السودان أمام منعرج خطير!
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
السودان أمام منعرج خطير!
عثمان ميرغني
بينما أنظار العالم مشدودة نحو حرب غزة، انزلقت حرب السودان نحو منعطف خطير، بل الأخطر منذ اندلاعها قبل سبعة أشهر. المذهل أن هذا الأمر يحدث في الوقت الذي انطلقت فيه مفاوضات جدة تحت رعاية الميسرين: السعودية والولايات المتحدة وبمشاركة ممثل للاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) هذه المرة.
هناك مَن رأى أن الجيش وقوات الدعم السريع سعيا لتعزيز مواقعهما على الأرض لدعم موقفيهما في التفاوض. لكن الواقع لم يكن كذلك، إذ إن الجيش كان في موقف دفاعي، بينما قوات الدعم السريع وسّعت هجماتها في دارفور وحققت مكاسب، لم تغير من المعادلات فحسب، بل وضعت السودان أمام مجهول خطير.
للمرة الأولى تبدو احتمالات التقسيم خطراً ماثلاً، وليس مجرد توقعات وتحذيرات على الورق. الأدهى والأخطر أن هذا الأمر لو حدث فلن يعني نهاية الحرب، لأنها لن تتوقف في دارفور، وستمتد إلى ولايات أخرى، أولها كردفان المشتعلة، قبل أن تعود مرة أخرى إلى الخرطوم، بشكل أعنف.
الكثير يتوقّف الآن على مفاوضات جدة، فنجاحها سيعطي الناس فسحة للتفكير والتدبر في كيفية إنقاذ البلد من أخطر محنة وجودية يعرفها منذ استقلاله. والمقصود بالنجاح هنا هو تنفيذ ما اتُّفق عليه سابقاً من خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين والمناطق السكنية والمؤسسات والمرافق الخدمية. أما الفشل، فسوف يقود حتماً إلى توسع المواجهات، واشتدادها، وامتدادها نحو مناطق أخرى.
المكاسب التي حققتها قوات الدعم السريع بعد تلقيها مساعدات هائلة في العتاد وفي وصول مقاتلين من دول أخرى، لم تكن عسكرية فحسب، بل كان الواضح أن فيها حسابات أخرى لوضع اليد على مرافق اقتصادية واستراتيجية مهمة مثل حقل بليلة النفطي في ولاية غرب كردفان. هذا الأمر تمكن قراءته من زاويتين؛ الأولى أن قوات الدعم السريع لم تفكر فقط في محاولة بسط سيطرتها على إقليم دارفور الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا تقريباً، بل وسّعت معاركها في إقليم كردفان أيضاً، بمعنى أن الانفصال إذا حدث وكان هذا هو المخطط، فإنه لن يكون في سلخ دارفور وحدها، بل بالتمدد في كردفان أيضاً والسيطرة على ثرواتها، بما يعني النفط والصمغ العربي والثروة الحيوانية، ناهيك بالطبع عن البعد الاستراتيجي لهذه المناطق.
الزاوية الأخرى، أن السيطرة على دارفور وأجزاء من كردفان، وإعلان حكومة من نيالا موازية للعاصمة القومية في الخرطوم، لا يعنيان نهاية المخطط المرسوم، ولا نهاية الحرب، بل سيكون ذلك استنساخاً للسيناريو الليبي الذي أفرز حرباً مفتوحة، وأبقى المجال واسعاً أمام التدخلات الأجنبية مع استمرار تفكير كل طرف في أنه قد تأتي لحظة يتمكن فيها من دحر الآخر.
الوسومالسودان عثمان ميرغني منعرج خطيرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان عثمان ميرغني
إقرأ أيضاً:
السودان ...40 بين قتيل وجريح بغارة للجيش على ولاية شمال دارفور
أفاد شهود عيان ولجان محلية سودانية بمقتل وإصابة نحو 40 شخصا جراء غارة جوية نفذها طيران الجيش على وسط منطقة بولاية شمال دارفور.
اقرأ ايضاًبعد حصار الدعم السريع ... 79 قتيلا بولاية الجزيرة السودانيةوقالت لجان المقاومة المحلية في منطقة سرف عمرة بولاية شمال دارفور إن الجيش السوداني نفذ غارة جوية استهدفت وسط المنطقة، أسفرت عن مقتل 18 شخصًا وإصابة 27 آخرين.
في حين قال شاهد عيان إن غارات جوية عنيفة استهدفت حي البيطري وسوق المواشي ورئاسة المحلية، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
من جهة أخرى شهدت العاصمة السودانية الخرطوم صباح الإثنين قصفًا مدفعيًا وجويًا مكثفًا، حيث استهدفت قوات الجيش مواقع تتموضع فيها قوات الدعم السريع في الخرطوم وبحري.
وفي تطور آخر، أفادت منصة «نداء الوسط» أمس الأحد، بارتفاع عدد القتلى في مدينة الهلالية بولاية الجزيرة شرقي السودان إلى 350 مدنيًا، نتيجة للحصار الذي تفرضه مجموعات تتبع قوات الدعم السريع.
كما أعلن ما يعرف ب "مؤتمر الجزيرة" أن قوات الدعم السريع قتلت نحو 1,237 شخصًا شمال وشرق الخرطوم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، فيما جرى تهجير كامل لنحو 400 قرية في تلك المناطق.
غارة جوية على منطقة بشمال #دارفور وسط تضارب في أرقام الضحايا
تابع المزيد على موقع دارفور ٢٤ الإخباري https://t.co/Jvx68TY0ni#دارفور٢٤ pic.twitter.com/9OADtfZynl
— دارفور24 (@Newsdarfur1) November 10, 2024
المصدر: وكالات
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند السودان ...40 بين قتيل وجريح بغارة للجيش على ولاية شمال دارفور جدري القردة... اجتماع للصحة العالمية من أجل تقييم الأزمة بصاروخ بالستي...الحوثيون يستهدفون قاعدة إسرائيلية جنوب فلسطين إعلام سوري: غارة إسرائيلية تقطع الطريق الدولي بين حمص ودمشق هل عاد عمرو دياب لزينة عاشور؟ هذا ما نشرته ابنته كنزي Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter