قصر ثقافة أسيوط يناقش رواية "المزيفون"
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
نظم نادى القصة بقصر ثقافة أسيوط برئاسة صفاء حمدان ضمن فعاليات برنامج نادى القصة بأسيوط برئاسة الأديب أحمد راشد البطل ندوة لمناقشة رواية "المزيفون" للروائي ماهر مهران.
ورواية المزيفون للروائي الأديب ماهر مهران، وأدارت اللقاء الاستاذة هويدا فراج، بينما شارك في الندوة الدكتورة أسماء عبدالرحمن أستاذ بكلية الآداب بجامعة أسيوط والأديب الدكتور محمود فرغلي وادار الندوة هويدا فراج.
وقال الدكتور محمود فرغلي أن الروائي ماهر مهران قد خرج عن النمط التقليدى للرواية فأحدث تغيير في مفهوم الرواية التي أعرفها مبتكرا شكلا جديدا للرواية تتسم بالتشويق والسلاسة وبلاغة السرد.
وأضافت الدكتورة أسماء عبدالرحمن أن الرواية تتسم بمزيج من السرد الأدبي والتوثيق والتحليل النفسي والاجتماعي حيث أن الرواية تسعى إلى ترسيخ فكرة الإنسانية الواحدة التى يعمها الحب والقبول بين الكل برغم اختلاف الثقافات والأطياف والأديان والمذاهب وذلك عبر التناغم بين الجميع وليس التطابق فالاختلاف بين البشر لا يعنى الحرب لكن ما ينبغى أن يربطنا جميعا هو الحب .
وجاء ذلك بحضور الشاعر والمترجم محمد شافع مدير الخدمات الثقافية بفرع ثقافة أسيوط والأديب رأفت عزمي رئيس مجلس إدارة نادي الأدب بثقافة أسيوط والاديب الدكتور احمد مصطفي علي والأديب ايمن رجب طاهر والروائي صابر فتحي عبد اللاه ونخبة من أدباء وشعراء ومثقفي اسيوط
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قصر ثقافة اسيوط المزيفون
إقرأ أيضاً:
الحب في زمن التوباكو (٥)
مُزنة المسافر
جوليتا: وأين هو الآن رجل القطار يا عمتي؟
ماتيلدا: لقد رحل.
جوليتا: إلى أين؟
ماتيدا: صار القطار البطيء سريعاً فجأة، أخذ منديله ووضعه في جيبه مع قبعته الرصينة، وتركني وحيدة، قال لي: لقد حان الوقت إنها المحطة المنتظرة.
جوليتا: لكن لم يكتب لكِ أي عنوان يا عمتي؟
ماتيلدا: القطار صار سريعاً، والزمن تحرك بسرعة عاجلة، ولم يعِ أن قلوبنا واهية وضعيفة أمام التغيير، وأن الخجل والوجل الذي ساد قلبي، لم يكن في قلوب الأخريات، بالطبع كنت اعتقد أنَّ إحداهن قد قنصت قلبه بعيداً عني أنا والأسوأ من ذلك يا عزيزتي أن والدك وجدك قد ثقبوا قبعته ولطخوا سترته الثمينة بالغبار، في الحقيقة ألقوا به في وحل الشارع، وأهانوا كرامته وحطموا أناقته.
ولأنه كان رجلاً مختلفاً، لم يرغب أبداً أن يشعل نيران الشك في قلوبهم أكثر، وجاءوا إلى وكري في منزل جدك القديم، وألغوا لي فصلاً جميلاً من الرومانسية، وقالوا إنِّه أرعن وغير متوازن، ومع الوقت اكتشفت أنا أنهما يكذبان طبعاً حتى استمر في الغناء، لأحصد المال والشهرة لهما، وأن يكون المسرح منشغلاً بي وبصوتي فقط، بينما كنت أنا منشغلة برجل القطار، كان اسمه غابرييل.
كان رجلاً لبقاً، لطيفاً للغاية يا جولي، بينما كان أبوك وجدك يشبهان رجال المناجم المحترقة قلوبهم للوقت الذي يضيعونه في الظلام، وكانت حياتي في المسرح أجمل الأمور التي حصلت لي، لكن بين فينة وأخرى كان هو في بالي وكان بالطبع مرادي الذي يسكن فؤادي دائماً، بحثت عنه ووجدت عنواناً بين جواباته ومراسلاته لي، وكاد والدك يحرقها كلها ويشعلها بنيران الغيرة، وكنت للفكرة أسيرة، فأخذت حقيبة صغيرة ومددت نفسي نحو الشرفة، وقفزت منها كانت قريبة من الأرض، ووجدته بعد أيام.
جوليتا: وهل وجدته يا عمتي؟
ماتيلدا: بالطبع وجدته، وقال لي إنه سيعود لأبي وأخي، وسيكون له كلمة جادة، وإنه يود خطبتي وسيدافع عني إذا حدث لي شيء.
وبالفعل قام بكل ما قاله، ولكن والدك الأهوج، وجدك الذي يعرج، كانت ألسنتهم سليطة، وكنت أنا شابة يانعة، لم أكن لنفسي نافعة، كنت أحتاجه، وكنت أمدد الفكرة لزمن آخر ربما.
جوليتا: وهل يئستِ؟
ماتيلدا: لا، وسعى والدك أن يبحث عنه، ويلطخ قلبه بمشاعر غريبة لا تخصني، وهدده، وندَّد به.
جوليتا: قولي يا عمتي، ماذا فعل رجل القطار؟
ماتيلدا: فعل الكثير من أجلي.