قيادي بحماس في رام الله للوتان: كل زعيم يُغتال يخلفه آخر
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
قبل أن تكون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حركة، كانت أيديولوجية المقاومة راسخة بعمق في أذهان الناس وفي قلب الهوية الفلسطينية، ولن يتمكن الإسرائيليون من اقتلاعها، خاصة أن كل زعيم يغتال يستبدل بآخر، وبالتالي سيظل هناك جيل جديد من القادة، وسيظل وزن حماس يكبر عما كانت عليه أيام الانتخابات التشريعية لعام 2006، عندما بقي الفلسطينيون عالقين بين حركة فتح الضعيفة وحماس غير المعترف بها دوليا، محرومين من أي أفق سياسي.
بهذه الجمل لخص الباحث في جامعة القدس المفتوحة حامد قصي، وهو أحد خبيرين (حامد قصي وستيفاني لاتيه عبد الله، مديرة البحث بالمركز الوطني للبحوث العلمية والمتخصصة في الشرق الأوسط) استعانت بهما صحيفة لوتان السويسرية لتحليل المقابلة التي أجرتها مع حسين أبو كويك "آخر قيادي سياسي من حركة حماس بالضفة الغربية، لا يزال طليقا رغم اشتداد إسرائيل في الطلب عليه" كما وصفته الصحيفة، وهو يشرح فيها أسباب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول ويدفع عن نفسه وحركته ما يروج له من تشابه بينها وبين تنظيم الدولة الإسلامية.
أبو كويك: لا أبقى أكثر من 10 دقائق في نفس المكان تجنبا للاعتقال أو القتل
وفي هذه المقابلة النادرة -كما تصفها الصحيفة- يقول حسين أبو كويك -الذي لا يبقى أكثر من 10 دقائق في نفس المكان تجنبا للاعتقال أو القتل- إن "الأشهر التي سبقت هذه العملية العسكرية، زاد فيها الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على الفلسطينيين والمسجد الأقصى، مضيفا "لقد حذرنا الكيان الصهيوني من الهجمات على المسجد ولكن لم يسمعنا أحد. فقد مُنع أهلنا من الذهاب للصلاة فيه، وهوجم المسلمون والمسيحيون وأسيئت معاملة النساء".
وعلق حامد قصي بأن المسجد الأقصى رمز حشدي بامتياز، وأن حماس أطلقت على عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول اسم "طوفان الأقصى"، لتكون استمرارا لعملية "سيف القدس" عام 2021 التي أظهرتها مدافعة عن الأماكن المقدسة، ومعبئة للفلسطينيين، وقادرة على هزيمة المخابرات الإسرائيلية.
لا نسعى لقتل كل اليهود
وقال الرجل -الذي نجا بأعجوبة من اغتيال مستهدف عام 2003 توفيت خلاله زوجته وأحد أبنائه وأصيب شقيقه بإعاقة- عند سؤاله هل حماس وتنظيم الدولة الإسلامية نفس الشيء؟ إن حماس تختلف كثيرا عن ذلك التنظيم "فنحن لا نسعى إلى قتل اليهود في جميع أنحاء العالم. نحن لا نقاوم إلا من يحتلنا ويقتلنا ويعذب أطفالنا في سجونه. إن هدفنا ليس الإبادة، بل تحرير أرضنا والعيش في سلام وأمن مثل الأمم الأخرى. ويجب على أوروبا التي تعترف بالقانون الدولي والقانون الذي أنشئت بموجبه الأمم المتحدة، أن تدعمنا كما تدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا".
وعلق حامد قصي بأن قادة حماس معتادون على تشبيههم بتنظيم الدولة والقاعدة، كما يفعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ 11 سبتمبر/أيول 2001 لجذب الدعم الدولي، لكن الحقيقة هي أن هذه الحركات لا علاقة بينها مطلقا، وحماس في المقام الأول منظمة اجتماعية ودينية، أنشطتها العسكرية والسياسية في المرتبة الثانية، وهي متجذرة بعمق في فلسطين التي يمثل تحريرها سبب وجودها، وفي نفس المسار ذهبت ستيفاني لاتيه عبد الله وقالت إن "حماس وتنظيم الدولة لا يتقاسمان نفس الأيديولوجية، وليسا متشابهين".
ومن جهة أخرى أكد حسين أبو كويك أن حماس، في يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، "لم تقتل أي امرأة ولا طفل. ادعاءات إسرائيل عنا كاذبة تماما. هل تريد أدلة؟ لقد حررنا نساء وأطفال الأسرى الإسرائيليين، ونحن على استعداد للإفراج عن جميع المعتقلين. نحن نعتني بهم. وهم يأكلون ما نأكله".
وعلقت ستيفاني لاتيه عبد الله بأن حسين أبو كويك يرفض ربط جماعته بما ذكر عن انتهاكات فرعها العسكري ويصر على أن حركته لا تقتل النساء والأطفال، مع أن بعض عناصر الحركة، يعتبر جميع المدنيين الإسرائيليين جنودا محتملين، لأن الخدمة العسكرية إلزامية في إسرائيل.
أما حامد قصي فرأى أن واقعة 7 أكتوبر تدور حولها عدة فرضيات، أبرزها أنها عملية عسكرية خرجت عن نطاق السيطرة، حيث كانت حماس تنوي مهاجمة قاعدتين عسكريتين إسرائيليتين، واختطاف جنود لتنفيذ عملية تبادل للأسرى، لكن سهولة وسرعة التقدم التي فاجأت حتى المسؤولين عن العملية، تركت المجال مفتوحا أمام مجموعات أخرى من أهل غزة، بما فيهم مدنيون وسلفيون.
وفي المقابلة التي وافق على إجرائها محميا بوجود حشد من العائلات المتضامنة مع غزة، أوضح حسين أبو كويك أن الاعتقال والاغتيال لن يؤثر على حماس التي يهتف لها اليوم آلاف الفلسطينيين في جنين وطولكرم وغيرهما، و"لن ينجح الإسرائيليون أبدا في القضاء عليها لأنها في الوقت نفسه فكرة وعقيدة وطريقة ورؤية تحررية. أقول لهم اعترفوا بحقوقنا، ارفعوا الحصار عن غزة، انسحبوا من الضفة الغربية والقدس، أطلقوا سراح أسرانا، وسوف نحرر أسراكم وسنعيش معا في سلام".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024.. أبرز اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لقيادات «حماس» و«حزب الله»
حصاد 2024.. عام سيطرت عليه الدموية عاشه سكان فلسطين ولبنان، حيث استخدم الاحتلال الإسرائيلي أساليب متنافية مع القوانين الدولية والإنسانية واستباحة مقتل الأطفال والنساء العزل، وإعاقة دخول المساعدات الإغاثية والطبية، وشن غارات كثيفة على المستشفيات، واتساع رقعة الاحتلال لصالحهم في فلسطين.
وكان «حزب الله» يعمل كجبهة إسناد لـ«حماس» لتعزيز صفوف قوة المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، مما ساهم في ضعف الموقف الإسرائيلي لوقت طويل، لذلك طالب الاحتلال من الولايات المتحدة إرسال أسلحة محرمة دوليًا وقوات خاصة تساعد في تحقيق أهداف ومصالح شخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليس لإعادة الرهائن كما تدعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
البرد في غزةوبالفعل استجابت الولايات المتحدة الأمريكية لطلب الكيان الإسرائيلي وأرسلت أسلحة محرمة دوليًا، ومنذ تلك اللحظة تغيرت أساليب الحرب من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية، واتجهت لاستخدام الأسلحة المحرمة في اغتيال أبرز القيادات الإسلامية الفلسطينية واللبنانية، وهذا لم يقتصر فقط على القادة فقط، بل كانت له تبعات سلبية مما أثر على المنازل السكنية وقتل الكثير من المدنيين العزل، ونزوح الآخرين.
وأصبحت فلسطين ولبنان في الوقت الراهن «وجهان لعملة واحدة»، بالنسبة لأساليب المعاناة والإجراءات التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين اللبناني التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي 7 أكتوبر 2024، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والأطفال.
ويستعرض موقع «الأسبوع» لكل متابعيه وقراؤه أهم وأبرز القادة الفلسطينيين واللبنانيين التي اغتالهم قوات الاحتلال الإسرائيلية في 2024، وهم كالتالي:
اغتيال «إسماعيل هنية» في إيرانتوجه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يوم الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024، إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشيكان، لكن في الصباح التالي أعلنت المقاومة الفلسطينية رسميًا اغتياله.
وكشفت «حماس» والحرس الثوري، يوم الأربعاء الموافق 31 يوليو 2024، تفاصيل استشهاد إسماعيل هنية في طهران، قائلة: «الاحتلال الإسرائيلي استهدف مقر إقامة إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى استشهاده، واستشهاد أحد حراسه».
إسماعيل هنيةوبعد التأكد من استشهاد إسماعيل هنية، أصدرت «حماس» قرارًا بتعيين يحيى السنوار خلفًا له، لتعزيز القدرات الدفاعية لصفوف المقاومة لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية، وفي الوقت ذاته تظاهر العديد من عائلات الأسرى وانقلبت إسرائيل رأسًا على عقب بعد مقتل 6 رهائن إسرائيليين كانوا موجودين بأحد الأنفاق في مدينة رفح الفلسطينية.
اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس «يحيى السنوار»لم يمكث يحيى السنوار في منصب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إلا 3 أشهر فقط، إذ أكدت المقاومة الإسلامية يوم الخميس الموافق 17 أكتوبر 2024، اغتياله جراء اندلاع اشتباكات بين عناصر المقاومة مع عدد من جنود الاحتلال بمدينة رفح الفلسطينية، وتحديدًا في تل السلطان.
وكشفت تقارير إعلامية عبرية، عن وقوع اشتباك بين 3 عناصر من المقاومة وعدد من قوات الاحتلال تابعة لسلاح المدرعات بمدينة رفح الفلسطينية لساعات طويلة، وبعد القصف أسل الاحتلال مسيرة إلى أحد المباني للتعرف على وجهه يحيى السنوار، وبعد التأكد من تواجد أحد عناصر المقاومة جالس على كرسي وهو ينزف، قذفت الآلية العسكرية الإسرائيلية قذيفة لاغتياله.
يحيى السنواروأفادت التقارير العبرية، بأن قوات الاحتلال تعرفت على جثة السنوار بناء على صور أسنانه وإجراء تحليل الـ DNA للتوصل إلى النتيجة النهائية، وقالت: «هذه العملية كانت محل الصدفة دون تخطيط مسبق».
استشهاد «حسن نصرالله» بالضاحية الجنوبيةاستشهد حسن نصرالله، الأمين العام للمقاومة اللبنانية «حزب الله»، يوم السبت الموافق 28 سبتمبر 2024، جراء قصف إسرائيلي كثيف استهدف المقر المركزي للحزب في العاصمة «بيروت» وتحديدًا في الضاحية الجنوبية، وفقًا لما أكده حزب الله.
وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن حسن نصرالله لم يكن وحده متواجد بمقر الحزب فقط، بل كان يعقد اجتماع حينها مع 20 قيادي أخر، وبعد رصدهم شن طيران الاحتلال الإسرائيلي نحو 140 غارة إسرائيلية كثيفة، يوم الجمعة الموافق 27 سبتمبر 2024، على مقر الحزب لاغتيالهم، وذلك من خلال استخدام قنابل محرمة دوليًا تزن حوالي 2000 طن.
حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبنانيوأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت أسفل المباني السكنية بمنطقة الضاحية الجنوبية، تم استهدافه من قبل طائرات سلاح الجو، ثم نفذت الغارة على قيادات الحزب داخل المقر.
تفاصيل اغتيال قائد الجبهة اللبنانية «علي كركي»كان علي كركي، قائد الجبهة اللبنانية ضمن قائمة الاغتيالات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في لبنان، حيث استهدف كركي، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، و20 قيادي آخر في غارة إسرائيلية واحدة أثناء اجتماعهم بالمقر المركزي المتواجد بأسفل أحد المباني المكتظة بالسكان بمنطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت.
ونفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي من طراز «F-35» الشبحية غارات كثيفة في ساعات مبكرة مساء يوم الجمعة الموافق 27 سبتمبر 2024، ملقيًا قنابل خارقة على المقر المركزي لـ«حزب الله» تزن نحو 2000 رطل، مما أدى حينها لتدمير 6 مباني سكنية واستشهاد حسن نصر الله، وعلي كركي، وباقي القيادات.
علي كركي بعد 20 ساعة بحث.. اغتيال «فؤاد شكر»ذكرت تقارير إعلامية عبرية، اغتيال أبرز قيادي عسكري بالمقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله «فؤاد شكر»، والمعروف باسم «الحاج محسن»، جراء قصف إسرائيلي عنيف استهدف مبنى بالضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت.
وأفادت التقارير العبرية، بأن طيران سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات كثيفة يوم الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024، على محيط مجلس الشورى التابع لحزب الله، وكان المستهدف من تلك الغارات هو فؤاد شكر، وذلك بمثابة رد على الصواريخ التي أطلقت من لبنان على «مجدل شمس»، الذي أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإسرائيليين.
فؤاد شكر القائد العسكري الأول لحزب اللهوفور إعلان نبأ استشهاد فؤاد شكر، بدأت عناصر المقاومة اللبنانية بالتأكد من المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام، وبعد نحو 20 ساعة من البحث عنه، أعلنت التقارير الإعلامية المحلية اللبنانية العثور على جثمان فؤاد شكر.
اغتيال «روحي مشتهي» و3 قيادات آخرين جراء غارات إسرائيلية مكثفةشن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات كثيفة على أحد الانفاق المتواجدة بمحيط المنطقة «الصناعية» غرب مدينة غزة، يوم الخميس الموافق 3 أكتوبر 2024، لاغتيال روحي مشتهي أحد أهم قيادات حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
أحد أبرز قيادات حماس روحي مشتهيوكشفت تقارير إعلامية عن تفاصيل استشهاد القيادي روحي مشتهي، وقالت إن «مشتهي» كان يختبئ بأحد انفاق غرب غزة وتم قصفه قبل ذلك ببداية العدوان الإسرائيلي 7 أكتوبر 2024، ولكن تضرره جراء في ذاك الوقت كانت جزئية، ثم هاجم الاحتلال الإسرائيلي هذا النفق مرة أخرى وهذه المرة هي الأخيرة التي استشهد بها قيادي حماس.
اقرأ أيضاًبيت عائلة «طه» يكتسب شهرة عالمية بعد استشهاد يحيى السنوار (تفاصيل)
مفكر استراتيجي: هؤلاء مرشحون لخلافة يحيى السنوار في قيادة حماس
نتنياهو يتحدث عن يحيى السنوار في أول ظهور بعد محاولة اغتياله بقيساريا (فيديو)