تابع مرصد الأزهر الوثيقة الرسمية الصادرة عن الاستخبارات الصهيونية التي نشر محتواها موقع "سيحاه مقوميت" بشكل كامل لأول مرة، وتضمنت توصية بتهجير جميع سكان قطاع غزة قسرًا إلى شمال سيناء بشكل دائم باعتبار ذلك الخيار المفضل بين بدائل ثلاث طرحتها الوثيقة بشأن مستقبل الفلسطينيين بعد نهاية الحرب الدائرة، كما دعت إلى إشراك المجتمع الدولي في هذا المخطط.

 
ووضحت تلك الوثيقة الغرض الحقيقي من وراء حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة بهذا الشكل الوحشي؛ حيث أوصت بتهجير سكان القطاع باعتبارها النتيجة الطبيعية لتلك الحرب الدائرة.
وأوردت مخططًا تفصيليًا لعملية التهجير قسمته إلى مرحلتين: 
المرحلة الأولى: ضرورة العمل على إجبار سكان غزة على النزوح إلى جنوب القطاع، في الوقت الذي تتركز فيه الغارات الجوية على شمال القطاع. 
المرحلة الثانية: يبدأ الاجتياح البري في غزة، الذي سيؤدي إلى احتلال كل القطاع، من الشمال إلى الجنوب، وتطهير الأنفاق من المقاومة.
والهدف من ذلك هو خلق بيئة للتهجير القسري، تدفع سكان القطاع دفعًا إلى النزوح للأراضي المصرية، ولا يسمح لهم بالعودة إلى القطاع مرة أخرى بشكل دائم، مع مراعاة الحفاظ على مسارات المرور المتجهة جنوبًا، حتى يتسنى إجلاء السكان المدنيين نحو رفح.
وتقترح الوثيقة تقديم حملة ترويجية لتشجيع سكان غزة على الموافقة على هذا المخطط، ودفعهم إلى التخلي عن أراضيهم، على أن تدور رسائل الحملة حول ضياع الأرض، وفقدان الأمل في العودة إلى الأراضي التي سيحتلها الكيان الصهـيوني "في المستقبل القريب"، وإقناعهم أن الله جعلهم يفقدون أرض غزة بسبب قادة المقاومة.
وتتجلى تلك المخططات الصهـيونية في منشورات التهديد التي تلقيها طائرات الاحتلال على سكان شمال القطاع ووسطه، في إطار الحرب النفسية الصهيونية الممنهجة ضد المدنيين.
وأكد المرصد، أن هذا المخطط لا يُمكن فصله عن ما يدور في الضفة الغربية من مخططات مشابهة، والتي كان آخرها قيام مستوطنون متطرفون بتوزيع منشورات، قرب بلدة ديراستيا غرب سلفيت، حملت تهديدات مباشرة للفلسطينيين بالقتل والترحيل من أراضيهم، ووعيد بـ"نكبة جديدة" على غرار نكبة 1948م، إلى جانب العصابات التي تم تشكيلها مثل ميليشيا "تخوم الصحراء" الصهيونية المكونة من عتاة المتطرفين بغرض التطهير العرقي في صحراء الضفة الغربية منذ أكثر من عامين ونصف سرًا والتي تركز إرهابها على "صحراء الخليل" و"غور الأردن"؛ بهدف دفع سكانها إلى ترك أرضهم بحثًا عن الأمان بعد أعمال الإرهاب والقتل والإذلال التي يتعرضون لها باستمرار.
وأشار المرصد، إلى أن ميليشيات المستوطنين بمساعدة جنود جيش الاحتلال تصعد من عنفها تجاه الفلسطينيين القرويين في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ السابع من شهر أكتوبر، حيث قامت بإغلاق جميع مداخل قرية سوسيا "قرية صغيرة في مسافر يطا في جبل الخليل" بالحجارة الكبيرة، وكذلك الطرق المؤدية إلى بلدة يطا القريبة، حيث يشتري سكان القرية القرويون المواد الغذائية والإمدادات، وقاموا بمنعهم من فتح الطريق، والاعتداء عليهم أكثر من أي وقت مضى.
الأمر الذي يعني عدم قدرة سكان القرية من شراء الطعام لقطعان الماشية، حيث يعد رعي الأغنام هو مصدر الرزق الرئيس لسكان القرية من الفلسطينيين، وبالتالي يضطروا إلى بيع قطعناهم أو الخروج من بلدتهم، وخاصة بعد تدمير ميليشيات المستوطنين بمساعدة جنود جيش الاحتلال آبار المياه في المنطقة بشكل منهجي، والتي توفر حوالي 60% من استهلاك القرية من المياه، في محاولة متعمدة لتهجير الأهالي عن أراضيهم.
ولفت المرصد، إلى أنه منذ السابع من أكتوبر تم طرد ما لا يقل عن 13 تجمعا فلسطينيًا من منازلهم في أنحاء الضفة الغربية بواسطة الترهيب والعنف من جانب المستوطنين وجنود الاحتلال. مؤكدًا أن هذه الأعمال الإرهابية تأتي ضمن خطة ممنهجة لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أراضيه في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل.
وحذر مرصد الأزهر، من خطورة نوايا الاحتلال المبيتة لتهجير جميع أبناء الشعب الفلسطيني من أراضيه عبر وسائل عديدة، من ضمنها: عنف المستوطنين وإرهابهم، زعم القضاء على الحركات الإرهابية، وغيرها من السبل الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وشدد على خطورة غض الطرف عن مثل هذه التصرفات، خاصة أنها تعيد إلى الأذهان صور الأحداث التي سبقت النكبة الفلسطينية، وهو ما يعني إنهاء الحق الفلسطيني لصالح تهويد أرض فلسطين التاريخية كليًّا.

398184888_737692351708400_3925103032201546516_n

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مرصد الأزهر غزة شمال سيناء الكيان الصهيوني تهجير سكان غزة

إقرأ أيضاً:

جنود الاحتلال يعتدون على سيدتين ويحتجزون طفلا بالضفة الغربية

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها في الضفة الغربية المحتلة، إذ اقتحمت بلدة الخضر جنوبي بيت لحم مساء أمس الأحد، واحتجزت طفلا بالقوة بعد الاعتداء على سيدتين.

وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق العنف الممارس على السيدتين والطفل أثناء عملية احتجاز الطفل لمدة، قبل أن يتم إطلاق سراحه لاحقا.

جنود الاحتلال يعتدون على سيدتين ويحتجزون طفلًا في بلدة الخضر جنوبي بيت لحم بالضفة الغربية pic.twitter.com/LJhzDz421g

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) November 24, 2024

وذكرت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية كثفت عمليات اقتحامها لبلدة الخضر بشكل شبه يومي، حيث تمارس التنكيل بالسكان وتسيّر دورياتها العسكرية وتضع الحواجز على مداخل البلدة وتفتش المركبات.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية، فإن الجنود تمركزوا في مناطق "البوابة" و"الجامع الكبير" و"البالوع"، وأطلقوا قنابل الغاز السام والصوت، مما تسبب في حالة من الذعر بين السكان، دون تسجيل إصابات.

أما في بلدة يعبد جنوب غربي جنين فاقتحمت قوات الاحتلال البلدة من مدخلها الشرقي، واندلعت مواجهات عنيفة أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي، مما أدى إلى استشهاد الطفل محمد ربيع جمال حمارشة (13 عاما) والشاب أحمد محمود زيد (20 عاما).

ومنذ مساء أمس الأحد وحتى صباح اليوم الاثنين اعتقلت قوات الاحتلال 29 فلسطينيا على الأقل، بينهم طفل وامرأة وأسرى محررون.

وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني بأن الاعتقالات تركزت في بلدة باقة الحطب بمحافظة قلقيلية، حيث جرى اعتقال 11 مواطنا، في حين توزعت بقية الاعتقالات على مناطق مختلفة، مثل الخليل ورام الله وأريحا وجنين وبيت لحم والقدس.

وتتزامن هذه الاعتداءات مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فوفق معطيات رسمية فلسطينية أسفر تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة عن استشهاد 795 شخصا وإصابة أكثر من 6450.

مقالات مشابهة

  • إصابة اثنين من قوات الاحتلال إثر عملية دهس في الخليل بالضفة الغربية
  • الاحتلال يعتقل 16 فلسطينيا في الضفة الغربية
  • واشنطن تطالب إسرائيل بكبح عنف المستوطنين بالضفة الغربية
  • جنود الاحتلال يعتدون على سيدتين ويحتجزون طفلا بالضفة الغربية
  • وزير الخارجية: نرفض بشكل كامل تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم
  • وزير الخارجية: مصر ترفض المساس بسيادة لبنان وتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم
  • الاحتلال الإسرائيلي يحاصر منطقة الخليل في الضفة الغربية
  • نتنياهو يندد بعنف المستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية
  • بينهم أسرى سابقون.. الاحتلال يعتقل 12 مواطنا بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تدفع بآلياتها العسكرية إلى قرية المغير شرق رام الله بالضفة الغربية