محام بارز: الولايات المتحدة متواطئة في الإبادة الجماعية بغزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
نبه براد باركر، وهو محام ومستشار سياسي بارز في "منظمة الدفاع عن الأطفال الدولية – فلسطين"، إلى أن الولايات المتحدة من الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، لكنه اعتبرها من خلال تأييدها غير المشروط للمذبحة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، تدعم أخطر جريمة بموجب القانون الدولي.
وذكر في مقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني أنه عندما وُوجه الرئيس الأميركي جو بايدن بتصاعد عدد القتلى الفلسطينيين وسئل عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تجاهل طلباته لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، انتهز الفرصة للتشكيك بشكل عرضي في إحصاءات القتلى الفلسطينيين وأعلن "أنا متأكد من أن أبرياء قد قُتلوا، وهذا هو ثمن الحرب".
وعلق باركر على تصريحات بايدن هذه أنها تشير إلى أنه غير مهتم مطلقا بنطاق وحجم الأذى اللاحق بالمدنيين الفلسطينيين نتيجة هجمات الجيش الإسرائيلي في غزة.
وأضاف أن بايدن يصبح كل يوم متواطئا بشكل متزايد في حملة عسكرية تقتل فيها القوات الإسرائيلية الأطفال الفلسطينيين بدم بارد، مما يشكل جريمة إبادة جماعية.
وأشار إلى أن عدد من قتلتهم القوات الإسرائيلية من الأطفال في غزة خلال الأيام الـ24 الماضية لا يقل عن 3542، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مع تقديرات بأن أكثر من 1050 أبلغ عنهم أنهم مفقودون، ويفترض أنهم محاصرون أو قتلى تحت الأنقاض، بانتظار إنقاذهم أو انتشالهم. وخلال الفترة ذاتها قتلت القوات الإسرائيلية 36 طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة.
فشل المجتمع الدولي
ولوضع شدة القصف الإسرائيلي الحالي في سياقه، فقد قتلت القوات الإسرائيلية خلال الـ24 يوما الماضية أكثر من ضعفي عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة في جميع هجمات الجيش الإسرائيلي السابقة مجتمعة في الفترة من يناير/كانون الثاني 2006 إلى 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال باركر إنه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، وثق هو وزملاؤه في المنظمة المذكورة مقتل 1171 طفلا فلسطينيا في غزة. وأشار إلى أن المنظمة تحققت بشكل مستقل من مقتل 547 طفلا فلسطينيا بين القتلى في غزة، 535 منهم كنتيجة مباشرة للهجمات الإسرائيلية. وكان نحو 68% من الأطفال الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية يبلغون من العمر 12 عاما أو أقل.
أقارب يحملون جثامين أطفال من عائلة واحدة قتلوا في غارات إسرائيلية على مدينة رفح الفلسطينية في جنوب قطاع غزة (الفرنسية)ولوضع عدد الأطفال الذين قتلوا في سياق أوسع، قتلت القوات الإسرائيلية من أطفال غزة خلال الـ22 يوما الماضية عددا أكبر من مجموع عدد القتلى في الصراعات المسلحة على مستوى العالم على مدار عام كامل، على مدى السنوات الثلاث الماضية.
ومع ذلك يرى الكاتب أن الإفلات شبه الكامل من العقاب الذي توفره الولايات المتحدة ويتمتع به المسؤولون الإسرائيليون وجيشهم يعني أنه لا حدود لهم.
وخلص إلى أن فشل المجتمع الدولي السابق في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب، وربما الأهم من ذلك، الاسترخاء وعدم مجابهة دعم الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل، هو ما قادنا إلى ما نحن فيه الآن.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تقف ببساطة مكتوفة الأيدي، بفشلها في منع أو معاقبة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، بل إنها تعمل بنشاط على تمكين ودعم أخطر جريمة بموجب القانون الدولي، مما يجعلها متواطئة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة الولایات المتحدة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بالصور.. شمال غزة يسطّر فصلًا جديدًا من البطولة في مواجهة الإبادة الجماعية
◄ صمود أسطوري لسكان الشمال ضد سياسات القتل والتهجير
◄ تحوّل تكتيكي في عمليات المقاومة وحصد أرواح جنود الاحتلال بالسكاكين
◄ تنفيذ أول عملية لتحرير فلسطينيين احتجزهم جيش الاحتلال داخل شقة سكنية
◄ المقاومة تغنم العديد من الأسلحة الإسرائيلية بعد تنفيذ عمليات الطعن
◄ أبوعبيدة: الاحتلال يخفي خسائره الحقيقية وحالة جنوده المزرية في الشمال
◄ القسام: إسرائيل تنفذ سياسات الإبادة للتغطية على الفضائح العسكرية
الرؤية- غرفة الأخبار
يتعرض شمال قطاع غزة منذ أكثر من 80 يوماً لحملة عسكرية إسرائيلية حولته إلى ما يشبه مدينة الأشباح، في محاولة من جيش الاحتلال للسيطرة على كامل شمال القطاع وإخلائه من السكان وتهجيرهم إلى الجنوب، وإنشاء منطقة عازلة.
ومنذ بدء هذه الحرب قبل أكثر من 14 شهرا، لم يترك عشرات الآلاف من سكان شمال القطاع منازلهم، في تحدٍّ واضح لآلة القتل الإسرائيلية التي دمرت كل مظاهر الحياة هناك وقتل الآلاف من الأبرياء.
وفي ظل هذا الصمود للفلسطينيين، قرر جيش الاحتلال شن هذه الحملة العسكرية في أكتوبر الماضي، وهي الحملة العسكرية الثالثة التي يشنها على الشمال بشكل عام وعلى جباليا بشكل خاص، لكن هذه المرة كان التدمير أضعاف ما فعله منذ السابع من أكتوبر، ورغم ذلك يتمسك الفلسطينيون بمنازلهم، على الرغم من إجبار الآلاف على النزوح تحت نيران القصف والدبابات.
وعلى المستوى العسكري ورغم الدمار الهائل لمدن الشمال، تكبد الاحتلال خسائر كبيرة في الأيام الأخيرة نتيجة عمليات وكمائن المقاومة الفلسطينية، والتي طوّرت من استراتيجيتها بتنفيذ عمليات طعن بالسكاكين والاشتباك من المسافة صفر.
وكان آخر هذه العمليات ما أعلنت عنه كتائب القسام، أمس، تنفيذ عملية أمنية معقدة. وقالت الكتائب: "تمكن عدد من مجاهدينا من طعن وقتل 3 جنود صهاينة كانوا في مُهمة حماية مبنى تحصنت به قوة صهيونية، ومن ثم اقتحموا المنزل وأجهزوا على كافة أفراد القوة الصهيونية من مسافة الصفر واغتنموا أسلحتهم، وأخرجوا عدداً من المواطنين الذين احتجزهم الاحتلال داخل المنزل في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع".
ولقد أكد على ذلك ما نشره أبو عبيدة- الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام- بالأمس إذ قال إن الاحتلال الإسرائيلي يخفي خسائره الحقيقية وحالة جنوده "المزرية" في شمال قطاع غزة، حفاظا على صورة جيشه.
وأضاف: "بطولات مجاهدينا وأداؤهم الميداني في شمال القطاع هو نموذج ملهم لكل أحرار العالم، والإبادة والتطهير العرقي شمال القطاع يستهدفان المدنيين الأبرياء للتغطية على فضائح الجيش الصهيوني".
وهدد أبو عبيدة قائلا: "مصير بعض أسرى العدو مرهون بتقدم جيش الاحتلال لمئات الأمتار في بعض المناطق التي تتعرض للعدوان".