الإمارات لإدارة حقوق النسخ ترسّخ أهمية حماية الحقوق الإبداعية عبر جناح خاص في الشارقة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
الشارقة – الوطن
تشارك جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ في فعاليات النسخة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 عبر جناح مستقل تستقبل عبره الكتّاب والناشرين؛ للتعريف بالجمعية وأهدافها وأعمالها وخططها المستقبلية، إلى جانب إتاحة الفُرصة أمام الراغبين في الحصول على عضوية الجمعية لتوقيع العضويات والتفويضات خلال فترة المعرض التي تستمر حتى 12 نوفمبر الجاري.
وضمن إطار مهمة الجمعية في تشجيع الاستخدام القانوني والسليم للمحتوى المنشور، يعمل فريقها على مدار أيام المعرض على تعريف الزوار بمفهوم حق النسخ، وأهميته في حماية عمل منشئي المحتوى واحترام الحقوق الإبداعية، ومساهمته المباشرة في تطوير قطاع النشر وتعزيز الاقتصاد الإبداعي، لما له من دور في دعم بيئة محفّزة للصناعات الإبداعية، تراعي ضمان حماية حقوق الناشرين والمؤلفين.
وتتضمن مشاركة جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ في المعرض، تنظيم جلسة حوارية بعنوان «الكتّاب والناشرين.. بين الإبداع وحقوق النسخ» بمشاركة كل من مجد الشحي مديرة جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ، والكاتبة عليا الشامسي، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، والمستشار الدكتور محمد الكمالي عضو مجلس إدارة الجمعية وخبير في مجال حقوق النسخ، لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه القطاع الإبداعي فيما يخص انتهاك حقوق النسخ، والحلول المطروحة من قبل الجمعية كونها منظّمة إدارة جماعية رائدة في المجال.
وحول مشاركة الجمعية في المعرض، قالت مجد الشحي: ” نؤمن في الجمعية بأن ثقافتنا تنمو عندما نتمكن من الوصول إلى الأعمال الأدبية دون انتهاك حقوق النسخ. من هنا، نحرص على نشر المعرفة حول هذا الأمر، وتحسين تجارب المبدعين والمستخدمين على حد سواء. ويمنحنا معرض الشارقة الدولي للكتاب منصة مثالية للقيام بذلك. لهذا، حرصنا على عقد جلسة حوارية لتعريف أكبر شريحة ممكنة من الجمهور على دورنا في هذا المجال، وتشجيع المهتمين للانضمام إلينا لحماية حقوقهم وتعزيز إنتاجيتهم”.
وأضافت: “عبر مشاركتنا في هذا المعرض العالمي نسعى إلى إيصال رسالة مهمة إلى جمهورنا تتلخص في أننا إن لم نحترم حقوق الأعمال الإبداعية، فلن يكون هناك كتب نستطيع قراءتها في نهاية المطاف. ولهم أن يتخيلوا عالماً بلا كتب”.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الإمارات لإدارة حقوق النسخ
إقرأ أيضاً:
معرض جدة للكتاب يجمع بين المعرفة والترفيه والبرامج الثقافية المميزة.. و”المخفضة” تستهوي الزوار
جدة – صالح الخزمري
وأنت تتجول في معرض جدة للكتاب يلفت انتباهك كل شيء في المعرض، فليست الكتب وحدها عامل الجذب، فالمعرض من أبرز الأحداث الثقافية في المملكة؛ إذ يستقطب الزوار من جميع الأعمار والهوايات، ويعد ملاذًا معرفيًا وترفيهيًا متنوعًا، يسهم في إثراء الفكر والعقل بعيدًا عن التقليدية المعتادة.
ويمضي الزوار بين أروقة المعرض مستمتعين بأحدث إصدارات الكتب والإصدارات الثقافية، بينما يكتشفون كل ما هو جديد في عالم المعرفة، والألعاب والتقنيات الحديثة، بما في ذلك أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي.
ويحتفل المعرض في نسخته لهذا العام بمساحة خاصة للطفل، تعد الأكبر في تاريخ المعرض؛ إذ يتاح للطفل اكتشاف عالم صناعة الرسوم المتحركة، والتعرف على الكتب التعليمية التي تناسب كل مرحلة عمرية، إلى جانب الوسائل التعليمية المتطورة التي تحسن تجربة التعلم.
ومن بين أبرز معالم المعرض يبرز جناح الإبل، الذي يعكس اهتمام “هيئة الأدب والنشر والترجمة” بهذا الكائن التاريخي، ويستعرض تطور الثقافة المرتبطة بالإبل عبر العصور.
ويقدم الجناح المعلومات بأسلوب مبتكر ومشوق، من خلال أحدث التقنيات التي تبرز أنواع الإبل وتاريخها، إضافة إلى الأبيات الشعرية التي تمجد هذا الكائن الأصيل.
ويولي المعرض أيضًا اهتمامًا خاصًا لهواية القراءة، مع التركيز على إصدارات “المانجا” العربية الموجهة للصغار والشباب، حيث تعرض القصص المصورة اليابانية والسعودية التي تحفز الإبداع وتطور المحتوى الثقافي في هذا المجال.
كما تعرض مجسمات لشخصيات المانجا الشهيرة، مع عروض تفاعلية، تجذب الزوار من جميع الأعمار، مما يجعل المعرض مزيجًا مثاليًا من الفائدة والمرح.
وضمن جولة الجزيرة في أرجاء المعرض كان مما يسترعي الانتباه ركن الكتب المخفضة بمساحته الكبيرة، هذا الركن الذي اكتظ بزائري المعرض، ويحوي شتى فنون المعرفة من الكتب الدينية والتربوية وكتب الثقافة العامة والحاسب والكتب العلمية والأدب وكتب الطفل والاقتصاد والقانون والإعلام، وغيرها.
ويوجد أيضا ركن الشركة الإماراتية بق بادول، ويحوي كتبًا مخفضة للأطفال والألعاب التربوية، وكتبًا للكبار باللغة الإنجليزية.
وتوقفت الجزيرة أمام دار تشكيل التي تحوي كتبًا في شتى فنون المعرفة. وبسؤالهم عن أبرز الكتب الأكثر مبيعًا كانت الإجابة: المزهاف لخليفة الغالب – دموع الرمل لشتيوي الغيثي – فن الملاحظة للدكتورة نهى العويضي – المرونة النفسية ووالقلق السلبي للدكتور بندر الجلالة. وغيرها.
وفي الجانب الآخر، حيث النشاط الثقافي، كان من أبرز الندوات لعشاق الرواية ندوة: تحولات الرواية العربية للروائي الكويتي: د. طالب الرفاعي، الذي أشار فيها إلى أن الحكاية موجودة منذ وجود الإنسان الأول، وهي تقدم خبرة إنسانية إلى أن تطور هذا الشكل، وأتى ما يعرف بالحكواتي، وتحول بعد ذلك إلى الكاتب والمؤلف.
وعن تاريخ الرواية قال إن للرواية تاريخًا طويلاً، وبدايتها في المملكة العربية السعودية برواية التوأمان لعبد القدوس الأنصاري سنة: 1930م. وخلال هذه الفترة جاءت المئات من الأسماء.
وعن أهم الصفات التي تميز الرواية أشار إلى أنها تستوعب الأجناس الأدبية الأخرى.
وركز د. طالب على أهمية القراءة حتى تصبح كاتبًا ماهرًا، خاصة بالنسبة للأطفال، فالقراءة قلم الكاتب.
وعن أهمية الموهبة للروائي قال هي مطلوبة، ولكن تعلم أصول الكتابة مطلوب، فالموهبة وحدها لا تكفي.
ونصح الشباب الروائيين بعدم التسرع في النشر والتركيز على القراءة أولاً.
واستحوذت صناعة البودكاست على اهتمام زوار معرض جدة للكتاب 2024، حيث قدم الأستاذ ثمود بن محفوظ ورشة عمل بعنوان “رحلة صناعة البودكاست” ضمن البرنامج الثقافي للمعرض في نسخته الثالثة، مستعرضًا خطوات عملية لإطلاق البودكاست، وإبداع محتوى مميز.
واستهل محفوظ ورشته بإلقاء الضوء على الجذور التقنية للبودكاست، مشيرًا إلى أنه منصة حرة خالية من قيود التحرير، مما جعله مجالاً جاذبًا للكثيرين، لكنه نوه بأن إدخال عنصر الفيديو للبودكاست أفقده بعضًا من عفويته، وحوله إلى إطار أكثر رسمية، مع بروز أهداف مادية لدى البعض.
كما تناول أنواع البودكاست المتعددة، مميزًا بينها: البودكاست الحواري، وهو لقاء بين طرفين، والبودكاست السردي أو الاستقصائي، ويتميز بطابعه القصصي، ويتطلب تجهيزًا مكثفًا. أما البودكاست الإلقائي فهو يعتمد على فرد واحد يطرح محتواه.
وأوضح أن اختيار النوع المناسب يعتمد على أهداف ورغبات صانع المحتوى، مؤكدا أن البداية تتطلب أدوات بسيطة، مثل الكاميرا والمايكروفون، مع منصة نشر مجانية، ومكان معزول عن الضوضاء.
وشدد على أهمية التسويق الذاتي، واستغلال التشويق والتعاون مع محترفي المجال.
واسترجع زوار معرض جدة للكتاب 2024 ذكريات المدن ورواياتها الأدبية في ندوة مميزة بعنوان “مسافات في مدن الآخرين: أدب الرحلات”، أدارها الصحفي المتمرس الأستاذ هاشم الجحدلي، واستضافت الروائي المصري الكبير الأستاذ إبراهيم عبدالمجيد.
وألقى عبدالمجيد الضوء على أهمية المدن في الأدب بوصفها نافذة للتعرف على ثقافات الشعوب ومعايشتهم، مشيرًا إلى الفارق بين رؤية الكاتب الأدبية وروايات سكان المدن أنفسهم، وقال: “الأدب يحتاج إلى خيال يستدعيه الكاتب، وشخوص تديره، بينما أهل المدينة تقتصر ملاحظاتهم على الواقع”.
وقدم عبدالمجيد للحضور نبذة ثرية عن مدينة الإسكندرية، موضحًا مكانتها الأدبية والتاريخية على مدار ثمانية قرون، ووصفها بأنها “منبع الفنون بأنواعها”، مشيرًا إلى كونها مهد أول استوديو سينمائي ومأوى للمضطهدين العرب الذين لجؤوا إليها عبر التاريخ.
كما استعرض أجزاء من كتاباته عن الإسكندرية، خاصة ثلاثية المدن المكونة من روايات: “لا أحد ينام في الإسكندرية”، و”طيور العنبر”، و”الإسكندرية في غيمة”، التي عكست التغيرات التاريخية التي طرأت على المدينة، مع التركيز على مساهمتها في التعليم، ودورها في التأثير على القاهرة.
وتحدث عبدالمجيد أيضًا عن شغفه بكتابة المدن التي زارها كثيرًا، وقال: “هناك مدن لا تنسى، فهي تمد الكاتب بثقافة عميقة عن مجتمعها، وكيفية تقبلها للآخر”.
كما اعترف بأن إعجابه بالروائي نجيب محفوظ كان الدافع الأكبر لاستقراره في القاهرة عام 1974، واستلهم من شخصيات نجيب محفوظ روايات عدة، أبرزها رواية “هنا القاهرة”، التي استحضرت ملامح القاهرة الجميلة التي عاشها.
وفي سياق حديثه، استعرض عبدالمجيد تجربته خلال عمله في مدينة تبوك بالمملكة العربية السعودية، التي دامت عامًا واحدًا، وفتح خلالها جسورًا مع الصحافة السعودية، ووثق تلك الفترة في رواية “البلدة الأخرى”، التي نالت جائزة نجيب محفوظ، وكانت أول أعماله عن مدن العالم.
وضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2024 أقيمت ورشة مميزة بعنوان “صناعة مسرح الطفل”، قدمها أ.د نعمان محمد كدوه، أستاذ الدراما والنقد بجامعة الملك عبدالعزيز، والحاصل على دكتوراه في الدراما.
وسلط كدوه الضوء على أسرار هذا الفن، ودوره في صناعة الوعي، بدءًا من بلورة الفكرة، مرورًا بأساليب الكتابة الإبداعية بأبعادها المتنوعة، وصولاً إلى تقديم عروض مسرحية مشوقة، تجمع بين الأداء الفني والتقنيات الحديثة.
وأكد أن مسرح الطفل يتجاوز كونه وسيلة ترفيهية ليصبح أداة تعليمية مميزة، تنمي خيال الأطفال، وتعزز القيم الإنسانية، مقدمًا محتوى هادفًا ومؤثرًا.
وتطرقت الورشة إلى محورين أساسيين، هما: صناعة الفكرة، من خلال التمييز بين الفكرة الإبداعية بوصفها هدفًا أو مشروعًا، وابتكار أفكار جذابة مستوحاة من العوالم الواقعية أو الخيالية، مثل الألغاز، والألعاب، والرسوم المتحركة، وأفلام الأطفال، مع دمجها بأغنيات واستعراضات وأداء تقليدي.
أما المحور الثاني فهو بناء المتن الدرامي، عبر صياغة الأفكار في قوالب درامية، تجمع بين الخيال والعاطفة، مع التركيز على عناصر مثل الأحداث، والحوارات، والصراع، والحركة، والبناء الدرامي، والشخصيات.
واختتم كدوه الورشة بتقديم نصائح حول تسويق العروض المسرحية بأسلوب جذاب ومبتكر يجذب الجمهور.
ومن الفعاليات الأدبية لمعرض جدة للكتاب 2024 تنظيم فعالية أدبية ضمن برنامجه الثقافي المتنوع، استضافت الأستاذ أحمد مشرف في ورشة عمل بعنوان “حديث كتاب” للحديث عن كتابه الشهير “ثورة الفن”.
الفعالية تميزت بحضور كبير من الشباب والشابات، وأتاحت للجمهور فرصة التعرف على أفكار الكتاب ورسائله الملهمة.
وقدم مشرف نبذة مختصرة عن كتابه، الذي حقق انتشارًا واسعًا، وعبر عن سعادته بالقبول الذي حظي به العمل مقارنة بكتبه السابقة، مشيرًا إلى أن هذا النجاح منح الكتاب مكانة خاصة في مسيرته الأدبية.
وأكد أن التسويق الفعال لعب دورًا أساسيًا في وصول الكتاب إلى هذا الجمهور العريض.
وتحدث مشرف عن مضمون الكتاب، موضحًا أنه يعالج قضايا محورية تتعلق بالفن والإبداع؛ إذ يستعرض كيف يمكن للفنان والكاتب تحقيق التوازن بين النجاح المادي، والالتزام بالشغف والإبداع.. وقال: “النجاح لا يتقاطع مع المثابرة أو حب العمل الصادق، فالإنجاز في النهاية لك وحدك، وهو نتاج حرصك واستمراريتك”.
وأضاف بأن الكتاب يناقش أيضًا تحديات الإبداع، مشيرًا إلى الإشكالية التي تواجه العديد من الفنانين والكتاب، وهي ما سماها بـ”الإيغو”، موضحًا أن ردود الفعل السلبية قد تثبط عزيمة المبدع، ما يؤدي أحيانًا إلى التردد أو الشعور بالعجز عن الاستمرار.
وعن تجربته الشخصية، قال: “تجربة الكتابة ليست حكرًا على الأدب، بل تنطبق على جميع فنون الحياة. التعليم المستمر، مهما بلغ الإنسان من خبرة، يزيد من ثقته بنفسه، ويعزز منجزاته، كما أن الابتعاد عن الخوف والثقة المفرطة هو مفتاح الاستمرارية”.
من الورش التي نظمها المعرض في يومه السادس:
* مقام عزيز (المقامات الصوتية) – أ. عزيز سليم.
* التضليل الإعلامي – أ. حسن رحماني.
* التحولات الفكرية وبيئات الاتصال – د. فايز الأسمري.