يبدو ان مسلسل سقوط الحاميات العسكرية ومعسكرات الجيش السوداني بواسطة قوات الدعم السريع قد انتقل من الخرطوم الي اقليم دارفور كما يري الناس من خلال الوقائع الحية لعملية الدهم واحتلال الحاميات العسكرية وتجاوب بقية قوات الدعم السريع في الخرطوم وامدرمان وحتي في اطراف محافظات الجزيرة من الصبية وصغار السن مع انتصارات رفاقهم في دارفور بالتهليل والرقص والطمبرة بطريقتهم المعروفة والسخرية من البرهان والعسكريين من فلول النظام السابق والمتاسلمين .


ردود الفعل علي هذه التطورات كان بتكثيف الهجمات الجوية الطائشة التي تحمل طابع الانتقام دون الاكتراث لحجم الخسائر البشرية والمادية وتدمير شبكات الكهرباء والمياة .
ويستمرانهيار المتبقي من جيش الحركة الاسلامية السودانية امام قوات الدعم السريع في ظل حالة الفراغ السياسي والامني وعدم وجود جهاز للحكم والدولة واضح المعالم الي جانب الفشل المتراكم للنخبة السياسية ومعظم الاحزاب السودانية واستمرار سوء التقدير المستمر منذ زمن طويل في التعامل مع قضايا البلاد الامر الذي ينذر بتحول السودان الي مقبرة جماعية كبري اتضحت كل معالمها من خلال تداعيات الحرب الراهنة ..
وليعلم الجميع ان حل القضية السودانية لن يكون في ظل حكومة انتقالية صورية تقوم بالتشريع والغاء القوانين وعقد الاتفاقيات الاجنبية بدون تفويض قانوني ودستوري.
ولن يكون استقرار السودان بالطبع عن طريق المعالجات والتصورات الغربية والامريكية والبريطانية ولابد ان ينبع حل المشكلة السودانية من الداخل بخيارات وطنية وموضوعية من اجل فرض هيبة الدولة والقانون و العودة الي جذور المشكلة بتفكيك دولة 1989 واعادة بناء كل مؤسسات الدولة القومية السابقة وسودان مابعد الاستقلال بعيدا عن التدخلات الاجنبية وهلوسات التيارات العنصرية والشعوبية وحصر الدور الخارجي في التعامل مع منظمة الامم المتحدة التي اصبحت الان وفي هذا التوقيت بالذات تمثل الامل الوحيد لكل البشرية في الحفاظ علي المتبقي من الامن والسلم الدوليين .
قوات الدعم السريع التي اصبحت تسيطر علي اجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وتسجل وجود كبير في اقليم دارفور مجرد قوات عسكرية ظهرت الي حيز الوجود في ملابسات وظروف معينة ليست لديها خلفية فكرية او سياسية وان اصبحت لقيادتها ممثلة في محمد حمدان "حميدتي " رمزية واضحة وعلي الرغم من حالة الفوضي والاضطراب العظيم الذي لازم مرحلة مابعد سقوط النظام وعلي الرغم من دخول الرجل في سباق مع الجنرال البرهان ومن معه من بعض الشرازم الموتورة وعرض خدماتهم البائسة علي الدولة العبرية وتمكين قيادات الموساد الاسرائيلي بدخول البلاد بطريقة غير قانونية وفي غياب الشعب صاحب الحق والقرار في مثل هذه الامور .
لكن الرجل اظهر في نفس الوقت درجة عالية من الحنكة والسلمية محتفظا ببساطته القروية وهويته القومية في التعامل مع الامور وعودته الي الحق في قتال فلول النظام المباد وانكار شرعيتهم وهو امر يحمد له اما الحديث عن مستقبل الحكم وادارة البلاد وكتابة الدساتير وصياغة القوانين وهوية الدولة واعادة بناء القوات المسلحة وبقية اجهزة الامن والشرطة فهي امور علي درجة عالية من الحساسية والخطورة والتعقيد من المفترض ان تقوم بها مؤسسات منتخبة ومفوضة من الشعب والامة السودانية وليست من الامور التي يجب تناولها عبر الانطباعات الشخصية اثناء حالات الهيجان والانفعالات الهاشمية ويجب انتظار خروج قائد قوات الدعم السريع الي العلن في ساعة معينة بعد نهاية هذه الحرب لكي يتم الاستماع الي وجهة نظره حول كل القضايا السابقة والمشار اليها .
الشئ الوحيد الذي يمكن ان يقال في حق قوات الدعم السريع وفي هذه المرحلة بالذات انه لايمكن انكار هويتهم وسودانيتهم بتلك الصورة المقززة والقبيحة او اتهامهم باستجلاب المرتزقة الاجانب والنهب والسرقة والاغتصاب وهذا لاينفي ايضا وجود تجاوزات وانتهاكات خطيرة وافراط في استخدام القوة والتعذيب والقتل خارج القانون في قضايا لاتسقط بالتقادم مثل قضية مذبحة القيادة وقضايا اخري .
اما الدعوة الي خروجهم من منازل المواطنين واعتبارها قضية رئيسية ومبرر لاصدار الاحكام المطلقة ضد قوات الدعم السريع فهناك الكثير من التفاصيل التي يجهلها الناس والرأي العام السوداني في هذا الصدد والتي ستترك للبت فيها في مستقبل العدالة الانتقالية القادمة والتحقيقات حول ملابسات الحرب الراهنة والجهة التي اشعلتها ودوافعها عبر تحقيقات قانونية من المفترض ان ترتفع الي مستوي ماحدث ومايحدث في السودان من دمار شامل وخسائر فادحة في الارواح والممتلكات بطريقة متشابهة في عناوينها الرئيسية مع الفظائع التي ترتكبها القوات الاسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة الفلسطينية .
لايجب ان يترك مثقال ذرة من ماحدث في السودان منذ سقوط النظام وحتي مرحلة الحرب الراهنة للاجتهادات في مجالس الونسة الشخصية ويجب المطالبة بخروج شراذم الاسلاميين وفلول النظام المباد من المتبقي من اجهزة الحكم والدولة والجيش وبقية المؤسسات الامنية قبل المطالبة بخروج قوات الدعم السريع من بيوت المواطنيين وهو امر من المفترض ان يصبح قضية في تحقيقات قانونية من خلال حق المتضررين في الدفع باثبات وقوع الضرر عليهم ومقاضاة قوات الدعم السريع التي سيكون الباب مفتوح امامها ايضا للادلاء بدفاعها ووجهة نظرها في هذه القضية .
يجب ان تعطي الاولوية القصوي الان لوقف الحرب بكل الطرق والوسائل الممكنة وقيام نيابات ومؤسسات عدالة مهنية للتحقيق في ملابسات اشعال الحرب السودانية واعادة اعتقال الرئيس المعزول وبقية الهاربين من قيادات النظام السابق والحركة الاسلامية التي يجب ان تحظر رسميا بقرارات من محاكم مختصة واعادة محاكمة هولاء الهاربين بعد صدور قرار تاخر كثيرا بتجميد محاكمة الرئيس المعزول وقيادات النظام السابق وتنحية القضاء وهئية الاتهام وابعاد هيئة الدفاع من عضوية الحركة الاسلامية في تلك المحاكمة الصورية .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

ماذا تعني سيطرة «الدعم السريع» على سنجة؟

استيلاء قوات الدعم السريع على الفرقة 17 الغرض منه تشتيت جهود الجيش، وفق ما أفاد خبير استراتيجي..

التغيير:(وكالات)

بعد أيام من استيلائها على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، في غرب السودان، أعلنت قوات الدعم السريع، في بيان، السبت الماضي، سيطرتها على مقر الفرقة 17 مشاة، في مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، جنوب شرقي البلاد.

والاثنين، استولت قوات الدعم السريع، على منطقة جبل موية الاستراتيجية، التي تربط بين ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض.

ومنذ أكثر من أسبوع تحاول قوات الدعم السريع الاستيلاء على مدينة سنار، لكن الجيش والتشكيلات التي تقاتل معه، تصدت لتلك المحاولات

بعد ساعات من بيان قوات الدعم السريع، قال الناطق باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، في بيان الأحد، إن “قواتنا في سنجة متمسكة بمواقعها، وتقاتل العدو بثبات ومعنويات عالية”.

ونشرت صفحة الجيش على موقع فيسبوك، الأحد، تهنئة من رئيس هيئة الأركان بالجيش، الفريق أول محمد عثمان الحسين، لقوات الفرقة 17 بسنجة.

وذكرت الصفحة أن الحسين “يهنئ قائد ومنسوبي الفرقة 17 على صمودهم أمام محاولات الميليشيا الإرهابية المتمردة الاعتداء على مدينة سنجة الآمنة، واستبسالهم في الدفاع عنها”.

ونشرت منصات إعلامية داعمة للجيش مقاطع فيديو قالت إنها تكذب مزاعم الدعم السريع بالاستيلاء على مقر الفرقة 17 مشاة في سنجة.

وفي المقابل، ردت قوات الدعم السريع بنشر مقاطع فيديو من داخل مقر الفرقة، الأحد، مؤكدة أن قواتها تسيطر بالكامل على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.

تشتيت جهود الجيش

ويشير الخبير الاستراتيجي، عبد الواحد الطيب، إلى أن “استيلاء قوات الدعم السريع على الفرقة 17 الغرض منه تشتيت جهود الجيش، الساعي إلى استعادة منطقة جبل موية، والزحف لاستعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة”.

وقال الطيب لموقع الحرة، إن “قوات الدعم السريع تهدف إلى البحث عن انتصارات إعلامية أكثر من تحقيق نصر عسكري حقيقي ومؤثر على الأرض”.

وأشار إلى أن “السيطرة على الفرقة 17 لن تشكل أي تغيير في موازين القوة على الأرض، لأن المدينة تقع خارج نطاق الاشتباكات المباشرة، كما أن وجود قوات الدعم السريع فيها يعرضها إلى الهجوم من جهات الشرق والغرب”.

وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، اضطرت 327 أسرة، على الأقل، إلى الفرار من جبل موية وسنجة إلى مناطق أكثر أمانا.

يرى الخبير الاسترتيجي، عمر أرباب، أن “سيطرة قوات الدعم السريع على سنجة، جعل مدينة سنار التي يحدها النيل الأزرق شرقا، محاصرة بقوات الدعم السريع الموجودة في منطقة جبل موية غربا، وفي منطقة ود الحداد والحاج عبد الله شمالا، وفي سنجة جنوبا”.

وقال أرباب لموقع الحرة، إن “استيلاء قوات الدعم السريع على منطقة جبل موية الاستراتيجية جعلها مؤهلة لتهديد مناطق كثيرة، بما في ذلك كنانة وربك وكوستي، كما ساعدها على السيطرة على سنجة”.

وأشار إلى أن “استيلاء الدعم السريع على منطقة جبل موية وضع الجيش في مهمة صعبة، خاصة فيما يتعلق بعمليات التأمين والحماية”.

ولفت إلى أن “الجيش سحب قوة من قواته الموجودة في سنجة لتأمين زيارة قائده عبد الفتاح البرهان إلى سنار، مما سهل استيلاء الدعم السريع على سنجة”.

وكان البرهان زار، السبت، مدينة سنار التي يفصلها عن سنجة حوالي 70 كيلومتراً، وتزامن هجوم الدعم السريع على المدينة مع زيارة البرهان إلى سنار.

وبدوره، يشير الطيب إلى أن “دخول قوات الدعم السريع المربك إلى سنجة يدلل على أن لديها جهاز استخبارات قادر على الوصول إلى المعلومات، بما في ذلك المتعلقة بتحركات قادة الجيش”.

ونوّه بأن “العامل الحاسم في استيلاء الدعم السريع على المدينة، وهي عاصمة الولاية، تمثل في توقيت الهجوم، الذي تزامن مع زيارة البرهان إلى مدينة سنار”.

خبير استراتيجي: “وجود الدعم السريع في سنجة يهدد بطريقة مباشرة حامية الجيش في مدينة الدمازين”..

وفي حين قلل الطيب من تأثير سيطرة قوات الدعم السريع على سنجة على العمليات القتالية، يرى أرباب أن “وجود الدعم السريع في سنجة يهدد بطريقة مباشرة حامية الجيش في مدينة الدمازين، عاصمة إقليم النيل الأزرق، الحدودية مع إثيوبيا”.

وأضاف أن “وجود قوات الدعم السريع في سنجة يجعلها أقرب إلى حدود السودان مع دولة جنوب السودان، وكل ذلك يسهل لها عمليات الإمداد، كعنصر مهم في الحرب”.

وأوضح أرباب أن “سيطرة الدعم السريع على سنجة تهدد سنار إلى حد بعيد، وتجعلها معرضة لهجوم من عدد من المحاور، ولذلك سارع الجيش لشن هجمات بغرض استعادة السيطرة على المدينة”.

وتابع قائلا “وجود قوات الدعم السريع في سنجة يهدد مدينة القضارف في شرق السودان، كما يهدد بعض مدن ولاية النيل الأبيض، مثل كنانة وربك وكوستي”.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة، عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى “150 ألفا”، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو.

و سجل السودان قرابة 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.

نقلاً عن موقع الحرة

الوسومجبل موية حرب الجيش و الدعم السريع سنار مدينة سنجة

مقالات مشابهة

  • ياسر العطا يحدد (4) شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يحدد 4 شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • قتلى وجرحى بسبب هجوم «الدعم السريع » على قرى الكنابي بالجزيرة
  • الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بتدمير جسر بالعاصمة.. ومجزرة في ولاية سنار
  • قوات الدعم السريع تمارس النهب والسلب وسرقة السيارات والمنازل بمجرد دخولها إلى المدن
  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!
  • الدعم السريع يحاصر مدينة”الميرم” وموجة نزوح جماعي للسكان
  • الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بتدمير جزء من جسر رئيسي في الخرطوم   
  • عاجل: الجيش السوداني يعلن تدمير قوات الدعم السريع جزء من جسر الحلفايا
  • ماذا تعني سيطرة «الدعم السريع» على سنجة؟