نبه براد باركر، وهو محام ومستشار سياسي بارز في "منظمة الدفاع عن الأطفال الدولية – فلسطين"، إلى أن الولايات المتحدة من الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، لكنه اعتبرها من خلال تأييدها غير المشروط للمذبحة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، تدعم أخطر جريمة بموجب القانون الدولي.

وذكر في مقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني أنه عندما وُوجه الرئيس الأميركي جو بايدن بتصاعد عدد القتلى الفلسطينيين وسئل عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تجاهل طلباته لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، انتهز الفرصة للتشكيك بشكل عرضي في إحصاءات القتلى الفلسطينيين وأعلن "أنا متأكد من أن أبرياء قد قُتلوا، وهذا هو ثمن الحرب".

وعلق باركر على تصريحات بايدن هذه أنها تشير إلى أنه غير مهتم مطلقا بنطاق وحجم الأذى اللاحق بالمدنيين الفلسطينيين نتيجة هجمات الجيش الإسرائيلي في غزة.

وأضاف أن بايدن يصبح كل يوم متواطئا بشكل متزايد في حملة عسكرية تقتل فيها القوات الإسرائيلية الأطفال الفلسطينيين بدم بارد، مما يشكل جريمة إبادة جماعية.


وأشار إلى أن عدد من قتلتهم القوات الإسرائيلية من الأطفال في غزة خلال الأيام الـ24 الماضية لا يقل عن 3542، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مع تقديرات بأن أكثر من 1050 أبلغ عنهم أنهم مفقودون، ويفترض أنهم محاصرون أو قتلى تحت الأنقاض، بانتظار إنقاذهم أو انتشالهم. وخلال الفترة ذاتها قتلت القوات الإسرائيلية 36 طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة.

فشل المجتمع الدولي
ولوضع شدة القصف الإسرائيلي الحالي في سياقه، فقد قتلت القوات الإسرائيلية خلال الـ24 يوما الماضية أكثر من ضعفي عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة في جميع هجمات الجيش الإسرائيلي السابقة مجتمعة في الفترة من يناير/كانون الثاني 2006 إلى 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال باركر إنه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، وثق هو وزملاؤه في المنظمة المذكورة مقتل 1171 طفلا فلسطينيا في غزة. وأشار إلى أن المنظمة تحققت بشكل مستقل من مقتل 547 طفلا فلسطينيا بين القتلى في غزة، 535 منهم كنتيجة مباشرة للهجمات الإسرائيلية. وكان نحو 68% من الأطفال الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية يبلغون من العمر 12 عاما أو أقل.

أقارب يحملون جثامين أطفال من عائلة واحدة قتلوا في غارات إسرائيلية على مدينة رفح الفلسطينية في جنوب قطاع غزة (الفرنسية)

ولوضع عدد الأطفال الذين قتلوا في سياق أوسع، قتلت القوات الإسرائيلية من أطفال غزة خلال الـ22 يوما الماضية عددا أكبر من مجموع عدد القتلى في الصراعات المسلحة على مستوى العالم على مدار عام كامل، على مدى السنوات الثلاث الماضية.

ومع ذلك يرى الكاتب أن الإفلات شبه الكامل من العقاب الذي توفره الولايات المتحدة ويتمتع به المسؤولون الإسرائيليون وجيشهم يعني أنه لا حدود لهم.

وخلص إلى أن فشل المجتمع الدولي السابق في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب، وربما الأهم من ذلك، الاسترخاء وعدم مجابهة دعم الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل، هو ما قادنا إلى ما نحن فيه الآن.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تقف ببساطة مكتوفة الأيدي، بفشلها في منع أو معاقبة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، بل إنها تعمل بنشاط على تمكين ودعم أخطر جريمة بموجب القانون الدولي، مما يجعلها متواطئة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة الولایات المتحدة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أمريكا تكابر وتضحي باقتصادها للدفاع عن إسرائيل واستمرار جرائم الإبادة ضد الأبرياء في غزة: تأثير العمليات اليمنية يلقي بثقله على الاقتصاد ، والمستهلكين الأمريكيين

توقعات بوصول سعر الشحن على الحاوية الواحدة من شنغهاي إلى السواحل الأمريكية إلى أكثر من 20 ألف دولار الأزمة أثرت على الولايات المتحدة بما يصل إلى 50.8 مليار دولار من البضائع الضربان اليمنية أثرت على تجار الأخشاب في الولايات المتحدة وبريطانيا

أكدت تقارير أمريكية غربية جديدة ، أن الضربات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد السفن الأمريكية البريطانية ، التي أقحمت نفسها للدفاع عن السفن الصهيونية والمرتبطة بإسرائيل ، بدأت تترك أثراً ملموساً على الاقتصاد الأمريكي، حيث بدأ التأثير جراء الهجمات اليمنية المستمرة يطال سلاسل التوريد بشكل واسع على عدد كبير من طلبات المنتجين والشركات الأمريكية ، ناهيك عن ارتفاع أسعار الغذاء ، وارتفعت أسعار الشحن البحري الفوري من الشرق الأقصى إلى الولايات المتحدة إلى أكثر من 40% شهرياً ، ناهيك عن المخاطر التضخمية ، وانكماش النمو في الاقتصاد الأمريكي عموماً ، وبرغم هذه التأثيرات الاقتصادية ، وعجز التحالف العسكري الأمريكي وحلفاؤه عن وقف الهجمات اليمنية ، وهروب اساطيلها التي أحرقت بالصواريخ والمسيرات ، والزوارق الحربية اليمنية ، تستمر أمريكا في المكابرة ، دفاعاً عن جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم ضد الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة ، بينما يؤكد اليمنيون قيادة وشعباً ، أن الضربات اليمنية مستمرة ، وبشكل متصاعد حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة الإباء والتضحيات والصمود.

الثورة / أحمد المالكي

بنك الولايات المتحدة التابع لمؤسسة “يو إس بانكروب” المصرفية قال : أن تأثير هجمات القوات اليمنية في البحر الأحمر كان لها تأثير كبير على سلسلة التوريد الأمريكية، وأن هذا التأثير يحمل مخاطر تضخمية، ويدخل ضمن أسباب تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من هذا العام.
وذكر التقرير أن “الاقتصاد الأمريكي سجل تباطؤاً في النمو خلال الربع الأول من عام 2024م ، ووصل إلى معدل سنوي قدره 1.3% بعد أن سجل في العام الماضي نمواً مقداره 2.5%”.
ونقل التقرير عن توم هاينلين، استراتيجي الاستثمار الوطني في البنك ، قوله إن “ارتفاع التضخم يعكس تقييد المعروض من السلع في الوقت نفسه الذي يتعاظم فيه الطلب على كثير من تلك السلع نفسها”.

سلاسل التوريد
وأوضح التقرير أن “مشاكل سلاسل التوريد أثرت على مجموعة أوسع من المنتجات، فقد واجهت بعض الشركات صعوبة في مواكبة الطلب ، أو الحصول على المكونات اللازمة لتصنيع المنتجات أو إيجاد عدد كافٍ من العمال لتلبية احتياجات الإنتاج ، بالإضافة نشوء تحديات النقل ، بما في ذلك زيادة حركة الشحن في بعض الموانئ ونقص سائقي الشاحنات لنقل البضائع لمسافات طويلة”.
وقال التقرير إن “أحداث مثل هجمات البحر الأحمر على شركات الشحن الخاصة تضاف إلى مخاوف محددة في سلسلة التوريد”.

أمريكا وبريطانيا
من جهة أخرى أوضح موقع «وود سنترال” الأسترالي المختص بشؤون سلسلة توريد الأخشاب ، إن هجمات قوات صنعاء المساندة لغزة في البحر الأحمر، سببت تأثيرات سلبية كبيرة على تجار الأخشاب في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وبحسب تقرير نشره الموقع مطلع الأسبوع، ونقل عن “جيمس لاثام أحد أكبر تجار الأخشاب في المملكة المتحدة، قوله بأن الأزمة التي شهدت قيام أكبر شركات الشحن في العالم بإعادة توجيه ما قيمته 200 مليار دولار من التجارة حول رأس الرجاء الصالح، أدت إلى انخفاض الأرباح بنسبة 30% خلال عام ”.
وأوضح التقرير أن “الأزمة أثرت أيضاً على الولايات المتحدة بما يصل إلى 50.8 مليار دولار من البضائع، بما في ذلك الأخشاب المنشورة، بحسب تقرير (أكبر صادرات العالم)”.
وأشار إلى أن “الأزمة تضيف الآن 2-3 أسابيع إلى أوقات الشحن، مما يكلف ما يصل إلى مليون دولار أمريكي أسبوعياً من الوقود”.
وأكد التقرير أن “أقساط التأمين لاستخدام البحر الأحمر بالنسبة للسفن الأمريكية والبريطانية والمرتبطة بإسرائيل ، ارتفعت إلى ما يقرب من عشرة أضعاف منذ بدء الهجمات”.

أسعار الشحن
وتشير شبكة سي إن بي سي الأمريكية إلى أن أسعار الشحن البحري الفوري من الشرق الأقصى إلى الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة تتراوح بين 36% إلى 41% شهريًا، وزادت شركات النقل البحري من الرسوم الإضافية المعروفة باسم زيادات الأسعار العامة بنسبة 140% تقريبًا، وفقًا للخريطة الحرارية لسلسلة التوريد الخاصة بشبكة CNBC. وقد رفعت هذه التكاليف سعر حاوية البضائع التي يبلغ طولها 40 قدمًا إلى حوالي 12 ألف دولار.

ارتفاع التضخم
وقد ارتفعت أسعار الكثير من المنتجات في الولايات المتحدة، لعدة عوامل كان منها العمليات اليمنية، فيما تنذر حالة عدم اليقين بانتهاء المشكلة قريبا بارتفاع مستوى التضخم وارتفاعات أكبر للأسعار خلال الأشهر القادمة حيث من المتوقع أن يصل سعر الشحن على الحاوية الواحدة من شنغهاي إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة 20 ألف دولار وقد يصل إلى أكثر من ذلك.
وبحسب تحليل نشر في صحيفة ناشيونال انترست ، فإن التأثير الكامل للعمليات اليمنية يلقي بثقله على المستهلكين الأمريكيين، وتشكل زيادة تكاليف الشحن عبئا غير متناسب على القطاعات ذات هوامش الربح الضيقة، مثل الملابس والمواد الكيميائية، وحتى شركات الشحن نفسها.

الشحن الجوي
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال ، قام مستوردون في الولايات المتحدة بنقل طلباتهم عبر الشحن الجوي بتكاليف مرتفعة جدا حتى لا يكون هناك تأخيرات، لكن المشكلة هي أن قطاع الطيران ليس مستعدا ليحل محل الشحن البحري، ولا حتى تغطية نسبة بسيطة منه، وسرعان ما ظهر الضغط على هذا القطاع ووصلت أسعار الشحن الجوي إلى المستويات الحمراء، وفقا لتقرير صادر عن شركة Scan Global Logistics.
موقنون بالنصر المبين الذي نراه قريباً بلا شك يلوح في الأفق.

مقالات مشابهة

  • مسؤولة في إدارة بايدن تعلن استقالتها تنديدًا بدعم عدوان الاحتلال على غزة
  • مسؤولون سابقون: الإدارة الأمريكية متواطئة في قتل الفلسطينيين
  • واشنطن: نواصل العمل مع مصر وقطر لسد الفجوات في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • مظاهرة في نيويورك رفضاً لما صرح به مرشحا الرئاسة الأميركية حول دعم الاحتلال الإسرائيلي
  • وزارة الخارجية والمغتربين : إن الكيان الإسرائيلي يثبت يوماً بعد يوم بأنه لا يعير أي اهتمام للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، ويستهتر عن عمد بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويستمر في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، التي راح ضحيتها
  • مظاهرة في نيويورك رفضاً لما صرح به مرشحاً الرئاسة الأميركية حول دعم الاحتلال الإسرائيلي
  • أمريكا تكابر وتضحي باقتصادها للدفاع عن إسرائيل واستمرار جرائم الإبادة ضد الأبرياء في غزة: تأثير العمليات اليمنية يلقي بثقله على الاقتصاد ، والمستهلكين الأمريكيين
  • لليوم الـ 270.. إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة
  • بالفيديو.. مدير مجمع الشفاء بغزة يكشف عن معاناة الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 37900 شهيد