نيويورك تايمز: الحرب بين إسرائيل وحماس ستعيد تشكيل السياسة الغربية
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
قال كاتب أميركي إن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ظل من أمد بعيد يحتل موقعا محوريا في اهتمامات وحوارات الغرب السياسية. وتكهن بأن تعيد الحرب الدائرة حاليا بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) صياغة السياسة الغربية تجاه هذا الصراع.
ففي ذلك الماضي البعيد إلى حد ما، كانت الاصطفافات بشأن سياسة الغرب تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مألوفة وامتدت لعقود من الزمن، وفق المحلل السياسي وكاتب عمود بصحيفة نيويورك تايمز روس دوثات.
وأوضح في عموده بالصحيفة الأميركية، أن هناك 3 مجموعات واسعة في الولايات المتحدة مؤيدة لإسرائيل: الديمقراطيون الصهاينة الليبراليون منهم والوسطيون، وصقور المحافظين الجدد، والمسيحيون الإنجيليون.
وعلى الجانب الآخر -أي تيار اليسار- ازداد التعاطف مع الفلسطينيين، حيث وجد التقدميون الأميركيون والأوروبيون التقليديون أرضية مشتركة في انتقادهم للاحتلال الإسرائيلي.
وهناك أيضا مشاعر معادية لإسرائيل ذات طابع يميني يتبناها "الواقعيون" العرب والشعبويون من أتباع السياسي الأميركي بات بوكانن، الذي كان من كبار المستشارين لعدد من الرؤساء الجمهوريين.
ولا تزال تلك المجموعات موجودة على الساحة السياسية -كما يؤكد دوثات- فالإنجيليون ما انفكوا يؤيدون بشدة إسرائيل، والرئيس الديمقراطي (يعني جو بايدن) "ليبرالي صهيوني" ، أما الحركة التقدمية فمؤيدة للفلسطينيين.
لكن المحلل السياسي الأميركي يرى أن ثمة تحالفا أكثر تعقيدا آخذ بالتشكل في خضم الحرب الدائرة رحاها الآن في إسرائيل، مع تداعيات تمتد إلى أبعد من المسألة الإسرائيلية الفلسطينية.
شارع عربي
ويعتقد أن هناك بعض التيارات والميول الأيديولوجية الجديرة بالملاحظة، ويوجزها في "تطرف" الحركة التقدمية، وبروز ما يسميه بــ"شارع عربي" داخل الغرب، والعلاقة الأوروبية "غير المستقرة" مع إسرائيل، ومعضلات اليهود التقدميين والديمقراطيين الصهاينة، وحركة محافظة جديدة أعيد تشكيلها، وأخرى صهيونية مرنة.
ونورد هنا شروحا لبعض ما يعنيه الكاتب بتلك التصنيفات. يقول دوثات إن الحركة التقدمية الغربية باتت الآن تتخذ مواقف أكثر تطرفا في التعامل مع إسرائيل مما كانت عليه قبل 10 أو 15 عاما، خاصة في ضوء تحول إسرائيل هي الأخرى نحو اليمين.
وعن ظهور شارع عربي في الغرب، يوضح أن الغربيين دأبوا على الاعتقاد -في حقبة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001- أن السخط الشعبي الذي يتفاقم داخل البلدان العربية والإسلامية يشكل "قوة جيوسياسية مهمة". لكن هذا السخط بدأ في عام 2023 يؤثر حقا في الدول الغربية أيضا، وليس أدل على ذلك من موجة الاحتجاجات الأخيرة في العواصم الأوروبية.
وبشأن العلاقة الأوروبية غير المستقرة بإسرائيل، تدل الحركات الجماهيرية التي تحتج نيابة عن فلسطين في الشوارع الأوروبية على ميل كثير من الزعماء الأوروبيين نحو مناهضة إسرائيل.
وطبقا للمقال، فإن اليهود التقدميين دعاة السلام والمؤيدين للفلسطينيين سيواجهون الكثير من المتاعب طالما أنهم داخل حركة تقدمية تبدو "متنازعة أو مشلولة" الإرادة عندما يُطلب منها إدانة حركة حماس.
أما الديمقراطيون الصهاينة فيتعرضون لضغوط مثل تلك التي تواجه النخب الأوروبية، والتي تدفعهم باتجاه واحد فقط نحو اليمين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل قلقة بشأن المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أجرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، محادثات مباشرة مع حركة حماس، بشأن الإفراج عن الرهائن الأمريكيين المحتجزين في قطاع غزة وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب، حسبما قال مصدران على دراية مباشرة بالمناقشات لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
وتعد المحادثات، التي أجراها المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، غير مسبوقة. ولم تتواصل الولايات المتحدة من قبل بشكل مباشر مع حماس.
وعقدت الاجتماعات بين بوهلر ومسؤولي حماس في الدوحة في الأسابيع الأخيرة.
وقال أحد المصادر إنه بينما تشاورت إدارة ترامب مع إسرائيل بشأن إمكانية التعامل مع حماس، علمت إسرائيل بالمحادثات عبر قنوات أخرى.
ولا تزال حماس تحتجز 59 رهينة في غزة.. وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 35 منهم. وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن 22 رهينة ما زالوا على قيد الحياة، وأن وضع اثنين آخرين غير معروف.. ومن بين الرهائن المتبقين خمسة أمريكيين.
بينما قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل ليست متحمسة بشأن المحادثات.
وقال مصدر إسرائيلي، للصحيفة، إن إسرائيل ليست متحمسة للغاية بشأن المحادثات. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "إسرائيل أعربت عن رأيها للولايات المتحدة بشأن المحادثات المباشرة مع حماس."
وبعد أن أكد البيت الأبيض أن إدارة ترامب أجرت محادثات مباشرة مع حماس، قالت إسرائيل إنها أعربت لواشنطن عن رأيها بشأن الاتصالات لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل، بحسب ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأربعاء.
وقال مكتب نتنياهو: "في اتصالاتنا مع الولايات المتحدة، أعربت إسرائيل عن موقفها من المحادثات المباشرة مع حماس."
وأشار البيت الأبيض، في وقت سابق من مساء اليوم الأربعاء، إلي أنه تمت استشارة إسرائيل بشأن المحادثات.
في حين، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلا عن مصدر مطلع، قوله، إن إسرائيل غير متحمسة وقلقلة للغاية من اتصالات واشنطن مع مسؤولين كبار من حماس في قطر وشككت في تحقيقها نتائج، وفق ما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.
وتابعت الصحيفة أن تل أبيب أُبلغت بهذه الاتصالات التي أجراها مبعوث ترامب لشؤون الأسرى آدم بويلر، مع مسؤولي حماس في قطر، مشددة أن "مبعوث ترامب أجري محادثات عدة مع كبار مسؤولي حماس في قطر، بهدف إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأمريكيين، سواء الأحياء أو الأموات، بالإضافة إلي نقل رسالة إلى حماس مفادها أنه إذا أظهرت حسن النية وأطلقت سراح المحتجزين، فسيكون من الممكن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسري".
وأضافت الصحيفة وفقا للمصدر، إن "الإدارة الأمريكية مهتمة بالإفراج عن محتجز حي يدعي عيدان ألكسندر وجثامين 4 محتجزين آخرين".