سودانايل:
2025-04-08@22:06:59 GMT

احذروا هذا الخيار!!

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

الصباح الجديد -
في (الدراما) مرحلة الذروة (climax هي المرحلة الأخيرة والتي بعدها تُحل (العُقدة) وتنتهي فصول العمل الدرامي، ويبدو أن الحرب العبثية في السودان وصلت إلى هذه المرحلة التي تتوالى فيها الأحداث عاصفة قبل أن تصفو السماء بعد كدرتها.
في زاوية سابقة تحدثنا عن قرب إنتهاء شهر العسل بين قيادة الجيش والحركة الإسلامية التي يقودها علي كرتي فالأخير لم يستطع الإيفاء بكل وعوده للجيش وحملات الاستنفار دعائية ولم تدفع بقوة إحتياطية مقاتلة مساندة تحرك ساكن الفعل العملياتي ، في وقت عادت فيه روح التعالي القديمة لدى (المجاهدين) في مواجهة (العساكر) لتسود حالة من فقدان الثقة وتعلو المظان بين القوات.


وبدا واضحاً أن قيادة الجيش عندما رأت أنها تسير في الطريق نحو الهاوية، قررت العودة للتفاوض لتحافظ على ما تبقى من الحاميات وتكسب وقتاً لتنظيم صفوفها، وبالتالي لن تقطع ما تبقى من شعرة معاوية مع الإسلاميين أو (المستنفرين) فهم وقودها لحين ترتيب الأوضاع ، وقد يصل التفاهم بينها والدعم السريع للتوقيع على وقف لاطلاق النار لمدى ستة أشهر وهي كفيلة بـ(خم النفس) واعادة الأمور لنصابها.
في المقابل تحاول قوات الدعم السريع فرض واقع جديد بالهجوم على الحاميات العسكرية في الولايات لتعزيز موقفها التفاوضي ليتزامن ذلك مع صوت داخل الدعم السريع متسائل عن دوره ما بعد الحرب خاصة وأن هناك تخوف من أن التحالفات السياسية الحالية هشة ولا تقوى على خلق وضعية لقوات قدمت تضحيات جسام فيما يتعلق بأهدافها المزعومة ، ووجد هذا الخط تغذية من طامحين داخل الدعم ورفع عقيرته بشدة.
يحدث ذلك والجبهة المدنية لوقف الحرب ما زالت في طور التشكيل .. صحيح أن المناخ مواتياً أمام القوى الثورية الديمقراطية لإعادة هيبتها بتوافق وحدوي يخرجها من مأزق الحرب ويضع حداً فاصلاً لتراكمات عجز سياسي ظل ملازم لها نتيجة التعقيدات التي (تكتفها) ، فالكتلة الديمقراطية فرزت (عيشتها) وما زال جبريل إبراهيم وزير مالية للبرهان ومناوي حاكماً لدارفور يجاري السلطة في بورتسودان والبقية حرقوا مع الحرب وجهودهم لإطفاءها محل تشكيك ومظان مثلهم مثل التوم هجو وترك ومن لف لفهم.. لكن أيضاً غياب قوى فاعلة ومؤثرة من الجبهة المدنية كحزبي البعث والشيوعي لا يجعل بتمددها في الداخل سهلاً فالحرب في السودان وليست خارجه.
هذه التعقيدات ربما تحفز كرتي والتيارات المختلفة معه داخل المؤتمر الوطني المحلول لإيجاد حل بمغازلة الاسلاميين داخل الدعم السريع خاصة وأن لديهم مفاتيح كثيرة ..صحيح المتشددين داخل الحركة وأدوا أكثر من محاولة قادها زعماء قبائل في هذا المنحى لكن المضطر قد يركب الصعب..ليس من السهولة أن تستجيب قوات الدعم السريع لذلك لكن في كثير من الأحيان الطموح في السياسة السودانية هو الذي يحدث الفارق فمعظم الصراعات والنزاعات في السودان هي على كرسي السلطة.
هذا الخيار قد يجد القابلية من الأطراف المتنازعة إذا لم تتوحد القوى المدنية بالسرعة المطلوبة وتخرج من مطب الخلافات الضيقة الى رحاب الرؤى الاستراتيجية وإتخاذ التدابير العقلانية الرامية للوصول للهدف السامي وهو وقف الحرب وبدء العملية السياسية وصولاً للتحول الديمقراطي (وما شهدنا إلا بما علمنا).
الجريدة
///////////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

عدد من قادة مليشيا الدعم السريع قام بتهريب عائلاتهم وبيع أصولهم العقارية

#انهيار_المليشيا
قام عدد من قادة مليشيا الدعم السريع بتهريب عائلاتهم عبر البر إلى انجمينا، مع بيع أصولهم العقارية بشكل عاجل وتحويل الأموال إلى الخارج، مما أدى إلى انخفاض كبير في أسعار الأراضي والعقارات في عاصمة ولاية جنوب دارفور المختطفة نيالا والمناطق الخاضعة لسيطرتهم بالقوة..
وطني كل الأرواح لك فداء ????????
#دارفور_مقبرة_الجنجويد
#العمل_الخاص
#معركة_الكرامة

فتح العليم الهادي الشوبلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع يغتال حرس علي عثمان محمد طه
  • الصحة تتهم الدعم السريع بالتخريب المتعمد للمستشفيات في السودان
  • قوات الدعم السريع، من الذي أنشأ الوحش حقًا؟ لا هذا ولا ذاك، بل هو اختراق استخباراتي مكتمل الأركان
  • الحرب في السودان ...هل تنتهي قريبا أم تتسع؟!
  • واشنطن تحاول دفع لبنان إلى القبول باللجان المدنية... الجنوب ضفة غربية أخرى؟
  • آخر تطورات المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع
  • الامارات تريد امتلاك “السودان” مقابل التخلي عن “الدعم السريع” 
  • عدد من قادة مليشيا الدعم السريع قام بتهريب عائلاتهم وبيع أصولهم العقارية
  • معاناة النازحين الفارين من هجمات قوات الدعم السريع في السودان
  • تجاهل مصري لـ«مزاعم» حول تدخل القاهرة في «حرب السودان» .. شقيق «حميدتي» تحدّث مجدداً عن غارات جوية ضد «الدعم السريع»