وثائق بريطانية مهمة نشرتها شبكة «بي بي سي عربي» والخاصة بتهجير آلاف الفلسطينيين من غزة إلى العريش في سيناء عام 1971، وكشفت من خلالها خطة إسرائيل السرية والخبيثة.

الوثائق البريطانية، أجابت على كل التساؤلات التي يرددها المصريين، أبرزها الخوف على سيناء في ظل وضع الفلسطينيين المأساوي بسبب الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة المجاور، كما كشفت أن إسرائيل وضعت خطة سرية قبل 52 عاما لترحيل الآلاف من فلسطينيي غزة إلى شمال سيناء.

أكد الدكتور أحمد الصاوى أستاذ التاريخ المعاصر والقيادى الناصري، أن دائما ما يرتبط الكشف عن وثائق بريطانية ذات صلة بمنطقة الشرق الأوسط بمستهدفات يجري العمل عليها سواء لتسييد وجهة نظر أو لإلقاء الشبهات والاتهامات على طرف ما، موضحا أن هذا يجعلنا ننظر بريبة وشك لأمر الكشف عن هذه الوثائق في هذا التوقيت.

إصرار رعاة المشروع الاستعماري على فكرة الوطن البديل

الصاوي، رجح أنه ربما ما ترمي إليه بريطانيا من نشر وثائقها الآن الإشارة إلى أن التوطين أو فكرة الوطن البديل هي الحل الوحيد الذي يصر عليه رعاة المشروع الاستعماري، مشيرا إلى أن مصر رغم رفضها له ظلت على علاقات مع تل أبيب وما عليها الآن سوى الاستجابة له إزاء الإصرار ميدانيا على قتل الفلسطينيين في معارك تطهير عرقي بالغة الفظاعة.

وطالب أستاذ التاريخ المعاصر، أن تتحمل مصر مسؤوليتها الأبوية في إنقاذ الفلسطينيين من الذبح والفناء وأن تكون عونا لهم، قائلا: «ربما ترى في أزمة الديون المصرية ورقة متاحة لتركيع مصر لتستجيب والدماء تسيل حارة لطلب إعادة التوطين».

وكشف الصاوي، أن موقف مصر من وجود الكيان في أرض فلسطين هو أمر يتصل بالأمن القومي لمصر حتى من قبل أن تصبح مصر عربية الانتماء، لافتا إلى أن نظرية الأمن القومي المصري كما عرفناها في التاريخ وكما تدرس في الأكاديميات العسكرية ترى أن الدفاع عن حدود مصر يبدأ من جنوب سوريا "فلسطين" ويمتد ليشمل أعالي سوريا وصولا لهضبة الأناضول، وهذا يعني ببساطة أن وجود الكيان بمزاعمه التوراتية عن أرض الميعاد من النيل إلى الفرات يمثل تهديدا بحد ذاته لمصر.

سر محاولات الكيان الصهيوني لنقل سكان غزة إلى سيناء

وأوضح القيادي الناصري الدكتور أحمد الصاوى، أنه بعد النكبة في 1948 كان قطاع غزة بمثابة المنطقة الحاجزة وخط الدفاع الأول عن حرب قادمة لا محالة مع العدو الصهيوني، ومن ثم فإن محاولات الكيان لنقل سكان غزة إلى داخل سيناء هو في حقيقة الأمر نقل لخط الدفاع لداخل الحدود التاريخية للدولة المصرية، مؤكدا أن هذه العقيدة الاستراتيجية للجيش المصري الراسخة منذ أيام الدولة الحديثة في العصور المصرية القديمة ولاسيما بعد إزاحة الهكسوس والحرب ضد الحثيين هي التي تحكم رؤية الدولة المصرية في أمر توطين سكان غزة في شبه جزيرة سيناء.

وأشار الصاوي إلى أن موقف مصر سيبقى ثابتا تجاه التهديد الذي يمثله الكيان لأسباب جغرافية سياسية بغض النظر عن إقامة علاقات دبلوماسية واتفاقات مع تل أبيب.

وتابع أستاذ التاريخ المعاصر: «الرفض المصري لكافة الاقتراحات التي انطلقت منذ 1948 لتوطين الفلسطينيين في الدول العربية يرتبط أيضا بدواعي إنشاء كيان سياسي عربي من نوع ما وهذا أمر لا يسوغ وجود الكيان ذاته ناهيك عن تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم التاريخية»، مؤكدا أن مصر تدرك جيدا أن كافة المحاولات لحرف النضال الوطني الفلسطيني عن مساره الوحيد أي تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي إنما جرت بتخطيط استعماري لإبعاد مصر عن ساحة العمل لتحرير فلسطين والتشكيك في قيادتها لهذا المسعى.

واختتم الصاوي تصريحاته: «نتذكر جيدا خلافات فتح والجبهات ذات الميول الماركسية ثم المنظمات ذات الهوية الإسلامية كلها كان القصد منها الحد من دور مصر المحوري فضلا عن إثارة الفرقة داخل الصف الفلسطيني».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أستاذ التاريخ المعاصر اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي العدوان الاسرائيلي الكيان الصهيوني المقاومة الفلسطينية تهجير الفلسطينيين حركة حماس شمال سيناء قصف غزة قطاع غزة قوات الاحتلال مجزرة جباليا وثائق بريطانية سکان غزة غزة إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!

هل هناك حدود للإجرام والوحشية الإسرائيلية ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا؟
كنت أعتقد أن هناك حدودا يصعب حتى على أى مجرم مهما كان عتيا أن يتجاوزها، لكن ما تفعله إسرائيل فى قطاع غزة فاق كل خيال.

صدعت إسرائيل رءوسنا ورءوس العالم  بخرافة أنها واحة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فى غابة من الاستبداد العربى الإسلامى، إلى أن جاء عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر من العام الماضى، ليكشف أنها منبع وأصل الوحشية والعنصرية.

ما هو الجديد الذى يدفعنى للكتابة عن هذا الموضوع اليوم؟

صحيفة هاآرتس العبرية ذات الاتجاه اليسارى نشرت.

يوم الأربعاء الماضى عن قائد بالفرقة ٢٥٢ بجيش الاحتلال أن هناك خطا شمال محور الشهداء «نتساريم» فى قطاع غزة يسمى بخط الجثث ويعرفه أهالى المنطقة جيدا. يضيف أى شخص يتجاوز هذا الخط نطلق عليه الرصاص فورا، ولا يجرؤ الأهالى على سحب الجثث، بل نتركها لتأكلها الكلاب.
المئات من جثامين الشهداء ما تزال موجودة فى شوارع مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وكلما حاول الأهالى نقل الجثث تستهدفهم المسيرات مما يؤدى لسقوط شهداء جدد، والعشرات من المصابين ظلوا ينزفون لأيام طويلة حتى استشهادهم دون أن يتمكن أحد من إسعافهم.

«صور الكلاب وهى تنهش جثامين الشهداء أمام أعين جنود وضباط الاحتلال تكشف - حسب بيان لحركة حماس - عن مستوى الوحشية وحجم السادية والإجرام واللاإنسانية فى سلوك جيش الاحتلال وقيادته الفاشية».

صحيفة هاآرتس أيضا التقت بمجموعة من قادة وضباط وجنود الجيش الإسرائيلى فى شمال قطاع غزة وجاءت أهم تصريحاتهم كالتالى:

محور نتساريم مصنف بأنه منطقة قتل، وكل من يدخل نطلق عليه النار فورا، وهناك سباق بين الوحدات لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين. نحن نقتل مواطنين ثم نعدمهم على أساس أنهم مسلحون. ولدينا أوامر بإرسال صور الجثث، وقد أرسلنا صورا لـ٢٠٠ قتيل، وتبين أن عشرة فقط منهم ينتمون لحماس. وأحيانا يتصرف الجيش فى غزة وكأنهم ميليشيا مسلحة مستقلة لا تلتزم بأى قوانين، ولدينا سلطات غير محدودة، وهناك عمليات تجرى من دون أوامر. وبعض القادة الذين خدموا فى المنطقة كانوا يبحثون عن صورة نصر شخصى، وأحد القادة قال لجنوده أن صورة النصر لفرقته سوف تتحقق بعد إفراغ شمال غزة من سكانه.

وأظن أن العبارة الأخيرة هى أحد الأهداف الأساسية للعدوان الإسرائيلى ضمن أهداف أخرى كثيرة. لكن هناك جيوشا كثيرة تحتل مناطق فى دول أخرى من دون أن تفعل ما فعلته وتفعله إسرائيل فى غزة من إجرام غير مسبوق.

فى نفس اليوم، لتقارير هاآرتس كانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية. المنظمة قالت إن السلطات الإسرائيلية فرضت عمدا على سكان غزة ظروفا معيشية مصممة لتدمير جزء من السكان من خلال تعمد حرمان المدنيين من الوصول إلى المياه بشكل كاف. مما أدى إلى آلاف الوفيات، إضافة إلى الحرمان من الصرف الصحى، وتعطيل البنية التحتية، خصوصا قطع الكهرباء وكلها أعمال تشكل جريمة حرب متمثلة بالإبادة.

المنظمة استشهدت بما قاله يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى السابق بعد بدء العدوان مباشرة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ «لن تكون هناك كهرباء ولا طعام ولا ماء، ولا وقود. كل شىء مغلق». يومها وصف جالانت الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية!!!».

تقرير هومان رايتش ووتش استغرق إعداده عاما كاملا، ومن المستحيل اتهام أصحابه بأنهم مغرضون أو عرب معادون للسامية. هو اعتمد على مقابلات سكان مدنيين وصور بالأقمار الصناعية وبيانات وتحليل صور وفيديوهات. وبالطبع فإن وزراء الخارجية الإسرائيلية قال إن التقرير ملىء بالأكاذيب، وافتراء دموى لتعزيز الدعاية المناهضة لإسرائيل!!!

ولا أعلم كيف يمكن أن يكون هذا التقرير ملىء بالأكاذيب فى حين أن أهم دليل على صحته هو سقوط ١٥٢ ألف شهيد وجريح فلسطينى وعشرة آلاف مفقود ودمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الآلاف من الأطفال والمسنين والنساء وتدمير أكثر من ٧٠٪ من قطاع غزة ونزوح أكثر من ٨٠٪ من السكان، مما شكّل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية فى العالم.

أما ما يحدث فى شمال قطاع غزة من تدمير منظم لكل شىء وتسوية المبانى والمنشآت بالأرض خير دليل على الجريمة العظمى التى ترتكبها إسرائيل.

ختاما يقول ضابط إسرائيلى: «نحن فى مكان بلا قوانين وحياة البشر فيه بلا قيمة!!!».

(الشروق المصرية)

مقالات مشابهة

  • أستاذ في العلوم السياسية: الحرب والعقوبات وراء ارتفاع التضخم الاقتصادي في روسيا
  • إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس وتتهمه بازدواجية المعايير لاستنكاره قتل الفلسطينيين
  • محكمة كورية تعلن فشل محاولات تسليم رئيس البلاد وثائق محاكمته
  • ‏المحكمة الدستورية الكورية الجنوبية تعلن فشل محاولات تسليم رئيس البلاد وثائق محاكمته
  • برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل
  • كوريا الجنوبية: فشل محاولات تسليم رئيس البلاد وثائق محاكمته
  • كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
  • سقوط صاروخ يمني وسط إسرائيل
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تحول فلسطين إلى جحيم لتصفية القضية
  • منظمة حقوقية تكشف : الكيان الصهيوني يخفي استشهاد عدد كبير من الأسرى في سجونه