ما الدوافع الخفية وراء محاولات «الاحتلال» نقل سكان غزة إلى سيناء؟.. وثائق سرية تكشف خطة إسرائيل
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
وثائق بريطانية مهمة نشرتها شبكة «بي بي سي عربي» والخاصة بتهجير آلاف الفلسطينيين من غزة إلى العريش في سيناء عام 1971، وكشفت من خلالها خطة إسرائيل السرية والخبيثة.
الوثائق البريطانية، أجابت على كل التساؤلات التي يرددها المصريين، أبرزها الخوف على سيناء في ظل وضع الفلسطينيين المأساوي بسبب الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة المجاور، كما كشفت أن إسرائيل وضعت خطة سرية قبل 52 عاما لترحيل الآلاف من فلسطينيي غزة إلى شمال سيناء.
أكد الدكتور أحمد الصاوى أستاذ التاريخ المعاصر والقيادى الناصري، أن دائما ما يرتبط الكشف عن وثائق بريطانية ذات صلة بمنطقة الشرق الأوسط بمستهدفات يجري العمل عليها سواء لتسييد وجهة نظر أو لإلقاء الشبهات والاتهامات على طرف ما، موضحا أن هذا يجعلنا ننظر بريبة وشك لأمر الكشف عن هذه الوثائق في هذا التوقيت.
إصرار رعاة المشروع الاستعماري على فكرة الوطن البديلالصاوي، رجح أنه ربما ما ترمي إليه بريطانيا من نشر وثائقها الآن الإشارة إلى أن التوطين أو فكرة الوطن البديل هي الحل الوحيد الذي يصر عليه رعاة المشروع الاستعماري، مشيرا إلى أن مصر رغم رفضها له ظلت على علاقات مع تل أبيب وما عليها الآن سوى الاستجابة له إزاء الإصرار ميدانيا على قتل الفلسطينيين في معارك تطهير عرقي بالغة الفظاعة.
وطالب أستاذ التاريخ المعاصر، أن تتحمل مصر مسؤوليتها الأبوية في إنقاذ الفلسطينيين من الذبح والفناء وأن تكون عونا لهم، قائلا: «ربما ترى في أزمة الديون المصرية ورقة متاحة لتركيع مصر لتستجيب والدماء تسيل حارة لطلب إعادة التوطين».
وكشف الصاوي، أن موقف مصر من وجود الكيان في أرض فلسطين هو أمر يتصل بالأمن القومي لمصر حتى من قبل أن تصبح مصر عربية الانتماء، لافتا إلى أن نظرية الأمن القومي المصري كما عرفناها في التاريخ وكما تدرس في الأكاديميات العسكرية ترى أن الدفاع عن حدود مصر يبدأ من جنوب سوريا "فلسطين" ويمتد ليشمل أعالي سوريا وصولا لهضبة الأناضول، وهذا يعني ببساطة أن وجود الكيان بمزاعمه التوراتية عن أرض الميعاد من النيل إلى الفرات يمثل تهديدا بحد ذاته لمصر.
سر محاولات الكيان الصهيوني لنقل سكان غزة إلى سيناءوأوضح القيادي الناصري الدكتور أحمد الصاوى، أنه بعد النكبة في 1948 كان قطاع غزة بمثابة المنطقة الحاجزة وخط الدفاع الأول عن حرب قادمة لا محالة مع العدو الصهيوني، ومن ثم فإن محاولات الكيان لنقل سكان غزة إلى داخل سيناء هو في حقيقة الأمر نقل لخط الدفاع لداخل الحدود التاريخية للدولة المصرية، مؤكدا أن هذه العقيدة الاستراتيجية للجيش المصري الراسخة منذ أيام الدولة الحديثة في العصور المصرية القديمة ولاسيما بعد إزاحة الهكسوس والحرب ضد الحثيين هي التي تحكم رؤية الدولة المصرية في أمر توطين سكان غزة في شبه جزيرة سيناء.
وأشار الصاوي إلى أن موقف مصر سيبقى ثابتا تجاه التهديد الذي يمثله الكيان لأسباب جغرافية سياسية بغض النظر عن إقامة علاقات دبلوماسية واتفاقات مع تل أبيب.
وتابع أستاذ التاريخ المعاصر: «الرفض المصري لكافة الاقتراحات التي انطلقت منذ 1948 لتوطين الفلسطينيين في الدول العربية يرتبط أيضا بدواعي إنشاء كيان سياسي عربي من نوع ما وهذا أمر لا يسوغ وجود الكيان ذاته ناهيك عن تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم التاريخية»، مؤكدا أن مصر تدرك جيدا أن كافة المحاولات لحرف النضال الوطني الفلسطيني عن مساره الوحيد أي تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي إنما جرت بتخطيط استعماري لإبعاد مصر عن ساحة العمل لتحرير فلسطين والتشكيك في قيادتها لهذا المسعى.
واختتم الصاوي تصريحاته: «نتذكر جيدا خلافات فتح والجبهات ذات الميول الماركسية ثم المنظمات ذات الهوية الإسلامية كلها كان القصد منها الحد من دور مصر المحوري فضلا عن إثارة الفرقة داخل الصف الفلسطيني».
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أستاذ التاريخ المعاصر اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي العدوان الاسرائيلي الكيان الصهيوني المقاومة الفلسطينية تهجير الفلسطينيين حركة حماس شمال سيناء قصف غزة قطاع غزة قوات الاحتلال مجزرة جباليا وثائق بريطانية سکان غزة غزة إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
محافظ شمال سيناء يتفقد أحوال الجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم بمستشفى العريش
تفقد محافظ شمال سيناء الدكتور خالد مجاور، اليوم /الإثنين/، أحوال الجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم القادمين من قطاع غزة، بمستشفى العريش، مُهنئاً إياهم بحلول شهر رمضان المبارك، مُتمنياً لهم الشفاء العاجل وموفور الصحة والعافية.
واطمأن المحافظ -خلال زيارته التفقدية للمستشفى- على الخدمات الطبية المقدمة للجرحى والمرضى الفلسطينيين، وكذلك الخدمات المتنوعة المقدمة للمرافقين لهم، مؤكدا على تخصيص كافة الإمكانيات الطبية المتوفرة بالمحافظة، بجانب الدعم المُقدم من وزارة الصحة لاستقبال الجرحى والمرضي الفلسطينيين، كما استمع إلى آرائهم حول الخدمات المقدمة ومدى تلبيتها لاحتياجاتهم الصحية.
وشدد المحافظ على ضرورة توفير كافة سبل الراحة للأشقاء الفلسطينيين، خلال فترة مرافقتهم لذويهم من المرضى والجرحى بالمستشفى، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهم.