موقع موندويس الإخباري: بايدن يساند (إسرائيل) في حربها المفتوحة على قطاع غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
واشنطن-سانا
“لا إستراتيجية ولا هدفاً واضحاً بل مجرد نهج معتاد يسير عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن كالأعمى بدعمه الحرب المفتوحة التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة دون نهاية تلوح في الأفق”، هذا ما قاله موقع موندويس الإخباري.
الموقع ومقره واشنطن أوضح في سياق مقال للكاتب ميشيل بليتنيك أن بايدن المعروف على مدى مسيرته السياسية بتأييده الراسخ لكيان الاحتلال الإسرائيلي لا يملك أي إستراتيجية واضحة أو هدف محدد يرغب بتحقيقه من المجازر التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة، ولا توجد نهاية معينة يمكن أن يرسم عندها حداً لإنهاء العدوان الجديد على القطاع الذي يتواصل منذ 27 يوماً، وخلف حتى الآن أكثر من 8800 شهيد نصفهم تقريباً أطفال.
ولفت الموقع إلى أن بايدن لا يمكنه التحدث عن وقت أو هدف معين قد يؤدي تحقيقه إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إذا لم يحدد رئيس حكومة كيان الاحتلال الصهيوني بنيامين نتينياهو ذلك الهدف، وكل ما يتفوه به بايدن أمام الرأي العام العالمي لا يعدو عن كونه عبارات فارغة تماثل في صداها أكذوبة الحرب الأمريكية على الإرهاب.
وأشار الموقع إلى أن بايدن حاول تأخير العدوان البري الإسرائيلي على غزة كي لا يضطر للتعامل مع قضية مقتل عدد من الأمريكيين بسبب عدم اكتراث “إسرائيل” لمصير المحتجزين، مبيناً أن الرئيس الأمريكي لا يلقي بالاً بعدد الشهداء الذين يسقطون جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، ولا يمكنه هو أو من في “إسرائيل” أن يتخيلوا ولو لمجرد التخيل أن يكون للفلسطينيين حق تقرير مصيرهم أو الحصول على حقوقهم الأساسية.
دعم بايدن الأعمى لـ”إسرائيل” بلغ وفقاً للموقع حد إنكاره عدد الشهداء الذين يرتقون بسبب العدوان على قطاع غزة، حيث أعلن سابقاً في مؤتمر صحفي أنه “لا يثق بأرقام الضحايا” ليفسح بذلك المجال أمام وسائل الإعلام الغربية اعتماد رواية جديدة للتغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي والقول: إن وزارة الصحة الفلسطينية تتعمد تضخيم تلك الأرقام.
وكان موقع انترسبت الأمريكي فند مزاعم بايدن حول أعداد الشهداء في قطاع غزة، وأكد أن الأرقام غير قابلة للشك فهي موثقة ليس فقط من قبل وزارة الصحة الفلسطينية بل من منظمات حقوق الإنسان التي تعمل في غزة منذ سنوات، في حين أفادت وكالة اسوشيتيد برس الأمريكية بأن أرقام وزارة الصحة الفلسطينية إبان الاعتداءات الإسرائيلية السابقة تتطابق مع الأرقام التي توصلت إليها الأمم المتحدة.
باسمة كنون
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: على قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عُمان والبحار المفتوحة.. هندسة موقع استراتيجي لعصر الطاقة المتغيرة
يعيش العالم تحولات بنيوية تعيد تشكيل النظام الاقتصادي العالمي، كما يعيد تعريف محاور القوى فيه؛ الأمر الذي يجعل البحر يبرز بوصفه الساحة الجديدة التي تشير إلى القوة الجغرافية. العالم الذي اعتاد النظر إلى الموانئ، لعقود طويلة، باعتبارها أدوات لوجستية في معادلة التجارة، فإنه اليوم يرى تحولها إلى ما يمكن أن يكون عقدا استراتيجيا يربط الطاقة بالاقتصاد العالمي، وتسوية التوازنات بين الشرق والغرب. وتعمل سلطنة عُمان، بكثير من الهدوء، على مشروع عميق لإعادة هندسة موقعها البحري، مستثمرة ما تبقى من الفجوات بين مراكز النفوذ المتزاحمة.
لم يكن منتدى القطاع البحري والموانئ والطاقة الذي بدأت أعماله في مسقط اليوم مجرد منتدى قطاعي، كان واضحا أنه يأتي في سياق التعبير الدقيق عن إدراك عُمان لطبيعة المرحلة، وفهمها أن الموقع الجغرافي لا يكفي وحده لضمان النفوذ أو الاستمرارية. فالقرب من مضيقي هرمز وباب المندب يمنح سلطنة عُمان أفضلية عبور، لكنه لا يضمن دورا محوريا إلا إذا صيغت حوله منظومة لوجستية متكاملة تستجيب للمعايير الجديدة المتمثلة في الكفاءة التشغيلية، والحياد الكربوني، وربط الطاقة بالتكنولوجيا الذكية.
ومن خلال فهم مضامين النقاشات التي شهدها اليوم الأول من المنتدى بدءا من تطوير منظومات الوقود البحري المستدام، إلى تعزيز التحول الرقمي في إدارة سلاسل الإمداد، يتضح التغير الواضح في فلسفة الاستثمار العُمانية. فلم يعد الهدف مجرد توسيع البنية الأساسية، بل الانتقال إلى تكوين بيئة لوجستية مرنة قادرة على امتصاص صدمات الأسواق، ومواكبة تحول الطلب العالمي من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة البديلة.
غير أن هذا التحول يضع عُمان أمام معادلة معقدة: كيف توازن بين طموحاتها اللوجستية ومصالح القوى الكبرى المتنافسة على النفوذ البحري في المنطقة؟ وكيف تبني منظومة طاقة مستدامة في بيئة لا تزال رهينة لتقلبات أسعار النفط والغاز، ومخاطر اضطراب حركة الشحن العالمي نتيجة النزاعات الإقليمية؟
إزاء هذه المعطيات، بلورت سلطنة عُمان استراتيجية مزدوجة المعالم؛ فهي من جهة، تعزز قدراتها المحلية عبر الاستثمارات في موانئ حديثة ومراكز إمداد للطاقة النظيفة؛ ومن جهة أخرى، تنوع شراكاتها الدولية بطريقة تحافظ على استقلال قرارها البحري والطاقي. ونجاح هذا الرهان مربوط بقدرتها على تجاوز منطق الاعتماد الأحادي على الموقع الجغرافي، والتحول إلى قوة معرفية وتقنية قادرة على صياغة الحلول بدل الاكتفاء باستقبال السفن العابرة.
من هذه الزاوية، فإن أهمية المنتدى لا تكمن فقط في استعراض الفرص، بل في كشف التحديات التي تواجه كل دولة تطمح إلى بناء حضور بحري عالمي تتمثل في تصاعد التنافس على خطوط الإمداد، والتغير السريع في تقنيات الطاقة، وتزايد الضغوط الأخلاقية والبيئية على الصناعات البحرية. بمعنى آخر، معركة المستقبل لن تكون فقط حول من يملك الميناء الأكبر أو الأسطول الأوسع، بل حول من يملك المرونة التكنولوجية والبصيرة الاستراتيجية الأبعد.
وإذا استطاعت عُمان أن تواصل الاستثمار في رأس المال البشري والابتكار التقني بالزخم ذاته الذي أظهرته مبادرات مثل مجموعة أسياد، فإنها في طريقها لتكون مركز ثقل أساسيا في معادلة الطاقة واللوجستيات العالمية خلال العقود القادمة خاصة في عالم تتراجع فيه أولوية المسافة لصالح معايير الاستدامة والابتكار التكنولوجي في رسم شبكات التجارة العالمية؛ لذلك فإن موقع سلطنة عُمان يمكن أن يتحول إلى أكثر من مركز عبور، ليغدو نقطة توازن حيوية بين شرق يتصاعد وغرب يعيد رسم استراتيجياته. والذين يدركون مبكرا أن الذكاء والمرونة تتفوقان على الجغرافيا، هم من سيرسمون خريطة البحر الجديد.