وعد بلوفر .. اليوم الذي ضاعت فيه أرض فلسطين |القصة كاملة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
"وعد من لا يملك لمن لا يستحق".. هكذا وصف وعد بلفور الذي أعطاهُ وزير الخارجية البريطاني الأسبق "آرثر بلفور" إلى اللورد "ليونيل روتشيلد" رئيس الجالية اليهودية في بريطانيا ، والذي وعدهم فيها بالتزام بلاده بتأييد إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، عبر رسالة أرسلها له في الثاني من نوفمبر عام 1917.
وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور وعد بلفورالوعد المشئوم تم إعداده أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أرادت بريطانيا مقابل وعد بلفور ، الحصول على دعم الجالية اليهودية لدى الولايات المتحدة ، من أجل دفع أمريكا للمشاركة في الحرب بجانب بريطانيا، وهو ما حدث بالفعل ، حيث دخلت واشنطن الحرب في إبريل عام 1917.
وأثناء الحرب العالمية الأولى ، تقاسمت كلًا من بريطانيا وفرنسا المنطقة العربية عن طريق اتفاقية "سايكس بيكو" ، حيث كانت فلسطين من ضمن الدول التي تقع تحت الانتداب البريطاني ، وبعد انتهاء الحرب في نوفمبر عام 1917، قامت بريطانيا باحتلال الأراضي الفلسطينية في ديسمبر من ذات العام وفرضت حكومة عسكرية حينها؛ الأمر الذي سمح ببدء تكريس دعائم الوطن القومي اليهودي على الأرض وفق وعد بلفور.
وفي يوليو عام 1920 ، أصبح السير هربرت صموئيل أحد زعماء الصهيونية العالمية، أوّل مندوب سامٍ في فلسطين، وفي أغسطس من ذات العام، وافق على أول مرسوم هجرة يهودية إلى فلسطين.
رسالة وعد بلفورالانتداب البريطانيوعلى رغم أن ميثاق عصبة الأمم ، الذي أعلن عنه في مؤتمر باريس للسلام عام 1919 ، نص على أنه يجب أن تكون لرغبات المجتمعات "المقام الأول في اختيار الدولة المنتدبة"، تمّ منح الانتداب على فلسطين إلى بريطانيا في مؤتمر المجلس الأعلى للحلفاء في مدينة "سان ريمو" بإيطاليا في أبريل 1920.
الوكالة اليهوديةولأن العالم اجتمع على أن لابد من إقامة وطن قومي لليهود، وافق مجلس عصبة الأمم في يوليو عام 1922 على صك الانتداب البريطاني على فلسطين والمكون من 28 مادة ، أبرزها الاعتراف بالصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بفلسطين و إنشاء وطن قومي يهودي فيها ، والاعتراف بالمنظمة الصهيونية والتي كانت تندرج تحت اسم "الوكالة اليهودية" حينها، كذلك تسهيل اكتساب الجنسية الفلسطينية لليهود، ومنح اللغة العبرية مكانةً معادلة للغة العربية كلغة رسمية في فلسطين.
قدوم اليهودوعندما علم العرب بذلك ، سادت حالة الغضب والسخط لديهم وشهدت تحركات على الأرض لرفض ذلك ، وهو ما دفع بريطانيا القول بأنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين ، إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب؛ لكنها في الوقت ذاته ، أصدرت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية في فلسطين، بأن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي كانت تعمل على تحويل قوافل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين.
الشعب الفلسطيني لم يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التي بدأت تفرضها على الأرض الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة؛ فقد خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتها الثورة الكبرى عام 1936 ، إلا أن الدعم الأمريكي والغربي للعصابات اليهودية والصهيونية ، حال دون تحقيق أي نجاح.
وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور تقسيم فلسطينوفي عام 1947 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة تقسيم فلسطين ، ومن ثم ، تمكن اليهود من إقامة دولتهم في الخامس عشر من مايو عام 1948 ، وليحظى هذا الكيان بعضوية الأمم المتحدة بضغط الدول الكبرى، ولتصبح إسرائيل بذلك أول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي التي تنشأ على أرض الغير.
التاريخ يعيد نفسهوما أشبه اليوم بالبارحة، فالإجرام الذي نفذته العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين، يمارسه الآن جيش الاحتلال مرة أخرى بحق سكان قطاع غزة، عبر عمليات إبادة جماعية ومجازر دموية، وذلك ردًا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فيها الفصائل الفلسطينية.
ويتعرض قطاع غزة لحرب تدميرية شرسة ومجازر دموية بشعة ، أودت بحياة آلاف الشهداء والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
ويعمل الاحتلال على التهجير القسري للفلسطينيين ودفعهم نحو الجنوب مع مصر، من أجل تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، وهو ما يمثل تصفية القضية الفلسطينية.
ومع ذكرى إعلان وعد بلفور ، لا تزال دولة الاحتلال الإسرائيلي مستمرة فى ارتكاب جرائمها الوحشية والعنصرية ضد الشعب الفلسطينى ، وهو ما نشهده من عدوان غاشم من قبل جيش الاحتلال في قطاع غزة الذي راح ضحيته آلاف الشهداء والمصابين في ظل صمت دول تجها المجازر وعمليات الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق السكان العزل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وعد بلفور روتشيلد فلسطين الحرب العالمية الأولى قطاع غزة فی فلسطین وعد بلفور وهو ما
إقرأ أيضاً:
الحوثي: الموقف اليمني لن يتغير مهما اعتدى البريطاني والأمريكي
أعلن عبدالملك بدرالدين الحوثي، قائد حركة أنصار الله "الحوثيين" عن سعادته بأن تكون نظرة العدو الإسرائيلي لليمن كعدو معقد للغاية، مؤكدا: أن نظرته إلى كثير من أمتنا وأنظمتها هي نظرة استهانة يسهل سحقهم وخداعهم.
واضاف الحوثي في مؤتمر حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 2 رجب 1446هـ 2 يناير 2025م، أن العدو الإسرائيلي يدرك أنه مهما اعتدى ومعه الأمريكي والبريطاني ولو انضم إليه من انضم فلن يؤثر على الموقف اليمني.
وفي السطور التالية أبرز ما قاله من تصريحات:
نعيش مع الشعب الفلسطيني الآلام والأحزان والكثير من أبناء شعبنا يُترجمون هذا الحزن إلى موقف عملي لنصرة الشعب الفلسطيني.
العدو يعترف بأن عدوانه على بلدنا لن يردعنا ولن ينهي حرب الاستنزاف.
العدو فوجئ بهذا المستوى الذي عليه شعبنا العزيز وبلدنا رسميا وشعبيا من قوة الموقف والثبات والصمود والجرأة والشجاعة.
يسعدنا كثيراً أن تكون نظرة العدو إلينا كعدو معقد للغاية، لأن نظرته إلى كثير من أمتنا وأنظمتها هي نظرة استهانة يسهل سحقهم وخداعهم.
العدو يعترف بتأثير عملياتنا ويقول إنها جعلت "ملايين الإسرائيليين" يقفزون من أسرتهم إلى الملاجئ كل ليلة وهذه مشكلة حقيقية.
من عمليات هذا الأسبوع إسقاط طائرتي إم كيو9 في البيضاء و مارب، وهذه الطائرات غالية الثمن يعتمد عليها الأمريكي في الاستطلاع والعدوان.
استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان كان بالتزامن مع ترتيبات لشن عملية عدوانية واسعة على بلدنا تشمل عدداً من المحافظات.
نفذنا هذا الأسبوع عملية كبيرة ومهمة وقوية بالاستهداف للمرة الثانية لحاملة الطائرات الأمريكية ترومان بـ11 صاروخًا مجنحاً وطائرة مسيرة.