الموت بالقنابل أو بالمرض.. لأن الكارثة الطبية في غزة أكبر مما تتصور
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
أظهر مقطع فيديو نُشر في وقت سابق انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى الإندونيسي في شمال غزة انقطاعا كاملا بعد نفاد الوقود وتعطل المولدات، كما أظهر اعتماد الأطقم الطبية على إضاءة الهواتف المحمولة خلال تقديم الرعاية الصحية للمرضى والجرحى، يحدث ذلك في الوقت الذي تصر فيه دولة الاحتلال على منع رفض دخول الوقود إلى غزة، بدعوى أن حماس تستخدمه لتلبية احتياجاتها العملياتية، حسب مزاعمها.
ورغم وصول كميات محدودة من الإمدادات الطبية إلى القطاع خلال معبر رفح في الأيام الأخيرة، فإن الاحتلال يمنع توزيعها في شمال غزة حيث توجد أغلب مستشفيات القطاع، وعلاوة على ذلك، أصدر الاحتلال بيانا يطلب فيه إخلاء أكثر من 20 مستشفى في وسط وشمال غزة، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أن إخلاء تلك المستشفيات يُعَدُّ أمرا مستحيلا دون تعريض حياة المرضى للخطر (1)، وأن مستشفيات وزارة الصحة الأربعة في الجنوب تجاوزت طاقتها الاستيعابية.
في غضون ذلك، أشار الدكتور "مدحت عباس"، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إلى تأثر غرف العمليات والطوارئ ووحدات العناية المركزة جراء غياب الوقود والمستلزمات الطبية، وأضاف "عباس": "نظرا للضغط الهائل صارت العديد من العمليات الجراحية تُجرى في أروقة المستشفى بدون تخدير وباستخدام الخلّ عوضا عن المطهرات الطبية" (2).
نقص المطهرات الطبية تواجه أغلب مستشفيات قطاع غزة انقطاعا كاملا بالخدمات بعد نفاد الوقود وتعطل المولدات وشح الأدوات والعلاجات الطبية اللازمة. (الصورة: غيتي)
وتتباين وجهة النظر الطبية حول استخدام الخلّ في العمليات الجراحية، إذ لا تعدّه وكالة حماية البيئة (EPA) مطهرا. ورغم احتواء الخل على نسبة من حمض الأسيتيك (5% تقريبا)، فإن فعاليته تجاه البكتيريا والفيروسات محدودة، وتتركز تجاه الجراثيم التي تسبب الأمراض الشائعة المنقولة عبر الغذاء، مثل السالمونيلا والليستيريا والإشريكية القولونية (3).
وفيما أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة ميدلسكس في لندن (4) فعالية الخل أمام فطر الكانديدا والمكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus Aureus)، فيما لا توجد دراسات تؤكد فعاليته تجاه الأنواع الأخرى من بكتيريا المكورات العنقودية، مثل المكورات العنقودية الجلدية (Staphylococcus Epidermidis)، والمكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، كما لا توجد دلائل قوية بشأن فعاليته أمام بكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa)، والمعروف أن تلك الأنواع على وجه التحديد مسؤولة عن أغلب حالات عدوى الجروح والحروق وإنتان الدم (Septicemia)، الذي يُعَدُّ أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم.
والإنتان هو استجابة غير متوازنة من الجسم أمام العدوى، مما يؤدي إلى حدوث تغييرات تتلف أعضاء الجسم، الأمر الذي يقود إلى حدوث "صدمة إنتانية" (Septic Shock). وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، قتل الإنتان 11 مليون شخص عام 2017، الرقم الذي يُمثِّل نحو 20% من وفيات ذلك العام (6). وتؤكد المنظمة أن المتعافين من المرض ليسوا بعيدين عن الخطر، إذ إن نصف المصابين فقط سوف يتعافى تماما، فيما يموت البقية في غضون عام واحد أو يعانون من إعاقات طويلة الأمد. ويوضح التقرير أن 85% من حالات الإنتان والوفيات المرتبطة به تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
كان لقطاع غزة مرارا نصيبه من هذه المشكلة الخطيرة. وتوضح دراسة وصفية أجراها العاملون في مستشفى النصر في قطاع غزة خلال أكتوبر/تشرين الأول 2006 أن تفشي الإنتان كان بارزا بين الأطفال حديثي الولادة بنسبة تصل إلى 50%، فيما أن الفئة العمرية الأكثر عُرضة للخطر هي الأطفال الأقل من 8 أيام مع معدل وفيات بلغ 20% (7). جدير بالذكر أن تلك الدراسة تزامنت في أجزاء منها مع عدوان الاحتلال على القطاع خلال ما سمّاه "عملية غيوم الخريف"، التي جاءت ردا على أسر الجندي "جلعاد شاليط"، وقد استغرقت تلك العملية أقل من 10 أيام، ولم تؤدِّ إلى نقص المستلزمات الطبية بالشكل الذي نشهده حاليا منذ بدء "طوفان الأقصى".
في سياق مشابه، تُظهِر دراسة منشورة في مجلة "PLOS medicine" أن ثلث الوفيات في العراق ما بين عامي 2003-2011 في أثناء الحرب والاحتلال الأميركي كانت ناجمة عن تعطل النظام الصحي، الأمر الذي أدى إلى وفاة نصف مليون شخص.
معاناة 50 ألف امرأة في غزة نقلا عن شهادات من موظفي مستشفى الشفاء في غزة، فإن عمليات الولادة القيصرية الطارئة صارت تتم دون تخدير نتيجة نقص الإمدادات الطبية والوقود، الأمر الذي يؤدي غالبا إلى وفاة الأم في أعقاب الولادة. (الصورة: الجزيرة)
ويرى الدكتور "بول شبيغل"، مدير مركز الصحة الإنسانية في مدرسة بلومبيرغ للصحة العامة، أن النظام الصحي في غزة يواجه العديد من التحديات دائما، ورغم هذا فإن العاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة صامدون ومخلصون بصورة لا تُصدَّق. ويضيف "شبيغل" أن الحصار الدائم وتكرار العدوان على القطاع على مدار سنوات أثَّر سلبا، إذ لا تزال هناك فجوات في الموارد البشرية، لا سيما في تخصص مثل الأورام، حيث يحتاج الفلسطينيون إلى الخروج من غزة لتلقي العلاج، كما أن متوسط العمر المتوقع صار أقل، فيما ارتفعت معدلات وفيات الرضع مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة، وتفاقمت مشكلات سوء التغذية الحادة والمزمنة بين الأطفال، وازداد انتشار الأمراض المزمنة، خاصة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ارتفاع مشكلات الصحة النفسية بين الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء (8).
من جانبه، صرح صندوق الأمم المتحدة للسكان، نقلا عن شهادات من موظفي مستشفى الشفاء في غزة، أن عمليات الولادة القيصرية الطارئة صارت تتم دون تخدير نتيجة نقص الإمدادات الطبية والوقود، الأمر الذي يؤدي غالبا إلى وفاة الأم في أعقاب الولادة (9). ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، توجد حاليا في غزة نحو 50 ألف امرأة حامل يكافحن من أجل الحصول على الخدمات الصحية الأساسية (10). ويقول "ريك برينان"، مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ في منظمة الصحة، إن نحو 200 امرأة تلد يوميا في غزة فيما يواجهن صعوبة في العثور على مكان آمن للولادة، ومن المتوقع أن يعاني أكثر من نصفهن من مضاعفات ومخاطر عدم الحصول على الرعاية التي يحتجن إليها (11).
وتتعدد مخاطر غياب الرعاية الصحية خلال فترة الحمل، إذ يمكن أن تؤدي إلى إصابة الأم بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل وسكري الحمل (Gestational diabetes). ورغم أن الأخير لا يُظهِر أي أعراض في الغالب، سوى الشعور بالعطش والتعرق والتبول بشكل متكرر، مثلما أن السيطرة عليه ممكنة في حال توفر رعاية صحية ملائمة، وعادة ما يختفي بعد وقت قصير من الولادة، لكن الجهل بالإصابة أو غياب العلاج يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل زيادة وزن الطفل عند الولادة أكثر من المعدل الطبيعي، الأمر الذي قد يعرضه للوفاة أو الانحشار داخل قناة الولادة (تعسر الولادة) ويستدعي إجراء جراحة قيصرية، كما يزيد من احتمالية إصابة الطفل مستقبلا بمرض السكري (12).
خطر آخر يهدد النساء الحوامل في غزة، إذ إن نقص الغذاء والإمدادات الطبية، وعلى وجه الخصوص حمض الفوليك (فيتامين B9)، الذي يُعَدُّ أحد المكملات الغذائية الضرورية للأم خلال فترة الحمل، يؤدي إلى إصابة الأجنة بعيوب خلقية في الدماغ والعمود الفقري وزيادة مخاطر الإجهاض وتدني القدرة المعرفية للطفل. وعادة ما تُنصح النساء اللواتي يخططن للحمل بتناول جرعة يومية من الفوليك لا تقل عن 400 ميكروجرام (13).
جديري الماء والكوليرا على رأس قائمة الأوبئة اضطر الأطباء إلى إعادة استخدام القفازات والمعدات الجراحية، وقد بدأت الأمراض المعدية مثل جدري الماء في الانتشار، وهي مسألة وقت فحسب قبل أن نشاهد الكوليرا والتيفود. (الصورة: الأناضول)
وتتواصل الأزمات الصحية في القطاع، إذ اضطر مستشفى الصداقة التركي إلى العمل جزئيا بعد انقطاع الكهرباء قبل أن يتوقف عن العمل نهائيا، والمستشفى هو الوحيد الذي يتلقى حالات الأورام في غزة، الأمر الذي يهدد حياة 2000 مريض سرطان في القطاع، كذلك نحو 120 طفلا مبتسرا وألف مريض في حاجة إلى غسيل كلوي منتظم، ناهيك بمشاكل نقص الأنسولين وأدوية القلب الضرورية (14).
ويقول "عمر عبد المنان"، وهو طبيب أعصاب وعضو في مجموعة الدعم الغربية، إن الأطباء يعيدون استخدام القفازات والمعدات الجراحية، وقد بدأت الأمراض المعدية مثل جدري الماء في الانتشار، وهي مسألة وقت فحسب قبل أن نشاهد الكوليرا والتيفود (15). وجدري الماء مرض فيروسي يصاحبه طفح جلدي، وتتمثل أعراضه في الحمى وفقدان الشهية والإرهاق، لكن مضاعفات المرض في حال عدم توافر الرعاية اللازمة تقود إلى أمراض أكثر حِدَّة، مثل التهاب الرئة وتورم الدماغ والصدمة السمية (16)، فيما أن إعادة استخدام الأدوات الجراحية تؤدي إلى زيادة مخاطر عدوى الأمراض المنقولة عبر الدم مثل فيروسي التهاب الكبد الوبائي "بي" و"سي"، وقد بذلت وزارة الصحة الفلسطينية جهودا كبيرة للحد من المرضين خلال العقود السابقة. ويذكر تقرير صادر عن وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية في عام 2020 أن عدد حالات الإصابة بالفيروسين في الأراضي الفلسطينية بلغ 380 للنوع "بي"، و76 حالة للنوع "سي" (17).
ويبدو التخوف الأكبر من انتشار وباء الكوليرا بين سكان غزة، إذ يتزامن تدهور المنظومة الصحية مع انهيار خدمات المياه والصرف الصحي. وتذكر منظمة الصحة الكوليرا بوصفها بكتيريا تسبب الإسهال الحاد وجفافا يفقد الجسم خلاله 10% أو أكثر من وزنه، وتنتشر سريعا عبر المياه الملوثة ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات من ظهور الأعراض إذا لم تعالج بشكل مناسب.
———————————————————————
المصادر: الأمم المتحدة 30 أكتوبر/تشرين أول 2023. The Guardian 23 Oct. 2023 Healthline, Aug. 2020 National library of medicine, Jan. 2018 Plos journal 2015 WHO July 2023. Incidence of Septicemia among Infants at El-Nassr Hospital Gaza Governorate – 2007 John Hopkins, Bloomberg school of public health, 20 Oct. 2023 الأمم المتحدة 30 أكتوبر/تشرين أول 2023 Euronews, Oct. 2023 الأمم المتحدة 30 أكتوبر/ تشرين أول 2023. Mayo clinic, gestational diabetes المصدر السابق المصدر رقم 10 The Gurdian 24 Oct. 2023. CDC (Centers for diseases control and prevention) الأمراض المعدية 2020، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة: 2.5 مليون حالة تستفيد من مبادرة قوائم الانتظار
خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي يعقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، استعرض اليوم الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، أبرز مؤشرات تطور المنظومة الصحية منذ عام 2014 وحتى عام 2024.
وفي مُستهل حديثه، أكد الدكتور خالد عبدالغفار، أن الاستراتيجية الوطنية للصحة؛ تمثل أولوية مُتقدمة على أجندة عمل الدولة المصرية، مُوضحًا أن أهداف هذه الإستراتيجية تشمل تعزيز النظم الصحية سعياً لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، مع تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية ذات الجودة، وتعزيز الصحة والرفاه طوال الحياة، والوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، والتصدي للقضايا ذات الأهمية للصحة العامة، وتعزيز الوقاية والتأهب والاستجابة للأمن الصحي، لافتاً أيضاً إلى أهمية تعزيز العدالة الصحية والحوكمة والقيادة والمساءلة، وتعزيز الابتكار في مجال الصحة الرقمية من أجل التغطية الصحية الشاملة وتحقيق رفاهية الجميع، مع المشاركة المجتمعية لتحسين الصحة وتغيير السلوك.
واستعرض الدكتور خالد عبدالغفار أبرز مؤشرات تطور المنظومة الصحية في الفترة من 2014 إلى 2024، منوهًا إلى تطور موازنة القطاع الصحي، بزيادة أكثر من 4 أضعاف في السنوات العشر الأخيرة، ليصبح 319.5 مليار جنيه عام 2024، بدلًا من 42.4 مليار جنيه عام 2014.
وخلال كلمته، أشار الوزير إلى زيادة عدد المنتفعين بمظلة التأمين الصحي، وتكلفة التأمين على المواطنين خلال السنوات العشر الماضية، والتي بلغت 240.5 مليار جنيه، حيث كان عدد المؤمن عليهم عام 2014 نحو 54 مليون مواطن، بتكلفة سنوية قدرها 6.7 مليار جنيه، ووصل عدد المنتفعين في عام 2024 إلى نحو 70 مليون مواطن، بتكلفة سنوية قدرها 51.5 مليار جنيه.
وتناول الوزير المرحلة الأولى للتأمين الصحي الشامل، التي تضم 6 محافظات وهي: السويس، وجنوب سيناء، والإسماعيلية، والأقصر، وبورسعيد، وأسوان، والمرحلة الثانية التي تضم 5 محافظات وهي: دمياط، ومطروح، وكفرالشيخ، وشمال سيناء، والمنيا، بإجمالي مستهدف 12.8 مليون مواطن.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية خلال كلمته إلى زيادة عدد قرارات العلاج على نفقة الدولة والمُستفيدين بها وكذا التكلفة في عام 2024 مُقارنة بعام 2014، ليصبح إجمالي عدد القرارات 33,94 مليون قرار، استفاد منهم 20.4 مليون مواطن، بإجمالي تكلفة 114.2 مليار جنيه، منوهاً إلى حجم الإنجاز الذي حققته المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار، منذ إطلاقها عام 2018 وصولاً إلى عام 2024، بإجمالي 2.5 مليون حالة، بتكلفة 22.01 مليار جنيه.
وتحدث الوزير عن مستجدات المبادرات الرئاسية لتحسين الصحة العامة، بين عامي 2014 و2024، بإجمالي 14 مبادرة، قدمت 218 مليون خدمة، لـ 94 مليون مستفيد، في أكثر من 3,527 وحدة صحية.
كما تطرق الدكتور خالد عبدالغفار إلى إنجازات وزارة الصحة على المستوى الدولي، بالحصول على جائزة الأمم المتحدة للأمراض غير السارية في عام 2024، وتسجيل 5 أرقام قياسية بموسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، في مجال الكشف والتوعية بالأورام السرطانية، وحصول جمهورية مصر العربية على شهادة من منظمة الصحة العالمية بخلوها من مرض الملاريا وفيروس C.
وخلال المؤتمر الصحفي، شرح الوزير الموقف التنفيذي للمشروعات القومية بوزارة الصحة والسكان، مشيرًا إلى مشروعات البنية التحتية بالقطاع الصحي التي تم الانتهاء منها، والمشروعات المتوقع استلامها، بإجمالي عدد 1,219 مشروع بتكلفة 177 مليار جنيه، لافتاً إلى ما حققته المبادرة الرئاسية لتطوير خدمات منشآت الرعاية الأولية، بين عامي 2014 و2024، بإجمالي عدد 5,426 منشأة رعاية أولية، بتكلفة 25.2 مليار جنيه.
وتابع الوزير أن إجمالي عدد منشآت الرعاية الأولية كان 4,607 منشأة عام 2014 وأصبح 5,426 منشأة عام 2024، وارتفاع أعداد التردد على تلك المُنشآت من 142.4 ألف متردد في عام 2014، ليصبح 206.5 ألف متردد عام 2024 مع ارتفاع التكلفة من 180 مليون جنيه عام 2024 إلى 3.6 مليار جنيه عام 2024.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، إلى مدى اهتمام القيادة السياسية بالقضية السكانية، مستعرضاً مقارنة بين أعداد المواليد في عام 2022 وصولاً لعام 2023، حيث كان عدد المواليد سنة 2022 يقدر بـ 2,193 مليون مولود، وحدث انخفاض بنحو 149 ألف، ليصبح عدد المواليد 2,044 مليون مولود عام 2023، مؤكدًا انخفاض أعداد الزيادة الطبيعية لعام 2023 بنسبة 8% مقارنة بعام 2022.
واستعرض الوزير مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023-2030)، والتي تشمل توفير الفريق الطبي والصحي ورفع كفاءتهم من خلال التدريب، وتأمين الإمداد بوسائل تنظيم الأسرة، والتوسع في الحملات الإعلامية ونشر الرسالة السكانية، إلى جانب توفير برنامج حوكمة إدارية إكلينيكية، وتنفيذ حملات قومية تخاطب الفئات المؤثرة.
وتابع الوزير حديثه بأن المستهدفات تشمل، دعم المباعدة المبنية على حقوق الطفل في الرعاية المثلى في الألف يوم، والتوسع في تقديم خدمات تنظيم الأسرة، وتفعيل دور المجلس القومي للسكان، إلى جانب تحقيق اللامركزية وتفعيل دور المحافظين وأفرع المجلس القومي للسكان بالمحافظات، لتحقيق المستهدف وهو خفض معدلات الإنجاب من 2,76 عام 2022 إلى 2,1 عام 2030.
وأشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى التقدم المُتحقق في المؤشرات السكانية والاقتصادية والاجتماعية، بين عامي 2022 و2023، حيث انخفض معدل الإنجاب الكلي من 2.85 عام 2021 إلى 2.54 طفل لكل سيدة عام 2023، وانخفض معدل البطالة من 7.2% عام 2022 إلى %7 عام 2023، وانخفض معدل البطالة بين الذكور من %5 عام 2022 إلى 4.7 عام 2023، وانخفض معدل البطالة بين الإناث من %18٫3 عام 2022 إلى 17.8% عام 2023، وانخفض معدل الأمية بين الذكور من 17.5% عام 2022 إلى 16.1% عام 2023، وانخفض معدل الأمية بين الإناث من %22٫8 عام 2022 إلى %21 عام 2023، وارتفعت مساهمة المرأة في قوة العمل من %14٫9 عام 2022 إلى %15٫9 عام 2023، وارتفعت مساهمة الشباب في قوة العمل من %31٫3 عام 2022 إلى %31٫7 عام 2023.
وتابع وزير الصحة والسكان حديثه، بمتابعة موقف توافر المُستحضرات الدوائية، متحدثاً عن حجم سوق الدواء المصري الذي يقدر بـ 300 مليار جنيه، بنسبة 90% للإنتاج المحلي، و10% للواردات، وواحد مليار دولار لصادرات الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى الوضع الحالي والمستهدف للإنتاج المحلي للدواء، حيث تقدر قيمة الصادرات المصرية من الدواء والمنتجات الطبية بنحو مليار دولار، ويُستهدف ارتفاع قيمة الصادرات إلى 3 مليارات دولار، وتحدث عن كيفية متابعة توافر واستمرارية تداول المستحضرات عن طريق رصد أبرز المستحضرات التي تعاني من تحديات في توافرها، ومتابعة توافر المثائل والبدائل، والتنسيق مع الشركات لتذليل المعوقات.
ونوه الوزير إلى مجابهة تحديات توافر المُستحضرات في الفترة من شهر يونيو وحتى نوفمبر 2024، حيث تم ضخ 580 مستحضراً خلال شهري يونيو ويوليو، و231 مستحضراً في شهر سبتمبر، بالإضافة إلى ضخ 90 مستحضراً في أكتوبر 2024، و19 مستحضراً في نوفمبر 2024، مؤكدًا انخفاض معدل الاستفسارات حول المستحضرات التي تم مواجهة تحدياتها منذ شهر يوليو وحتى شهر نوفمبر بحوالي 70%، والنسبة المتبقية تقدر بحوالي 30% أغلبها عن أماكن توافر المستحضرات وليس عن نقص الدواء، مؤكداً الإسراع في وتيرة العمل على التوسع في توطين تكنولوجيا صناعة الأدوية البيولوجية وأدوية الأورام وأدوية المناعة، لضمان استدامة توفير الأدوية للمواطن المصري، مع خفض تكلفة فاتورة الاستيراد، وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة مُعدلات تصدير الدواء المصري للأسواق العالمية.