من أجل هذا: جبهة مدنية ديمقراطية تعقد مجامع القلوب والعقول

د. مرتضى الغالي

 

هل يا ترى سمع البرهان وأركان حربه وجنرالاته ومليشياته وكتائب الفلول ما قالته منظمة اليونسيف عن أطفال السودان..؟! ولكن هل البرهان الذي قام هو ومليشياته بانقلابهم الأرعن وأشعلوا الحرب على رءوس السودانيين يهتمون أصلاً بما يحدث لأطفال الوطن أو أرواح بنيه.

.؟!

إننا نعلم أننا نخاطب نفوسا مظلمة وضمائر مهترئة وحجاراً صماء كأنها صفوان عليه تراب (فأصابه وابل لا يقدرون على شيء مما كسبوا) الله لا كسّبكم..!

إنهم لا يزالون يتبارون في تبرير هذه الحرب اللعينة ومعهم غافلون يستشهد بعضهم بحديث بعض ويظنون أن وجود عصفورين يمكن أن يصنع الربيع..أو أن اتفاق اثنين من المغفلين يمكن أن ينتج )شخصاً عاقلاً(..!!

 

لقد قال بيان اليونسيف (إن السودان سجّل أكبر عدد للأطفال النازحين في العالم..! حيث تم دفع نحو 3 ملايين منهم للفرار قسرياً بسبب الحرب) ..طبعاً على عكس الفلول والانقلابيين دعت المنظمة إلى توقف القتال (حيث أن استمراره سيجبر أعداداً متزايدة من الأطفال للفرار من منازلهم .ويعرّضهم لخطر العنف وسوء المعاملة والاستغلال)..هكذا أعلنت اليونسيف..أما الفلول والبرهان وزمرته ومليشياته فهم عن ذلك (في شغلٍ فاكهون)..!

ثم أوضحت اليونسيف (أن 700 ألف طفل أقل من سن 5 سنوات في السودان يعانون من سوء التغذية الحاد شديد الوطأة ويواجهون خطر الموت ويحتاجون إلى رعاية عاجلة..وأن عدد الأسر التي تعاني الجوع تضاعف بعد 6 أشهر من الحرب التي أدخلت البلاد في حالة من الفوضى)..!! هل يعلم الفلول وبعض الأخوة الداعين لمواصلة لحرب هذا الذي ذكرته هذه المنظمة العالمية المتخصصة ما تجرّه عليهم الحرب من أهوال أخفها الجوع والتشرد..دع عنك الآثار النفسية والمستقبلية التي يفضي إليها فقدان البيئة الأسرية والانقطاع عن التعليم ثم الآثار الكارثية التي تمتد إلى أجيال وأجيال..جنباً إلى جنب مع الشباب الذين دمّرت الحرب جامعاتهم ومعاهدهم وتفرقوا بين النزوح والمنافي ودخلت حياتهم في أعماق المجهول..!

 

لقد أدت هذه الحرب اللعينة إلى مقتل 9 آلاف سوداني وفقاً لحصيلة لا تأخذ في الاعتبار مجمل أعداد القتلى (هكذا أعلنت اليونسيف) ووصلنا إلى أرقام تنافس ما فعله صهاينة إسرائيل بأهل غزة (شهداء أهل غزة حتى الأمس 8 آلاف وثلاثمائة) كما تفوق جماعة الحرب في السودان على ما صنعته إسرائيل في غزة من حيث أعداد المشردين والنازحين والمهجّرين والمُقتلعين..! ثم تضيف اليونسيف بأن أكثر من نصف سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة..!

طبعاً هذه المعلومات الصادمة الصاعقة لا تجد طرفاً من اهتمام البرهان ووزرائه الذين هربوا إلى بورتسودان وانشغلوا في (أعراس أنجالهم) المخملية..وانغمسوا في تدبير مرتباتهم وسياراتهم ومكاتبهم وسكرتارياتهم…ولكن لا مال لديهم لمرتبات الموظفين والعاملين والمدرسين..!

هذه هي حصيلة الحرب التي أشعلها البرهان وانقلابه والفلول ومليشياتهم وهم يحسبون أن الأمر نزهة ولعبة..وفهلوة في تدبير المقالب على السودانيين وأحلامهم في الحرية والعدالة والسلام….!! ماذا جنينا من هذه الحرب غير تدمير الوطن وغير تفشّي الكوليرا وحمى الضنك والحصبة الألمانية وتعطيل أجهزة غسل الكلي وإغلاق المدارس والجامعات والأسواق والمتاجر والمستشفيات والأرزاق وفتح الباب للصوص والوعول والقتلة والموت الزؤام..؟!

إنهم (ملاحيس بلابيس) لا يدركون أبعاد الدمار الذي حاق بالوطن..ونحن هنا لا نتحدث عن مرافق وشركات ومصانع وتنمية..وإنما عن إطلاق غيلان الظلام والعنصرية والجهل والجهوية على إرث السودان وميراثه في التعايش المسالم والآمن وعلى القيم والفضائل..ونتحدث عن فجائع التخريب الديموغرافي والاجتماعي والنفسي وتبعات ذلك على الأجيال الحاضرة واللاحقة..بعد هذه التجربة المريرة من اقتلاع الناس من مساكنهم ومراتعهم؛ كباراً وصغاراً..كهولاً وشيوخا.. أطفالاً ومواليد وصبايا ورضّعاً..وحتى الأجنة في الأرحام..!

هذه حالة غير مسبوقة في عالم الحروب التي تدور بين المتقاتلين ولا تجعل كل الوطن رهينة وهدفاً للضياع الشامل مع وضع هذه الأثمان الباهظة على كاهل المواطنين بوهم البحث عن انتصار في نزاع أصله وفصله صراع على السلطة والمال..! ليس هناك أي هدف إنساني أو بشري أو سياسي أو وطني لهذه الحرب الغبية الرعناء..وإذا كان هناك من يسمى هذا الذي جرى بأنه (حرب كرامة) فلتنفتح أبواب الجحيم على مصراعيها من هذا الجنون المُطبق..ولتنهمر صواعق السموات على كرة هذه الدنيا كما قال (الملك لير)..!!

كل من يتحدث أو كان قد تحدث عن وصف هذا العار بأنه كرامة فليتبوأ مقعده في مستنقع السفالة..أو فليركض عارياً من ثياب الإنسانية ناعقا بالخراب واضعا نفسه في خانة شر الدواب عند الله (الصُم البُكم الذين لا يعقلون)..!

من نخاطب من أجل أطفال السودان؟ البرهان..؟.أم مليشياته..؟ أم نخاطب كتائب الفلول..أم شلة الضلال من (الاستراتيجيين) والصحفيين والإعلاميين المُزيفين (آكلي السحت)؟!

مَنْ نخاطب..؟! لا أحد هناك..!..كما تقول أغنية فيروز (مافي حدا لا تندهي…مافي حدا)..!

(لقد أسمعت لو ناديت حياً : ولكن لا حياة لمن تنادي/ ولو ناراً نفخت بها أضاءت : ولكن أنتَ تنفخ في رمادِ).. الله لا كسّبكم..!!

الوسومالجبهة المدنية الجيش د. مرتضى الغالي مليشيا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجبهة المدنية الجيش مليشيا

إقرأ أيضاً:

هنادي بت الفاشر الطبيبة التي قتلت وهي تدافع عن أهالها بمخيم زمزم

تصدر اسم الطبيبة السودانية هنادي النور داؤود على منصات التواصل الاجتماعي في السودان بعد أن نعتها "تنسيقية لجان المقاومة" في الفاشر التي تشهد قصفا مستمرا منذ أيام من قبل قوات الدعم السريع مما خلف مئات القتلى والجرحى.

ونشرت التنسيقية عبر صفحتها على فيسبوك: "وداعا الطبيبة هنادي التي داوت الجرحى وساندت الأبطال، ثم رحلت شهيدة بشرف. لقد ترجلت اليوم جسدا من ضمن شهداء معسكر زمزم، لكنها بقيت فينا روحا وذكرى لا تنطفئ، رحلت وهي تؤدي واجبها الوطني والإنساني، شهيدةً كما تحب الأحرار أن يُكتب لهم الرحيل".

موجة حزن وتعاطف على مواقع التواصل

وجاء هذا النبأ ليُشعل حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بادر المغردون السودانيون إلى سرد قصص ومواقف من وصفوها بالبطلة الطبيبة هنادي النور داؤود، التي أصبحت رمزا للصمود خلال سنوات الاقتتال المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

الأجساد تفنى لا محال لكن تبقى بعض الشخصيات خالدة للأبد
هي مهيرة بت عبود عصرنا الحالي ستظل للأبد خالده في وجدان الشعب السوداني
وداعاً أيقونة الكفاح الشهيدة هنادي
معسكر زمزم#هنادي_بنت_الفاشر
ربنا يرحمك ويدخلك فسيح جناته ي رب ???????? pic.twitter.com/SX4hIZz20i

— Moh.Zain (@MdzainSaeed) April 13, 2025

إعلان

وفي هذا السياق، كتب الناطق الرسمي للحكومة ووزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الإعيسر عبر صفحته على "فيسبوك" ناعيا هنادي:

"باسم الحكومة السودانية، وحرائر وأحرار السودان، وبقلوب يعتصرها الألم والحزن، ننعى بكل إكبار وإجلال، المناضلة البطلة، الشهيدة الدكتورة هنادي النور داؤود جمعة "بت الفاشر"، التي سطرت اسمها بأحرف من نور في سجل الشجاعة والكرامة، وجعلت من نفسها رمزا للانتماء، والإباء، والوفاء لوطنها وشعبها".

وأضاف الإعيسر: "لقد كانت الشهيدة مثالا للمرأة الحرة الرافضة للخنوع أمام وحوش الإجرام والعدوان، فاختارت السير في طريق المقاومة كتفا بكتف مع رفاقها المقاتلين، وتقدمت الصفوف لإنقاذ الجرحى والأسرى في معارك الكرامة".

بطلة تخطت أدوارها الإنسانية

وكتب أحد المغردين تعليقا على مقتل الطبيبة قائلا إن الدكتورة هنادي، "الطبيبة والمقاتلة والإنسانة"، لم تكتف بعلاج الجرحى بل قامت بطبخ الطعام للأطفال، ضمدت الجراح، ثم حملت السلاح لتدافع عن الأرض والعرض. أُصيبت بالأمس في هجوم مليشيا الدعم السريع".

وأضاف آخر: "استشهاد رمز النضال والصمود النسائي في السودان، الطبيبة هنادي، بنت الفاشر، انتقلت إلى الدار الآخرة إثر إصابتها وهي تؤدي واجبها الوطني وتدافع عن الوطن. كانت مثالًا للنبل والشجاعة، ورمزًا لصمود المرأة السودانية في وجه المحن".

بكل الحزن والفخر…

ترجلت اليوم مقاتلة في ثوب طبيبة، وودّعت الدنيا مقبلة غير مدبرة… الشهيدة (الكنداكة) هنادي، بت الفاشر.

سقطت شهيدة في ميدان الشرف، متقدمة الصفوف، لا تحمل سوى شجاعتها وسلاحها وإيمانها بعدالة القضية، تدافع عن مدينة الفاشر بشمال دارفور، بشرف لا يعرف التراجع.… pic.twitter.com/cJzOwqBpGy

— Abdelmagid Kibir (@abdelmagidkibir) April 14, 2025

كما وصف مغردون الطبيبة هنادي بأنها أيقونة للأمل والمقاومة في السودان، إذ كتبوا:

إعلان

"الطبيبة #هنادي_بنت_الفاشر ترجلت، لكن بسالتها ستبقى قنديلا ينير صفحات المجد والتاريخ في السودان. استُشهدت بعد ملحمة من الصمود الأسطوري، وهي تقف كالطود الأشم تدافع عن الأطفال والنساء والشيوخ في مخيم زمزم للنازحين".

رحلت الطبيبة هنادي..????
لكنها لم تذهب وحدها..
اصطحبت معها معنى الشجاعة ، ووشمته على جبين التاريخ! لم تكن مجرد طبيبة…كانت وطنًا يُضمد الجراح وقلبًا يطهو الحياة في جحيم الموت، وبندقيةً تنحاز للحق حين خان العالم معسكر زمزم! #انا لله و أنا اليه راجعون! ألف رحمه و نور!! pic.twitter.com/IIcr0ivNvQ

— Ricky (@MubRicky) April 13, 2025

وأشار آخرون إلى أن "التاريخ سيخلدها في سجل الأبطال، وسيسطع اسمها كالشمس في كبد السماء. وسيظل الأحرار يروون سيرتها كما تروى الأساطير، ويتناقلون صمودها شعلة تُلهب قلوب الأجيال القادمة".

وجاء مقتل الطبيبة هنادي في سياق الهجمات العنيفة التي شنتها قوات الدعم السريع يومي الجمعة والسبت الماضيين على مدينة الفاشر شمال دارفور، حيث أسفرت هذه الهجمات عن تدمير منازل ومرافق صحية في المدينة ومخيمات النازحين المحيطة بها.

الدكتورة هنادي النور داؤود جمعة #بت_الفاشر التي سطرت اسمها بأحرف من نور في سجل الشجاعة والكرامة، وجعلت من نفسها رمزاً للانتماء تقبلك الله ان شاء الله يابت السودان pic.twitter.com/aBZrNzNpOO

— الانصرافى (@alainsrafa) April 14, 2025

مقالات مشابهة

  • البرهان يتسلم دعوة رسمية لزيارة جمهورية مصر العربية
  • البرهان إلي القاهرة.. وتعهدات من الحكومة المصرية بشأن الأزمة. السودانية
  • البرهان في تركيا…أضواء خلف اللقاءات المتعددة
  • حميدتي يكشف عن حل وحيد يطرحه البرهان ويتهم الجيش بإغلاق كل الطرق السلمية
  • حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
  • مؤتمر دولي في لندن لمناقشة الأزمة الإنسانية في السودان ولا دعوة لممثلين عن البرهان وحمديتي
  • دهشة مُستحقة حول معركة القادسية في القصر الجمهوري..!
  • دبلوماسية الصمت
  • نائب رئيس حزب الامة القومي: الحرب التي شنتها المليشيا هدفت الى طمس هوية السودان
  • هنادي بت الفاشر الطبيبة التي قتلت وهي تدافع عن أهالها بمخيم زمزم