كلمات / حسين السليماني الحنشي
يا غزة
كل جرح فيك
جرحي
كل صوت فيك
يرفع الهامات،
من أرضي.
كل من مس شبراً منك
تداعت كل أركان وطني.
كل طفل يبكي،
يدمي كل ذوي القلوب.
نزفت منكم الدماء
تقدم الأبطال،
وقاوموا .
لسان حالهم
الله ربي.
*فلمَ استحللتِ يا أمتي ذبحي؟*
يا غزة
ربما كنا قساة
عليك،
فامنحينا شرف العيش
بين الشعوب
فالكل عريانا.
غزة
تمنحينا كل يوم
تاج نصر ،
وعزة
فأنتي ،
هبة الله للأمة،
فقد ملاها الحزن
بعد موت الغيرة،
والنخوة...
فقد غاب من
أمتي
من يحمل
ألرمح ...
يا أمتي
أيّ قبح
شوّه الأحلام فيكي.
يا غزة
كل شموخا فيك
شفاء الروح
اليوم،
الكل مجبول،
على عشقك،
يا أمة التحرير
من وطني.
تشرق شمسك
من بين الشموس
عزة
يا غزة
الكل يشدو،
باسمك الغالي
ويشدو.
يا أنشودة المجد.
يا جرح جريح
من أرضي ،
والعين تنظر...
يا غزة
كل جرح فيك جرحي!
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
شطرنج
لما علم الزميل الباكستاني نادر شاه مدير مكتب المدير العام، أني أعرف لعبة الشطرنج، اقترح مباراة بيني وبينه في اليوم التالي للحديث. فسألته: أين؟ قال: في المكتب بعد انتهاء الدوام. وافقت. وقد أحضر في اليوم الموعود صندوق الشطرنج وفيه البيادق. وعندما أزفت الساعة الخامسة وخمس دقائق، جئت إلى مكتبه حيث الهدوء يرين عليه بعد مغادرة جميع الزملاء. أما المدير العام، فلم يحضر في تلك الأمسية. وبدأنا المباراة ولم نكن ندري ماذا يجري في عالم الملكوت. ولم نلبث إلا ربع ساعة حتى سمعنا جلبة لم تسمح لنا أن نلملم الشاه والوزراء والقلاع والخيول والجنود ونحشرهم في صندوقهم في أذكى لعبة عرفها العالم منذ اختراع الشطرنج قبل ألفي عام على يد فيلسوف هندي. إذ ما أسرع ما انفتح الباب، وأشرف منه كبار مسؤولي الشركة وعلى رأسهم المدير العام الدكتور عبد الفتاح ناظر وصاحب الشركة بشحمه ولحمه الشيخ صالح كامل (رحمهما الله). تجمدنا بدنياً وشعورياً. ولم ندر ماذا نفعل. فليس الجو جو ترحيب، ونحن نلعب في عقر مكتب سكرتارية المدير العام. وقد خفف علينا الواقعة أن أحد الزائرين نظر إلى ساعته وقال لا بأس ما دام الدوام قد انتهى. يا لها من كلمة نزلت برداً وسلاماً عليّ وأيضا على زميلي نادر شاه الذي لا أعلم إن كان قد فهم الكلام بالعربية أم لا. وقف كبار القوم هؤلاء نحو دقيقتين، ثم انقلبوا على أعقابهم، ومضوا لشأنهم. طبعا انتهت المباراة. فقد كانت الزيارة من الزيارات النادرة للشيخ صالح كامل. انقضت القضية، ولم يعاتبنا أحد، ولم يلفت نظرنا أحد. رحمك الله يا شيخ صالح.
ولم أقابله فيما بعد إلا على مائدة عشاء لصديق مشترك بعد انقضاء أربعين سنة على المباراة. كان كلامه برداً وسلاماً على نفسي. فقد قال إننا نسينا حديثين شريفين كفيلين بإصلاح مجتمعنا. الأول: إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها. والثاني: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
وقد تذكرت كلام الشيخ صالح عندما شكى لي أحد الجيران أن راديو مسجدنا الذي يشغّله الإمام لسماع آذان مكة المكرمة لمعرفة توقيت الآذان في جدة، قد اختفى. وقال لي جار آخر إن المسجد الكبير في حي الثغر، قد تسلل إليه لصوص وسرقوا المايكروفونات منه. لا بد أنها عصابة. لأن سرقة الراديو الصغير الحجم سهل حمله وإخفائه. أما مايكروفونات كبيرة بسماعاتها العشر وما يتبعها من أجهزة وأسلاك فتلك مهمة لا يقدر لص أو لصان على تفكيكها، وحملها، ونقلها، ثم بيعها يعلم الله أين وكيف. والواقعتان فساد أخلاقي. الأولى: فردية، والثانية: جماعية. وهما مخالفتان للحديث الشريف، لأنهما سرقتان لراديو وقف لمعرفة وقت الآذان ولمايكروفونات وقف لاستفادة الركع السجود.
لم يعد مهماً أن نعرف نتيجة مباراة الشطرنج بيني وبين الزميل نادر شاه.