معهد واشنطن: حرب غزة تعصف بمشروع التطبيع في المغرب وشمال أفريقيا
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
أكد معهد واشنطن أن الحرب الدائرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، ستؤدي إلى زيادة صعوبة الحفاظ على التقدم الدبلوماسي الذي أحرزته الولايات المتحدة و"إسرائيل" في السنوات الأخيرة، مع حكومات شمال أفريقيا، ولاسيما مع المغرب، مع اشتداد المعارضة الشعبية.
وأشار المعهد في تحليل موجز لـ"سابينا هينبرج"، الباحثة في القضايا المتعلقة بالتحولات السياسية في شمال إفريقيا، إلى أن "المغرب هو البلد الأشدّ تأثراً، نظراً إلى علاقاته القوية نسبياً مع إسرائيل والولايات المتحدة، في حين أن الاتجاهات المناهِضة للتطبيع تتعزز بقوة في دول أخرى من المنطقة، مما يخلق تحديات جديدة لواشنطن".
وكانت المغرب و"إسرائيل" أقامتا علاقات دبلوماسية رسمية للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر 2020 بعد اتفاقات التطبيع التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل من جهة والبحرين والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى.
وفي المقابل، اعترفت الولايات المتحدة بسيادة الرباط على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، ومنذ ذلك الحين، تعمقت العلاقات المغربية مع "إسرائيل" بسرعة، لاسيما في المجال الأمني، وكذلك في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية.
وإثر هجمات حماس على "إسرائيل" في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أدانت التصريحات المغربية الرسمية استهداف المدنيين "من أي جهة كانت"، وشددت على ضرورة "الحوار والمفاوضات".
ولفت المعهد إلى "احتشاد آلاف المغاربة في الرباط للمطالبة بإلغاء اتفاق التطبيع، كما أشادت بعض الجهات الفاعلة، وأبرزها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بهجوم حماس، ووصفته بأنه عمل بطولي ورد فعل طبيعي ومشروع على الانتهاكات اليومية".
واستدرك التحليل أنه "حتى قبل الحرب، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن ثلث المغاربة فقط يؤيدون تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
ورأى أن "التعاون الاستراتيجي الملحوظ بين إسرائيل والمغرب القائم منذ عام 2020 قد يقع ضحية النتائج السلبية المترتبة عن أحداث غزة".
وشدد على أن "البلدين واظبا على تعزيز شراكتهما الأمنية، بما في ذلك من خلال بيع الطائرات بدون طيار، والدبابات، وبرامج التجسس التي هي أكثر إثارة للجدل، ومن المرجح أن تتباطأ عمليات نقل هذه الأسلحة بما أن قدرة الإمداد العسكرية الإسرائيلية تتعرض للضغط بسبب الحرب".
وأوضح أنه في البيان الأولي الصادر عن الجزائر بشأن هجمات حماس "جددت الحكومة قناعتها بأن الاحتلال الاستيطاني الصهيوني هو جوهر الصراع العربي-الإسرائيلي، وأن إنهاء المآسي الناجمة عن هذا الصراع يكمن بلا شك في الاستجابة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني".
ومنذ ذلك الحين، اتخذت الجزائر خطوات مختلفة لإظهار معارضتها الشديدة لإسرائيل وإظهار تضامنها مع الفلسطينيين، مثل تعليق الأحداث الرياضية.
وفي تونس، اتهم الرئيس قيس سعيّد إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" خلال اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن القومي في 18 تشرين الأول/أكتوبر، أي غداة انفجار المستشفى المعمداني، كما كانت ردود الفعل الشعبية قوية أيضاً، بحسب تحليل معهد واشنطن.
وفي ليبيا، اعتمدت الحكومتان المتنافستان هناك موقفاً موحداً في انتقاد "إسرائيل" من دون إدانة حماس. وكانت المشاعر الشعبية المحلية ضد الاحتلال مؤججة في الأساس، ففي آب/أغسطس الماضي، أثار اجتماع فاشل بين وزيري الخارجية الإسرائيلي والليبي بعض الاحتجاجات.
وفي موريتانيا، كانت ردود الفعل مشابهة، فقد وصفت الحكومة الهجمات بأنها "نتيجة منطقية للاستفزازات المستمرة والانتهاكات المنتظمة لحقوق الشعب الفلسطيني"، واندلعت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في نواكشوط.
ورأى المعهد أن "من المثير للاهتمام أن موريتانيا قامت سابقاً بتطبيع العلاقات مع إسرائيل تحت رعاية الولايات المتحدة وإسبانيا منذ 34 عاماً، لكن في عام 2008، أعلنت الحكومة قطع العلاقات مجدداً"، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ما أسماه الاحتلال بـ"عملية الرصاص المصبوب" على غزة والمعارضة الشعبية المتزايدة.
وأكدت الباحثة أن الموجة الحالية من الغضب الشعبي تجاه "إسرائيل"، تطرح تحديات جديدة أمام إدارة الشراكات الأمريكية مع دول شمال أفريقيا.
وألمح إلى أن تصاعد المشاعر المعادية لـ"إسرائيل" سيجعل من الصعب على واشنطن العمل في تونس، حيث سبق أن أدت تصرفات الرئيس سعيّد غير الديمقراطية إلى تخفيض المساعدات الثنائية الأمريكية.
حتى أن سعيّد رفض التمويل من "الاتحاد الأوروبي" كجزءٍ من حملته المناهِضة للغرب، مما يشير إلى مدى صعوبة استعادة الشراكة التي كانت قوية في السابق.
وفي دول أخرى، كانت واشنطن تسعى بنشاط إلى تعزيز علاقاتها مع الجزائر، كما تَبيّنَ في "الحوار الاستراتيجي" الثنائي الذي اختُتم مؤخراً، وزيارة وزير الخارجية الجزائري إلى واشنطن في آب/أغسطس، والرحلة التي قام بها نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوش هاريس في أيلول/سبتمبر إلى الجزائر والمغرب.
ولكن في أعقاب أزمة غزة، من المرجح أن تتخذ القيادة الجزائرية، بعض الخطوات لإبطاء هذه الالتزامات الثنائية، على الأقل علناً، وعلى نحوٍ مماثلٍ، قد يكون رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة مستعداً للمخاطرة بتوتر علاقاته مع الغرب من أجل النأي بنفسه عن كلٍ من حرب غزة، بحسب المعهد.
وفي الواقع، سبق أن بدأت بعض الحكومات في شمال أفريقيا بتعقيد الاستجابات الدبلوماسية الأمريكية لحرب غزة، فوفقاً لبعض التقارير قررت الجزائر وتونس عدم حضور قمة ستُعقَد في 21 تشرين الأول/أكتوبر في القاهرة، ربما بسبب شائعاتٍ عن مشاركة إسرائيل. ويبدو أن مجلس النواب التونسي يخطط لإقرار قانونٍ يجرّم التطبيع مع إسرائيل.
وتابع أنه "في غضون ذلك، قد تتضرر العلاقات مع المغرب إذا ظلت الولايات المتحدة منشغلة بشكل مفرط بالأولويات الإقليمية الأخرى - لا سيما حالياً بعد أن أصبح بإمكان الرباط الاعتماد بصورة أكثر على علاقاتها الاقتصادية المتنامية مع الصين".
وأصى أنه "حتى في ظل النطاق الحالي المحدود للانخراط الأمريكي، يجب أن تُواصل واشنطن على الأقل توفير الحد الأدنى من التمويل للبرامج التي تفيد شعوب شمال أفريقيا (مثل تعلّم اللغة الإنجليزية وبرامج التعليم الأخرى".
وخلص إلى أنه "على الولايات المتحدة أن تنظر في سبل تعزيز التكامل الإقليمي مع دمج المشاعر العامة حول القضية الفلسطينية، على سبيل المثال من خلال التبادلات العابرة للأوطان أو أشكال الحوار الأخرى حول هذا الموضوع".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حماس شمال أفريقيا المغرب التطبيع معهد واشنطن المغرب حماس التطبيع معهد واشنطن شمال أفريقيا سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة شمال أفریقیا مع إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
انطلاق أعمال الاجتماع التشاوري لخطوط مساندة الطفل في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا 2024
لكل طفل صوت .. شعار "الاجتماع التشاوري لخطوط مساندة الطفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024" والذي عقدته مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال في دبي، بمشاركة أكثر من 50 ممثلاً من خطوط مساندة الأطفال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعدد من المنظمات على الصعيد المحلي والوطني والاقليمي، ومؤسسات المجتمع المدني، ومسؤولين حكوميين من مختلف بهدف تعزيز وتوسيع نطاق ممارسات خطوط مساندة الأطفال.