ثلاجات الموتى لا تعمل ونقص حاد في الأكفان.. أزمة الموت تتفاقم في غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
رائحة الموت في غزة تزكم الأنوف، القبور امتلأت وفاضت بساكنيها، والأكفان نفدت، من بين أزمات كثيرة خلقها العدوان الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة، برزت أزمة نقص القبور والأكفان وأكياس الموتى وواجهت السلطات المسؤولة في القطاع المحتل أزمة في مجاراة الأعداد اليومية من الشهداء، بداية من نقص أكياس الموتى المستخدمة لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، مرورا بالأكفان، وحتى القبور.
«الوضع كتير صعب، ثلاجات الموتى لا تعمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وأكياس الموتى تتناقص يوميا»، هكذا يبدو المشهد من داخل مستشفى القدس بغزة، وجميع مستشفيات القطاع، بحسب رواية محمد أبو مصبح، المتحدث الإعلامي باسم مستشفى القدس بغزة، ومدير الإسعاف والطوارئ والمتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، الذي اعتبر أن القطاع في أزمة إنسانية حقيقية تقود النظام الصحي إلى كارثة في حال استمرار الحرب على غزة بهذه الوتيرة.
تهديدات مستمرة بالقصفمشاهد رعب حقيقي يعيشها أفراد الطاقم الطبي داخل مستشفيات غزة، وسط تزايد أعداد الجرحى وامتلاء ثلاجات حفظ الموتى بجثامين الشهداء على مدار الساعة، تزداد قتامة المشهد بتهديدات الاحتلال المستمرة للعاملين بمستشفى القدس بضرورة إخلاءها حتى لا تتعرض للقصف، ما يقود للتساؤل حوف كيفية إجلاء المئات من المصابين ومثلهم من المدنيين الذين احتموا في طرقات المستشفى بعد قصف منازلهم؟، «كيف بدنا نخرج كل الأعداد دي؟ مين يضمن سلامتهم ده إعدام بالبطء» بحسب حديث أبو مصبح لـ«الوطن».
تابع المتحدث باسم مستشفى القدس والهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، حديثه عن الوضع في المستشفى الذي كرر الاحتلال تهديداته بشأن قصفه، مؤكدا أن مخزون الوقود المتبقي لا يكفي للعمل سوى يوم واحد، وإذا لم يتم التدخل لإدخال الوقود والمساعدات الطبية سينهار النظام الصحي بالكامل، «طالبونا كتير بالإخلاء ونقل الجرحى في جنوب القطاع ولكن لا توجد مسافة آمنة لهم، لا يوجد وسائل نقل كيف واين سيتم نقلهم في ظل امتلاء المسشفيات بالجنوب»، حسب وصفه.
خسارة سيارات إسعاف في القصفتعرض محيط المستشفى للقصف المتكرر في الأيام الماضية، ما تسبب في كسر زجاج النوافذ، وخروج المستودعات الرئيسية للوقود عن العمل بسبب تضررها من القصف، إلى جانب خسارة عدد من سيارات الإسعاف الخاصة بمستشفى القدس، ما وضع الطاقم الطبي في أزمة حقيقية، وصفها بكلمات «نحن نعمل بآخر ما تبقى من المخزون الاستراتيجي من الوقود، المخزون الطبي والإسعافي ينفد لدينا، نحن على أعتاب كارثة صحية»، حيث يعمل المستشفى بأكمله بطاقة 27 سيارة إسعاف فقط من أصل 40 سيارة، إلى جانب استشهاد عدد من المسعفين المتطوعين بالهلال الأحمر.
نقص إمدادات الوقود والتهديد المستمر بقصف مستشفى القدس، ليست الأزمة الوحيدة فقط التي تواجه الطواقم الطبية، بس هناك أزمة كبيرة في غرف الرعاية ونقص أدوات النظافة المتوفرة لهؤلاء الجرحى و النازحين المقيمين بالمستشفى للاحتماء بها، فضلا عن صعوبة عبور فرق الإنقاذ لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، ما يقود القطاع بأكمله إلى كارثة بيئية إذا تحللت جثامين الضحايا تحت الأنقاض، «هتحصل كارثة صحية وبيئية، نناشد بالتدخل»، حسب قول المتحدث الرسمي باسم مستشفى القدس والهلال الأحمر في غزة.
توقف ثلاجات حفظ الموتىثلاجات حفظ الموتى خرجت عن العمل في ظل نفاد مخزون الوقود بمستشفى القدس، وزاد المشهد صعوبة حين نقصت أعداد أكياس الموتى والأكفان، ما دفع الطواقم الطبية إلى سرعة دفن جثامين الشهداء، بعضهم يتم دفنه في مقابر جماعية قبل وصول ذويهم، «مفيش أكياس حفظ ولا أكفان بنضطر للدفن السريع»، وسط مناشدة عاجلة من أبو مصبح، بضرورة التدخل الإنساني العاجل وتحييد المستشفيات من القصف والصراع القائم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قطاع الصحة الفلسطينية فلسطين غزة مستشفى القدس فی غزة
إقرأ أيضاً:
وصول المحررين الـ7 الى مستشفى اللبناني - الإيطالي
وصل المواطنون الـ7 الذين كانو اعتقلوا من قبل العدوّ الاسرائيلي إلى مستشفى اللبناني - الإيطالي، حيث نقلهم الصليب الأحمر بمرافقة الصليب الأحمر الدولي وقوات "اليونيفيل" وبمؤازرة من الجيش. وخضع المحررون إلى الفحوصات الطبية، وكان في استقبالهم امام حرم المستشفى اهاليهم.
وبعد اجراء الفحوصات الطبية اللازمة، اصطحبت مخابرات الجيش المفرج عنهم إلى مقر المخابرات في صيدا لإجراء التحقيقات.