي من الكواكب الخارجية التي تحتوي على محيط مائي سائل تحت غلاف جوي غني بالهيدروجين. ومصطلح Hycean هو عبارة عن مزيج من الهيدروجين (hydrogen) والمحيط (ocean).

وأشار العلماء إلى أن فحص الغازات المعروفة باسم “هاليدات الميثيل”  قد يكون سهلا وسريعا نسبيا، ويمكن حتى القيام بذلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا.

و”هاليدات الميثيل” هي مركبات كيميائية تتكون من مجموعة ميثيل (ذرة كربون واحدة وثلاث ذرات هيدروجين) مرتبطة بذرة هالوجين، مثل الكلور أو البروم. على الأرض، يتم إنتاجها بشكل أساسي بواسطة البكتيريا والطحالب البحرية والفطريات وبعض النباتات.

ولن يكون من الممكن اكتشاف هذه الغازات على الكواكب الشبيهة بالأرض، لأنها صغيرة جدا وباهتة بحيث لا يمكن رؤيتها باستخدام تلسكوب جيمس ويب. لكن الكواكب الأخرى المعروفة باسم كواكب Hycean قد تكون أماكن مثالية للبحث.

وقال إيدي شويتيرمان، عالم الأحياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد والمؤلف المشارك في الدراسة: “على عكس الكواكب الشبيهة بالأرض، حيث تجعل الضوضاء الجوية وقيود التلسكوب من الصعب اكتشاف العلامات الحيوية، فإن كواكب Hycean توفر إشارة أوضح بكثير”.

وأضاف شويتيرمان في بيان: “هذه الميكروبات، إذا وجدناها، ستكون لاهوائية. ستكون متكيفة مع نوع مختلف جدا من البيئة، ولا يمكننا حقا تخيل شكلها، إلا أننا نستطيع القول إن هذه الغازات هي نتاج محتمل لعملية التمثيل الغذائي الخاصة بها”.

ولا نعرف كيف ستبدو أشكال الحياة التي قد تنتج مثل هذه الغازات، لكنها قد تكون مختلفة تماما عن أي شيء رأيناه من قبل.

نشرت الدراسة في مجلة The Astrophysical Journal Letters.

مقالات مشابهة

  • العلماء يكتشفون طريقة جديدة للعثور على حياة خارج الأرض
  • نجاح إطلاق القمر الراداري الإماراتي "اتحاد سات" إلى الفضاء
  • العلماء العصر الجليدي يقترب.. هل نحن مستعدون لمواجهة البرد القارس؟
  • الغزيون يبحثون في باطن الأرض للعثور على “إفطار” رمضان
  • ناسا تدخل خدمة جي بي إس إلى سطح القمر قريبا
  • العلماء يحددون موعد العصر الجليدي المقبل فكيف سنعيش وقتها؟
  • علماء يحددون “السن الحرجة” التي يبدأ فيها الدماغ بالتراجع
  • بيت البشر الأول خارج الأرض.. من الفضاء إلى قاع المحيط الهادئ!
  • تحديد مصدر نبضات راديوية تصل إلى الأرض كل ساعتين
  • اكتشاف 128 قمراً جديداً حول كوكب زحل