موقع 24:
2024-12-25@17:09:56 GMT

هل سيكون حل الدولتين ممكناً بعد حرب غزة؟

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

هل سيكون حل الدولتين ممكناً بعد حرب غزة؟

في محاولتهم التخطيط للمستقبل، ينظر زعماء العالم إلى الماضي.. ففي أحد تصريحاته العامة العديدة حول الحرب بين إسرائيل وحماس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "عندما تنتهي هذه الأزمة، يجب أن تكون هناك رؤية لما سيأتي بعد ذلك، ومن وجهة نظرنا يجب أن يكون حل الدولتين".

الناس العادي,ن على كلا الجانبين فقدوا الثقة في حل الدولتين

وأدلى ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، بتعليقات مماثلة؛ وكذلك فعل إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي.

. وانتهى اجتماع طارئ للجامعة العربية الشهر الماضي بالدعوة إلى "مفاوضات جادة" نحو حل الدولتين.

مغادرة قطاع غزة عام 2005

وتقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية إنه عندما غادرت إسرائيل قطاع غزة في عام 2005، واقتلعت نحو 8000 مستوطن يهودي من الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ عام 1967، لم يكن أحد يعرف على وجه اليقين ما الذي يمكن أن يحدثه مثل هذا القرار، وأعرب البعض عن أمله في أن يكون استعداد إسرائيل للتنازل عن الأراضي المحتلة بمثابة اتجاه، وخطوة نحو التوصل إلى تسوية نهائية مع الفلسطينيين.

ورأى آخرون حيلة ماكرة: فالتخلي عن السيطرة على غزة قد يساعد إسرائيل على ترسيخ سيطرتها على الضفة الغربية، وتبين أن الرأي الأخير هو الصحيح.

وقد ظهر ارتباك مماثل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، عندما بدأت إسرائيل التخطيط لغزو بري لغزة بعد أن قامت حركة حماس، الجماعة الإسلامية المتشددة التي تسيطر على القطاع، بقتل 1400 إسرائيلي.

خوف من نزوح جماعي

ويخشى الفلسطينيون أن تؤدي الحرب إلى نكبة ثانية، في إشارة إلى النزوح الجماعي الذي رافق ولادة إسرائيل في عام 1948.

ويأمل الوزراء الإسرائيليون من اليمين المتطرف، بحسب المجلة البريطانية، أن تتوافر لهم الفرصة لإعادة تأكيد السيطرة على غزة وإعادة بناء المستوطنات اليهودية المفككة، بينما يأمل عدد قليل من المتفائلين، ومن بينهم بايدن، بأن يوفر ذلك فرصة لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي دخلت في غيبوبة. 

Is a two-state solution possible after the Gaza war? Joe Biden is calling for a new peace process. Read more https://t.co/GSdGJC3mcQ ????

— The Economist (@TheEconomist) November 1, 2023

وفي الوقت الحالي، يعد هذا حلماً بعيد المنال: فالجنرالات الإسرائيليون يتوقعون أشهراً من القتال.. ولكنهم، كما العديد من القوى الأجنبية، يأملون في نقل السيطرة على غزة إلى السلطة الفلسطينية، التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية، وربما مع قوة حفظ السلام التي يتم جلبها للمساعدة في العملية الانتقالية، وهم يشككون في أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيعود إلى غزة من دون ضمان إجراء محادثات ذات معنى حول الدولة الفلسطينية.

وبعبارة أخرى، فإن أي خطة "لليوم التالي" في غزة تحتاج إلى النظر في إمكانية التوصل إلى حل الدولتين.. ولم يتغير المخطط العام كثيراً منذ عقود. سيتم تشكيل دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية، وستقوم إسرائيل بمقايضة أجزاء من أراضيها بأجزاء من الضفة الغربية حيث قامت ببناء مستوطنات كبيرة. وسيتم تقسيم القدس، مع نوع من السيطرة المشتركة على المدينة القديمة.

ويمكن لعدد صغير من اللاجئين الفلسطينيين العودة إلى إسرائيل، بينما يستقر الباقون إما في فلسطين أو في منازلهم الحالية في مكان آخر، وتتوقع إسرائيل أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.

عقدان من المحادثات

وبعد عقدين من المحادثات الجادة، بدءاً من الحقبة المفعمة بالأمل لاتفاقيات أوسلو في أوائل التسعينيات، مروراً بمحاولة متقطعة في عهد باراك أوباما، توقفت عملية السلام في عام 2014. ولم تكن هناك مفاوضات جادة منذ ذلك الحين.

ولا يستطيع المفاوضون الاستمرار من حيث توقفوا. وفي نهاية عام 2021، كان هناك 465,400 مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية، ارتفاعاً من 116,300 عند توقيع اتفاقيات أوسلو في عام 1993، وهم يشكلون عقبة متزايدة أمام السلام. ويتركز معظمهم في المناطق التي من المحتمل أن يتم التنازل عنها لإسرائيل في أي اتفاق، لكن نفوذهم تزايد مع تزايد عدد سكانهم.

المشهد  الإقليمي

وتضيف المجلة أن الصورة الإقليمية أكثر تعقيداً.. وفي عام 2002، أيدت جامعة الدول العربية اقتراحاً سعودياً وعد إسرائيل بعلاقات طبيعية مع الدول العربية بعد حل الدولتين: من خلال إنهاء صراعها مع الفلسطينيين، تستطيع إسرائيل إنهاء جميع صراعاتها الإقليمية.. كان المقصود من مبادرة السلام العربية أن تكون حافزاً قوياً، وقد تكون إسرائيل أكثر استعداداً لوقف نشاطاتها ضد الفلسطينيين إذا شعرت أن التهديدات الأخرى سوف تتبدد بعد ذلك.

لكن المنطقة تغيرت منذ عام 2002.. فقد أصبح بعض الميليشيات، من حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن، أكثر قوة من الدول التي يعتبرونها وطنهم، ولن يكفي أن تقوم الحكومات العربية بإنهاء صراعاتها مع إسرائيل، إذ يتعين على الجهات الفاعلة غير التابعة لدول بعينها أن توافق على القيام بذلك أيضاً.

حل الدولتين سيكون مكلفاً

وفي رأي "إيكونوميست" فإن أشياء أخرى يمكن أن تكون أسهل، لأن حل الدولتين سيكون مكلفاً.. وحتى قبل الحرب، كان الفلسطينيون يتوقعون المساعدة في إعادة تأهيل غزة، أما الآن فستكون الفاتورة أعلى بكثير. 

ولكن المشكلة الأكبر لا تكمن في تفاصيل الحل، بل في الإرادة السياسية للتفاوض عليه وتنفيذه. لن تكون هناك عملية سلام جادة مع ائتلاف بنيامين نتانياهو الذي يضم سياسيين من اليمين المتطرف والمتدينين.. ومن غير المرجح أن يستمر هذا التحالف لفترة طويلة بعد حرب غزة، ويأمل معارضو نتانياهو أن تكون الحكومة المقبلة أكثر استعداداً لإجراء محادثات مع الفلسطينيين.

ويقول أحد المشرعين الإسرائيليين الوسطيين: "لقد تعلمنا درساً مفاده أننا بحاجة إلى الانفصال عنهم بطريقة جيدة.. لقد حان الوقت لبدء تلك المناقشة"، لكن الساسة الإسرائيليين من الوسط واليسار تجنبوا هذه القضية علناً لأكثر من عقد من الزمن.

دور المفسد

على الجانب الفلسطيني، كانت حماس دائماً حريصة على لعب دور المفسد.. فقد ساعدت تفجيراتها الانتحارية الأولى في التسعينيات في إفشال عملية أوسلو، كما تسببت الانتفاضة الثانية في الفترة من عام 2000 إلى عام 2005 في تحويل جيل من الإسرائيليين ضد فكرة التسوية، ربما تتلاشى حماس بعد الحرب في غزة، لكن يمكن لمجموعة أخرى أن تحل محلها.

Is a two-state solution possible after the Gaza war? ~ @TheEconomist

Perhaps it is time to try something different.
Federation?
Protectorate?
Other? #MakePeaceNotWar pic.twitter.com/2ewKGpuRwg

— Lino's Version (@LinosVersion) November 1, 2023

وترى "إيكونوميست" أن الناس العاديين على كلا الجانبين فقدوا الثقة في حل الدولتين، وأظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مؤسسة فكرية غير حزبية، في سبتمبر (أيلول) 2022، أن 32% فقط من اليهود الإسرائيليين سيؤيدون ذلك، مقارنة بـ 47% قبل خمس سنوات.. ولا يزال العرب الإسرائيليون، الذين يشكلون خمس السكان، يؤيدون الفكرة، على الرغم من انخفاض دعمهم أيضاً، من 87% في عام 2017 إلى 71% في عام 2022. ويفضل عدد كبير من اليهود الإسرائيليين الوضع الراهن.

وتراجع الدعم بشكل أكبر بين الفلسطينيين. ووجد استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في يونيو (حزيران) 2023 أن 28% فقط ما زالوا يؤيدون حل الدولتين، وقد أيد نحو 53% منهم الفكرة قبل عشر سنوات، رغم أن 39% فقط اعتقدوا أنها ممكنة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الضفة الغربیة حل الدولتین أن تکون فی عام

إقرأ أيضاً:

سيكون مزاراً.. تحديد موقع قرب مطار بيروت لدفن نصر الله

سيكون مزاراً.. تحديد موقع قرب مطار بيروت لدفن نصر الله

مقالات مشابهة

  • انعكاسات أزمة تقييد القضاء في إسرائيل على الفلسطينيين
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • سيكون مزاراً.. تحديد موقع قرب مطار بيروت لدفن نصر الله
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها
  • السيناتور فان هولين: الشراكة الوثيقة مع إسرائيل يجب ألا تكون شيكا على بياض
  • خبير: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتغيير وتقليل أعداد السكان الفلسطينيين
  • خبير علاقات دولية: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتهجير السكان الفلسطينيين
  • إمَّا أن تكون معادياً لـ”إسرائيل” أو مجنداً لخدمتها
  • حركة فتح: إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين وسط صمت دولي من العالم