وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين اليوم الخميس، على قانون بموجبه، يتم إلغاء مصادقة روسيا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، على خلفية الحرب في أوكرانيا والأزمة مع الغرب، حيث هدفت معاهدة حظر التجارب النووية، التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 إلى منع كل التجارب النووية، لكنها لم تطبق نظرا إلى عدم انضمام عدد من الدول النووية الرئيسية إليها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

معاهدة حظر التجارب النووية

وأكدت وكالة تاس الروسية، إنه تم نشر الوثيقة التي وقع عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على موقع المعلومات القانونية الرسمية، وجاء في المذكرات المرفقة، بأن القانون المعتمد يهدف إلى استعادة التكافؤ في ما يخص الالتزامات الدولية في مجال الحد من انتشار الأسلحة النووية، وتم التوضيح أن الوثيقة تخلق أساسا قانونيا لانسحاب روسيا من صد التصديق على معاهد حظر التجارب النووية، ولكنها لا تعني خروجها منها.

بوتين يلغي تصديق روسيا على معاهدة حظر التجارب النووية روسيا: تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لسيناء سيكون كارثة على الشرق الأوسط

ويصبح القانون ساري المفعول، في يوم نشره بشكل رسمي، وفقا لما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء، فيما أعلن المتحدة باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن سحب التصديق على المعاهدة يجعل الوضع متساويا في مجال التجارب النووية لموسكو وواشنطن، التي لم تصدق قط على هذه الوثيقة.

وتعليقا على القرار الروسي، قال تيمور دويدار، رئيس وكالة التجارة الدولية في موسكو، إن الاتفاقية الخاصة بـ الحظر الشامل للتجارب النووية، تم توقيعها في أمريكا عام 1996، بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وإسرائيل والصين وروسيا، ولكن لم يتم تصديقها في البرلمانات التابعة لهذه الدول، لذلك ظلت معلقة، فيما وقعتها روسيا عام 2000 ثم صدق عليها البرلمان الروسي فيما بعد.

روسيا ترد على أمريكا

وأضاف دويدار، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن قرار روسيا جاء كرد فعل للولايات المتحدة والغرب، حيث أن أمريكا لا يهمها الأمر، سواء التوقيع أو الخروج وعد التصديق على المعاهدات، لذلك تم تغيير القانون في روسيا وإلغاء المشاركة في الاتفاقية وسحب الأمضاء من عقدها، مشيرا إلى أن حقول التجارب النووية في أمريكا بها تجهيزات وأعمال بناء.

وأوضح أن تخوفات الغرب من الخطوة الروسية، بسبب سياساته، لأن روسيا ليس لديها ما تخفيه، وكانت قد وقعت بالفعل على الاتفاقية، وقننت أوضاعها أمام العالم، ولكن لم يلتزم أحد، وبالتالي قد يتسع عالميا التسلح والانتشار النووي.

وكان مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة العليا في البرلمان، ألغى في 25 أكتوبر، التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وهو ما وصفته موسكو بانها خطوة لتحقيق التكافؤ مع الولايات المتحدة، وصوت مجلس الاتحاد لصالح الموافقة على مشروع قانون يلغي التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وتم إرسال مشروع القانون إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحصول على الموافقة النهائية عقب موافقة الدوما على مشروع القانون.

تعليق عاجل من روسيا بشأن التجارب النووية الأمريكية الاتحاد الروسي يصدق على الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية

وكان بوتين، قد حذر الشهر الماضين من أن موسكو سوف تلغي قرارها الذي اتخذته عام 2000 بالتصديق على مشروع القانون، وذلك لاتخاذ موقف مماثل لموقف الولايات المتحدة التي وقعت على المعاهدة لكنها لم تصدق عليها، فيما كانت روسيا قد وقعت على المعاهدة في نيويورك في 24 سبتمبر عام 1996 وصدقت عليها في 27 مايو عام 2000.

العقيدة النووية الروسية

ومعاهدة الحظر الشامل للتجار النووية، التي أقرت عام 1996، تحظر جميع التجارب النووية في أي مكان في العالم، لكنها لم تنفذ بشكل كامل على الإطلاق، حيث لم تصدق عليها الولايات المتحدة، والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل وإيران، وهناك مخاوف واسعة النطاق من تحرك روسيا لاستئناف التجارب النووية لمحاولة ثني الغرب عن الاستمرار في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. وقد أيد العديد من صقور السياسية في روسيا استئناف التجارب.

وفي منتصف أكتوبر، أجرت روسيا تجارب إطلاق صواريخ باليستية بهدف إعداد قواتها "لضربة نووية هائلة"، ردا على ضربة عدائية مماثلة.

وتنص العقيدة النووية الروسية على استخدام "دفاعي بحت" للأسلحة الذرية في حال وقوع هجوم على روسيا بأسلحة الدمار الشامل، أو في حال تعرضها لعدوان بأسلحة تقليدية "يهدد وجود الدولة ذاته".

كذلك، علقت روسيا في فبراير مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة في 2010، وهي آخر اتفاق ثنائي يربط بين موسكو وواشنطن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاسلحة النووية روسيا التجارب النووية حظر التجارب النووية معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية الحظر الشامل للتجارب النووية الحظر الشامل للتجارب النوویة معاهدة حظر التجارب النوویة معاهدة الحظر الشامل الولایات المتحدة التصدیق على على معاهدة عام 1996

إقرأ أيضاً:

«الرئاسات الثلاث»: الوجود الإسرائيلي في لبنان احتلال

بيروت (وكالات) 

أخبار ذات صلة «هدنة غزة» جولة تفاوضية جديدة الأسبوع الجاري تداعيات كارثية لانهيار مرافق البنية التحتية في غزة

أكد بيان صادر عن الاجتماع الاستثنائي بين رئيس لبنان جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، أمس، أن لبنان سيعتبر أي استمرار للوجود الإسرائيلي على أراضيه احتلالاً، مع التأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لضمان انسحاب إسرائيل.
يأتي ذلك في الوقت الذي تنتهي فيه مهلة محددة لانسحاب القوات الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وأوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله العام الماضي.
وجاء في البيان «إزاء تمادي إسرائيل في تنصلها من التزاماتها وتعنتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقر القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية. وأكد البيان تمسك لبنان بحقوقه الوطنية كاملة وسيادته على كامل أراضيه. 
وأعلن عون أن لبنان يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرنسا من أجل استكمال انسحاب إسرائيل من المواقع التي لا تزال موجودة فيها في جنوب البلاد، وفق بيان صادر عن مكتب الرئاسة.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس إبقاء قوات إسرائيلية في «خمس نقاط» في جنوب لبنان متوعداً حزب الله بتحرك قوي في حال انتهاكه وقف إطلاق النار.
وقال كاتس في بيان بعيد انقضاء المهلة التي تم تمديدها لانسحاب إسرائيل من لبنان بموجب اتفاق الهدنة المبرم في 27 نوفمبر: «اعتباراً من اليوم سيبقى الجيش الإسرائيلي في منطقة عازلة في لبنان مع خمس نقاط إشراف وسيستمر في التحرك بقوة ومن دون أي مساومة ضد أي انتهاك (للهدنة)، مضيفاً بأن قرار البقاء داخل الأراضي اللبانية اتخذ بناء على قرار القيادة السياسية، لضمان حماية كافة المجتمعات الإسرائيلية والردع ضد أي تهديدات من لبنان.
بدوره، أكّد الجيش اللبناني، أمس، انتشاره في مناطق حدودية في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها. وقال الجيش في بيان إن وحدات عسكرية انتشرت في نحو عشر قرى بينها كفركلا والعديسة ومركبا وحولا وميس الجبل، ومواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، وذلك بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
من جانبها، اعتبرت الأمم المتحدة أن أي تأخير في انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، بعيد انتهاء مهلة الانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يعد انتهاكاً للقرار الدولي 1701، مع إبقاء إسرائيل قواتها في خمس نقاط استراتيجية.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت وقائد قوة يونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو في بيان مشترك إن «اليوم يصادف نهاية الفترة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى جنوب الخط الأزرق وانتشار القوات المسلحة اللبنانية بشكلٍ مواز في مواقع في جنوب لبنان». وحذرت من أن أي تأخير آخر في هذه العملية يناقض ما كنا نأمل حدوثه، ولا سيما أنه يشكل انتهاكاً مستمراً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أنهى صيف 2006 حرباً مدمرة بين حزب الله وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • موسكو: الامم المتحدة ليست مثالية
  • قانون “البصرة عاصمة العراق الاقتصادية”.. ماذا يعني؟
  • روسيا: استعداد أمريكي لمعالجة القضايا الثنائية بين موسكو وواشنطن
  • استهداف برنامج الغواصات الأسترالية العاملة بالطاقة النووية
  • دولة الاحتلال تتهم مصر بمواصلة خرق معاهدة السلام.. ما علاقة سيناء؟
  • اتفاق «أمريكي-روسي» على استئناف العمل الطبيعي للبعثات الدبلوماسية
  • «الرئاسات الثلاث»: الوجود الإسرائيلي في لبنان احتلال
  • وزير الخارجية الروسي: المشاورات بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا ستكون منتظمة
  • مسؤول روسي: من المبكر جدا الحديث عن تسوية سياسية بين موسكو وواشنطن
  • كوريا الشمالية تردّ على أمريكا: سنواصل تعزيز «قوتنا النووية»