اكتشاف “كتاب الموتى” مع مومياوات مصرية قديمة!
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
مصر – اكتشف علماء الآثار، أثناء قيامهم بحفر مقبرة عمرها 3500 عام، ما يُعرف بـ”كتاب موتى” مصري قديم مليء بالتعاويذ لإرشاد المتوفى في الحياة الآخرة.
ويقدر طول اللفافة، التي كُشف عنها كجزء من عرض لأحدث الاكتشافات الأثرية من مقبرة تونا الجبل بوسط مصر، بما يتراوح بين 43 إلى 49 قدما (نحو 14.9 متر).
وكانت مثل هذه اللفائف عنصرا شائعا في عمليات الدفن في مصر القديمة، وكانت التعويذات الخاصة بها شكلا من أشكال “تأمين الانتقال” الخارق للطبيعة، وفقا لحديث سارة كول، الأمينة المساعدة في قسم الآثار في متحف J.
وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية في بيان صدر يوم 15 أكتوبر، إن الفحص المبكر للمخطوطة التي عثر عليها في تونا الجبل كشف عن وجود إشارة إلى “كتاب الموتى”.
ولم تكن اللفافة هي الكنز الوحيد المكتشف في الموقع، الذي تم إنشاؤه خلال عصر الدولة الحديثة والذي يعود تاريخه إلى حوالي 1550 إلى 1070 قبل الميلاد.
وعثر علماء الآثار على مومياوات، يُعتقد أنها تعود لمسؤولين رفيعي المستوى، وبعضها موجودة في التوابيت الحجرية المزخرفة في حالة جيدة من الحفظ، وفقا لموقع “لايف ساينس”.
وكشف الاكتشاف أيضا عن أوعية نادرة مصنوعة من المرمر، تستخدم لتخزين الأعضاء المهمة روحيا أثناء التحنيط، و”آلاف” التمائم، وفقا للبيان.
ولا يعد العثور على نسخة من “كتاب الموتى” خارجا عن المألوف. لكن من “النادر جدا” العثور على لفافة مماثلة لا تزال في القبر حيث دُفنت، حسبما قال فوي سكالف، عالم المصريات بجامعة شيكاغو.
ومع ذلك، أشار سكالف إلى أنه لم يتم نشر الكثير من المعلومات حول اللفافة، ومن الصعب معرفة مدى أهميتها دون مزيد من التدقيق.
وقالت لارا فايس، الخبيرة في “كتاب الموتى” والمديرة التنفيذية لمتحف Roemer and Pelizaeus في ألمانيا: “إذا كانت هذه اللفافة طويلة ومحفوظة جيدا، فهي بالتأكيد اكتشاف رائع ومثير للاهتمام”.
وكان يُعتقد أن الرحلة إلى الحياة الآخرة صعبة للغاية، وكانت هذه المجموعة من التعليمات، التي توضع مع المتوفى في القبر، تهدف إلى مساعدة الروح في العثور على طريقها إلى هناك، كما قال جون تايلور، أمين المتحف البريطاني لمصر القديمة والسودان، في منشور مدونة في عام 2010.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: کتاب الموتى
إقرأ أيضاً:
الجزء الرابع من كتاب .. قبس في مدن عاهرة ..
بقلم : حسين الذكر ..
(4) بين يدي القدر ..
من الغريب ظهور الضابط ورئيس حرس القصر بمظهر المضطرب اذ انه امتنع عن ضرب او الإساءة الى بهمان بل اصدر أوامره باحترامه ومن قبض عليهم معه .. حتى انه امر بالاحسان لهم ومن ثم فصلهم عن الراس المطلوب .. وقال لهم : ( انتظروا هنا حتى يامر الملك لعل شيءً غريباً قد يحدث ، ما لم يكن متوقع الحدوث من قبل ..) .
تبسمر الجميع بغرفة طغى عليها سريان الخوف الكامن بالنفوس جراء فواجع ما يسمعون ويفهمون من قصص المكان ولا انسانيته .. فضلا عن احاسيس عشقية أخذت تعتجن وتسري في دواخلهم لدرجة لم يبق معها أي نوع من أنواع الخشية من الموت او غيره .. فالرقاب منتظرة والعيون متطلعة .. حتى وصل الامر وصدرت التوجيهات المشددة بان يبقوا على صمت حتى يامر الحاكم وهو صاحب القرار الأخير .. حينما نطق الضابط هذه الجملة انبجست دمعة حرى اغرقت عينيه ومسحت وجنتيه بصورة اهتزت لها أجساد الرجال والشباب ممن اخذوا يتغنون بنشيد الهمس المترجم على شكل انفاس دافقة وشهقات متصاعدة لا يفهمها الا من يجيد لغة العشق والموت …
فيما انطلق صوت البوق معلنا نشيد الحزن حيث تمرر الضحية امام الكهنة وفوقهم الاههم المزعوم … حتى يتوقف الضابط منحنيا بين يد العرش وهو يقول : ( سيدي المطاع حيث لا مفر لمن لا يجيد فن الطاعة ولا رحمة لمن لا يحسن عند عرشك الارتحام .. اليوم نقف على اعتاب عبد من عبيدك لطالما كان له صوت رخيم وقصص عجيبة تصلح ان تكون سلوى لبلاط الملك وكرسي العرش .. وقد تعجبت من وجوده هنا برغم سلميته المعهودة وسلوكه الحكيم المبتعد عن شؤون الملك وافق السماء ، اذ انه كما عهدناه منذ زمن سحيق لا يتطلع الى اعلى ولا يجيد فن الترتيل خارج سرب الطاعة .. فضلا عن كبر سنه التي اوجدت له قبراً دائماً لا يستحق ان يشغل الملك نفسه بحفره له .. كما ان اتباعا له يدعون ويجيدون استنطاق السماء كلما يدعونها بمظلمة ما احيطت او وقعت عليهم كما يدعون .. فهل يامر جلالة الحاكم المبجل المطاع بقطع راسه او تشنيف مسامعك بصباحات غير مسموعة من قبل … وآمل ان يتذوق جلالتكم بعض منها قبل الرحيل المنطوق من شفتي العرش على روح هذا الصوت الرخيم .. كما اني القيت القبض على بعض رجالاته ممن كانوا يودون استماع اخر تلاوته تحت العرش حيث اختلط الحب بتابعية الرجل لدرجة انستهم حرارة حدة السيف ) ..
عند ذاك قال الملك وزمجر صوت لا يعرف من اين مصدره : ( ويحك اهنالك من لا يخشانا .. احقا في مدينتنا انفاس لا تزهق وهي تتنفس عكس هوانا وتزفر بطريقة لا تستساغ من اوامرنا ) .. هكذا دوى صوت من تحت قبة العرش بوجه الضابط الذي هز سيفه قائلا : ( كل الارواح لك الفدى ومن لا يجيد فن الموت هنا لا حياة له .. لكن ثمة شيء غير تقليدي قبل فوات اوانه يستحقه جلالتكم لا غيركم ان تشنفوا اسماعكم فيه وتمتعوا ناظريكم به ) ..
فقال له : ( وما هذا الجلل الذي تعدنا به ولم نسمع به من قبل.. ؟.. وهل هناك بوادر نبض سماوي ونطق سحري يعيش بين ظهرانينا كل تلك العقود التي ناخ وانحنى بها ظهر مدعوكم هذا .. دون ان يدري ويشعر بها جلالة عرشكم .. انه تمرد آخر ينبغي ان تسقط به الرؤوس اليوم بطريقة تنسجم مع غرابة صيدكم وصائدكم .. ) .
مضيفا بلهجة تقشعر من هولها الابدان : ( لكن قبل ان تبدا فعالية حفل العرش براسك أولا وبقية الرؤوس التي عندنا .. دعنا نرى صدق ما تدعي أيها المتمرد ..) .
ما هي الا لحظات واذا بالضابط ينحني ويقيد من قبل اخرين ويرمى تحت العرش ومن ثم يوميء احدهم الى زمرة أخرى من الجنود تات وهي تجر بهمان وخلفه خمسة رؤوس أخرى ..
قبل ان يدخلوهم من تحت العرش كما متوقع عند اقتطاع الرؤوس .. صرخ بهمان بكلام لم يفهمه الا الملك : ( العروش لا تروش وسترش دماؤنا كل الفروش ان لم ترع السماء رعاعها .. ) .. !!
بهذه الاثناء كان سمعان يستعر مع بقية جلاوزة القصر وحاشيته وهو يتمنى ان تنتهي هذه الحوارية غير المسبوقة التي يخشى عواقبها .. فرمى بصيد اخر قبل ان ينتهي مشهد الاستنطاق الخاص بزمرة بهمان .. لعله يخلط الأوراق وتصدر الاحكام الجمعية قبل ان يهتدي لشيء جديد يقلب موازينهم المعتادة ..
حسين الذكر